خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.
قراءة ممتعة💞
.
.
.
الحلقة 410 الجزء الثانى سلسلة الليل و النور 6
.
.
.
قديس إله الفوضى.
كانت هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها كايل مظهره بوضوح.
"آه آه– إنه القديس–"
"يا نور الفوضى–"
أظهر الأتباع المحيطون بكايل إيمانهم العميق بالقديس دون أي تردد.
- هذا مختلف عما توقعت.
دوّى صوت الشيطان السماوي داخل رأس كايل.
- انه لا يبدو كقديس، بل كجزار.
وكان على حق.
وجّه كايل نظراته نحو القديس.
وأول ما لفت انتباهه كانت عيناه الرماديتان.
'إله الفوضى.'
تلك الأمواج الرمادية من الهالة التي أطلقها ذلك الإله...
كانت عينا القديس الرماديتان تذكره بتلك الأمواج.
كانتا بطريقة ما... خاويتين من الحياة.
ثم ما جذب انتباهه بعد ذلك كان هيئة جسده.
'جسد مدرّب بشكل ملحوظ.'
وعلى النقيض تمامًا من قديس إله الشمس، جاك.
فرغم ارتدائه لرداء الكهنة الفضفاض، كان من السهل ملاحظة بنية جسده القوية. [*راح امسك حالي اليوم]
لم يكن جسدًا عضليًا بشكل مبالغ، بل مدرّبًا بشكل معتدل، مما يجعله أقرب إلى فارس منه إلى محارب.
'لا، بل بالأحرى... جزار، بكل ما تحمله الكلمة من معنى.'
جسد نحيف، لكنه قوي.
أطراف طويلة.
وضعية منتصبة.
طول معتدل.
وأيضًا—
نظراته.
تلك النظرات الفارغة، كانت باردة وشرسة بطريقة ما.
بدأ كايل يفهم سبب وصف الشيطان السماوي له بالجزار.
كان هناك شيء يشبه رائحة الدم تفوح حول القديس— لكن ليس لأن هناك رائحة فعلية، بل فقط... بسبب تلك الهالة، الهالة الي تنبعث ممن ساروا في طريقٍ ملطخٍ بالدماء.
- يبدو أنه ليس بالخصم السهل.
قال سوبر روك.
- تلك الرائحة الكريهة تزعجني.
أظهرت المياه آكلة السماء امتعاضها بوضوح. ثم أضافت.
- كايل، لا تُظهر نفسك قدر الإمكان حتى نصل إلى المرحلة الأخيرة من الخطة.
ثم حذّرته.
- لا تطلق الهالة المهيمنة، ولا أنا كذلك. حتى لو اضطررت لاستخدام القوة، لا تسمح لنا بالظهور اليوم.
المياه آكلة السماء والهالة المهيمنة...
- ما إن يشعر بنا، سيفهم ذلك القديس فورًا أننا نحمل قوة إله الفوضى... وسيعرف من نحن، وأين نحن.
ذلك لأن هاتين القوتين تتشاركان سمة واحدة.
- نحن نحمل الفوضى في داخلنا.
عبّر كايل عن موافقته على الخطة من خلال الصمت.
'لن يكون خصمًا سهلًا.'
ذلك القديس... ذلك اللعين ليس سهلًا.
انه قديس تنبعث منه هالة جزار.
'وفوق ذلك، لا يحاول حتى إخفاء تلك الهالة.'
كان يطلق تلك الهالة القاتلة دون أدنى تردد.
'لا، ليست قاتلة بالمعنى الحرفي...'
لم تكن تلك الهالة تستهدف إيذاء أحد عمدًا.
بل كانت ببساطة—
فطرية.
'أجل. تلك الهالة القاتلة طبيعية جدًّا بالنسبة لذلك القديس. إنها فطرية.'
ألقى كايل نظرة خاطفة حوله.
"آه آه–"
"أيها القديس–!"
ليلة البداية.
في مركز الحوض.
كان المؤمنون يصرخون ويهتفون بحماسة تجاهه، بينما كان ينزل ببطء نحو ذلك المكان. [*هذول فانزات القديس]
رغم أن القديس لم يفعل شيئًا على الإطلاق، ولم يُظهر أي أثر لقوة الإله...إلا أن تلك الهالة وحدها، الهالة الشبيهة بهالة القتل، جعلت الناس يركعون له ويقدّسونه في آنٍ واحد.
"……."
وسط كل هذا، كان كايل يتفحص المكان من حوله.
ألاتباع مكتظون بكثافة.
كان كايل يقف حاليًا في الجانب الشمالي من الحوض.
المكان الذي كان القديس ينزل منه باتجاه مركز الحوض.
حدّق كايل في ظهر القديس الذي كان يسير نحو الذبائح.
'الشرق.'
هناك، كان إرحابين وغاشان.
'الغرب.'
كان كل من روزالين والشيطان السماوي هناك.
الشرق والغرب.
بمجرد أن يُرسل كايل الإشارة، سيُفعّل إرحابين وروزالين دائرة السحر الطائر واسعة النطاق فورًا.
'الجنوب.'
نظر كايل إلى الموقع الذي كان فيه ألبيرو كروسمان.
'همم.'
تلاقت أعينهما.
كان ألبيرو ينظر إلى كايل بالفعل.
رغم أن المسافة كانت بعيدة إلى حد ما، إلا أن كايل كان واثقًا من أن نظراتهما تلاقت.
'هم؟'
لكن كان هناك شيء غريب.
مال برأسه
أمال ألبيرو رأسه إلى أحد الجانبين ثم نظر إلى السماء.
رغم أن السماء كانت لا تزال رمادية، إلا أن ألبيرو استمر في النظر إليها، وهو يميل برأسه، وكأن ثمة أمرًا غريبًا هناك.
'همم،'
شعر كايل بالفضول، لكنه أوقف تفكيره في الأمر.
لأن—
دونغ!
في اللحظة التي دُق فيها الطبل بصوت قصير.
"……."
"……."
ساد السكون في الأرجاء.
ودخل القديس إلى مركز الحوض، حيث كانت القرابين.
تَبوك، تَبوك. (صوت خطوات ثابتة)
هو وحده من كان يتحرك.
في حين راح الأتباع يحدقون به، حابسين أنفاسهم.
أما القرابين—
"……!"
"!!"
فكأنهم أرادوا قول شيء ما، لكن أفواههم كانت مكمّمة، وأيديهم وأقدامهم مقيّدة، وأُجبروا على الركوع في أماكنهم.
"……."
راقب كايل المشهد كله بهدوء.
'ليس بعد.'
لحظة إرسال الإشارة ستكون مجرد لمحة خاطفة.
'عندما تنفتح السماء.'
عندما يخطو القديس إلى الليلة المقلوبة، التي تقع في مركز ليلة البداية، وتبدأ الطقوس.
'حينها سينقشع الضباب الرمادي، وتُفتح السماء.'
وسيظهر قمر المحاق.
في تلك اللحظة، سيفعّل إرحابين وروزالين دائرة السحر الطائر واسعة النطاق فور تلقيهما إشارة كايل.
كان كلاهما قد أتمّ جميع الحسابات مسبقًا، ولأجل تقليص الوقت، أخرجت روزالين جميع أحجار المانا ونقشت دائرة سحرية إضافية.
'بالطبع، سنُكشف فورًا.'
فالسحر الذي سيرفع ما يقارب 500 شخص دفعة واحدة في الهواء ليس أمرًا بسيطًا.
حتى لو كان من ينفذه تنينًا قديمًا وساحرة عظيمة، فهذا النوع من السحر لا يمكن تفعيله في غضون ثوانٍ قليلة.
'نحتاج أيضًا إلى حاجز حماية.'
كما خُطط، سيتم إنشاء حاجز حول القرابين لرفعهم إلى الأعلى معًا.
'سيأخذ ذلك وقتًا.'
بمعنى، سواء أثناء تفعيل السحر أو أثناء تنفيذ الطيران، من الطبيعي أن يستغرق الأمر وقتًا معينًا.
'ومهمتنا هي تأمين ذلك الوقت.'
الشيطان السماوي، غاشان، ألبيرو، وكايل.
هؤلاء الأربعة، تقع على عاتقهم هذه المهمة.
قبل بدء الطقوس، كان الشيطان السماون قد قال بلا مبالاة بعد ان تفحص المكان.
'أكثر من ثلث الأتباع هنا يملكون مهارات لا تقل عن محاربي الطائفة الشيطانية العاديين.'
محاربو الطائفة الشيطانية العاديون—
أي ما يعادل المستوى الثاني في عالم فنون القتال، أي تقريبًا بقوة فرسان القصر من الرتبة الدنيا.
'مبارزون، سحرة، مستخدمو رماح... هناك تنوّع كبير بين الأتباع هنا.'
وفوق ذلك، كانت أنواع القوى متنوعة.
'كايل. لن يكون الأمر سهلًا.'
من حيث القوة المطلقة، هناك عدد قليل فقط ممن يستطيعون مواجهة مجموعة كايل هنا.
لكن وجود هذا العدد الكبير من المؤمنين وكهنة الطائفة الذين يملكون مستوىً معينًا من القدرة القتالية...
- لن يكون سهلًا.
قال سوبر روك وهو يبتلع ريقه.
صحيح. أن يواجه أربعة فقط هذا العدد، لن يكون بالأمر الهيّن.
- كايل.
جاء صوت إرحابين.
- القديس ليس خصمًا سهلًا هو الآخر.
وفوق ذلك، أولئك الذين رافقوا القديس...
رغم أن القديس وحده هو من تقدّم نحو مركز الحوض، إلا أن الشخصيات المركزية في الطائفة الذين رافقوه الي هنا، جميعهم بدوا أقوياء للغاية.
'هل ذلك الأسقف؟'
كان من بينهم أسقف واحد وعدد من الكهنة الذين بدوا من الرتب العليا.
بالإضافة إلى عدة أشخاص يبدون كفرسان مقدّسين.
ستة أشخاص.
- جميعهم، على الأقل، بمستوى غاشان.
كما قال إرحابين، بدا أن لديهم على الأقل قوة تعادل زعيم قبيلة النمور، غاشان.
دونغ!
دق الطبل مرة أخرى.
بعدها، لا التنين القديم ولا سوبر روك تحدثا إلى كايل.
ولم يكن ذلك مستغربًا.
تشالّانغ~ (صوت ارتطام خفيف بالماء)
خطا القديس بقدمه.
إلى الليلة المقلوبة.
نحو البركة الصغيرة في المركز، نحو البحيرة.
تشالّانغ~
مشى فوق سطح الماء، دون أن تُصدر منه أي هالة.
حتى لو كان مشبعًا بهالة القتل.
وحتى لو لم يكن مظهره أو انطباع وجهه يناسب صفة القديس...
تشالّانغ~
إلا أن طريقة مشيه كانت مستقيمة، وهادئة.
كانت طريقة مشيه فوق سطح الماء، كما لو أنه يتمشي فوق الأرض، تُوحي بالقداسة.
تشالّانغ~
في اللحظة التي وصل فيها إلى المركز.
أي، عندما وصل إلى المذبح.
- هاه، هاه.
فجأة، بدأ نار الدمار يلهث بصعوبة.
– إنّه… لي…!
أصبح ذلك المذبح بالفعل من ممتلكات نار الدمار.
- شمّ، شمّ.
وبدأت صوت الرياح يشمّ.
- اثري الإلهي، اقصد الأثر الإلهي الموجود تحت الماء بدأ بالتحرّك تدريجيًا! ذلك... لي... لا، لنا...
لا.
إنه يخص الذئب الأزرق.
لكن كايل لم يرد أن يُحزن صوت الرياح عمدًا، لذلك بقي صامتًا.
'الأمير هينبا.'
استحضر في ذهنه ذكريات المرشد هينبا.
لأنه كان يعلم تمامًا متى ستبدأ الطقوس.
"……."
ألقى القديس نظرة متأنية من حوله.
وكان آخر مكان توقفت عنده عيناه، هي الأرض الدائرية المحيطة بالليلة المقلوبة—
الساحة التي ستجبر فيها القرابين على قتل بعضهم البعض.
"……."
القرابين الذين التقت أعينهم بنظرات القديس الخالية من الحياة، شعروا بقشعريرة غريبة تسري في أجسادهم، وأشاحوا بأنظارهم لا إراديًا، دون أن يعرفوا السبب.
دونغ—!
دق الطبل.
رفع القديس يده.
وكان كايل يعلم ما سيحدث بعد ذلك.
لأنه شاهده في ذكريات المرشد هينبا.
سآآآ
لوّح القديس بيده نحو الفراغ.
سواااا
اجتاحت الرياح مركز الحوض.
فشش—
"!
……!"
اتسعت أعين من تم اختيارهم كقرابين.
الكمامات الرمادية، والأصفاد، والحبال...
كل ما كان يقيّدهم، اختفى.
لا، بل تحوّل إلى دخان رمادي، وتلاشى صاعدًا نحو السماء.
"!"
"……!"
فتحوا أفواههم على الفور، محاولين قول شيء ما—
دونغ!
لكن الطبل دق مجددًا.
"!!
……!"
ولم يستطيعوا فعل شيء.
'همم'
نظر كايل إلى ذراعه.
أحسّ بقشعريرة.
- انها طاقة إله الفوضى.
قال سوبر روك بصوت منخفض.
سواااا—
هبت الرياح مرة أخرى.
تطاير طرف رداء القديس.
انتشرت رياح من مركزه نحو الخارج.
حملت تلك الرياح معها طاقة رمادية.
'إنه الرعب.'
رعب الفوضى.
بالطبع، كانت شدته ضعيفة للغاية...
"!
……!!"
لكنها كانت كافية لجعل القرابين يقعون في الخوف، غير قادرين على فتح أفواههم.
"آه آه—"
"آه—"
وفي الوقت ذاته، كانت طاقة كافية لإغراق الأتباع في النشوة. [*وضعهم مريب هذول الاتباع]
إنها قدرة تجبر عشرات الآلاف من الناس على الشعور بنفس الهالة في اللحظة نفسها، وتُشعرهم بقوة القديس بوضوح متقن.
'إنه قوي.'
القديس... ذلك اللعين، قوي فعلًا.
وربما يكون أقوى حتى من المتجولين، تشوا وريُون.
سواااا—
جثا القديس، الذي أثار هذه الرياح، على ركبتيه بهدوء.
ثم رفع رأسه ناظرًا إلى المذبح، وضمّ يديه معًا.
"يا إله الفوضى—"
دوم. (محاكي لصوت ارتطام الركبتين بالأرض)
جثا جميع الأتباع المحيطين على ركبهم.
وضموا أيديهم معًا.
حتى كايل فعل مثلهم.
فقط القرابين، كانوا يرتجفون من الخوف وهم يشاهدون هذا المشهد.
ثم تابع القديس قائلًا.
"لقد حلّت الليلة التي نعود فيها إلى البداية، إلى فجر كل شيء."
وفي اللحظة التي نطق فيها تلك الكلمات—
كوغوغو...
اهتزّت الأرض.
أو، بتوصيف أدق، بدأت الجروف الصخرية المحيطة بهذه الأرض تهتز.
نظرة خاطفة~
اتجهت نظرة كايل نحو الأعلى.
انها تُفتح.
لا، بل، تتلاشى.
كان الضباب الرمادي يتبدد تدريجيًا.
وبات الظلام خلف الضباب مرئيًا.
وأخيرًا، انفتحت السماء.
كوغوغوغو.
كانت جذور البداية تسحب الجسر الذي كان يربط بين جانبي الجروف.
"……"
أغمض كايل عينيه.
وفي تلك اللحظة—
- كايل، ليس بعد؟
جاءه صوت إرحابين.
- انه بطيء جدًا.
وفي تلك اللحظة، وسط كل هذا، صدح صوت القديس.
كانت الرياح تحمل صوته بوضوح، لينتشر إلى مسافات بعيدة.
"عودة الفوضى—"
- كايل، سيبدأ الآن غسيل أدمغة القرابين.
فتح كايل عينيه.
'سمعتُه.'
من مكان بعيد...
وصل الخبر الذي كان ينتظره.
ابتسامة خفيفة~
ارُسمت ابتسامة على شفتي كايل.
هوووو... (صوت ريح خفيفة)
لفّت الرياح كاحله.
ونهض واقفًا.
نظر إليه الأتباع باستغراب، وهو يرتدي قلنسوة تغطي وجهه بالكامل.
لكن كايل كان قد بدأ بالتحرك بالفعل.
ثم، كان هناك شخص آخر أيضًا أدرك أن شيئًا غريبًا يحدث.
"! "
توقف القديس عن الكلام.
ونهض واقفًا فجأة.
وكان أول ما اتجهت إليه عيناه— الجنوب.
كوااااااا----!
فجأة، دوى صوت انفجار مدوٍ.
ولم يتوقف هذا الدويّ، بل كان يقترب أكثر فأكثر، وبسرعة كبيرة.
"!"
تحت سماء الليلة القمرية، التي انقشع عنها الضباب الرمادي—
شُوهد شيء يتصاعد نحو السماء، كما لو أنه يخترقها.
إنه جليد.
ارتفع الجليد في السماء كأنه مسمار حاد عملاق.
كوااااااا
ثم تحطم في لحظة، مغطيًا المنطقة من حوله.
ثم—
"نار!"
ظهرت نارٌ أيضًا.
هي الأخرى تصاعدت إلى السماء، كما لو أنها ستخترقها.
لكنها كانت غريبة.
لم تكن نارًا عادية.
كانت حمراء داكنة، كأنها سائلة... كأنها حمم، تجتاح المنطقة كموجة نارية عارمة.
وكانت تلك الموجة النارية تندفع نحونا.
تقترب شيئًا فشيئًا.
وفوق تلك الموجة النارية، بدأ يظهر شخصان واقفان عليها.
"القديس هناك! يا أوغاد الفوضى، كيف تجرؤون على خيانتنا؟!"
"……."
كانا المتجولين تشوا ورِيُون.
في لحظة.
في بضع ثوانٍ فقط، اقتربا من المكان بسرعة مذهلة.
وفي تلك الثواني القصيرة التي بدأ فيها الجميع يدرك ما يحدث—
"!"
لم يتمكن القديس من الرد عليهما، لأن—
هوووو~
سُمع صوت رياح قادمة من خلفه.
لكنها لم تكن رياحه.
ليست رياح الفوضى.
بل كانت رياحًا مجهولة، تقترب بسرعة كبيرة.
وفي لحظة— مجرد لحظة واحدة، وبينما انشغل القديس بالفوضى الناتجة عن النار والجليد—
هوووو~
وصلت نفحة من الرياح بسرعة هائلة إلى موقع القديس.
كانت قفزة نفذها شخص قد استعد مسبقًا.
وفي نفس الوقت، أولئك الذين انتبهوا إلى الحدث المفاجئ، مثل كايل، بدأوا بالتحرك أيضًا.
ووووونغ——
وووووونغ——
ارتفعت أعمدة ضخمة من المانا الحمراء والمانا البلاتينية من جهتي الغرب والشرق.
واندفعت تيارات المانا بقوة نحو المركز— حيث تتواجد القرابين.
كااااك، كااااك. (صوت نعيق)
بجانب إرحابين، كان غاشان قد دخل بالفعل في حالة الهيجان، وأخذ يستدعي الغربان من كل الجهات.
سماء الليل.
ليلة قمرها مظلم لا يُرى فيه سوى ضوء النجوم.
تحت تلك السماء المظلمة، ارتفعت الغربان محلقة في السماء.
وووو—
في هذه الأثناء، كانت روزالين تُطلق تعاويذها بسرعة، مستخدمة المانا الحمراء.
وإلى جانبها، كان الشيطان السماوي واقفًا، مكتفًا ذراعيه. وحول جسده، بدأت تتصاعد هالة داكنة مائلة إلى الحُمرة تدريجيًا.
رغم أنها لم تكن بقوة الهالة الإلهية التي كان القديس يطلقها، إلا أنها كانت هالة مشبعة بإيمان مطلق، لا يتزعزع.
إله الطائفة الشيطانية، الشيطان السماوي، كان يقف إلى جانب روزالين مثل حارس بوابة لا يتزحزح.
“……”
أما ألبيرو، فقد كان يحدق في السماء، ممسكًا بمقبض سيفه.
هووو... (صوت الرياح)
كان السيف، الذي يحتوي بداخله على ضوء الشمس، يرتجف ببطء.
وكأنه يقول له، اسحبني من الغمد الآن.
لكن ألبيرو لم يلتفت إلى السيف ابدا، بل كان يحدّق نحو الشمال.
هووو
لم يكن لدى القديس أدنى وقت للالتفات إلى هذا الاضطراب المفاجئ، ولا إلى تدفق المانا الهائل، ولا إلى التعاويذ المتصاعدة من بين الأتباع.
الرياح.
كانت هناك رياح مختلفة تتسلل بين رياح الفوضى.
رياح منعشة، لكنها غريبة بشكل لا يمكن تفسيره، إذ كانت تحمل معها رهبة مبهمة.
أدار القديس رأسه نحو مصدرها.
كواااااا—!
كواااااااا—!
حتى في تلك اللحظة، كانت الانفجارات الناتجة عن الجليد والنار لا تزال تتصاعد، محاولةً تحطيم هذا المكان.
لكن حدس القديس كان يخبره بوضوح بشئ ما...
'سأموت.'
الرياح التي خلف ظهري الآن...
إن لم أتفاداها، سأموت.
تحرّكت يد القديس على الفور.
كوواانغ! (صوت انفجار مفاجئ)
مع انفجار قصير، قفز القديس إلى الخلف.
تشالانغ~
دُفع بعيدًا عن المذبح، وهبط فوق سطح الماء.
وهناك ظهر رجلٌ يقف أمامه مبتسمًا.
انزلق الغطاء عن رأس ذلك الرجل، كاشفًا عن وجهه.
"مرحبًا"
كان كايل.
ألقى التحية على القديس، وتابع بابتسامة ودية.
"يا للأسف. كنت أودّ شنّ هجوم مفاجئ إن أمكن."
اهتزت عينا القديس بصدمة.
"--!"
لم يستطع أن يتفوّه بكلمة.
لم يعد هناك وقت ليفكر في القرابين.
ولا وقت للتفكير في من يهاجمون المكان المقدس.
ولا حتى لحظة واحدة متاحة.
كل تركيزه انصبّ على الرجل الذي خلع قلنسوته وكشف عن وجهه.
الرجل ذو القناع الأسود.
مدّ القديس يده.
لكن...
"لا داعي لإضاعة الوقت."
كان كايل قد أعدّ كل شيء مسبقًا بالفعل.
الطقوس؟
القرابين؟
فكّر كايل.
بالنسبة للقديس، يمكنه إعادة الطقوس مجددًا.
ربما تستغرق وقتًا أطول، لكنها ليست شيئًا يُلغى لمجرد فشل واحد.
لكن...
ما الذي يمكن أن يُفقد هذا القديس، بل القيادة العليا لطائفة الفوضى، صوابهم؟
ما الشيء الذي يمكن أن يجعلهم يفقدون تركيزهم كليًا؟
تشاارررك (صوت ورق)
انفتحت خمس وثائق من الرق دفعة واحدة.
"ههه."
ومزّق كايل واحدة منها وهو يضحك.
بالطبع، لو كانت وثيقة من الرق الحقيقي، لما كان تمزيقها ممكنًا بقوة يد كايل وحدها.
تشيجيجيك- (صوت تمزق الورق)
[اذهب إلى الموقع المخفي في غرفة السجلات واكتسب "سِجل قوة الفوضى".]
[اذهب إلى "الليلة المقلوبة" ومزق السجل الذي حصلت عليه.]
إنها مجرد لعبة!
"---!"
لم يستطع القديس، المذهول، حتى أن ينطق بكلمة.
بابتسامة مليئة بالسرور مزّق كايل سجل "الرعب" الذي تحتفظ به الطائفة بعناية ثمينة. وهو ينظر إليه بمرح، ثم صرخ بكل جرأة، نحو القديس والقيادة العليا للطائفة الذين كانوا يقتربون منه.
"لا تقتربوا!"
وهدّدهم.
"لو اقتربتم، سأمزق البقية أيضًا!"
وهو يحمل في يده أربعة سجلات أخرى، ضحك كايل بمرح.
الشيء الوحيد الذي كان ظاهرًا للعيان تحت قناعه الأسود هو طرف شفتيه المرفوع بابتسامة ساخرة.
"وهذا أيضًا!"
كوونغ! (صوت دَوِيّ مفاجئ)
داس كايل على الأرض مستخدمًا قوة الرياح.
وقف على المذبح، ووضع قدمه عليه بشكل غير مبالٍ، حتى أنه اتكأ عليه بوقاحة بوقفة غير محترمة، وبدأ يضرب سطحه بقدمه وهو يصرخ.
"وإذا لمستموني، سأُحطم هذا أيضًا!"
بعد ان وصل إلى هذه النقطة، ولم يعد كايل قادرًا على كبح نفسه.
"كهاهاهاهاها!!"
و انفجر ضاحكا من دون أن يدرك.
- تبدو كالأشرار.
تجاهل تعليق الكاهنة الشرهة.
وفكّر في نفسه.
'هذا ممتع... ممتع على نحوٍ غير متوقع!'
بدأ يشعر وكأنه يفهم لماذا يفعل الأشرار هذا النوع من الأشياء.
لقد شعر كايل أخيرًا، ولأول مرة منذ وقت طويل، وكأنه يُفرغ توتره المكبوت.
ليلة المحاق.
تحت السماء المفتوحة.
في مركز الليلة المقلوبة، المكان المقدس لطائفة إله الفوضى—
كان كايل، المقنّع، يضحك بسعادة.
"...سأجن."
قال ألبير، الذي كان يراقب هذا الموقف الحرج والعاجل بهدوء، أغلق عينيه بإحكام.
لكن زوايا شفتيه بدأت ترتجف، وارتفعت بهدوء في ابتسامة خافتة.
.
.
.