خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.
قراءة ممتعة💞
.
.
.
نادي الروايات~ترجمة: White.Snake
.
.
.
الحلقة 444 الجزء الثانى سلسلة هل يمكنني أن آخذ كل شيء؟ 7
.
.
.
كان الجناح الجانبي الذي يقيم فيه كايل قديمًا وصغيرًا.
فووووووه (صوت صفير الرياح)
"الرياح تعصف قليلًا هذه الليلة."
"بالفعل."
أومأ كايل موافقًا على تمتمة قائد الفريق، سوي خان، ثم نظر إلى الأسفل.
من أعلى نقطة في قلعة موراكا.
كان كايل واقفًا بهدوء فوق سطح البرج الأعلى من القلعة.
كان واقفًا بلا حراك، وذراعاه معقودتان.
"أيها البشري، أليس علينا أن نُسرع للبحث عن تشوي جونغ سو؟"
قال راون ذلك وهو يختلس النظر إلى ذراع سوي خان.
رغم ارتدائه ملابس سوداء خاصة بالتسلل، ورغم أنه أوقف النزيف جيداً، إلا أن رائحة الدم الخفيفة لا تزال تتسرّب منه.
كان وجه سوي خان قد تحسّن قليلًا مقارنةً بالسابق، لكنه لا يزال شاحبًا.
فالدم لم يتوقف عن النزف من الجرح، رغم أنه لم يكن عميقاً.
مـيااااو.
أخذ هونغ يحتكّ بساق سوي خان،
فربت الأخير على جسده بلطف، ثم فتح فمه وقال.
"راون."
"هم؟"
ارتبك راون حين التقت عيناه بعيني سوي خان، الذي التفت إليه فجأة، بعدما كان يلقي عليه عدة نظرات خفية.
حينها رفع سوي خان نظره إلى السماء وقال.
"لكل شيء أوانه."
نظر راون بدوره إلى السماء كما فعل سوي خان، وبقيت عيناه معلّقتين بها للحظة، يتأمل السماء المليئة بالنجوم المتلألئة.
حتى سماء عالم الشياطين كانت جميلة.
"لكن في ذلك الوقت—"
وحين بدأ سوي خان يتحدث مجددًا،
تحوّلت نظرات راون نحو كايل، تمامًا كما فعل سوي خان.
كان سوي خان يحدّق في ظهر كايل مبتسمًا، كما لو كان يستمتع بالمشهد.
لكل شيء أوانه.
لكن في هذه اللحظة–
"أحيانًا يأتي الأوان بعد طول انتظار، وأحيانًا... يمكنك أن تخلقه بنفسك."
وهذه اللحظة... كانت من النوع الثاني.
طَق، طَق، طَق. (صوت طرق على الباب)
عند سماع صوت الطرق على الباب، التفت كلوف نحوه.
بام! (صوت باب يُفتح فجأة)
ودون انتظار، تم فُتح الباب، وظهر خلفه قائد الفيلق الثالث، مول، المعروف بلقب اليد خلف الظهر.
"هل قمت بتهريب إخوتك الصغار؟"
ابتسم كلوف ابتسامة خفيفة، ومدّ يديه إلى الأمام قائلاً.
"ألن يكفي أن أكون أنا المحتجز الوحيد؟"
"...يا لك من وغد بغيض."
قال مول إنه سيُبقي على حياة كلوف، لكنه لم يحدد كيف.
فلا يمكن إطلاق سراح من يملك معلومات.
حتى وإن لم يكن كاسي قوياً من الناحية القتالية،
إلا أن اتخاذ أدنى التدابير الاحترازية كان أمرًا لا مفر منه.
ومع ذلك، فإن مشهد كاسي، الذي هرب إخوته وبقي وحيدًا، أثار في مول شيئًا من الانزعاج.
"إن كنتُ حياً، فستظلّ حيّاً أنت أيضاً."
قال مول ذلك، ثم قيّد كلوف.
كلوف الذي كان يُراقب كيف تُربط يداه وقدماه، وجّه نظره إلى ظهر مول المغادر بعد أن أوكل مهمة المراقبة إلى فارسٍ في منتصف العمر، ثم فتح فمه وقال.
"الجنرال مول."
كان من الواضح أن مول في طريقه للإمساك بالبابا.
"..."
التفت إليه مول بوجه بارد وصامت، فقدم له كلوف نصيحة صادقة بنية خالصة.
"حين لا ترى الطريق، كل ما عليك فعله هو أن تتبع النور."
"...لا وقت لدي للإصغاء إلى كلام فارغ."
قهقه مول بسخرية، واختفى في الظلام.
ذابت خطواته في ظلال الممر، وكأنه أصبح هو نفسه ظلاً وصار جزءاً من العتمة.
أمعن كلوف النظر في ذلك المشهد، ثم رفع بصره إلى السقف.
"إن بقيت ساكنًا، فلن تموت اليوم على الأرجح."
قال الفارس في منتصف العمر ذو الشعر الرمادي ذلك محذرًا، بينما يغلق الباب المؤدي إلى الرواق.
ولم يبقَ في الغرفة سوى كلوف وذلك الفارس في منتصف العمر.
رفع كلوف رأسه إلى السقف وسأله.
"هل تؤمن بإله الشياطين؟"
توقف الفارس في منتصف العمر لوهلة.
لم يكن من رجال مول، بل من أتباع تيروسا.
تيروسا التي تؤمن أن ملك الشياطين هو الوحيد الجدير بأن يُصبح إله الشياطين، وتتبعه بإخلاص كما لو كانت تعبده.
بما أنه قد أدى ما عليه، فقد تحدث كلوف بمشاعره الحقيقية.
"اليوم، ستُكتب أسطورة جديدة."
"...كفّ عن الهراء."
رغم أن حديث الفارس كان قاسيًا وخشنًا، إلا أن نبرته كان فيها ارتباك خفي.
وذلك لان كلوف الذي كان يحدق في السقف مبتسمًا، لم يكن يُشبه لا التاجر الذي عرفوه أول مرة، ولا وريث الكونت لوب، النبيل الذكي والمهيب.
بل بدا وجهه ممتلئًا بفرح صادق وتوق نقيّ، ومع ذلك، ولسبب غير معروف، كان ذلك الوجه مزعجًا على نحو يصعب تفسيره.
"هل ستأتي الآنسة تيروسا هي أيضًا اليوم؟"
".…."
"لا، هذا غير صحيح. بما أن الجنرال مول قد تحرّك، فهذا يعني أن القوات التي أرسلتها الآنسة تيروسا قد دخلت بالفعل ضمن نطاق القلعة، أي أنها قد وصلت بالفعل، أليس كذلك؟"
"……."
ظلّ الفارس في منتصف العمر صامتًا.
لكنه لم يرفع نظره عن كلوف ولو للحظة.
وفي تلك اللحظة—
"!"
فجأة، بدأ الخارج يضجّ بالضوضاء.
كواآآآاااااااااانغ---! (صوت انفجار ضخم)
ثم بدأت تتردد أصوات انفجارات أخرى من بعيد.
كوااآانغ! (صوت انفجار)
كوااآآآاانغ (صوت انفجار)
وكانت تلك الانفجارات تقترب شيئًا فشيئًا.
"هاهاها—"
ثم ضحك كاسي، لا، بل كلوف سيكا.
كان لا يزال يحدّق في السقف، وشفته مشدودة إلى الأعلى بابتسامة عريضة جدا.
"سيشهد الكثيرون هذا اليوم."
كانت عيناه تلمعان بنشوةٍ واضحة.
"الأسطورة الحقيقية."
"!"
في اللحظة التي التقت فيها عينا الفارس في منتصف العمر بعيني كلوف، خفَضَ كلوف رأسه ونظر إليه مباشرة، بعد أن كان يحدّق في السقف—
"……!!"
ولم يستطع الفارس في منتصف العمر التفوّه بكلمة.
فكلوف كان قد اقترب منه حتى صار على بُعد أنفاسٍ منه، من دون أن يشعر.
تشجججق— (صوت احتكاك السلاسل)
كانت هناك هالة غريبة تدور حول يدي كلوف سيكا.
وبسببها، تحطّمت الأصفاد الحديدية المتصلة بالسلاسل، لكن الفارس في منتصف العمر لم يُتح له الوقت لرؤية ذلك—
تَشق! (صوت كسر حاد ومفاجئ)
—لأن كلوف سيكا قد لوّح بالسلسلة الحديدية مباشرة.
"كُهَك!"
التفت السلسلة الحديدية حول عنق الفارس في منتصف العمر وخنقته على الفور.
'مانا ميّتة...؟!'
كانت مانا تختلفة عن الهالة العادية.
كما أنها ليست إحدى قوى عالم الشياطين.
أدرك الفارس في منتصف العمر ذلك... لكن بعد فوات الأوان.
"كـ... كوههك!"
تراخت أطراف جسده وسقط.
نظر كلوف إليه من الأعلى، ثم بدأ يفتش في جيوبه.
وميض.. وميض..
كانت هناك كرة اتصال سحرية صغيرة.
أمسك بها كلوف وفتح فمه قائلاً.
"الآنسة تيروسا، أليس كذلك؟"
لقد أخبره راون في وقت سابق أن الفارس في منتصف العمر يحمل كرة اتصال سحرية.
"أنتِ تؤمنين بملك الشياطين لأنكِ تعتقدين أنه سيصبح إله الشياطين، أليس كذلك؟"
لقد أراد كلوف أن يُلقن تيروسا درسًا. [*هههه والله عرفته حقد من الاول]
"ما كان ينبغي لكِ ذلك."
هل أنا أتبِع كايل-نيم لأني أظن أنه سيُصبح إلهًا؟
كلا.
إله؟ ما أهمية ذلك أصلًا؟
"ما ينبغي الإيمان به هو الكيان نفسه."
كايل-نيم—
هو، بذاته، يسلك طريقه الخاص.
يصنع أسطورته الخاصة.
"لو كنتِ محظوظة، فربما تتعرّفين على هذا الكائن اليوم. الكائن الحقيقي الذي يستحق الإتباع دون الحاجة لأي افتراضات."
لم يأتِ أي صوت من الجهة المقابلة، ولم تظهر أي صورة.
ورغم ذلك، كانت كرة الاتصال السحرية تعمل بوضوح.
ألقى بها كلوف من يده.
تشق—! (صوت انكسار)
انكسرت الكرة السحرية.
مدّ كلوف يده دون أن يُلقي نظرة نحوها.
كييييك— (صوت فتح باب معدني مصدئ)
ظهر أمامه ممرّ الجناح الجانبي الغارق في الظلام.
كوااآآا— (صوت اهتزاز قوي)
كوااآ— (صوت اهتزاز قوي)
كان الخارج يعجّ بالضجيج.
ومع ذلك، مضى كلوف يسير ببطء في الممر المظلم الذي غلّفه السكون.
"كلما اشتدّ النور، ازداد عمق الظلال."
كان كلوف، الذي يتفوق الآن بوضوح على رون في مهارات التسلل، يُخفي قوته الحقيقية ببراعة.
ومع كل خطوةٍ يخطوها، كان حضوره يتقلّص أكثر فأكثر.
هو الظل.
الظل الذي يحيط بالنور ويقف إلى جانبه.
ولهذا، كان عليه أن يصل بسرعة إلى جانب النور.
"هوهو—"
انطلقت منه ضحكة قصيرة، بينما كان يسير في طريقه.
كوااآآآا (صوت اهتزاز قوي)
وفي اللحظة التي بدأت فيها أصوات الانفجارات تسمع—
لمعت نظرة غريبة في عيني كايل.
كانت قوات ضخمة تتقدّم نحو القلعة.
وكأن كل قوات ملك الشياطين الموجودة في إقليم ديوريل، إلى جانب جيش الإقليم، قد تم حشدها بالكامل.
ومن الخلف، كانت دوائر سحرية صغيرة ومتفرقة للانتقال الفوري تضيء واحدة تلو الأخرى.
يبدو أن الفيلق الثالث لملك الشياطين بدأ بالوصول.
- كايل. إنهم كثيرون للغاية.
كانت هذه قوات ملك الشياطين التي جمعتها تيروسا من إقليم ديوريل.
كان عددهم هائلًا.
'كما توقعت، لم تكن شخصًا يُستهان به.'
تيروسا.
لا بد أنها قد أخفت كل ذلك العدد الكبير من قوات ملك الشياطين تحسّبًا لاحتمال أن يصبح السيد الشاب جيمون هو حاكم الإقليم.
دَنغ، دَنغ، دَنغ—! (صوت قرع الأجراس)
بدأ صوت الأجراس يدوي في أرجاء قلعة موراكا، قاطعًا سكون ليلها العميق.
لم تعد قلعة موراكا الهادئة موجودة. [*ذي من مخلفات وجود كايل]
سرعان ما بدأت الأضواء تتوهّج من مختلف الأنحاء.
- كايل، إنهم الفرسان المقدّسون.
خرج الفرسان المقدّسون فجأة من أماكن غير معلومة، واتجهوا مباشرة نحو بوابة القلعة.
- يبدو أنهم قرروا أن لا جدوى من الاستمرار في التخفّي.
تمامًا كما قال سوبر روك.
فبعد ظهور قوات تيروسا التابعة لملك الشياطين، ومع انضمام الفيلق الثالث، لا بدّ أن طائفة إله الفوضى أدركت أن الاستمرار في التستر لم يعد ذا جدوى.
قال كايل.
"لا بد أن مول قد تحرك بالفعل."
فأجابه سوي خان.
"أجل، هذا صحيح."
شعر كايل بوجود سوي خان خلفه، فنظر إليه.
كان سوي خان قد نهض من مكانه، وعلى مقربة منه كان الاطفال الذي يبلغ اعمارهم حوالي العشر اعوام، واقفين بلا حراك.
- شمّ! شمّ!
في اللحظة التي سُمع فيها صوت الريح وهي تشم رائحة ما.
توجه نظر كايل إلى الجهة الخلفية من القلعة، وتحديدًا نحو الحديقة الخلفية—
كووونغ—! (صوت اهتزاز قوي)
انبعثت اهتزازات ضخمة من تلك الجهة.
"حان وقت التحرّك."
تجمعت الرياح حول كاحلي كايل، ثم قفز دون تردد إلى الأسفل.
كان كايل في المنتصف وفي المقدّمة، وكأنه أمر بديهي.
كان قائد الفريق سوي خان يقف إلى يمينه، وأون وهونغ إلى يساره،
أما راون فكان متمركزًا في الخلف.
في الحديقة الخلفية، كان هناك حصن صغير يعادل ثلث حجم القلعة الرئيسية.
وهناك يقيم البابا.
ومن المفترض أن الجنرال مول قد توجّه إلى ذلك الحصن.
كووونغ! (صوت اهتزاز قوي)
اهتزازٌ آخر تردّد في الارجاء مجددًا،
وكان من الواضح أنه صادر من الحديقة الخلفية.
- شم، شم! هناك رائحة! إنها رائحة طاقة إلهية!
لابد أن الجنرال مول قد استخدم الأداة المقدّسة، لذلك تفاعلت صوت الرياح بهذه الطريقة.
فتح كايل فمه وقال.
"إذا انقطع الاتصال مع تشوي جونغ سو، فهذا يعني على الأرجح أنه قد تم الإمساك به من قبل شخص يتفوق عليه قوة."
فقال سوي خان.
"لابد أنه أحد الفرسان المقدسين الأعلى."
عادت إلى ذهن سوي خان صورة ذلك الفارس الذي تسبب له بجراح في وقت سابق.
كان ذلك الفارس المقدّس يُمكن اعتباره في نفس مستوى تشوي جونغ سو.
"لكن ليس هذا هو السبب الذي جعلني انجرح."
السبب في إصابة سوي خان لم يكن لأن ذاك الشخص كان أقوى منه،
بل لأنه فقد السيطرة على مشاعره في لحظة، وتهاون دون حذر، فافتُضح أمره واضطر للهرب، وتعرض للإصابة خلال ذلك.
"لا يستطيع فعل ذلك إلا أحد أقوى الفرسان المقدسين."
وإن كان تشوي جونغ سو قد أُسر فعلًا—
"فربما يكون قد تعرّض لمكيدةٍ ما مثل التي تعرّض لها تشوي جونغ غون."
سواء كان الاحتمال الأول أو الثاني هو الصحيح—
"فمن المؤكد أن تشوي جونغ سو موجود في المبنى الذي يقيم فيه البابا."
"نعم. فلا يمكن لطائفة اله الفوضي أن تترك متجولًا حرًا دون رقابة."
"سواء كان من متجولي دم الألوان الخمسة أو متجولي إله التوازن، فلن تتهاون طائفة اله الفوضي مع تشوي جونغ سو. سيحبسونه ويستخلصون منه المعلومات."
"نعم. لن يقتلوه على الأرجح."
وبناءً على كون الطائفة هي من أسرته، استنتج كايل وقائد الفريق سوي خان أنّ تشوي جونغ سو لا يزال حيًّا.
كان حوارهما جافًا، خاليًا تمامًا من المشاعر.
لدرجة جعلت الأطفال القريبين منهم، و الذي يبلغ اعمارهم حوالي العشر اعوام، ينظرون إليهما بتوتر.
لكن كايل وقائد الفريق سوي خان كانا دائمًا يحافظان على هذا القدر من البرود عند الذهاب لإنقاذ زميل في الفريق.
لأن الأمر يتعلّق بالحياة أو الموت.
قال كايل.
"الحصن الموجود في الحديقة الخلفية تتكون من خمسة طوابق، ثلاث فوق الأرض وطابقين تحتها."
طَق. (صوت خفيف للقفز على السقف)
بمجرد أن وصل كايل إلى الموضع المطل على الحديقة الخلفية من فوق سقف القلعة، فتح فمه وقال.
"الخريطة التي قدّمها السيد الشاب جيمون تتضمن فقط الطابقين الأول والثاني."
"أما الطابق الثالث فوق الأرض، والطابقين تحت الأرض، فلم يتمكّنوا من رصد تفاصيلهما."
"الطابق الثالث يقيم فيه البابا، وتقول المعلومات إن الطوابق السفلية يحرسها الفرسان المقدّسون."
"إذًا، من المحتمل ان تشوي جونغ سو هناك."
"نعم."
قال سوي خان، الواقف بجانب كايل، بنبرة باردة.
"لهذا السبب جلبت مول معك؟"
"نعم."
كووونغ! (صوت اهتزاز قوي)
اهتزاز ضخم دوّى من جديد.
نظر كايل بهدوء إلى الحديقة الخلفية التي تحوّلت إلى رماد.
لم يعد هناك أي أثر للمنظر الجميل، فقد تحوّلت الحديقة إلى خراب.
وعند الطرف البعيد من الحديقة، في الطريق المؤدي إلى الحصن الصغير، كان مول يقف هناك.
قال سوي خان.
"ليس هو من جرحني."
"توقعت ذلك."
ربما يكون الشخص الذي جرح سوي خان قد غادر القلعة بحثًا عنه، بعدما ظن أنه تم إنقاذه بواسطة قوى الإمبراطور الأول أو الإمبراطور الثالث.
فالفارس المقدس من المستوى الرفيع لا يستطيع مواجهة متجوّل من عائلة دم الألوان الخمسة.
'هذه معلومة لا يعرفها جانب جيش ملك الشياطين.'
في الوقت الراهن، يبدو أن قوات تيروسا التابعة لملك الشياطين، والفيلق الثالث الذي يتم نقله عبر النقل الآني من قلعة ملك الشياطين، قد بدأوا فعليًّا بمحاصرة قلعة موراكا.
ومن المرجح أن تتزايد أعداد هذه القوات القادمة من القلعة مع مرور الوقت.
'ولهذا السبب، تحرّك مول لاستهداف البابا.'
فالوقت يصبّ في مصلحتهم.
لكنهم لا يعرفون أن هناك قوات من الفرسان المقدّسين قد خرجت بحثًا عن متجول دم الألوان الخمسة.
'ومن المرجح أن تلك القوى ستهاجم قوات تيروسا التابعة لملك الشياطين من الخلف.'
وفي النهاية، ستندلع معركة دامية.
"من بين الفرسان المقدّسين الثلاثة من المستوى الاعلى، أحدهم مع مول."
أما الثاني—
"فقد أُرسل إلى تيروسا خارج القلعة."
أما الأخير—
"فهو موجود بجانب البابا، ولابد انه الأقوى بين الفرسان المقدّسين الأعلى"
"هكذا يجب أن يكون."
مول، قائد الفيلق الثالث.
"إن استطاع هزيمة ذلك الفارس المقدّس الاعلى وشقّ طريقه نحو البابا، فلا بد أن يكون هناك فارسًا مقدّسًا آخر من الرتبة ذاتها لحماية البابا."
وكان هذا التوقّع صائبًا.
"إذن، في النهاية، اخترت البقاء إلى جانبي؟"
"نعم، يا قداسة البابا."
كان الفارس المقدّس الأعلى قد عزم في البداية على قتل مول بنفسه، لكنه تراجع عن قراره وفضّل البقاء إلى جانب البابا.
"فلا أحد هنا أثمن من قداستكم."
كانت ملامح الفارس المقدس الأعلى صارمة خاليةً من أي تردد أو اضطراب، تمامًا مثل نبرته الخالية من العواطف.
"ثم مول... ذلك الطفل، كافٍ له."
فحقيقة أنّ الفارس المقدس الأعلى سيقتل مول كان أمرًا بديهيا.
في تلك اللحظة، نظر البابا من النافذة.
"هذا غريب."
قال ذلك بنبرة هادئة.
"كلما فكرت في الأمر، وجدت أن ما يحدث الآن لا يمكن أن يكون من تدبير قوى ملك الشياطين وحدها."
أن يظهر قائد الفيلق الثالث فجأة، ويهاجم جيش ملك الشياطين بهذه السرعة، وفي هذه الليلة بالذات؟
ناهيك عن أنهم لم يلحظوا أي بوادر تُنذر بذلك مسبقًا.
هناك شيء مريب.
أدار البابا رأسه وقال.
"هيتيلّيس، يبدو أن هناك من يدير الأمور من وراء الستار."
رفعت هيتيلّيس، التي كانت ترتدي زيّ كبيرة الخدم، رأسها وهي راكعة على ركبة واحدة.
"هل تعني أن هناك متغيّرات؟"
"نعم."
عندها، أجابت هيتيلّيس بتعبير خالٍ من المشاعر.
"نقطة بداية هذه الأحداث كانت التاجر كاسي. ذاك الذي قال إنه من نسل الكونت لوب."
سألها البابا بنبرة هادئة.
"هل تعتقدين أن تلك هي نقطة البداية؟"
"إن أخذنا في الحسبان أحداثًا منفصلة عن هذه القضية، فهناك متغيّرٌ سابقٌ آخر."
"ما هو؟"
"المتجوّل."
عند ذكر هذه الكلمة، قال الفارس المقدّس الأعلى بنبرة مختلفة عن المعتاد.
"أجل، قبل مدّة، شوهد عدد من المتجوّلين من عائلة دم الألوان الخمسة."
ثم رفع الفارس المقدّس الأعلى صوته وهو يخاطب هيتيلّيس.
هيتيلّيس، لم تكن تملك قوة جسدية كبيرة فحسب، بل كانت أيضًا تمتلك أداة مقدّسة تابعة لطائفة إله الفوضى.
وهي تُعد في مرتبة مماثلة للفارس المقدّس الأعلى، وفي ظل موت القديس، أصبحت تحلّ مباشرةً بعد البابا من حيث المكانة.
"هل تعتقدين أن المتجوّلين من دم الألوان الخمسة هم من يقف وراء كل هذه الأحداث؟"
إن كان الأمر كذلك، فإن كل شيء سيبدو منطقيًا.
"...هل هو انتقام لما حدث في المكان المقدس، ليلة البداية؟"
ليلة البداية.
تلك الليلة التي فشلت فيها محاولتهم لانزال إله الفوضى إلى نيوورلد، وكُشف أمرهم من قبل متجولي دم الألوان الخمسة.
ومن المحتمل أنهم يسعون الآن إلى تخريب كل ما يحدث في عالم الشياطين، انتقامًا لتلك الليلة.
لكن في تلك اللحظة—
"كلا، ليس كذلك."
فتح البابا فاهه وقال.
"فما حدث آنذاك لم يكن سوى جزءٍ من المخطط ايضا."
وجّه بصره نحو هيتيلّيس.
"متجولو دم الألوان الخمسة لم يكونوا البداية."
"أجل، هذا صحيح."
أومأت هيتيليس برأسها ثم نظرت إلى الفارس المقدّس الأعلى، وكذلك البابا نظر إليه.
وفي تلك اللحظة، تذكّر الفارس المقدّس الأعلى أحداثًا أقدم.
"... هناك متجوّل آخر."
ذلك المتجوّل الذي ألقى الفارس المقدّس الأعلى القبض عليه.
لم يُعرف بعد ما إذا كان من دم الألوان الخمسة، أم من أتباع إله التوازن.
ونظرًا لعدم التوصّل إلى هويته الحقيقية، وُضع في الحجز لأغراض التحقيق.
وما إن خفّ البريق في عيني الفارس المقدّس الأعلى، حتى تحدّثت هيتيلّيس بهدوء.
"ذلك الشخص هو أصل جميع المتغيّرات."
المتجوّل ذو الشعر البني.
أصدر البابا أمرًا إلى هيتيلّيس.
"أحضريه."
"أمركم."
كووونغ! (صوت انفجار)
في تلك اللحظة، اهتزّ الحصن الجانبي بأكمله مجددًا، بفعل الانفجار القادم من الساحة الخلفية.
فتح البابا فاهه مرة أخرى وقال.
"إن ساءت الأوضاع، استخدمي الأداة المقدّسة."
عندها، ومض بريق غريب في عيني هيتيلّيس.
"إن حدث ذلك، فلن تكون له أية فائدة بعد ذلك."
"نحن على أعتاب المخطط العظيم. رغم أن المتجوّلين موارد نادرة، لكن من يُعيق تنفيذ الخطة يمكن الاستغناء عنه."
"...مفهوم."
أردف البابا قائلًا.
"وألقي القبض أيضًا على ذلك الذي يُدعى كاسي."
"أمركم."
غادرت هيتيلّيس قاعة الولائم في الطابق الثالث، حيث يُقيم البابا، وتوجّهت مباشرة إلى الطابق السفلي.
أشارت بعينيها إلى أحد التابعين، فانطلق مباشرة للقبض على كاسي.
ثم أدخلت يدها في جيب صدرها—
وُوونغ~ (اهتزاز سحري خافت)
وكأن الأداة المقدسة التي في حوزتها استجابت لنداء البابا، فقد بدأت بالارتجاف بخفة وبدقة.
ذلك المتجوّل الذي أُلقي القبض عليه على يد الفارس المقدّس الأعلى...
اليوم، سيفقد وعيه ويُسجن داخل عالم رمادي يعجّ بالفوضى.
'وحين يحدث ذلك، سيفشي كلّ ما يملك من معلومات.'
ورغم إدراكها أن وعي إنسان ما سيتلاشى في ذلك العالم، فإن هيتيلّيس –كعادتها– واصلت سيرها بلا اكتراث، فالمهم هو إتمام المهمة، لا مصير شخصٍ واحد.
كووونغ! (صوت اهتزاز قوي)
رأى كايل القائد مول وهو يصطدم مجددًا بالفارس المقدّس الأعلى، فقال.
"سأتوجه إلى الطابق السفلي."
لإنقاذ تشوي جونغ سو.
اندفع كايل نحو الحديقة الخلفية.
- تفعيل التخفّي!
ألقى راون تعويذة التخفّي عليهم جميعًا.
مياااو!
ميااو!
أصدرا أون وهونغ مواءً أخيرًا، ثم أصبح وجودهما شبه معدوم، ولم يعد يُشعر بهما إطلاقًا.
"لن ألتفت إلى الخلف، لذا تابعوني جيدًا."
تقدّم سوي خان في المقدّمة، حاملاً نسخة من الخريطة، وانطلق بسرعة.
كان يتحرّك بخطى مدروسة، متجهًا إلى جميع النقاط العمياء في مراقبة العدو.
وووش~ (صوت ريح)
لفّ كايل الرياح حول كاحليه، ولحق بسوي خان بخفة وسرعة.
في هذا الوقت، كانت جميع أنظار طائفة إله الفوضى مركّزة بالكامل على الجنرال مول وجيش ملك الشياطين.
وفي الوقت نفسه، بدأت ما تبقّى من أنظار الطائفة في التحرك بحثًا عن كلوف سيكا.
طَق. طَق. (صوت خطوات)
في ذات الوقت، دخلت هيتيلّيس إلى الطابق السفلي الثاني، متوجهة إلى المكان الذي يُحتجز فيه المتجول.
وفي الوقت نفسه—
كان كايل، الذي يقف في صميم جميع المتغيّرات، قد تسلّل إلى الحصن الجانبي حيث يقيم البابا.
دخل كايل إلى الطابق السفلي الأول.
"ابدأوا."
بمجرد أن قال ذلك، اختبأ أون وهونغ داخل الظلال، ثم أطلقا صوتًا خافتًا.
مياااو!
ميااو!
"مـ... ماذا؟!"
"هجوم— كُهَهك!"
"كُهَهك... لا أستطيع... التنفّس—!"
بدأ الضباب والسموم ينتشران داخل الطابق السفلي الأول، ليبتلعا قوات طائفة إله الفوضى التي كانت تحرس المدخل.
وفي وسط ذلك الضباب، تقدم كايل وسوي خان دون أي تردد، وواصلا طريقهما نحو الطابق السفلي الثاني.
.
.
.
نادي الروايات~ترجمة: White.Snake