إذا فيه نقطة مو واضحة لك، اكتبها في التعليقات حتى أوضحها لك.
قراءة ممتعة 🤍
.
.
.
نادي الروايات - ترجمة وتدقيق: White.Snake.96
.
.
.
〈الموسم الثانى «قانون الصيد» - الفصل 59: الحلقة 489، سلسلة موت الآلهة 1〉
.
.
.
كايل الذي أغمي عليه لمدة أسبوعين واستيقظ...
أمام عينيه، كان كلوف سيكا يبتسم.
'هذا الوغد... عيناه تبدوان غريبتين؟'
في الوقت الذي كان فيه الطفل - البالغ من العمر حوالي العشر سنوات - واقفًا على سرير كايل يُقدّم له فطيرة التفاح، ويضغط برفق على ساقه بأطرافه الأمامية...
وبينما كان رون ذو الوجه الطيب يهتم بكايل؛ يلحفه بالبطانية، ويمسح وجهه بمنشفة، وينظف زوايا عينيه بعناية.
"هوهو."
كان كلوف سيكا يضحك بعينين لامعتين ومشرقتين للغاية، كان يبدو فخورًا وراضيًا للغاية.
'هذا يعني أنه فقد عقله تمامًا!'
عندما يظهر كلوف بهذه الهيئة، فهذا يعني أنه فقد صوابه تمامًا! وتبعًا لما قاله راون، فإنه قد استدار بمقدار 361 درجة!
مضغ... مضغ...
بعد أن انتهى كايل من تناول قطعة فطيرة التفاح، فتح فمه بسرعة وقال.
"جولة وطنية في عالم الشياطين؟"
ما هذا؟ هل سنذهب إلى حفلة موسيقية؟
لا، بل أهي مسابقة الغناء الوطنية؟!
"هوه."
ضحك كلوف ضحكة قصيرة قبل أن يتحدث.
"خلال الأسبوعين اللذين كان فيهما كايل-نيم نائمًا، قامت قلعة ملك الشياطين بالإعلان عن المرض الرمادي لجميع سكان عالم الشياطين."
رغم أن قلعة الشياطين لم تكن سريةً بشكلٍ خاص في هذا الأمر منذ البداية، إلا أنها هذه المرة غيرت استراتيجيتها تمامًا وأعلنت عن الأمر بالكامل علنًا.
"لقد حددنا حاليًا جميع مصادر انتشار المرض الرمادي في مختلف أنحاء عالم الشياطين، ونعمل بكل طاقتنا على منع العدوى وإدارة المصابين."
أسبوعان فقط، لكنهما كانا كافيين لقلعة ملك الشياطين والمناطق المختلفة في عالم الشياطين لكي تكشف عن كل شيء وتجمع المعلومات المتعلقة بالمرض الرمادي.
خاصةً مع تحديد الأماكن التي زرع فيها بذور تلوث الفوضى، وبفضل الاستجابة الفورية، لم تتسبب تلك الأزمة في كارثة كبيرة على الرغم من مرور أسبوعين، بل تم احتواؤها بحيث تم تقليل عدد المصابين إلى الحد الأدنى.
"آه، ولكن–"
يبدو أن قلعة ملك الشياطين كانت قادرة على التعامل مع هذا المستوى من الأمور.
"لماذا، إذن، الشياطين–"
أخذ فضول لا يُحتمل يتملّكه، إذ كان يشعر وكأن مؤخرة رأسه قد تم غمسها في ماء جليدي.
'جميع شياطين عالم الشياطين لا يتمنون سوى شفاء كايل-نيم، لذا يمكنكم الآن أن تستريحوا براحة بال.'
فما قاله كلوف سيكا لا يزال يتردّد في أذنيه.
"إذن، هل جميع الشياطين يعرفونني؟"
ابتسامة واسعة—
لم يُجِب كلوف، واكتفى بالابتسام فقط، وتلك الابتسامة كانت تبدو خطيرة للغاية.
"كايل-نيم."
حتى صوته كان وديعًا للغاية.
توقّف الطفل - البالغ من العمر حوالي العشر سنوات - عن الضغط على ساق كايل، وأضاءت عيناه ببريقٍ غامض.
شعر كايل عندها بالقلق يتسلّل إلى صدره.
"لقد قمتُ بتسجيل كل شيء وأرسلته إلى قلعة ملك الشياطين."
آه...
أطلق كايل تنهيدةً ثقيلة غمرت سريره بأكمله.
"كايل-نيم."
كان صوت كلوف جادًا هذه المرة.
"كما تعلم، ليست جميع الشياطين في عالم الشياطين ودودة تجاه قلعة ملك الشياطين. وفي مثل هذه الظروف، كان من الضروري إظهار دليلٍ قاطع لإقناعهم."
"لا، كلامك صحيح، لكن رغم ذلك–"
"كان لا بدّ من ذلك. حادثة كادت أن تدمّر مدينتين عريقتين، وهجوم الإمبراطور الثالث، والأعداء الذين يستهدفون عالم الشياطين، والمرض الذي نشروه. لتجنّب الكارثة، كان على جميع الشياطين أن يروا ذلك بأعينهم."
"لا، هذا صحيح، لكن–"
"وكان يجب أن يروا أيضًا أن هناك أملًا، وأن هناك حلولًا لتجنّب ذلك الموقف المرعب. وعندما يرون هذا الدليل، سيشعرون بالقوة والتحفيز، وسيتحرّكون بسرعة ودقّة. أليس كذلك؟"
"لا، أنت على صواب، لكن–"
"نعم، أنا على صواب."
كان كلوف سيكا واثقًا جدًا، هادئًا وجادًا.
"……."
بينما فقد كايل قدرته على الكلام.
'هذا الوغد المجنون دائمًا يقول الحق!'
فتح كايل فمه مرة أخرى.
"هل... هل سجّلتَ أيضًا أطلال إله الشياطين؟"
"نعم."
في الواقع، كان حضور كلوف طاغيًا إلى درجةٍ تجاوزت حدود الثقة، حتى بدا وكأنه يهيمن على كايل نفسه.
"هيهي."
ابتسم راون قليلاً وهو يحرك خديه اللذين صارا أقل امتلاءً الآن.
"الآن بات الجميع يعلم المعاناة التي مرّ بها بشرينا! أجل، يجب على الجميع أن يعرف ذلك!"
لاحظ كايل وجنتي راون الأقل امتلاءً، فاشتعل الغضب في داخله للحظة. لكن لأنه كان يعلم أن الخطأ خطؤه، كتم غضبه وأخذ قطعة بسكويت من منضدة السرير وقدّمها إلى راون، ثم قال.
"سأجنّ."
كانت الآثار الوحيدة المتبقية من إله الشياطين هي تلك الأطلال.
لكن تلك الأطلال لم تكن مجرّد بقايا قديمة،
بل كانت موقعًا حيًّا نابضًا بالطاقة، تحرسه عشيرة الشجرة الرمادية بعنايةٍ شديدة.
والآن، تلك الأطلال النائمة قد استيقظت.
والإنسان الذي تلقّى قوّتها هو من أوقف الكارثة العظمى.
'يا إلهي، رأسي.'
أصابه صداعٌ شديد.
"رون."
"نعم، سيدي الشاب."
لكن هناك الكثير من الأمور التي يجب حلُّها.
'لقد كنت دائما مثيراً للمشاكل، سواء كنت صغيراً أم كبيرا، يا سيدي الشاب.'
'بالطبع، سيدي الشاب الحالي يسبب مشاكل أكثر، مما يجعل قلب هذا الخادم المسن يخفق بقلق.'
تأمّل كايل تلك الكلمات، ثم تذكَّر عندما ألقى رون بجسده لإنقاذ أون.
في الواقع، لم يكتفِ كايل بتذكّر ذلك المشهد فحسب، بل سجّله في ذهنه دون أن يدرك ذلك بنفسه. [*من الراوي]
فتح كايل فمه وقال.
"هناك الكثير من الأمور التي يجب حلها."
"نعم."
"لنؤجّل حديثنا لعدّة أيام."
"……."
لم يجب رون، واكتفى بالنظر إلى كايل بتعبير غامض.
ثم تذكّر وجه كايل المذعور في ذلك الحين.
'أيها العجوز المرعب! لماذا تفزع الناس هكذا؟!'
تلك الكلمات التي صرخ بها كايل في وجهه حين حَمَى أون.
وذلك التعبير المشابه تمامًا لتعبيره في ذلك اليوم عندما ذهب بمفرده لملاقاة جماعة الظل، وعاد وهو فاقد لذراعه.
ثم تلك النظرة التي كان يوجّهها إلى العدو الذي فعَلَ به ذلك.
وفي النهاية هزم كايل الظل، وهذه المرّة أيضًا أمسك بالأمبراطور الثالث.
"نعم، سيدي الشاب."
"استدعِ بيكروس أيضًا."
"نعم، سيدي الشاب."
سواءٌ كان السيد الشاب الحالي أم السيد الشاب في الماضي، فكلاهما قلبهُ رقيقٌ حقًّا.
ولهذا، نظر رون إلى سيده الشاب الذي كانت عيناه ترتجفان بخفة، وقال له بهدوء.
"سأخبر بيكروس أنه مجرد أمر لا أهمية له. لأنه كذلك فعلاً."
حينها أطلق سيده الشاب ضحكةً خفيفةً وأجاب.
"رون، إذا قلتَ أنتَ ذلك، فلا بدّ أنه كذلك."
"نعم، سيدي الشاب."
بينما كان كايل ينظر إلى الابتسامة الودودة لذلك العجوز القاتل الماكر، اتّخذ قرارًا.
'عالم الشياطين ليس المشكلة الآن.'
بالطبع عالم الشياطين مشكلة، لكن لحظة إدراكه أنه لم يرَ إلهَ الموت خلال الأسبوعين من الإغماء جعلته يعيد ترتيب أولوياته.
'سأعتني بمن حولي أولًا.'
لذلك قرر إنجاز محادثته مع رون وبيكروس خلال أيامٍ قليلة.
"أيها الإنسان، لماذا تخرج المرآة؟ هل هناك شيء تريد قوله لإله الموت؟"
"همم."
إله الموت — الذي من المقرّر أن يفنى في غضون ستة أشهر.
آخر مرّة رآه فيها كان ذراعه ممزقةً وجسده قد تحول إلى اللون الرمادي، ورغم حالته السيئة، كان يضحك كأن الأمر لا يعنيه، غير مبالٍ بالألم الذي يعانيه.
أرسل رسالةً لذلك الكائن المجنون المزعج.
<يا، ألن تأتي لرؤيتي؟>
لم يكن هذا كلُّ شيء.
<زيد كروسمان، أعثر على موقع الملك.>
زيد كروسمان — الذي من المقرّر أن يموت قبل إله الموت.
يجب العثور على والد ولي العهد ألبيرو.
يُقال إن موقعه يتغيّر باستمرار، وأنه يدخل إلى داخل اللعبة.
لكن بما أن نيو وورلد لم يعد مجرّد لعبة وبدأ يتحوّل إلى واقعٍ حقيقي، قال إله الموت في المرّة الماضية إنه صار قادرًا شيئًا فشيئًا على تحديد موقع الملك زيد الذي يدخل ذلك العالم.
لذا أضاف كايل سطرًا آخر إلى رسالته الموجّهة إلى إله الموت، مختتمًا بعبارة أخيرة.
<والأهم من ذلك، إن رأيت هذه الرسالة فَرُدّ عليّ فورًا.>
وبالطبع أرفق معها تهديدًا صغيرًا.
<وإذا قرأت الرسالة وتجاهلتها، سأضرب عن العمل!>
كايل، الذي نظر إلى الجملة الأخيرة بشعورٍ من الرضا، رفع رأسه حين سمع طرقًا على الباب.
طرق. طرق. طرق.
من المؤكّد أن خبر استيقاظ كايل قد انتشر.
"المستشار يطلب مقابلتك."
رد كايل على كلام رون.
"قل له إنه لا حاجة لمقابلتي الآن."
تذكّر كايل ما حدث قبل أن يُغمى عليه، ثم قال.
"أخبر المستشار أن يأتي مع ملك الشياطين إلى المكان الذي يُحتجز فيه الإمبراطور الثالث."
عندها، ومض بريق غريب في عيني كلوف.
"هل الإمبراطور الثالث ما زال على قيد الحياة؟"
رغم أن كايل قد سأل هذا السؤال، إلا أنه لم ينتظر الإجابة، وتابع حديثه فورًا.
"سأذهب إلى الأمبراطور الثالث. أخبر تشو و ريون أن يحضرا أيضًا."
أقام كايل جسده من على السرير.
لم يعد بحاجة إلى كرسيٍّ متحرّك بعد الآن.
- ممتاز جدًا.
كما قال سوبر روك، حالته الجسدية الآن هي الأفضل منذ وقتٍ طويل.
بعد التطهير ومواجهته للإمبراطور الثالث، تخلّص جسده تمامًا من كل بقايا الفوضى التي كانت عالقة فيه.
ولذلك، حين نهض من السرير بثقةٍ تامّة—
"!"
ترنّح كايل فجأة.
"كنت أعلم أن هذا سيحدث!"
قال راون بصوتٍ مملوء بالعتاب.
"سيدي الشاب، لقد استفقتم بعد أسبوعين!"
تحت ابتسامة رون الحنونة ونظراته الحادة، وهو يسنده، جلس كايل على الكرسي المتحرك بطاعة.
"الطعام أولاً!"
"يجب أن تأكل أولًا قبل أن تبدأ بالعمل!"
أمام كلمات أون وهونغ، لم يستطع كايل الاعتراض مطلقًا.
- ...همم، الجسد في حالة جيدة، لكن الطاقة معدومة تمامًا!
تجاهل كايل صوت سوبر روك في رأسه.
'هذا مزعج.'
هناك العديد من المهام التي يجب القيام بها، لكن جسده ما زال لا يقوى على المواكبة ما يتطلبه الموقف.
بسبب الأسبوعَين من فقدان الوعي.
ورغم أن حالة جسده أصبحت ممتازة الآن، بفضل تراكم قوى متنوعة، إلا أنه كان لا يزال بحاجة إلى وقت لتجديد طاقته وقدرته على التحمّل.
***
الإمبراطور الثالث، المثبّت على الحائط، والمقيّد تمامًا بأداة التقييد التي توارثها ملوك الشياطين جيلاً بعد جيل...
"......"
كان في حالة ذهول تام.
مضغ... مضغ...
كان عاجزًا عن الكلام تمامًا، وهو ينظر إلى المشهد الذي أمامه.
مضغ... مضغ...
"يا سيدي الشاب، هل شريحة اللحم هذه لذيذة؟ لقد أعدّها طاهي قلعة اللورد وفقًا للوصفة التي حصل عليها من بيكروس."
السجن الواقع في أعمق أعماق قبو قلعة لورد مدينة ميدي،
المكان الذي يقوم الحرس الخاص بملك الشياطين بحراسته...
داخل ذلك السجن، كان كايل هينيتوس جالسًا يتناول طعامه أمام الإمبراطور الثالث.
"......"
حتى أفراد الحرس الملكي كانوا يحدّقون في كايل بدهشة، غير أنّ الأخير ظلّ جادًّا.
مضغ... مضغ...
"همم، مع ذلك... ليست بجودة بيكروس."
"إذا سمع بيكروس هذا، فسيشعر بالفرح."
"أيها البشري، خُذ وتناول هذه السلطة أيضًا!"
"اوه."
مضغ... مضغ...
نظرًا لضيق الوقت، قرّر كايل أن يتناول طعامه في زنزانة السجن تحت الأرض.
"...واو، هذا مذهل."
المتجولان تشو وريون اللذان قدما معه — من بينهما لم يستطع تشو كبح دهشته، ففتح فمه، بينما نظر الإمبراطور الثالث إليه بإمعان وقال بسخرية.
"مضحك."
"!"
تجمّد تشو عند تلك النظرة، فتقدمت ريّون بسرعة أمام تشو— الأكبر حجمًا منها — وحدقت بالإمبراطور الثالث.
حينها فتح الإمبراطور الثالث فمه مجددًا وقال بنبرةٍ يملؤها الاحتقار.
"كيف تجرؤون على الخيانة؟ وهل حقاً تظنون أنكم ستعيشون بعد ذلك؟"
حين اهتزّت حدقتا تشو وريون، جاء صوت كايل الهادئ وهو يبتلع لقمة من سلطته.
"أوه، يبدو أننا سنعيش جيدًا."
كان كايل جالسًا على كرسيه المتحرك، بينما كان رون يمسح فمه بمنديل في هدوء، وكايل يتقبّل ذلك بلا مبالاة.
"......"
حدّق فيه الإمبراطور الثالث بدهشةٍ واضحة، فتفوّه كايل ببرود.
"أتظن أنك ستعيش لمجرد أنك تحدّق بي هكذا؟"
"هاه؟"
أشار كايل إلى تشو وريون.
"بدلاً من القلق على حياتيهما، أقلق على حياتك أنت."
"ها!"
لم يستطع الإمبراطور الثالث كبحَ دهشته.
"ما الأمر؟ أهناك ما تود قوله؟"
رغم سخرية كايل لم يجد الإمبراطور الثالث ما يردّ به،
فوضعه الآن سيءٌ لدرجة أن موته في أيّة لحظة لم يكن ليُعَدَّ أمراً غريباً.
"أ...أنت! أيها الوقح—"
قال كايل ببرودٍ وهو يرمق الإمبراطور الثالث الذي لم يفعل سوى الارتجاف غضبًا.
"بالمناسبة، كيف تخطّطون لقتل الآلهة؟"
"......."
"......."
"همم!"
لم يُظهر لا الإمبراطور الثالث ولا ريّون أيّ رد فعل.
لكن أنظار كايل اتجهت نحو تشو —
الشخص الوحيد الذي أبدى ردّ فعل.
"أوه."
ابتسم كايل له ابتسامة عريضة، ثم متجاوزًا تشو وريون المرتبكين، نظر إلى الإمبراطور الثالث مجددًا وسأله.
"لقد وجدتم طريقة لقتل إلهكم، أليس كذلك؟"
لم يكن هناك أي اتصال بإله الموت.
ذلك الكائن مزعج، نعم... لكن بقاءه ضروري الآن حتى تتجه نهاية الأمور كما يريد.
مستقبل لا يتأذى فيه هو ومن معه —
ذلك المستقبل لا يستطيع أحد صنعه سوى إله الموت نفسه.
"……"
أمام صمت الإمبراطور الثالث المطبق، واصل كايل حديثه في هدوء تام.
"إله العدالة كلّف إمبراطوركم الأول — المتجول الأول — بالعثور على طريقة لقتل الآلهة، أليس كذلك؟"
"……!"
ارتجفت بؤبؤا الإمبراطور الثالث بشدة.
يبدو أنه لم يكن يتوقع أن كايل قد اكتشف الأمور إلى هذه الدرجة.
"ثم إن الإمبراطور الأول، لم يكتفِ برغبته في أن يصير كائنًا متجاوزًا، بل بعدما حاز طريقة قتل الآلهة، بدأ يسعى لوضع كل شيء تحت قدميه."
"!"
حاول الإمبراطور الثالث فتح فمه ليقول شيئًا، لكن كايل كان أسرع.
"حسنًا، يا ملك الشياطين."
تحوّل نظر كايل نحو خارج السجن.
دون أن يلاحظ أحد، كان ملك الشياطين قد وصل بالفعل إلى المكان برفقة المستشار.
وعلى عكس رد فعل المستشار الذي اتسعت عيناه من المفاجأة، ظلّ وجه ملك الشياطين خاليًا من التعبير، بل بدت عليه ملامح الملل.
"يبدو أن مثل هذه القصص لا تثير اهتمامك، أليس كذلك؟"
قال كايل بابتسامة هادئة،
لأنه كان يمسك بيده قصة من شأنها أن تُثير اهتمام ذلك اللعين.
"قبل أن أفقد وعيي."
تذكّر كايل المشهد الذي حدث قبل أسبوعين.
"القوة التي انبعثت من أطلال إله الشياطين، تحدّثت إليّ."
عندها تغيّرت ملامح وجه ملك الشياطين قليلًا.
كان التغيّر طفيفًا للغاية، لكن ما تسرّب إلى وجهه كان مزيجًا معقّدًا من المشاعر — فضولًا، أو ربما كان غضبًا.
غير أنّ كايل تجاهل ذلك تمامًا وأكمل حديثه بهدوءٍ.
وأخذ يردّد الكلمات ذاتها التي قالها له النور الرمادي المنبعث من أطلال إله الشياطين.
'- إله الشياطين؟ لا وجود لشيء كهذا.'
"إله الشياطين؟ لا وجود لشيء كهذا."
على الفور، أثارت كلماته ردّة فعلٍ من الشياطين الحاضرين.
"!"
"ما هذا الكلام—!"
كان المستشار وقائدة الحرس الملكي أكثرَ من بدت عليهما علامات الصدمة وعدم التصديق.
ومع ذلك، تابع كايل حديثه وهو يثبت نظره على ملك الشياطين وحده.
'- لا أستطيع أن أقبل أبداً أن يطلق عليّ عالم الآلهة والسماويين لقب إله الشياطين...!'
"لا أستطيع أن أقبل أبداً أن يطلق عليّ عالم الآلهة والسماويين لقب إله الشياطين."
كانت عينا ملك الشياطين تبدوان هادئتين،
لكن تلك العينين كانتا تشبهان البحر —
تتدفقان وتضطربان بلا توقف.
على الأقل، في هذه اللحظة كان الأمر كذلك.
"……"
"……"
بينما كانت الشياطين تحبس أنفاسها، واصل كايل حديثه.
لا وجود لإله الشياطين،
لكن...
'- لا يوجد سوى من يقتل الآلهة المتغطرسة.'
"لا يوجد سوى من يقتل الآلهة المتغطرسة."
اتسعت عينا ملك الشياطين.
"!"
"......!"
حتى عيون الشياطين الأخرى اضطربت كأمواجٍ هادرة.
فقد كانوا يجهلون شظية الحقيقة التي حُرّفت عبر الزمن.
وكانت هذه اللحظة هي التي انكشفت فيها الحقيقة أمامهم أخيرًا.
"ثم قال لي ذلك الصوت."
استعاد الجميع في أذهانهم ذلك النور الرمادي الذي انساب نحو كايل.
كانت أطلال إله الشياطين قد استجابت له وحده ومنحته القوة،
وذلك الصوت الذي وهبه تلك القوة قال له شيئًا...
في هذه اللحظة، حتى الإمبراطور الثالث نفسه كان يترقّب ما سيتفوّه به كايل.
'- وجدت...ك.'
"وجدتك."
قالت تلك القوة.
'- ... أيها... الذي يملك موهبة... قاتل الآلهة...'
"أيها الذي يملك موهبة قاتل الآلهة."
للحظة، عجز ملك الشياطين عن الرد على تلك الكلمات.
كانت كلمات لم يتوقع يومًا أنه سيسمعها.
موهبة قتل الآلهة.
موهبة تمكنك من قتل إله.
لكن من تفاعل مع ذلك بشدة لم يكن ملك الشياطين ولا أتباعه بل شخصٌ آخر.
"مستحيل! هذا هراء—!"
عند صرخته، ابتسم كايل ابتسامة خافتة (خبيثة) وأدار رأسه.
وهناك كان الإمبراطور الثالث، الذي تفوّه بالكلمات دون وعي، وقد علت وجهه تعابيرُ صدمةٍ لا تُصدّق ما كان يحدث.
في تلك اللحظة، تحدثت ريون بصوت هادئ، لكنه كان يرتجف بخفةٍ واضحة.
"في العالم السماوي، هناك قولٌ."
"لا!"
صرخ الإمبراطور الثالث بغضبٍ وهو ينظر إليها،
لكن ريون تجاهلت صرخته وأكملت كلامها وهي تنظر إلى كايل.
"لا يوجد شيء أبدي."
"كفى! توقفي!"
"كل الكائنات الحيّة لها أعداء طبيعيون، حتى الآلهة ليست استثناءً."
"توقفي يا ريون!"
لكن ريون لم تتوقف.
"لقد خلق النظام الكوني العالم، وخلق معه الآلهة،
وزرع في هذا العالم بذرةً قادرةً على إفناء الآلهة.
تلك البذرة ليست شيئًا ذا شكل، بل قانون وضعه النظام نفسه.
وحين يتجاوز غرور الآلهة حدَّه، فإن ذلك القانون يُطبّق لا محالة."
قانونٌ يقتل الآلهة.
"ولذلك يُسمّى هذا بـ«قانون الصيد»"
.
.
.
مواعيد نشر الكاتبة:
الاثنين – الأربعاء - الجمعة
مواعيد نشري:
الثلاثاء - الخميس - السبت
.
.
.
نادي الروايات - ترجمة وتدقيق: White.Snake.96