الفصل 57 – قلب الأرض المقدسة، بركة السموم، وخطة التنين السام
"هل هذا ممكن؟"
كان تشن مو يأمل أن تستقر الأمور، وأن تُهيمن أرض تيانيان المقدسة على العالم بقوة شعبها، ليصبح هو سيدًا شابًا لا يهتم بشيء.
لكن في لحظة، بدّل وجهة المرآة.
نظرت يي تشينغتشنغ إلى الصورة التي ظهرت من جديد في مرآة التطلّع للسماء وقالت بتردد: "أرض السموم الخمسة؟"
سألها تشن مو وهو يلتفت إليها: "هل سبق لكِ زيارتها؟"
أجابت بسرعة: "في السابق، سُمّم أحد تلاميذ طائفة السيف السماوي بسم غريب. أخذني كبير الطائفة مع التلميذ إلى أرض السموم الخمسة بحثًا عن ترياق."
أومأ تشن مو: "فهمت. نعم، هذه هي أرض السموم الخمسة فعلًا."
انبهرَت يي تشينغتشنغ، فلم تتوقع أن تكون مرآة التطلّع بهذه القوة. من تيانيان إلى أرض السموم، المسافة شاسعة وتستغرق يومين أو ثلاثة حتى بأقصى سرعة، أما الآن، فقد وصلوا إليها في لحظة!
استمر تشن مو في تصفح المشاهد بهدوء، ولم يظهر على وجهه أي انفعال. لم يظهر سوى عدد قليل من الأشخاص، إذ إن معظم التلاميذ والشيوخ تم احتجازهم في تيانيان بانتظار مصيرهم.
رغم قوة المرآة، فإنها لا تسمح بتحديد مكان معين بدقة داخل أرض واسعة، بل تُبدّل الصور عشوائيًا، مما يُضيّع الوقت.
لكن فجأة ظهر إشعار من النظام:
[جارٍ ترقية مرآة التطلّع...]
[تمت الترقية بنجاح! تمت إضافة خاصية الخريطة المصغّرة!]
ضحك تشن مو في سرّه. بدأ يعتاد على طاعة النظام له بشكلٍ شبه فوري. يبدو أن تهديده للنظام سابقًا كان قرارًا موفقًا.
"لو أنني سلكت الطريق التقليدي، لظللت أتعثر بين المهام والمكافآت، أما الآن فكل شيء تحت يدي."
فتح فهرس المواقع: قاعة الحبوب، قاعة القانون، مكتبة الطائفة، بركة الينابيع الروحية... حتى وصل إلى [قلب الأرض المقدسة: بركة السموم العشرة].
سأل يي تشينغتشنغ: "هل بركة السموم هي قلب أرض السموم؟ ما مقدار معرفتك بها؟"
أجابت: "لا أعلم الكثير، لطالما كانت منطوية ونادرًا ما تتواصل مع الطوائف الأخرى. السبب الوحيد الذي جعل الطائفة تطلب مساعدتهم في الماضي كان أن أحد شيوخهم قُتل في معركة، فجاء لمساعدتنا وترك معروفًا خلفه."
أومأ تشن مو دون أن يسأل أكثر.
من خلال النظام، اكتشف أن بركة السموم هي مصدر قوة أرض السموم الخمسة، وتقع على عمق مئات الأمتار تحت الأرض.
خلال العصور الفوضوية، اندلع قتال بين خمسة حشرات سامّة من مستوى نصف ملك شيطاني، وذابت أجسادها في البركة، فامتزجت لحومها ودماؤها بالمياه، وأصبحت تركيزًا سامًا مرعبًا.
ثم جاء سلف الأرض المقدسة واستخدمها لتأسيس الطائفة، وأضاف أنواعًا أخرى من السموم، حتى تحوّلت إلى بركة "السموم العشرة".
قطرة واحدة منها يمكنها إبادة مدينة.
لكن بالنسبة لتلاميذ الطائفة، فهي كنز لا يُقدّر بثمن.
نادرًا ما يُسمح باستخدامها، إلا لكبار الطائفة أو لمن قدموا خدمات جليلة.
قال تشن مو: "لم أكن أعلم أن كنزًا كهذا مخبّأ هنا... يمكنني استخدامه لجذب ولاء من تبقى من طائفتهم."
ثم لاحظ فجأة بعض الشخصيات واقفة قرب البركة، فكبّر الصورة.
[الاسم: جي ووداو، الجنس: ذكر، العمر: 932، الهوية: كبير شيوخ أرض السموم الخمسة...]
[الاسم: تشاو تشينغشان، الجنس: ذكر، العمر: 1253، الهوية: شيخ سامٍ...]
[الاسم: لين يوي لان، الجنس: أنثى، العمر: 1334، الهوية: شيخة سامية...]
كانوا خمسة أشخاص، جميعهم من كبار الطائفة.
تساءل تشن مو: لماذا لم يأخذهم سيد أرض السموم معه إلى تيانيان لمواجهة تشن تيانلين؟ على الأغلب، لم يتمكن من استدعائهم.
رغم أنهم في مستوى نصف إمبراطور، فإنهم لا يشكلون تهديدًا أمام تشن مو.
قال جي ووداو: "ماذا نفعل الآن؟ تحطمت بطاقات الحياة لكل الشيوخ والزعيم والأسلاف، والرؤى التي ظهرت في تيانيان تشير إلى أن الطريق لم يعد معنا."
قال تشاو تشينغشان: "الوضع بلغ نقطة اللاعودة، والمصالحة مستحيلة. أما تشن تيانلين، فقد أعلن نفسه إمبراطورًا... فماذا عسانا نفعل؟"
غضب جي ووداو ولكم الحائط، فتشقّق كبيت العنكبوت.
"السماء ظالمة! نحن نزرع منذ آلاف السنين ولم نبلغ بعد مستوى الإمبراطور، بينما هو لم يتجاوز المئة عام!"
قاطعتهم لين يوي لان ببرود: "بدل الشكوى، فكروا كيف نواجه طائفة تيانيان التي باتت على الأبواب."
قال جي ووداو: "أختي يوي لان، لا تبقي الأمور غامضة. دعوتِنا إلى البركة، لا بد أن لديكِ خطة."
دفعت يده عن وجهها وقالت: "سلف الطائفة ترك لي طريقة سرية. يمكننا نحن الخمسة تفعيل البركة وتكوين جسد التنين السام، وبهذا نُبيد طائفة تيانيان."
تابعت: "صحيح أن تشن تيانلين أصبح إمبراطورًا، لكنه حديث عهد بالقوة، وروحه غير مستقرة. إن لم نقتله، سنجرحه بشدة!"
"ثم نتّحد مع من تبقى من القوى، ونمزّق تيانيان!"
سأل تشاو تشينغشان: "ولِمَ لم يستخدمها السلف من قبل؟"
أجابت بحزن: "السلف فشل في اختراق الإمبراطور، وغرقت روحه في شيطان القلب، وسعى للانتقام فقط. لم يثق في أحد."
ثم نظرت إليهم وقالت: "الخيار لكم: إمّا أن تتحدوا معي، أو تنتظروا الموت."
ساد الصمت بينهم، تبادلوا النظرات، ثم قالوا جميعًا: "سنفعل ما تطلبين!"
"كل شيء بين يديكِ، أيتها الأخت الكبرى!"
"لنُنشئ التنين السام ونُدمّر تيانيان!"
ابتسمت لين يوي لان وقالت: "حسنًا، سأعلّمكم الطريقة الآن."
ذلك الابتسامة الخبيثة مرّت دون أن يلاحظها أحد منهم.
لكن تشن مو، من خلال مرآة التطلّع، رآها بوضوح: خداع... برودة... شر
كامل!
تساءل في نفسه: "ما الذي تخطط له هذه العجوز المحدبة، ذات الساقين القصيرتين والخصر المنحني؟"