أحد يعرف منذ متى دخلتا هذا الطابق. الأيام والليالي لا وجود لها هنا. فقط سماء رمادية لا تتغير، وساحة شاسعة تغطيها الثلوج، وصمت.
في هذا الطابق، عاشت يوي وزالاروسا شهرًا كاملاً.
كانتا تنامان في منزل قديم مهجور، دُفنت نصفه تحت الثلج، ومع كل صباح، تنهضان من أجل شيء واحد فقط: الوصول الى اخر طابق.
كل مساء، كانت تظهر كائنات مغطاة بالرمال السوداء، تهاجم بلا هدف، بلا صوت، وكأنها تُستدعى من كيان غير مرئي. ومع كل مواجهة، كانت يوي وزالاروسا تتعلم شيئًا جديدًا عن نفسيهما... وعن الطابق.
---
زالاروسا كانت تتقدم وسط الثلج، ترتدي معطفًا من الجلد المتجمد، عيناها الزرقاوان تلمعان بهدوء.
رفعت يدها اليمنى، ومن أطراف أصابعها خرجت قطع صغيرة من الجليد... ليست حادة، بل دائرية، تدور حولها بسرعة.
ثم...
زالاروسا: "كسر الزاوية."
لفّت إحدى كرات الجليد بشكل غريب، ثم انطلقت بشكل حاد و يشبه حافه السيف وسريع، وضربت الوحش في ظهره و اخترقته.
يوي (من بعيد): "ما زلت تستخدمين نفس الاسم العجيب."
زالاروسا (تبتسم): "أفضل من تسميتي الأولى لتلك الضربه… «ضربة الثلج الحلزونية العشوائية»."
يوي كانت تجلس قرب نار أشعلتها من قبضتها، دون أخشاب. مجرد نارٍ طُهرت من العناصر.
لم تحمل أي سيف. يدها اليمنى تتوهج ببطء، والنار تتلاعب في راحتها كأنها تلعب معها.
يوي (تفكر):
> "امي... لقد اشتقت لكي كيف حالكي الان.... ساعود قريبا.....اتمنى لو اني لم اتي لتلك المغامره مع تلك النقابه الغبيه."
بمرور الأيام، بدأت يوي تكتشف مهارات فريدة:
"لهيب التنفس الأول"
طريقة قتالية تعتمد على تحويل أنفاسها إلى شرارات صغيرة تنفجر عندما تصفق.
"قلب اللهب"
تقنية دفاعية، تغلف جسدها بنار بطيئة الحركة لكنها تحرق أي شيء يلمسها بلطف قاتل.
"العين المشتعلة"
عين واحدة تُظهر مصدر طاقة العدو، وتمنحها القدرة على معرفة نقطة ضعفه.
لم تكن يوي خارقة، لكن ذكاؤها جعل نيرانها تتحول إلى أدوات دقيقة، وليست فقط أدوات دمار.
---
في ليلة من الليالي، هاجمتهم كائنات لا تمشي... بل تزحف داخل الأرض الثلجية.
زالاروسا قفزت للخلف فور شعورها بالاهتزاز، ثم صرخت:
زالاروسا: "انتبهي! الأرض ليست آمنة!"
سحبت زالاروسا سيفها في الهواء،... انطلقت نحو الوحش بسرعه هائله، ثم طعنته و غرسته بالارض.
ذهبت نحوها بسرعة، وصرخت:
زالاروسا: "يوي! هل انتي بخير!"
يوي:"نعم بخير"
زالاروسا: "لقد اخفتيني فل تنتبهي."
---
في اليوم 30
بدأت يوي تحس بشيء غريب في النار داخله.
يوي (بهمس): "...هذه النيران... انها قويه النار تاتي من الغضب و كلما زاد الغضب زادت قوتها و لكن لماذا هي قويه الان انا لست غاضبه؟."
وعندما أغمضت عينيها،بدات ترى مسار النار داخل جسدها، وكأنها غاصت في عالم من الحمم النائمة.
وهناك، وجدت.
"لهيب الذاكرة" — لهب هو الاساس الذي يسمح لك باستخدام عنصر النار و يوي قادر على استخدام اللهب و النار كان مضطرب يوي عرفت السبب و اضبطت نفسها و عاد لهيب الذاكره الى وضعه الطبيعي.
---
وفي الخارج، كانت زالاروسا تحفر نفقًا صغيرًا، وتكشف أن هناك مدينة كبير مجمدة بالكامل تحت الثلج.
زالاروسا: "...ربما الطابق هذا كان مدينه... وماتت بالكامل."
---
الليل الأخير في هذا الطابق، جلس الثنائي أمام نار يوي.
يوي: "زالاروسا دعيني احكي لكي حكايه...."
زالاروسا (تنظر للسماء الرمادية): "...حسنا اقبل في النهايه ملل، لايوجد شي ....سيكون من الممتع الاستماع لحكايات."
يوي:"في قديم الزمان في عصر و حقبه لايعرف لها اسم كانت اقصى مراحل ازدهار البشريه و ذلك الكوكب كان كل شي سليم و مستقر الحكام العشره يحكمون الكوكب و ينظمونه و يطورنه....قيل إنه هؤلاء الحكام كانو أقوياء جدا لدرجه انهم قادرين على تدمير النجوم بأكملها .....بعد مرور ما قرب الالف سنه من ذلك السلام أتى شخص من عالم آخر سمي بالدخيل ذلك الشخص عندما أتى كان يحمل تاج على رأسه و كأنه الملك المقدر لذلك الكوكب حتى قبل أن يلد، بدا يطالب الحكام العشره بالارض و السماوات كعرش له و لكن الحكام العشره رفضو كل تلك المطالبات و بسببها الدخيل قام بستدعاء جيش عملاق من كيانات لحد اليوم غير معروفه لم يمنحها التاريخ اسم شي غير معروف و من أين أتت لا أحد يعلم و يقود ذلك الجيش خمسه اشخاص كانت قوتهم جباره لم يعرف احد منهم سو واحد يدعى يور قائد الزمن و الموت و بعد ان أتى ذلك الجيش....بدأت الحرب سقطت ممالك و حضارات اختفت من التاريخ و التاريخ نفسه اندثر الكوكب سقط في الفوضى الماء تحولت لدماء و الهواء أصبح سم و السماء تحولت لنيران و البشر اصبحو وحوش يريدون طعام فقط و من شده الجوع و الفقر كانو ياكلون نفسهم و يشربون دم بعض الحرب بين الدخيل و الحكام العشره استمرت الالف سنه و في الأخير سقط الحكام العشره سميت تلك الفتره بالحقبه السوداء....النهايه"
---
ثم صمت.
زالاروسا:تلك القصة… لقد سمعتها مرارًا.
لكنها… غريبة جدًا.
من يكون ذلك الدخيل؟ ومن أين أتى؟
والأهم…
كيف يمكنه إسقاط الحكّام العشرة؟
لا أستطيع تصديق أنهم هُزموا حقًا ذلك مستحيل."
فجاء.
ظهر سلّم حلزوني من الجليد... يمتد من تحت المدينة، نحو طابق جديد.
لكن يوي وزالاروسا... لم تتحركا بعد.
لأن هذا الطابق، بعد كل ما مرّتا به... أصبح موطنًا مؤقتًا.
يتبع..