1266 - 〈الموسم الثانى «قانون الصيد» : الحلقة 490، سلسلة موت الآلهة 2〉

إذا فيه نقطة مو واضحة لك، اكتبها في التعليقات حتى أوضحها لك.

قراءة ممتعة 🤍

.

.

.

نادي الروايات - ترجمة وتدقيق: White.Snake.96

.

.

.

〈الموسم الثانى «قانون الصيد» : الحلقة 490، سلسلة موت الآلهة 2〉

.

.

.

قانون الصيد.

كتم كايل الكلمات التي كانت تدور على حافة لسانه، واكتفى بالتحديق في المتجولة ريّون، ثم قال.

"عندما تخرج هذه الكلمات من أفواه الصيادين، فإنها تُسمَع على نحوٍ مختلف، أليس كذلك؟"

عائلات الصيادين التي لا تكفّ عن مطاردة ذوي الحياة الواحدة...

كانت المتجولة ريّون واحدةً من أفراد العائلة الحاكمة — عائلة دم الألوان الخمسة.

ثم تابع كايل بابتسامة خفيفة.

"يبدو أنكِ قررتِ الانضمام إلى جانبنا، أليس كذلك؟"

"……."

لم تُجب ريّون على كلامه.

طريقة قتل الآلهة.

مجرد الإشارة إلى هذا الأمر كان بمثابة إعلانٍ ضمنيٍّ من ريّون وتشو عن قطع كل صلة لهما بعائلة دم الألوان الخمسة.

وكان ذلك واضحًا، إذ كان الإمبراطور الثالث، ملك التنين، يحدّق في ريّون بنظراتٍ قاتلة، كما لو أنه سيقضي عليها في الحال، عاجزًا عن كبح جماح غضبه.

"لماذا ترتعش بهذا الشكل؟"

حتى أمام كلمات كايل الساخرة، لم يستطع الإمبراطور الثالث الرد، إذ ظلّ يحدّق بثبات في ريون فقط.

"……."

ارتجف جسد ريون قليلًا تحت وطأة تلك النظرات.

لكن—

"تابعي."

عند سماع كلمات كايل، فتحت ريون فمها لتكمل الحديث،

غير أنّ الإمبراطور الثالث قاطعها في اللحظة التالية.

"ألستِ خائفة من الإمبراطور الأول؟"

"!"

تجمدت ريّون مكانها، وكأن حنجرتها قد انسدّت تمامًا.

وفي تلك اللحظة—

"في العالم السماوي، يوجد مكانٌ مقدّس يُدعى 'جناح السماء'!"

"…تشو!"

نظرت ريّون إلى شقيقها الأصغر بنظرةٍ ملحّة،

لكن الأخير أمسك بيدها، وحدّق مباشرة في الإمبراطور الثالث وتابع بثبات.

"رغم أن ذلك المكان مزارٌ مقدّس مغلق رسميًا، إلا أنه كان يحتوي على معلوماتٍ حول «قانون الصيد». ومن هناك تحديدًا، حصل الإمبراطور الأول على طريقة إفناء الآلهة!"

"تشو، أيها الحقير—!"

صرخ الإمبراطور الثالث غاضبًا موجّهًا سخطه نحو تشو.

"ماذا!"

"!"

اندفع تشو فجأة وهو يصرخ دون تردد،

وحين ارتبك الإمبراطور الثالث وريّون — بل وحتى كايل للحظة — انفجر تشو بكلماتٍ متتابعة دون توقف.

"أيها الوغد! أنت الذي هُزمتَ من هذا الإنسان وملك الشياطين وتعرضت للضرب! بأي حق تتجرأ على فتح فمك والحديث عن قتل أختي؟!"

"أنت، أيها الوغد المجنون—!"

بغضّ النظر عمّا قاله الإمبراطور الثالث، لم يُعره تشو انتباهًا، بل حوّل نظره نحو كايل وقال.

"يا!"

"ماذا؟"

"ستُنقذنا، صحيح؟"

"أجل."

"!"

صُدم تشو من الإجابة السريعة التي جاءت بلا أدنى تردد.

لكن كايل، وعلى خلاف ما بدا في تشو من ثقة قبل قليل حين سأله بتحدٍ وجرأة، استعاد في ذهنه تلك النظرات المرتجفة في عينيه، ثم فتح فمه قائلاً.

"اشرح أكثر."

"أ-أجل، حسنًا."

ابتلع تشو ريقه قبل أن يتابع كلامه.

"لكن قبل ذلك... هل يمكنك أن تسدّ فم هذا الوغد؟"

أشار تشو إلى فم الإمبراطور الثالث.

عندها ألقى كايل نظرةً سريعة نحو ملك الشياطين، فأومأ الأخير برأسه.

"أمم، أمم!"

لم تمضِ لحظات حتى وُضِع القيد على فم الإمبراطور الثالث أيضًا،

فأُجبر — وهو مقيّدٌ بأداةٍ لا يستطيع حتى الإله فكّها — على الاستماع بصمتٍ إلى حديثهم.

احمرّت عيناه من شدة الغضب، لكنّ لا أحد اهتمّ له؛ حقًّا لا أحد اهتمّ.

الإمبراطور الثالث — ذلك الذي يُعدّ أحدَ أهم ثلاثة شخصيات في عائلة الصيادين، العائلة التي تؤثّر في عالم الآلهة، وعالم الشياطين، وعددٍ لا يُحصى من الأبعاد —

لم يهتم به أحدٌ حقًّا.

"أيها الإنسان، كُل!"

مضغ... مضغ...

أخذ كايل قطعة اللحم التي قدّمها له راون ووضعها في فمه، وبدأ يمضغها ببطء.

"......"

تدريجيًا، فقدت عينا الإمبراطور الثالث بريقهما، وتحوّلت مشاعر الغضب فيه إلى فراغٍ عميق ويأسٍ.

أطلق تشو، الذي كان يراقب المشهد، تنهيدةً قبل أن يشرع في الحديث بجدية.

"الشخص الذي يملك كل المعلومات حول «قانون الصيد» هو الإمبراطور الأول. سأخبرك فقط عمّا نعرفه نحن."

المكان المقدّس في العالم السماوي — جناح السماء.

"يُقال إن جناح السماء، الذي يبدو كأنه مكانٌ مغلق، هو في الحقيقة أكثر المواقع حراسةً في العالم السماوي.

ويُقال إن الإمبراطور الأول تسلّل إلى ذلك المكان، وتواصل مع «قانون الصيد»، ومن هناك، تعلّم طريقة إفناء الآلهة."

ارتفع حاجبا كايل قليلًا.

'تواصل؟'

كان تعبيرًا غريبًا بحقّ.

"نحن أيضًا لا نعرف كيف جرت تلك العملية بدقّة،

لكن قيل إن ما قالته أختي قبل قليل هو بالضبط ما كان مدوَّنًا هناك كتفسيرٍ لـ«قانون الصيد»."

'لا يوجد شيء أبدي.'

'كل الكائنات الحيّة لها أعداء طبيعيون، حتى الآلهة ليست استثناءً.'

'لقد خلق النظام الكوني العالم، وخلق معه الآلهة، وزرع في هذا العالم بذرةً قادرةً على إفناء الآلهة.

تلك البذرة ليست شيئًا ذا شكل، بل قانون وضعه النظام نفسه. وحين يتجاوز غرور الآلهة حدَّه، فإن ذلك القانون يُطبّق لا محالة.'

'ولذلك يُسمّى هذا بـ«قانون الصيد»'

ثم تابع تشو حديثه، موجّهًا كلامه إلى كايل، الذي كان يسترجع في ذهنه ما قالته ريون.

"الآلهة لا تفنى، حتى لو مُزّق قلبها."

وفعلاً — حتى إله الموت قال إنه لن يموت رغم حالته المزرية.

"فكيف نقتل الإله؟ الإجابة على ذلك كانت في غاية البساطة."

ابتسامة خبيثة —

ارتفعت زاويتا شفتي تشو.

"ما عليك سوى امتلاك بذرةٍ تحمل نوعًا معيّنًا من الإمكانات. إن حملت تلك القوة، فذلك يكفي."

خلق النظام الكوني العالم، وخلق معه الآلهة، ونثر بذرةً قادرةً على إفناءهم.

وتلك البذرة لا تبدأ في الإنبات وإظهار إمكاناتها إلا حين يتجاوز غرور الآلهة حدَّه.

"وما هي تلك الإمكانية؟"

ردًّا على سؤال كايل، نظر تشو إليه بثبات،

بعينين تَفحَصتاه كما لو كانت تبحث عن شيءٍ فيه،

مما جعل حاجبي كايل يتجعدان بضيق.

لكن قبل أن يتمكّن من قول شيء، سبقه تشو بالكلام.

"كايل هينيتوس. لماذا بالضبط سُمّيَ اسمُ هذا القانون بـ «قانون الصيد»؟"

توقّف كايل للحظة.

سبب تسمية هذا القانون تحديدًا باسم «قانون الصيد»...

خطوة، خطوتان —

اقترب تشو منه، ثم ألقى نظرة على الطاولة الموضوعة أمامه،

وتأمّل الطعام الذي كان كايل يأكله، قبل أن يفتح فمه قائلاً.

"كايل هينيتوس، الصيد... لماذا نصطاد؟"

آه...

في تلك اللحظة، شعر كايل ببرودةٍ تتسلّل على طول ظهره.

بدا وكأنه أدرك شيئًا.

قانون الصيد.

سبب تسميته بهذا الاسم.

وصل صوت تشو الخافت إلى أذنيه.

"ما هو السبب الأساسي، البدائي، والغريزي في اعتقادك الذي يدفع الصياد للصيد؟"

كانت عينا تشو لا تزالان معلّقتين على مائدة الطعام.

ولهذا، أدرك كايل.

'ذلك هو.'

الإجابة كانت في نهاية تلك النظرة.

قال تشو كلماته بفظاظة.

"لأكلها."

سبب الصيد — هو الأكل.

ثم رفع تشو بصره عن مائدة الطعام، وثبّت نظره على كايل.

"كايل هينيتوس. قلتَ إنك تملك موهبة قتل الآلهة، أليس كذلك؟"

بصوتٍ أقرب إلى الهمس، نطق تشو كلماته.

"هذا يعني أنك قادر على أكل الآلهة."

عندها سمع كايل صوتَ شهقةٍ مكتومة خلفه، مختنقةً في حلق أحدهم — لا بد أن ذلك يعود إلى المستشار أو قائدة الحرس الملكي.

لكن كايل لم يعد يملك رفاهية الاكتراث لتلك الأصوات، فقد استولى كلام تشو على كل حواسّه.

موهبة قتل الآلهة.

تلك الموهبة كانت تعني — القدرة على التهام الآلهة.

حدّق تشو في كايل كما لو كان يخترقه بعينيه، وقال.

"الآلهة لا تموت حتى لو نُزع قلبها... لكن ماذا لو التُهمت؟ ماذا لو التُهمَت ذاتُها وكينونتها؟"

في هذه الحالة—

"حينها سيفنى ذلك الكيان. سيختفي من الوجود."

"هه، هاها"

هذه المرة سمع كايل ضحكة ملك الشياطين تتردد خلفه.

وفي تلك الضحكة التي بدت وكأنها بين الدهشة والاهتمام، كان يمكن الإحساس بحرارة غريبة تنبعث منها.

في المقابل، أصبحت نظرة كايل غائرةً عميقة،

وفي خضمّ ذلك، قال تشو جملة واحدة بهدوءٍ، قبل أن يتراجع إلى الخلف.

"ما يعنيه هذا... أنك تحمل في داخلك إمكانيةَ التهام الآلهة."

متى استجابت أطلال إله الشياطين لـ كايل؟

'المياه آكلة السماء.'

حين تجاوزت المياه آكلة السماء حدود كايل وحاولت مواجهة الإمبراطور الثالث...

في تلك اللحظة استجابت أطلال إله الشياطين له.

'ثم...'

المياه آكلة السماء — ذلك الاسم كان التسميةَ التي أطلقتها المياه آكلة السماء على ذاتها كي تهزمَ السماءَ والإلهَ، أو بتحديدٍ أدق، إلهَ الحرب.

إله الحرب...

لقد أطلق على المياه آكلة السماء اسم ماء الحكم، ثم فرض عليها حدودًا، وحبسها في قاع البحيرة

لا يمكن وصف ما فعله إله الحرب بها بأنه حرصٌ على موهبتها، فقد كان ذلك قمعًا وتحكمًا محضًا.

'لماذا وصل إلى هذا الحد؟'

في كل مرة كان يفكر فيها في هذا السؤال،

لم يكن يجد له جوابًا...

لكن اليوم، شعر وكأنه بدأ يفهم — ولو بصورةٍ غامضة — سبب ذلك.

إله الحرب — ذلك الإله اللعين الذي لم يلتقِ به قط، والذي يقف الآن في صف إله الفوضى، مساهمًا في جعل عالم الآلهة إلى فوضى عارمة.

ربما ذلك اللعين يعرف شيئًا عن قانون الصيد.

وربما لهذا السبب ارتكب ذلك الفعل تجاه المياه آكلة السماء.

'كلّها افتراضات، لكن ليست افتراضاتٍ بلا أساس.'

أخذ كايل لحظةً لينظّم أفكاره،

في حين تنوعت تعابير وجوه من كانوا يراقبونه.

'همم.'

وخاصة تشو، الذي بدأ الحديث، كان يبتلع ريقه ويراقب كايل بانتباه شديد.

'يبدو أنه يمتلك حقًا قوةً قادرة على التهام إله!'

وإلا لما كان هناك سبب ليُظهر تلك الملامح المليئة بالمعاني على وجهه.

'انظر إلى حاجبيه كيف يتجعدان!'

كانت ملامح كايل تزداد جديةً مع مرور كل لحظة،

لدرجة أن ملامحَ المُتجوّل تشو والمستشار إد تصلَّبتْ هي الأخرى تبعًا لذلك، بل وحتى الإمبراطور الثالث، ملك التنانين، شاركهما في تلك الحالة.

- ههه...

في تلك اللحظة، اخترق سمع كايل صوت المياه آكلة السماء.

كان الصوت شَجيًّا نَقيًّا، لكن الكلمات التي انبعثت منه كانت تناقضه تمامًا.

- إذن... هذا يعني أنني أستطيع حقًا ضرب إله؟ ذلك الخسيس الدنيء، إله الحرب؟ كهاهاهاهاهاها!

أوهو...

صاخبة جدًا.

تنهد كايل بلا وعي أمام ذلك الضحك الصاخب الغير مكبوح.

وفي تلك اللحظة—

"هل ستقتل إلهًا؟"

هاه؟

أدرك كايل، من نظرات ملك الشياطين الموجَّهة نحوه، أنّ عليه أن يجيب على سؤاله.

ولأن نظرات ملك الشياطين بدت مرعبة بطريقة ما، أجاب كايل سريعًا بما خطر بباله دون تفكير.

"هل جننت؟ لماذا أقاتل إله؟"

ارتفع حاجبا ملك الشياطين قليلًا،

وبينما فعل ذلك دون أن يتبدّل تعبير وجهه، تذكّر كايل كيف لكَمَ ملك الشياطين الإمبراطور الثالث، فسارع بفتح فمه مرة أخرى.

هذا الوغد اللعين الذي أمامي...

هو نفس الرجل الذي ضرب الإمبراطور الثالث — الذي يمتلك قوةً تضاهي قوة الآلهة — كما لو كان يذرّ الغبار في يومٍ ممطر.

"لا، بالطبع لديّ أمور يجب أن أُسوّيها مع إله الفوضى وبعض الآلهة الأخرى. همم. لا أستطيع أن أقدّم ردًّا قاطعًا بشأن ما سأفعله تحديدًا."

وبينما كان يتحدث، شعر كايل أن كلماته بدأت تتعرّج، تمتلئ بالتفاصيل بلا داعٍ.

"أنا لا أنوي القتال مع أي أحد إن لم يكن هناك سبب لذلك. أريد فقط أن أعيش بهدوء وسلام قدر الإمكان."

نعم، السلام! يا له من اسم جميل.

لولا أولئك الصيادون الحمقى المزعجون، وذلك الإله الملعون — إله الفوضى — لكان الآن مستلقيًا في غابة الظلام بمقاطعة هينيتوس، يأكل وينام ويستريح بلا همّ.

'آه حقًا—'

حقًا.

"كلما فكّرت في الأمر، شعرت بالظلم."

شعر كايل فعلاً بشيءٍ من الظلم.

"أين ستجد شخصًا يحب السلام مثلي؟"

لماذا يجب أن أعاني هكذا؟

بدأ الغضب يغلي في أعماق كايل.

"……."

"……."

ساد الصمت، ولم ينبس أحدٌ ببنت شفة.

أما كايل، فلم يبدُ عليه أنه أهتم بالأمر أصلًا،

ووجّه كلامه إلى ملك الشياطين الذي ما زال يحدّق به — لكن بعينين تحملان شيء غريب، نظرة مختلفة عمّا كانت من قبل.

"بالطبع، سأُعدّ لك ساحة قتال لن تشعر فيها بالملل، فلا مفرّ من ذلك."

ثم رمق ملك الشياطين بنظرةٍ كأنه يسأله؛ هل يرضيك هذا؟ قبل أن يلتفت نحو اليد الصغيرة التي كانت تربّت عليه بخفة.

"أيها الإنسان! عندما تكون متوترًا عليك أن تأكل!"

"وهذا لذيذ أيضًا!"

مضغ... مضغ...

وضع كايل في فمه الأطعمة التي أعدّها له راون وهونغ بعنايةٍ، واحدةً تلو الأخرى.

أما كبير الخدم رون، فكان يتابع المشهد بعينٍ راضية وابتسامةٍ خفيفة، قبل أن يمدّ يده بمنديل نحو سيده.

مسح كايل أثر الصلصة عن فمه وقال بهدوء.

"سأعيد بدء عملية التطهير غدًا."

آه...

عند تلك الكلمات تفاعل المستشار.

"هل تقصدون جولة التطهير الوطنية؟"

أمم...

لحظتها، سمعها كايل وكأنها 'جولة فنية وطنية'، فصمّم في نفسه على ألّا يسمح بحدوث هذا أبدًا، ثم أجاب.

"أمم، لذا أودّ أن نتوجه إلى أطلال إله الشياطين خلال هذه الليلة."

أطلال إله الشياطين.

كان على كايل أن يحقّق بشأن ذلك الضوء الرمادي الذي عزّز قوّته دون أن يخلّف في جسده أي أثر جانبي.

وقع بصره على المستشار، ففتح الأخير فمه ليقول شيئًا،

لكن شخصًا آخر سبقه في الكلام.

"سأذهب معك."

"هاه؟"

ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتي ملك الشياطين.

"لأنه يبدو ممتعًا."

"آه، همم. كما تشاء إذن؟"

رغم شعور كايل بعدم الارتياح، إلا أنه لم يكن لديه سبب مقنع ليرفض الذهاب برفقة ملك الشياطين.

'ما الذي يجده ممتعًا في هذا؟'

بالطبع، لم يكن يفهم تمامًا ما الذي قصده ملك الشياطين.

"آه، وأيضًا."

ومع ذلك، كان كايل من النوع الذي لا يغفل أبدًا عمّا ينبغي فعله أولًا.

"هل ستتولّون أنتم أمر الإمبراطور الثالث؟"

أومأ ملك الشياطين برأسه ردًا على سؤاله.

"سنعمل على استخلاص المعلومات أولًا، ثم سنتولّى أمره. لن يُسمع اسم الإمبراطور الثالث خارج هذا السجن مجددًا."

"!"

شحب وجه الإمبراطور الثالث الذي أدرك تمامًا معنى تلك الكلمات، لكن، سواء حدث ذلك أم لم يحدث — لم يبدُ أن أحدًا اهتم بالأمر على الإطلاق.

***

"أيها المُخلِّص—!"

"أيها المُخلِّص—!"

"أيها المُخلِّص—!"

ما إن وصل كايل، الجالس على كرسيه المتحرك، إلى مدخل الموقع الأثري، حتى رأى أفراد عشيرة الشجرة الرمادية يلقون بأجسادهم على الأرض ساجدين له، وهم يهتفون نحوه بصوتٍ عالٍ.

"هوهو."

بينما ضحك ملك الشياطين خلف ظهره.

عندها أدرك كايل أخيرًا ما الذي كان يعنيه ملك الشياطين حين قال إن الأمر يبدو ممتعًا.

'سيد الدرع الفضي!'

'الدرع الفضي—!'

فجأة، تذكّر كايل مشهد سكان مملكة راون وهم يهتفون له بذلك الحماس.

ولكن بطريقةٍ ما، بدا هذا الترحيب أكثر حرارةً وتأثرًا من ذلك بكثير.

وبطريقةٍ ما، بدت نظراتهم أكثر حماسة واندفاعًا، تكاد تكون عمياء بالتعصب.

تجنّب كايل نظرات أفراد عشيرة الشجرة الرمادية، وحدّق في أحد الأركان بتعبيرٍ غريب.

'أليس ذلك؟'

- أوه. هذا صحيح.

أجابته المياه آكلة السماء.

- ذلك، نعم، إنه تنين الماء.

بالقرب من مدخل أطلال إله الشيطان، في زاويةٍ خفية ومعزولة جدًا،

هناك، فوق بركة صغيرة، رفع شيء ما رأسه بخفة.

كان ذلك تنين الماء، الخاص بملك التنانين.

ذلك المخلوق الذي سُلبت معظم قوته، والذي لم يعد حجمه يتعدى حجم ثعبان صغير، رفع رأسه قليلًا، وأخذ يحدّق في كايل.

- نظراته... تبدو يائسة للغاية، أليس كذلك؟

بل كانت نظراته مشبعةً بيأسٍ عميقٍ وحزنٍ شديد صادق.

'ما هذا؟'

تساءل كايل في نفسه عمّا يجري.

وفي تلك الأثناء—

"أخيرًا!"

"إنه قادم! المخلّص قد جاء!"

طقوس التطهير الكبرى، التي ستبدأ غدًا وتجوب جميع أراضي عالم الشياطين،

كان خبرها قد انتشر بالفعل في كل أرجاء عالم الشياطين.

"أعدّوا حفل استقبال ضخمًا! لقد أصبح بإمكاننا أخيرًا التحرر من المرض الرمادي!"

"لا أصدق أننا سنلتقي بأسطورة المطر الرمادي!"

"إنه المختار من قِبل إله الشياطين العظيم نفسه! يجب أن نكرّمه ونستقبله كما يليق بعظمته!"

لم يتمكّن الشياطين من إخفاء فرحتهم عند سماع ذلك الخبر.

رغم أنهم تمكنوا من كبح المرض الرمادي إلى حدٍّ كبير، إلا أن الخوف منه لم يتلاشَ بعد.

بل على العكس، كلما تخيّلوا المآسي التي قد تحلّ بهم إن فشلوا في تطهيره، ازداد رعبهم منه أكثر فأكثر.

وفي خضم ذلك، وصلتهم الأخبار السارّة.

"يا سيدي اللورد، سكان الإقليم سيسعدون كثيرًا حين يسمعون هذا الخبر!"

"يا سيدي اللورد، سكان الإقليم يرغبون في الخروج بأنفسهم لاستقبالكم!"

"انقلوا الخبر لعائلات المصابين أيضًا — قولوا لهم إن المعجزة قادمة!"

وهكذا، انتشرت أصوات الفرح في كل مكان، وارتسمت على الوجوه ملامح الأمل والتطلّع.

"بالمناسبة، يُقال إنه ما إن استيقظ، أعلن أنه سيبدأ التطهير فورًا، أليس كذلك؟"

"حقًا، إنه إنسان طيّب القلب. ورغم أنه من البشر، أليس من الواجب أن نمنحه مكانة تليق به؟"

"مكانة؟"

"لقد أنقذ عالم الشياطين بأسره، فكيف نكرّمه بشهادة أو وسام فقط؟"

"صحيح... همم، إن كنا نتحدث عن مكانة، فربما لقبٌ نبيل؟"

"أليس هذا أقل ما ينبغي فعله؟ فبمثل هذا الإنجاز العظيم، يستحق أن يُرفع اسمه، بل وأن تُخلَّد أسرته بين بيوت المجد والفضل."

"نعم، هذا صحيح!"

أسطورة المطر الرمادي.

أثناء انتظارهم لصانع تلك الأسطورة، انتشرت الأحاديث والنقاشات عن كيفية ردّ الجميل له في كل أرجاء عالم الشياطين.

وفي تلك اللحظة، توجهت الكاهنة إلى كايل — الذي لم يكن على علم بما يجري — وخاطبته بِهيئة بالغة الأدبِ وصوتٍ مفعمٍ بالاحترام.

"أيها المخلّص، إن إله الشياطين بانتظارك."

وفي اللحظة نفسها، تردّد بجانب أذن كايل صوتٌ غامض...

- ...لقد عدتَ من جديد... يا من تمتلك موهبة قتل الآلهة...

ثم تابع ذلك الصوت بخجلٍ خفيف.

- لقد اشتقتُ إليك... كثيرًا جدًا...

ما هذا بحق الجحيم؟!

في اللحظة التي سمع فيها كايل ذلك الصوت الخجول، اجتاحته قشعريرة مفاجئة على طول جسده، وتحوّل وجهه على الفور إلى ملامح انزعاجٍ صريح.

.

.

.

مواعيد نشر الكاتبة:

الاثنين – الأربعاء - الجمعة

مواعيد نشري:

الثلاثاء - الخميس - السبت

.

.

.

نادي الروايات - ترجمة وتدقيق: White.Snake.96

2025/10/23 · 313 مشاهدة · 2589 كلمة
White.Snake.96
نادي الروايات - 2025