خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.
قراءة ممتعة💞
.
.
.
الحلقة 403 الجزء الثانى سلسلة كيف تجرؤ على ضرب مؤخرة رؤوسنا؟ 6
.
.
.
كان كايل مستلقيًا على السرير المخصص للمرضى.
"هاه..."
"لِمَ تتنهدين؟"
عندما طرح كايل هذا السؤال، نظرت إليه الملكة تاماهي.
كان كايل مستلقيًا بهدوء على السرير المخصص للمرضى، مغطىً بالبطانية حتى صدره، وملفوفًا بإحكام بالضمادات.
كانت عيناه المشرقتان تحدقان بها، بدا وكأنه في مزاج جيد جدًا.
"...لست متأكدة إن كان من الصواب فعل هذا."
كانت تشعر بعدم الارتياح.
"أليس هذا أشبه بالنوم مع العدو؟"
المتجولان تشوا وريون...
كانت تشعر بعدم ارتياح تجاه إرسال كايل وإرحابين مع هذين الشخصين.
"نعم! ولهذا السبب هو أمر رائع، أليس كذلك؟"
لكن كايل أجاب وببراءة تامة، إذ بدا عليه الحماس الشديد.
"...ألا تشعر بالتوتر؟"
"ليس حقًا؟"
لم يكن هناك ما يدعو كايل للقلق.
'وإن ساءت الأمور، فسنهرب فحسب'
كان واثقًا من قدرته على الفرار إن لزم الأمر، خصوصًا وهو برفقة تنين قديم يمتلك ألف عام من الخبرة. في ظل هذا، لم يكن هناك ما يثير التوتر إطلاقًا.
"لا تقلقي."
قال كايل بابتسامة مشرقة.
رغم أن شكله بدا أشبه بواحد من الزومبي، بسبب الضمادات الكثيفة التي تغطي جروحه المزيفة، إلا أن—
"سأخدعهم جيدًا وأعود، سأجعل القوتين تتصارعان وتدمران المكان المقدس بالكامل. هاهاها!"
إلا أن الملكة تاماهي، حين رأت ذلك الوجه البريء الخالي من أي حيلة، ارتاحت مشاعرها للحظة، لكنها سرعان ما عادت لتعبس وتفتح فمها متحدثة من جديد.
"ربما نستطيع خداع المتجول تشوا بالكامل، لكنني لست واثقة بشأن ريون، لا بد أن نجعلها هي الأخرى تصطدم مع قوى الفوضى."
كانت الملكة تصدق ما يقوله كايل، لكنها كانت قلقة حيال ريون،
المتجولة التي تتصرف بحذر دومًا. هل ستقرر فعلًا الدخول في مواجهة مباشر مع طائفة إله الفوضى؟
"همم."
في تلك اللحظة، أطلق كايل ضحكة غامضة.
"جلالتكِ."
وقال بصوت خافت.
"أليس لدينا ورقة أخيرة متبقية؟"
وجه كايل نظره إلى جانبه، وكذلك فعلت الملكة.
"..."
كان هناك رجل واقف، متكئ قليلًا، وذراعاه متشابكتان. ورغم بساطة وقفته، كان يشعّ منه حضور يشبه لوحة فنية شهيرة.
إنه التنين القديم، أرحابين.
أمال رأسه قليلاً إلى أحد الجانبين وقال.
"أنا من سيلعب الورقة الأخيرة. هل تظنين أنني سأفشل؟"
المتجولان، تشوا وريون...
كانت مهمة أرحابين هي الخدعة الأخيرة التي سيعتمدون عليها.
هزت الملكة تاماهي رأسها نافية.
"كلا."
لم تكن تظن أن هذا التنين أمامها قد يفشل.
بل في الواقع، كانت واثقة بأن كلاً من كايل وأرحابين سينجحان في الأمر.
"لكن رغم ذلك... كانت ريون تتصرف ببرود شديد، أشعر أنها قد تظل محافظة على هدوئها حتى أمام هذه الورقة الأخيرة، وهذا ما يقلقني."
"من يدري."
هز كايل كتفيه بخفة.
"يجب علينا أن نمضي وفقًا للخطة، لا يمكننا التنبؤ بنتيجة ما سيحدث. لكن، بناءً على حدسي، يبدو أن الخطوة الأخيرة ستسير على ما يرام."
"همم، سأثق بك."
قررت أن تثق بهم فحسب.
طرق، طرق.
وصل صوت رئيس الخدم من خلف الباب.
"لقد حان الوقت، جلالتكم."
"جلالتك."
طلب كايل من الملكة.
"سنخرج بعد حوالي عشر دقائق."
"فهمت."
قررت الملكة أن تخرج أولًا لمواجهة المتجولان.
أما كايل، فكان سيبقي حاليًا في غرفة العلاج تحت ذريعة تضميد جراحه ووضع الضمادات قبل أن يتوجه إلى أرض الشياطين.
"هل تم إرسال الاتصال؟"
أومأ كايل برأسه ردًا على سؤال أرحابين.
كان السبب في حاجتهم إلى عشر دقائق هو إرسال اتصال إلى رفاقهم.
***
قلعة حلوي القطن، مركز الشر السابع.
"لقد وصلوا."
عند سماع كلمات روزالين، نهض شخصان من مقعديهما.
ألبيرو والشيطان السماوي.
"رحلة امنة! سألحق بكم لاحقًا ومعي تشوي هان!"
لوّح لهم كل من راون، وأون، وهونغ مودّعينهم.
"... "
وطبعًا، كان التنين الصغير إيدين ميرو برفقتهم أيضًا.
أطلق إيدين ميرو تنهيدة عميقة.
ذلك لأن راون لا يكف عن التربيت على رأسه.
"سأعتني بإيدين ميرو جيدًا! هيهي!"
لم يستطع إيدين مير حتى التنهد أمام كلمات راون هذه.
ثم أدار وجهه بعيدًا متجاهلا كل من روزالين، وألبيرو، والشيطان السماوي الذين كانوا يبتسمون له.
"بالمناسبة..."
سأل الشيطان السماوي ألبيرو بينما كان يصعد إلى دائرة الانتقال الآني.
"ألم يقولوا إن الانتقال الآني لا يعمل داخل أرض الشياطين؟"
"صحيح. لذلك علينا الانتقال أولًا إلى الحدود الخارجية لأرض الشياطين، ثم من هناك ندخل سيرًا على الأقدام."
"وما نوع ذلك المكان؟"
بدلًا من الإجابة، التفت ألبيرو إلى روزالين.
فأجابت روزالين نيابةً عنه.
"إنها مقبرة المنبوذين."
وفي اللحظة التي ارتسم فيها تعبير غريب على وجه الشيطان السماوي عند تلك الكلمات—
فوووش!
—مع ضوء ساطع، انتقل الأربعة إلى الحدود الخارجية لارض الشياطين.
كان هناك أربعة طرق تؤدي إلى أرض الشياطين.
وقد تحركوا نحو أحدها.
***
"هذان الشخصان صديقان مقربان؟"
"نعم."
أجابت الملكة تاماهي بأدب على سؤال المتجولة ريون.
كانت نظرات ريون موجهة نحو الحارس الشخصي الذي دخل عبر الباب المفتوح لغرفة العلاج.
كان إرحابين يقترب، وهو حامل كايل على ظهره.
- لم أكن أظن أبدًا أنني سأحمل شابًا مثلك على ظهري في هذا السن.
وبدون أن تستمع المتجولة ريون لما قاله إرحابين لكايل، سألت الملكة مرة أخرى.
"... تقولين إنه مجرد حارس شخصي؟"
"نعم. عندما دخل هذا الخادم القصر، تقدم بطلب كحارس ودخل معه، كان يعمل في نفس الجناح الذي يقيم فيه الأمير هينبا، وكان أحيانًا يتناوب كحارسي الشخصي."
ثم تابعت الملكة تاماهي قائلة.
"بما أن الوقت الوحيد الذي يهدأ فيه الخادم هو عندما يكون برفقة هذا الحرس، فقد اضطررنا إلى أن نعهد به له بالكامل."
"...هكذا إذن."
"نعم."
نظرت المتجولة ريون إلى إرحابين بنظرة غامضة.
رجل بشعر أسود، يرتدي زيّ حارس ملكي عادي.
'غريب.'
لم تلاحظه سابقًا بسبب انشغالها بالتحقق من المعلومات المتدفقة إليها.
'لكن هذا الحارس—'
'مريب.'
بعيدًا عن مظهره الجميل بشكل غير عادي، كانت هالته، وطريقة مشيته، وأسلوبه في التصرف...كل شيء فيه أثار في داخلها شعورًا غريبًا.
'اجل'
اكتشفت ريون ماهية هذا الشعور.
'إنه يبدو تمامًا كنبيل.'
بل إنه يبعث هالة مشابهة لهالة رؤساء العائلات النبيلة التي يمتد تاريخها لقرون طويلة.
جو من الأناقة والرقي الذي يكتسبه الشخص طبيعيًا في حياته دون أن يحاول تعلمه حتى.
وكانت الهيبة التي تنبعث منه أيضًا.
كل شيء فيه لا يُشبه الحراس على الإطلاق.
'همم. لا يبدو أنها تكذب'
لم يكن يبدو أن الملكة تاماهي تكذب بشأن ذلك الحارس الملكي.
'فليس لديها سبب لذلك.'
وهل ستكذب بهذه الصراحة؟
لا يمكنها الملكة تحمل تبعات ذلك، وهي تدرك هذا أكثر من أي شخص.
'إذاً، فهذا يعني—'
لمع بريق غريب في عيني ريون.
'هناك احتمال واحد فقط.'
إن لم يكن حارسًا ملكيًا، بل جاسوسًا تسلل إلى القصر سرًا، فلا يمكن أن تكون هويته إلا واحدة فقط.
'طائفة إله الفوضى.'
الاحتمال الأكبر أنه تابع لتلك الطائفة.
"صحيح، هل سيختفوا هكذا فقط بعد أن تسببوا في أمر بهذا الحجم؟ هذا لا يعقل."
أصبحت نظرة ريون أكثر ثقلاً.
طائفة إله الفوضى، التي خدعت عائلة دم الألوان الخمسة ببراعة وخططت للخيانة...
من غير المنطقي أبدًا أن يختفوا هكذا، بعد إثارة كل تلك الفوضى، وكأن شيئًا لم يحدث.
لا بد أنهم تركوا خيطًا خلفهم، لمراقبة تصرفات مملكة لان وعائلة دم الألوان الخمسة.
ولتحقيق ذلك، فأين سيكون أنسب مكان لطائفة إله الفوضى لزرع ذلك الخيط؟
'…المكان الوحيد الذي يمكن للشاهد أن يعتمد عليه...'
ذاك الشاهد الوحيد الذي تنتابه نوبة تشنج كلما ذُكر اسم إله الفوضى.
لو كان أحد المقربين منه تابعًا للطائفة، فسينتهي به الأمر بمقابلة ملكة لان والمتجولين، مما يسهل عليه جمع المعلومات.
"…ريون!"
"آه."
توقفت ريون عن التفكير في اللحظة التي ناداها فيها تشوا.
"ما بك؟"
كان الانزعاج ظاهرًا بوضوح على وجه تشوا.
"همم."
كان الخادم والحارس الملكي قد وصلا بالفعل أمام الاثنين.
وكانت الملكة تتحدث إلى الحارس الملكي.
"قم بخدمة السيدين جيدًا. ومهمتك الأساسية هي الاعتناء بهذا الصغير."
"نعم، جلالتك"
أجاب الحارس الملكي بنبرة رسمية، ووجه يفيض بالحزم.
'أليس وجهه جادًا أكثر من اللازم؟'
المهمة ليست بهذه الخطورة، ومع ذلك، بدا وجه الحارس شديدة الجدية والعزم.
'وكأنه مكلف بمهمة أخرى.' [* تكتشف الغامض والمثير~ اسفة]
في اللحظة التي بدأت فيها الشكوك تظهر في عيني ريون—
"ريون! فيما تفكرين بالضبط؟!"
توقفت عن التفكير فورًا عند صوت تشوا.
'حسنًا، في النهاية، هذه مجرد شكوك.'
لا يمكنها أن تفسد الأمور كلها بناءً على الشكوك فقط.
'فقد يكون ذلك الحارس مجرد شخص عادي حقا.'
قررت ريون متابعة الخطة كما هي، مع الاحتفاظ بشكوكها.
"لنذهب."
وُوُوُو--
صعد تشوا إلى دائرة الانتقال الآني التي أنشأها ساحر مملكة لان، ولوّح بيده.
كان الخادم والحارس الملكي واقفين بجانبه بالفعل.
"نعم. لنذهب."
تبعتهم ريون وصعدت إلى الدائرة النقل الآني ايضا.
متذكرة الرسالة التي وصلتها من عائلة دم الألوان الخمسة بعد إرسالها للتقرير.
طائفة إله الفوضى.
ولأنهم يُعتبرون الحليف الأكبر المحتمل، وكذلك العدو الأخطر المحتمل، فلا يُسمح بالتعامل معهم إلا بتصريح من القيادة العليا.
'كنت أتساءل مؤخرًا عن تصرفات طائفة إله الفوضى... ويبدو أن هذا هو التوقيت المناسب.'
فقط ثلاثة أفراد من العائلة يمكنهم منحها الإذن.
أولئك الثلاثة الذين يمتلكون تفردًا من مستوى الألوان الخمسة.
'أنت وتشوا تملكان قوة من مستوى الشفافة، لكن إن تعاونتما، ستصلان إلى مستوى الألوان الخمسة. حتى داخل المكان المقدس لإله الفوضى، ستتمكنان من التعامل مع معظم المواقف بشكل جيد إن كنتما معًا.'
تشوا وريون.
التوأمان الغير المتطابقين، يمتلك كل منهما تفردًا يعاكس الآخر، لكن حين يقاتلان جنبًا إلى جنب، يُقال إن قوتهما تعادل مستوى الألوان الخمسة.
'ريون، أنت فتاة حكيمة، لذا امنعي تشوا من اتخاذ قرارات متهورة وسريعة. انا أثق بحكمتك، لذا افعلي ما ترينه مناسبًا.'
منحتها القيادة العليا الإذن بدخول المكان المقدس.
وتركت لها حرية اتخاذ القرار الكامل هناك.
'نعم. سأتصرف بتأنٍ.'
ومع حسم ريون لكل قراراتها، بدأت دائرة الانتقال الآني تتوهج من حولها.
وفي تلك اللحظة، سمعت صوت شقيقها تشوا يوجه آخر كلماته إلى الملكة.
"يا، أيتها الملكة." [*احترم نفسك!]
المتجول تشوا.
رغم أنه لم يُظهر اي احترام في حديثه مع الملكة من قبل، إلا أنه هذه المرة لم يُبدِ حتى أدنى قدر من اللباقة.
بل وأطلق تحذيرًا.
"سأراقبك من الآن فصاعدًا."
بدأ وجه الملكة يظلم تدريجيًا. [*الاوسكار لكِ ذي المره]
رغم سطوع الضوء المنبعث من دائرة الانتقال، إلا ان ذلك كان واضحًا.
"لا تنسي أبدًا أن حياتك، وحياة هذه المملكة، قد تنتهي في أي لحظة."
لم يكن في صوت المتجول تشوا أي غضب أو انزعاج.
بل فقط، حقيقة باردة.
"الخطأ يُغتفر مرة واحدة فقط."
وبعد هذه الكلمات—
فاآاات!
اختفى التوأمان المتجولان، والحارس الملكي، والخادم وسط وهج الضوء الساطع.
"……."
استحضرت الملكة تاماهي نظرات أولئك الواقفين خلف التوأمين.
نظرات مشتعلة بالرغبة في ضرب مؤخرة رأس تشوا.
ضحكة مكتومة—
ثم أطلقت الملكة ضحكة خفيفة
"هذا ممتع."
ومع هذه الكلمات، توجه بصرها نحو الجنوب الغربي... حيث تقع أرض الشياطين.
***
ارض الشياطين.
كان هذا هو الاسم الذي يُطلق على منطقة شاسعة، تضم تنوّعًا من التضاريس الوعرة، كالغابات المطيرة، الصحاري، الأنفاق، الادغال، والمتاهات وغيرها من الأراضي القاسية.
'صحاري، غابات، أنفاق تحت الأرض، متاهات... فيها تقريبًا كل أنواع التضاريس.'
أخبر ألبيرو كايل عن أرض الشياطين
'لكل منطقة زعيمها، وهناك عدد لا يُحصى من الفصائل المختلفة داخلها.'
الميزة الفريدة لأرض الشياطين في لعبة نيوورلد هي أنها، وفقًا لقوانين اللعبة، انها منطقة لا يُسمح باستخدام الانتقال الآني داخلها.
وبسبب وعورتها، فإن التنقّل فيها في غاية الصعوبة.
'إن كانت الشرور الثمانية صعبة الوصول بسبب انخفاض المستوى والخوف، فإن ارض الشياطين لا يُذهب إليها اللاعبون كثيرًا لأسباب أخرى.'
'السبب الأول، صعوبة التنقل.'
'السبب الثاني، انعدام الفائدة.'
'فوق كل ذلك، فهي منطقة نادرًا ما تظهر فيها المهمات.'
'إنه مكان اجتمع فيه المنبوذون في نيوورلد'
الأعراق المنبوذة.
أولئك الذين اضطروا للفرار من أوطانهم، لأسباب متعددة.
بل وحتى المجرمون.
حقًا، لقد اجتمعت شتى أنواع الناس هناك، ولهذا كثرت الحوادث والمشاكل، وكان هناك العديد من المناطق التي تشبه المناطق الخطرة المليئة بالإجرام.
لذا، ما لم يكن اللاعب متمرّسًا للغاية، فلا يُنصح بدخولها.
'وفوق هذا كله، سكان أرض الشياطين يعادون الغرباء بشدة، بل ويهاجمونهم أحيانًا.' [*ماتنسوا الغرباء هم اللاعبون]
يُقال إنها منطقة مشحونة بالتوتّر للغاية.
فوووووو!
مع وهج ساطع، وصل كايل إلى الحدود الخارجية لأرض الشياطين.
ومن بين المداخل الأربعة المؤدية لأرض الشياطين،
كان المدخل الذي اختاره المتجولان هو—
"آه، أنا أكره هذا المكان. فيه الكثير من الحشرات والعشب."
كانت ألادغالً.
سياج حديدي واهٍ وبدائي كان هو الحدّ الفاصل.
ومن خلف تلك الحدود الذي يمكن لأي شخص تجاوزها بسهولة، كانت الأدغال ممتدة.
"لا خيار آخر، هذا الطريق هو الأسرع."
كما قالت المتجولة ريون، فإن أسرع طريق للوصول إلى المكان المقدس، 'ليلة البداية' كان عبر الأدغال.
أخفى كايل ابتسامته بدفن وجهه في ظهر ارحابين.
'لا بد أن سموّه قد وصل أيضاً.'
على الأرجح أن ألبيرو والبقية دخلوا إلى ارض الشياطين من هذا المدخل كذلك.
"بما أنني أعرف الموقع التقريبي، فلنذهب إلى هناك."
تقدّمت ريون أولاً، ثم التفتت إلى الخلف.
"قف في المنتصف."
"حاضر."
بناءً على امرها، وقف ارحابين بين تشوا وريون.
"من الأفضل أن لا تفعل شيئًا غبيًا، فقط اتبعنا بهدوء."
"حاضر."
أجاب ارحابين بهدوء وطاعة.
"ريون! لما تفعلين هذا؟"
أبدى تشوا تساؤله، لكن ريون واصلت التحديق في إرحابين بعينين مليئتين بالريبة، قبل أن تدير وجهها وتتقدّم.
"ريون! علينا أن نسرع!"
"أعرف."
ثم التفتت إلى إرحابين وسألته
"بما أنك حارس ملكي، فلا بد أنك تجيد استخدام فن الطيران الخفيف، 'تشينغ غونغ'، أليس كذلك؟ سنزيد السرعة، فهل يمكنك مواكبتنا؟"
"سأبذل قصارى جهدي."
"جيد."
اندفعت ريون بخفة إلى الأمام، وكانت تزيد سرعتها تدريجيًا.
سسسس—
رغم أن المنطقة عبارة عن أدغال، إلا ان قربها من المدخل جعل المسار واضحًا نسبيًا، لذا لم يكن التنقل فيها صعبًا للغاية.
بطبيعة الحال، كانت الأغصان والأوراق والكروم والعشب والحشرات تعيق الطريق، لكن—
تشاااق—
تجمّدت تلك العقبات في مكانها.
سقّ!
ثم تحطّمت وهي مكسوّة بالجليد.
وأثناء ذلك، التفتت ريون إلى الخلف بخفة.
"……."
كان الحارس الملكي يلهث وهو يحاول مجاراتهم.
يبدو أنه يحاول المواكبة باستخدام قوته الجسدية فقط دون استخدام فن الطيران الخفيف 'تشينغ غونغ'.
"ريون! يبدو أن هذا الرجل قادر على مواكبتنا، فلا تقلقي وتقدّمي! وإن لم يستطع اللحاق، فسأقوم بسحب الاثنين بنفسي!"
عند صراخ تشوا، أومأت ريون برأسها وأعادت نظرها إلى الأمام.
لكنها ألقت نظرة أخيرة على الحارس الملكي.
كانت نظرة باردة... تحمل تحذيرًا واضحًا.
"……."
أخفض إرحابين رأسه، وواصل الركض بجد.
اختفت نظرات ريون، لكن كان يشعر بنظرات تشوا من خلفه.
- كايل، بدأ الظلام يحل.
تفقّد ارحابين محيطه.
ارض الشياطين.
السبب في أن الأدغال تُعد منطقة وعرة، لم يكن فقط لأن الطريق يختفي كلما توغّل المرء أكثر، أو بسبب التضاريس الطبيعية التي تعيق التقدّم، أو الحشرات والنباتات السامة، أو حتى الوحوش والوحوش السحرية التي تهاجم من كل حدب وصوب…
بل كان السبب الأكبر هو الأشجار العملاقة، التي يفوق ارتفاعها أضعافًا طول الإنسان، والممتدة في كل الأرجاء.
وكلما توغّلت أكثر، ازدادت الظلمة في المكان.
لم تكن مظلمة بالكامل كالليل، لكنها أيضًا لم تكن مضيئة كالنهار، إذ كانت هناك العديد من المناطق التي لا تصلها أشعة الشمس.
- كايل، عندما يحين الوقت المناسب، أعطني الإشارة.
عندما يعطي كايل، المحمول على ظهره، تلك الإشارة…
- تشو، عندها يمكنني مهاجمة ذلك الوغد، أليس كذلك؟ [*اسطورتي]
سيقوم إرحابين بهجوم مباغت على تشوا فجأة.
وبعدها مباشرة، سيُفعّل كايل الهالة المهيمنة.
- سحق ذراع واحدة وتحويلها إلى مسحوق… سيكون كافيًا. [*اسطورتي X2]
كل شيء سيحدث في لحظة خاطفة.
في اللحظة التي يغفل فيها المتجولان، تشو وريون، وقبل أن يدركا ما يحدث.
'لذلك، علينا أن نخلق لحظة غفلة.'
لأكون دقيقًا، لم يكن غفلة بل تشتييتاً لانتباههما، بمعنى أدق، أمرٌ يجعل تركيزهما ينصرف إلى شيء آخر.
لمحة–
لمح كايل، بطرف عينه، علامة وُضعت على إحدى الأشجار.
كانت تلك هي العلامة المتفق عليها.
توك-
في اللحظة التي أرسل فيها كايل أول إشارة إلى إرحابين—
كروووووه──!
دوّى صوت عواء وحشٍ من أعماق الغابة، من قلب الظلمة الكثيفة.
كواجك، كواجك!
كان كائنٌ ما يخرج من الظلام محطمًا الأشجار التي تعترض طريقه.
"كخخخ."
لم يكن ذلك الكائن الضخم الذي يلعق شفتيه وحشًا عاديًا…
تمتمت المتجولة ريون بصوت خافت
"...إنه من قبيلة الوحوش البشرية."
إحدى القوى التي اتخذت من أدغال أرض الشياطين مقرًا لها.
في الأصل، لم يكن قوم الوحوش البشرية من الأعراق المنبوذة في نيوورلد، لكن هؤلاء كانوا مختلفين.
أفراد قبيلة الوحوش البشرية الذين استقروا في أرض الشياطين خرجوا طوعًا، رافضين الالتزام بمفاهيم نيوورلد، واختاروا أن يعيشوا وفق غرائزهم.
كرووو...
نمر من قبيلة الوحوش.
بردت عينا ريون وهي تحدّق في ذلك الكائن الضخم الذي يعترض طريقهم.
"ههه–"
لعق الوحش البشري النمري شفتيه بتلذّذ، وكأنه يرى فريسة أمامه.
فرفرف-
في تلك اللحظة، طار غراب كان جالسًا على غصن شجرة إلى السماء واختفى.
حدّق كايل إلى الأمام، نحو العلامة التي كانت تتلاشى.
كرووو...!
زعيم قبيلة النمور، غاشان.
لأول مرة منذ مدة، كان في حالة من الهيجان الوحشي، يُظهر أنيابه يتظاهر بالوحشية بكل ما أوتي من قوة.
ارض الشياطين.
كان عدد رفاق كايل الذين دخلوا إلى هذا المكان هو أربعة.
ألبيرو، روزالين، الشيطان السماوي، وغاشان.
"ها قد وصلت الفريسة! كهاهاها!"
وبينما كان النمر غاشان يمثل أمام المتجولين، فكّر في نفسه.
'عندما يهجم السيد ارحابين، سأهرب مثل الأرنب، أليس كذلك؟' [*صدق اللي المظاهر خداعة]
بحكم سنوات عمره الطويلة، كان غاشان خبيرًا أيضًا في فنون الهرب. [*ومسميها فنون كمان!!!]
في تلك اللحظة...
"ما هذا! ما خطب هذا الوحش اللعين!"
متجاوزًا كايل تقدّم تشوا إلى الأمام.
كان غاضبًا جدًا.
ابتسامة خبيثة~
ارتفع طرف شفتي كايل بابتسامة.
"تشوا، سأهتم أنا بالأمر. أنت ابقَ مكانك."
وفي اللحظة التي قالت فيها ريون ذلك—
توك، توك.
أرسل كايل الإشارة الثانية إلى إرحابين.
لحظة الغفلة—
لم تكن تحتاج سوى لحظة وجيزة فقط.
في تلك اللحظة الوجيزة التي ظهر فيها أحد أفراد قبيلة الوحوش البشرية الذي يستخف بهم كمتجولون.
تلك اللحظة القصيرة—
كانت كافية.
وفي عيني كايل، انعكست حبيبات من مسحوق البلاتين المتلألئ.
.
.
.