الفصل الثالث والسبعون: العاصفة تهبّ... وظهور العالِم الأعزب
"..."
ما إن أنهى سون تشيان كلماته، حتى خيّم الصمت على جناح حجر الحظ الإلهي. رغم احتشاد المئات، لم ينبس أحدٌ بكلمة. سكونٌ تام، حتى كأنك تسمع سقوط إبرة.
لكن فجأة، دوّى ضحكٌ ساخر:
"هاها! حجر يحوي كنزًا من المستوى الإلهي؟ من تحاولون خداعه؟"
"أسخف نكتة سمعتها في حياتي!"
"احتيال مكشوف!"
"هل تظنوننا حمقى؟!"
البعض هزّ رأسه باستهزاء، وآخرون مدّوا أيديهم إلى سيوفهم، متأهبين.
رأى سون تشيان التوتر، فرفع يديه وقال بسرعة:
"أيها السادة! من يقف خلف هذا المكان هو زعيمة اتحاد التجار، تشن جيوشين، وخلفها أرض تياتيان المقدسة! كيف نجرؤ على الكذب؟"
ما إن ذُكرت الأسماء، حتى تغيّرت وجوه كثيرين.
"تشن جيوشين؟ أرض تياتيان؟"
في لحظة، انسحب المتباهون خفية ككلاب ذليلة، لا أحد يجرؤ على معاداة أرض تياتيان، حيث يقف إمبراطوران !
...
وسط الزحام، تقدّم شيخٌ منحني الظهر، عيناه تضيقان بحدة وقال:
"ما قواعد هذه الحجارة؟"
ردّ سون تشيان باحترام:
"الأمر بسيط: تختار حجرًا، تشقّه، إن كنت محظوظًا، قد تجد داخله حبوبًا، أدوات، تقنيات... حتى كنوزًا من المستوى السماوي أو الإلهي! لكن كل شيء يعتمد على الحظ."
"وما مصدر هذه الحجارة؟" سأل الشيخ.
"لا يمكنني الإفصاح، لكن سيدنا الشاب من أرض تياتيان حصل عليها من عالم سري قديم."
...
عندها بدأ بعض الحاضرين بالتردد، وارتفعت الهمسات:
"سيد تياتيان الشاب؟ إذاً ربما الأمر حقيقي..."
"لكن السعر مرتفع... آلاف الأحجار الروحية لحجر واحد؟"
"وماذا إن احتوى على سلاح سماوي؟ ألن تكون صفقة العمر؟"
"بالنسبة لأمثالنا، هذه فرصة نادرة لتغيير المصير!"
...
ازداد الإقبال فجأة، فافتتحت تشن جيوشين متجر رهنٍ بجوار جناح الحجر، لتسهيل الدفع على من لا يملكون ما يكفي.
"السماء ساعديني! كل مالي وضعته هنا، أرجوكِ لا تخذليني!"
"سكينٌ واحد... إما ثروة، أو خراب!"
...
بعضهم ركع وصلّى، وآخر تردّد قبل أن يضرب الحجر. وكلٌّ كانت له تجربة مختلفة:
"آه! ألفا حجر روحي، وفي النهاية... حبوب من المستوى الأدنى؟!"
"دفعتُ عشرة آلاف... ولم أجد سوى تراب!"
"احتيال! جناح الحجر يخدع الزبائن ويستغل اسم تياتيان!"
...
بدأت الأصوات تتعالى، واتهم البعض الجناح بالغش. وسون تشيان وقف في حيرة.
لكن في اللحظة الحرجة، صرخ أحدهم فجأة:
"كنز سماوي! سيف ريح الجليد! أداة من المستوى السماوي!"
فصُدم الجميع.
"حقًا؟ كنز من حجر؟"
"مستحيل... أم أنها خدعة؟"
سون تشيان ردّ بثقة:
"أتعتقدون أننا نُخاطر باسم أرض تياتيان لأجل القليل من الربح؟! احذروا في كلامكم!"
عندها، خفتت الأصوات، وتراجع المعترضون.
...
وفجأة، دخل شيخٌ ذو شعر أبيض، خلفه رجل وامرأة وحارسان، وكلّهم في مستوى "المقاتل الفطري".
"العالِم الأعظم!"
ركض سون تشيان إليه فورًا وقال:
"لم أكن أعلم أن العالِم الجليل سيشرّفنا اليوم، أرجو المعذرة!"
ردّ العالِم بابتسامة هادئة:
"لا حاجة للرسميات."
همس البعض من حوله:
"إنه تشاو تشي تونغ! قيل إن ذكاءه يعادل ثمانية أعشار العالم!"
"وقد واجه الإمبراطور مرارًا بالنصح، ولم يخضع لأي قوة!"
...
قال تشاو تشي تونغ:
"سمعت عن هذه الأحجار، وأودّ أن أجرب حظي."
أجابه سون تشيان بسرعة:
"إنه لشرف لنا، يمكنك اختيار حجر مجانًا!"
لوّح تشاو تشي تونغ
بيده:
"لا مكافأة دون مقابل، سأدفع كأيّ زبون."
عندها، فتحت الجموع الطريق، والجميع يحدّق في حجره...
ترى، هل سيجد كنزًا؟