الفصل 250
لقاء أوسكار دي غاردياس منفردًا...
قررتُ أن أفكر أولاً في مآل هذا الأمر.
إذا كان لتلك النصيحة أن تسفر عن نتائج حسنة وسيئة معًا، فإن لقاء أوسكار سيكون المسار الصحيح، لكنه محفوف بمخاطر جمة.
كان لا بد أن يكون ضالعًا في الاغتيال بشكل أو بآخر.
عندما كشفت ليلكا المستور خلال اجتماع اللجنة التأديبية، فبدلًا من أن يبدو متفاجئًا، بدا وكأن الأمور اتخذت منعطفًا مثيرًا للاهتمام في نظره.
كان يجب أن يدرك أن حياتنا ستكون مهددة بمحاولات اغتيال، أو حتى أننا قد نلقى حتفنا.
هل كان أوسكار هو المحرض شخصيًا على الاغتيال؟
لا أظن ذلك.
هل كان له صلة بمن يقفون وراء الاغتيال؟
كان احتمال صحة ذلك واردًا بقوة.
هل كان أوسكار يعلم بإغلاق فصل أوربيس خلال اجتماع اللجنة؟
لم أكن أعلم.
لكن، بدا جليًا أن عليّ لقاء أوسكار لتجاوز هذا الموقف.
لم نتفق منذ البداية، لذا حتى لو التقينا مجددًا، أشك أن لدى أي منا شيئًا طيبًا يقوله للآخر.
مع ذلك، ولكي أتجاوز محنة الاغتيال هذه بطريقة ما، كان عليّ لقاء ذلك الرجل.
لكنه، بموضوعية، أقوى مني بأشواط. وإذا كان جادًا، فبإمكانه سحقي حتى الموت بيديه العاريتين.
ورغم أنني لم أتبع النصيحة بعد، كان جليًا أنني سأُقدِم على مجازفة كبرى إن فعلت.
أضافت نصيحة الكاتب الواضحة شرط لقائه 'منفردًا'.
هذا يعني أنني لن أستطيع إجراء حوار لائق مع أوسكار إذا رافقتني إيلين أو ليانا أو أي شخص آخر.
إذا أفضت تلك النصيحة إلى نتائج وخيمة فحسب، فسيقتلني أوسكار حالما أمثُل أمامه.
نصيحة الكاتب الواضحة لم تدع مجالًا للتخمين ؛ كانت أشبه باختبار للشجاعة.
كان عليّ الذهاب لأماكن أو فعل أشياء قد تقودني إلى حتفي.
لم يكن لدي أدنى فكرة عن كيفية معاملة أوسكار لي إذا التقيته منفردًا بالفعل، لذا لم يكن أمامي خيار سوى اتباع النصيحة المبهمة أولًا.
إغلاق فصل أوربيس...
كان عليّ معرفة السبب الحقيقي وراءه.
0 0 0
في اليوم التالي...
كنتُ قد حصلتُ على مشورة من بيرتوس بالفعل، لذا ذهبتُ للقاء شارلوت.
كانت شارلوت تتدرب مع سكارليت دومًا عند الفجر تقريبًا، فذهبتُ للقائهما باكرًا.
بعد قليل من التمرين الإضافي، استطعتُ العثور على سكارليت في إحدى حدائق المعبد.
"أوه، راينهارت. صباح الخير."
نظرت إليّ وأحنت رأسها تحيةً.
"أوه، أهلًا. وماذا عن شارلوت؟"
لم نقترب من بعضنا حقًا بعد درس المبارزة المشترك ذاك، لكنني اعتدتُ في النهاية على تصرفاتها المفرطة في التهذيب.
لكنني لم ألمح شارلوت في أي مكان بالقرب من سكارليت.
ألم تكونا تتدربان معًا دومًا عند الفجر؟ حسنًا، ليس دومًا، لكنني ظننتُ أنني لمحتهما هنا وهناك بين الحين والآخر.
"آه. سمو الأميرة الإمبراطورية... ليست هنا."
"حقًا؟ هل يئست؟"
رغم افتقارها للقدرة على التحمل، إلا أنها تدربت على أي حال، وإن لم تُظهر أي تحسن يُذكر. ولم يكن الأمر مجرد تبعات سجنها في قلعة ملك الشياطين، بل بدا جليًا أن شارلوت كانت واهنة البنية أصلاً.
"لا، هي فقط لا تستطيع التدرب فجرًا لأنها تأتي إلى المعبد من القصر الإمبراطوري هذه الأيام."
تأتي من القصر؟
كانت هذه أول مرة أسمع بهذا. لكن، ورغم أنني لم أكن أراها إلا نادرًا في السكن لاختلاف فصولنا الدراسية، فقد مر وقت طويل بالتأكيد منذ آخر مرة رأيتها هناك.
"هكذا فجأة؟"
"منذ بضعة أيام فقط. لديها الكثير من المهام..."
"همم... حسنًا، هذا منطقي."
ربما تسببت حادثة فصل أوربيس في مشاكل جمة، وكان بيرتوس وشارلوت يأتيان إلى المعبد من القصر الإمبراطوري بدلًا من المكوث في السكن عندما يطرأ أمر يخص العائلة الإمبراطورية، لذا لم يكن ذلك غريبًا على وجه الخصوص.
هذا يعني أنها ما تزال في القصر الإمبراطوري، ولكن لحسن الحظ، تزامنت بعض فصولي الدراسية مع فصول شارلوت ذلك اليوم، لذا أمكنني لقاؤها بعد انتهاء الدروس للحديث معها.
لحسن الحظ، كان اليوم هو الخميس.
كانت لدينا فصول مشتركة في ذلك اليوم، لذا ستكون شارلوت في قاعة الدرس المجاورة.
بعد انتهاء الدرس، تمكنتُ من اللحاق بشارلوت، التي كانت على وشك مغادرة المعبد دون العودة إلى السكن.
"نعم، راينهارت؟"
توقفت شارلوت عن المسير عندما ناديتها.
لكنها بدت هادئة أكثر من اللازم.
هل كانت حقًا مشغولة؟
عندما سألتها إن كان بوسعها منحي دقيقة من وقتها، أومأت برأسها قائلة إن لديها بعض الوقت.
"لا أظن أن لدي وقتًا لاحتساء الشاي، لكن يمكنني تخصيص بعض الوقت للحديث."
جلستُ وشارلوت متجاورين على مقعد في حديقة قريبة.
عندما سألتها، اكتفت بهز رأسها.
"تريد معرفة سبب إغلاق فصل أوربيس؟"
"أجل."
"أهذا كل شيء؟"
"أجل، ظننتُ أن الفصل لن يُغلق، لذا كنتُ أتساءل إن كان هناك سبب آخر خفيّ وراء الإغلاق غير الحادثة نفسها."
نظرت إليّ شارلوت.
"لا. بما أنك تنبش في هذا الموضوع، ألستَ في الواقع تنوي إثارة المتاعب مجددًا؟"
آه، هذه عاقبة من يكذب فلا يُصدَّق حين يَصدُق.
كنتُ أفعل ذلك حقًا لأنه كان يتوجب عليّ فعل شيء، لكنني لم أخطط لإخبارها البتة.
"الزم السكن وحسب. أنت تدرك خطورة إثارة المزيد من المتاعب الآن، أليس كذلك؟"
قالت شارلوت الكلام نفسه الذي قاله بيرتوس.
هذان الاثنان... لو تغاضى المرء عن بعض الأمور، لبديا متشابهين حقًا. حتى إنني تساءلتُ أحيانًا إن لم يكونا توأمين فعلًا.
لكنهما في الواقع شخصان مختلفان.
"الأمر ليس بتلك الأهمية حقًا. أنا فقط أشعر بالفضول لأنه أمرٌ يخصني."
"همم..."
عقدت شارلوت ذراعيها ونظرت إليّ وكأنها في حيرة من أمرها.
"لا يوجد سبب معقد، كل ما في الأمر أن الأشخاص المعنيين بالغوا في رد فعلهم."
"ماذا تقصدين بـ'بالغوا في رد فعلهم'؟"
"قدم عدد كبير من المعلمين استقالاتهم، كما قرر عدد لا يُستهان به من الطلاب الأكابر الانسحاب أيضًا. بعبارة أخرى، لاذوا بالفرار حتى قبل أن ينالوا العقاب. لقد اختفى ببساطة أكثر من نصف المعلمين والطلاب."
"... أشبه بالإضراب؟"
"... بالضبط."
ارتسمت ابتسامة خافتة على وجه شارلوت.
"إنه تحرك موحد لسان حاله يقول 'إذا عبثتم بنا، فاستعدوا لدمار فصل أوربيس بالكامل'. ربما ظنوا أننا سنأتيهم زاحفين نتوسل عودتهم، ونعدهم بغض الطرف عن كل شيء."
بعد أن ضاق بهم الخناق، قرر معلمو وطلاب فصل أوربيس الأكابر اتخاذ إجراء جماعي. كان الأمر أشبه برسالة مفادها 'قد ينهار الفصل، فهل أنتم حقًا مستعدون لذلك؟'
الأرجح أنهم كانوا يخادعون. بدت نظرات شارلوت باردة وهي تتحدث عن الأمر.
"هذا تحدٍ مباشر للعائلة الإمبراطورية."
"كيف يجرؤ هؤلاء، الذين دعمتهم الإمبراطورية، وعاشوا حياة هانئة يتمتعون فيها بتعليم وطعام الإمبراطورية، وناموا على أسِرَّة الإمبراطورية، وأنفقوا أموال الإمبراطورية، كيف يجرؤون على التفاوض مع الإمبراطورية بمثل هذه الوقاحة؟"
بدا أن الإجراء الجماعي من قِبَل هيئة تدريس فصل أوربيس وطلابه تحدى رغبات العائلة الإمبراطورية وليس إدارة المعبد.
"لهذا اتُخذ القرار بنبذ الأمر برمته. لقد كانوا مغرورين أكثر من اللازم. فصل أوربيس لن يعود له وجود الآن، ولن يكون له وجود مجددًا أبدًا."
حاول الفأر المحاصر عضّ القطة، فقتلته القطة. فبدلاً من تحمل التغيير أو العقاب، قاموا بالمخاطرة بفصل أوربيس بأكمله، واعتبرت العائلة الإمبراطورية هذا التصرف تحديًا لسلطتها.
وهكذا، اختفى فصل أوربيس بموجب مرسوم إمبراطوري.
هل كان انفعالهم الشديد هو ما دفعهم إلى هذا المأزق؟ لقد تجاوز فصل أوربيس في النهاية خطًا لم يكن يجب عليهم تجاوزه.
"مع ذلك، فإن تصرفاتهم بحد ذاتها ليست جريمة في الواقع، لذا لن نعاقبهم عليها. ولكن، يجب الأخذ في الحسبان أننا لن نبدي أي تساهل بشأن أعمال الإكراه والاعتداء العديدة التي ارتكبت داخل أسوار فصل أوربيس، والتي ستتكشف في المستقبل."
الخلاصة هي: 'حسنًا، استقيلوا إن كنتم لا تريدون العمل، وانسحبوا إن كنتم لا تريدون الدراسة هنا.'
لم يُغلق فصل أوربيس إلا لأنهم حاولوا تحدي جهة ما كان يجب عليهم أبدًا الإساءة إليها.
في الأصل، لم تفكر إدارة المعبد أبدًا في إغلاق الفصل، لكن الأمر انتهى بهم إلى اتخاذ هذه الإجراءات القصوى عقابًا على جريمة إهانة العائلة الإمبراطورية.
عرفتُ إذن لماذا أُغلق فصل أوربيس.
إذن... ماذا يعني هذا؟
ما الصلة بين اكتشاف مدبّر الاغتيال وبين تدمير فصل أوربيس لنفسه؟
-صفعة!
"آخ!"
كنتُ غارقًا في التفكير عندما صفعتني شارلوت فجأة على ظهري.
"يبدو أنك على وشك افتعال مشكلة أخرى. أليس كذلك؟"
"لا، لم أقل شيئًا من هذا القبيل حتى، أليس كذلك؟"
"كلما رأيتُك تفكر بعمق، تكون على وشك إثارة المتاعب. هذا واضح. الزم المعبد، مفهوم؟ لا، بل لا تغادر السكن مطلقًا."
"لـ-لكن لا يزال عليّ حضور الدروس!"
"ومن منعك من الذهاب إلى الدروس؟ فقط لا تتسكع في أماكن مشبوهة خارج أوقات الدروس! أنظر كيف تتغابى أمامي وأنت تعلم جيدًا ما أعنيه! على أي حال، أنا جادة."
رغم أنها قالت إن وقتها ضيق، فقد استوقفتني شارلوت وأخذت توبخني، وكادت أن تسترسل في خطبة طويلة.
شخصٌ توبخه أميرة...
أقصد، ألم يكن هذا أيضًا موقفًا فريدًا للغاية؟
ألقيتُ نظرة خاطفة على الفتاة المؤنِّبة، وفكرتُ أن شارلوت قد تصفعني مجددًا لو ظنت أنني غارق في التفكير مرة أخرى.
بعد أن صبّت جام غضبها عليّ لبعض الوقت، تنهدت شارلوت.
"راينهارت..."
"... ألا تظنين أنني وُبّخت بما يكفي؟ ماذا تريدين قوله أيضًا؟"
كان تعبير وجهها أرقّ قليلًا، ومختلفًا عما كان عليه حين كانت تؤنبني.
"لا تثر أي متاعب. أقول هذا لأنني قلقةٌ عليك بصدق. هذا هو الوضع الآن، وهكذا سيظل في المستقبل."
لسببٍ ما، بدا الحزن على وجه شارلوت.
قالت إنها مشغولة. تُرى هل كان هناك خطب ما؟
"مفهوم؟"
انتظرت شارلوت جوابًا.
"عليّ الانصراف الآن. أنا آسفة. كنت أودّ الحديث أكثر، لكنني مشغولة."
"... ومتى ستعودين إلى السكن؟"
الكلمات التي تفوهت بها في ذلك الموقف، وحياتي على المحك، بدت مثيرة للشفقة حقًا.
"همم... إن لم تثر أي متاعب، فقد أستطيع العودة فورًا."
ضيّقت شارلوت عينيها وهي تقول ذلك.
لسببٍ ما، لم أستطع إزاحة نظري عن ظهر شارلوت وهي تغادر الحرم الجامعي بخطى خفيفة.
ظللت أراقبها لبعض الوقت.
0 0 0
ظلت نصيحة الكاتب المبهمة غير مفهومة بالنسبة لي في النهاية.
أي استنتاج يمكنني استخلاصه من حقيقة إغلاق فصل أوربيس بسبب تصادمه مع العائلة الإمبراطورية؟
لم نكن في مجتمع ديمقراطي. فالعائلة الإمبراطورية تحكم كل شبر في الإمبراطورية. وحتى في المعبد، الذي يُدار بدعم هائل من العائلة الإمبراطورية، ما كان لتهديدات ضدها أن تجدي نفعًا.
لذا، في نهاية المطاف، لم يتبقَ سوى النصيحة الواضحة.
كان عليّ لقاء أوسكار منفردًا.
لكن، ومهما قلّبتُ الأمر، كان ذلك مسعىً محفوفًا بالمخاطر للغاية. قد أحصل على خيط رفيع من ذلك اللقاء، لكن الأرجح أن تكون العاقبة وخيمة جدًا.
كانت المخاطرة أكبر من اللازم. كيف لي أن أنتصر في قتال حقيقي ضد أوسكار، القادر على استخدام تقوية الجسد السحري؟ فحتى لو باغتُّه بلهب الثلاثاء مرتديًا السوار الواقي، لا يزال الوضع يبدو ميؤوسًا منه.
كان وضع ليلكا آرون مشكلةً أيضًا، لكنني لم أستطع الاكتفاء بانتظار ما سيحدث هكذا.
ولم يكن بوسعي الاختباء في المعبد للأبد أيضًا.
في الوقت الراهن، قررتُ انتظار المزيد من المعلومات. فربما يكون هناك شيء قد غفلتُ عنه أو لم أعلمه بعد.
0 0 0
بعد بضعة أيام، زارني ساركيجار.
"أُعطيتُ قائمة بالجماعات التي تمارس الاغتيال."
كانت خطوةً صائبة أن ألجأ إلى نقابة اللصوص للحصول على معلومات عن العالم السفلي. دوّن ساركيجار أسماء عدة جماعات في دفتري ؛ كانت كلها منظمات حديثة النشأة.
"بالطبع، هذه ليست قائمة بكل القتلة الناشطين، فهناك أيضًا بعض المنظمات السرية. لكنني تسللت إلى تلك الناشطة في العاصمة الإمبراطورية، واستطعتُ التأكد من عدم وجود أي طلبات اغتيال تخص سموكم."
لم يسعني إلا الشعور بالانزعاج من هذه الكلمات.
كان هناك ما مجموعه خمس منظمات تجني أموالها من القتل المأجور في العاصمة الإمبراطورية، وخلال ذلك الوقت القصير، كان ساركيجار قد تسلل إليها بالفعل وأنهى جمع معلوماته !
ذلك الوغد... لم أكترث حقًا من قبل، ولكن يا للهول، إلى أي حد كان بارعًا؟
أجل، فقد نجح حتى في اختطاف الأميرة الإمبراطورية من القصر. وكما أن لويار وإليريس كانتا بارعتين للغاية، فلا بد أن ساركيجار هو الآخر كان متفوقًا في مجاله.
عندما فكرتُ في الأمر، أدركتُ أنه كان هناك بالفعل خمس منظمات كاملة متخصصة في القتل المأجور.
شعرتُ بساقيّ تكادان لا تحملانني.
"لن تكون هناك أي محاولات اغتيال من جماعات من مناطق أخرى... صحيح؟"
"أجل، يا سمو الأمير."
إذن هذا يعني أن من يستهدفني إما أنه حاول تنفيذ الأمر بنفسه، أو أنه شخص دفعه الحقد فجأة إلى محاولة طعني في الظهر...
تمنيتُ حقًا لو أمكنني رؤية وجه الجاني باستخدام 'المعاينة'، لكنني كنتُ ممتنًا بالفعل لأن هذا المحتال أنقذني حين كدتُ ألقى حتفي.
كان عليّ اتخاذ الخطوات التالية بنفسي.
سجلات القتلة والقتلة المأجورين كانت نظيفة.
في النهاية، كانت كل الطرق تؤدي إلى لقائي بأوسكار...
سيكون الأمر خطيرًا إن ذهبتُ وحدي، ولكن، تباً...؟
"حسنًا، عليّ الانصراف الآن."
"آه، أجل. أحسنتَ صنعًا."
تحول ساركيجار من هيئة الخادمة إلى هيئة عصفور، وهي الهيئة التي استخدمها أيضًا لدخول المكان.
"آه، انتظر، انتظر!"
فلوّحتُ بيدي نحو ساركيجار، الذي كان يهمّ بالتحليق بعيدًا.
-تويت؟
أمال ساركيجار، بهيئته العصفورية، رأسه كمن يسأل ما الخطب.
"هلاّ رافقتني إلى مكان ما لبرهة؟"
-تويت!
كان ساركيجار قادرًا على التحول إلى هيئة غير بشرية متى أراد.
... وهكذا أمكنني الذهاب للقاء أوسكار منفردًا، دون أن أكون وحيدًا في الحقيقة.
أخذ العصفور يقفز، مبديًا حماسته بكل كيانه. أتُراهُ كان بهذه الحماسة كلها لأنني احتجتُ إليه؟
في النهاية، ورغم أن هدفه كان إشكاليًا بعض الشيء، فلم يكن هناك من هو أشد ولاءً منه.
لم أفعل له شيئًا يُذكر حتى.
انتابني شعور بالأسف نحوه دونما سبب.