عندما صارت نظيفة تماماً ساعدتها الأمتان على الخروج من المغطس وأحضرتا المناشف لتجفيف جسدها.

مشَّطت الفتاة شعرها حتى تألق كالفضَّة المصهورة، بينما ضمَّختها العجوز بعطر زهرة العرار القادمة من سهول الدوثراكي، مسحة على كل معصم ووراء أذنيها وعلى حافتي نهديها، ثم مسحة باردة أخيرة على الشفرين بين ساقيها. بعدها لبستها الاثنتان التياب التحتيَّة التي أرسلها الماجستر إليريو، وفوقها الفستان الحريري ذا اللون الأرجواني المائل إلى الأزرق الذي يُبرز لون عينيها البنفسجيَّتين، ثم وضعت الفتاة قدميها في الصَّندل المموه بالذهب، بينما ثبتت العجوز التاج المرصّع بالجواهر على رأسها، ووضعت الأساور الذهبية المزيّنة بالجَمَشت حول معصميها، وفي النهاية كان الطوق الذهبي الذي نُقِشَت عليه رموز بالفاليرية القديمة.

******

قالت الفتاة مبهورة: "الآن تبدين كأميرة حقا". رمقت داني انعكاسها في المرآة ذات الإطار الفضّي التي تكرَّم إليريو بتزويدها بها.

أميرة....لكنها تذكرت ما قالته الفتاة كيف أن كال دروجو فاحش الثراء لدرجة أن عبيده أنفسهم يرتدون أطواقا من ذهب حول أعناقهم، فشعرت داني ببرودة مباغتة، وسرت رعدة في ذراعيها المكشوفتين.

كان أخوها ينتظر في قاعة الدخول ذات النسائم الباردة، يجلس على حافة البركة ويُمَرِّر يده على صفحة الماء، ونهض عندما رآها ورمقها بنظرة

فاحصة وقال آمرا: "قفي مكانك" ، ثم استديري نعم، عظيم تبدين........"

-" كملكة" ، قالها الماجستر إليريو وهو يدلف من أحد. المداخل المقنطرة.

كان يتحرَّك بخفة مدهشة بالنسبة لرجل ضخم الجنة مثله، تحت دثر فضفاضة من الحرير ذي لون اللهب كانت أكوام من الشَّحم تترجرج وهو يتحرك، وتألقت الأحجار الكريمة على كل من أصابعه، ولمعت لحيته الصفراء المتشعبة حتى بدت كأنها من الذهب الحقيقي بعد أن دهنها خادمه بالزّيت قال الماجستر وهو يلتقط يدها: "عسى أن يَعْمُرك رب الضّياء بالبركات في هذا اليوم السعيد أيتها الأميرة دينيرس" ، وحتى رأسه فبدت لمحة أسنانه. من الصفراء المعوجة من بين ذهب لحيته، وقال لأخيها:

" إنها تسرُّ الناظرين حقا يا جلالة الملك سيطرب دروجو بلا شك".

قال فسيرس: «+"إنها نحيفة جدا»+" . كان شعره الأشقر الفضي كشعرها قد ضُمَّ بإحكام وراء أذنيه وثُبِّتَ بدبوس زينة مصنوع من عظام التنين. كان مظهرًا صارما أبرز ملامح وجهه القاسي المعروق أراح يده على مقبض السيف الذي أعطاه إياه إليريو، وقال:" هل أنت واثق من أن كال دروجو يحب نساءه صغيرات سنا هكذا؟" .

- "لقد ازهرة. إنها كبيرة بما يكفي للكال" ، قال إليريو لأخيها كما سبق. أن قال له مرارًا. "انظر إليها ... هذا الشعر الأشقر الفضي، هاتان العينان. الأرجوانيتان... إنها من دم فاليريا القديمة لا شك، لا شك..! ابنة الملك القديم وأخت الملك الجديد. لا يمكنها ألا تفتن عزيزنا دروجو". وجدت دنيرس نفسها ترتجف عندما تخلّى إليريو عن يدها.

قال أخوها بريبة: "أظنُّ هذا الهمجيون لديهم أذواق شاذة، غلمان وخيول وغنم".

أسرع إليريو يقول:" لكن لا تقل شيئًا من هذا لگال دروجو".

التمع الغضب في عيني أخيها الأرجوانيتين وهو يقول:" هل تحسبني أحمق؟".

انحنى الماجستر بعض الشيء وقال: "أحسبك ملكا، والملوك يفتقرون إلى حذر العامة في كلامهم أعتذرُ إذا كنتُ قد أسأتُ إليك"،

والتفت وصفق بيديه مناديًا الحمالين.

كانت شوارع پنتوس غارقة في ظلام دامس عندما خرجوا في هودج إليريو ذي النقوش الأنيقة، فتقدَّم اثنان من الخدم يحمل كل منهما مصباح. زيت ذا ألواح زجاجيّةٍ زرقاء مزخرفة، بينما رفع دستة من الرجال أعمدة

قوائم الهودج على الأكتاف. كان الجو دافا مكتوما في الداخل وراء الستائر، كانت داني تشمُّ الرائحة الكريهة الصادرة من جسم إليريو على الرغم من كل العطور الثقيلة التي تضمخ بها.

أما أخوها، الذي اضطجع على وسادته إلى جوارها فلم يُلاحظ.

كان عقله في مكان آخر بعيد عبر البحر الضيق. "لسنا نحتاج گالاساره؟ كله" ، قالها مسيرس وهو يُداعِب مقبض سيفه المستعار، وإن كانت داني تدري جيّدًا أنه لم يستخدم سيفًا في قتال حقيقي على الإطلاق.

_"عشرة آلاف يكفونني يُمكنني اكتساح الممالك السبع بعشرة آلاف من الدوثراكي الصارخين، وسوف تنتفض البلاد من أجل ملكها الشرعي تايرل، ردواين، داري جرايچوي... كلّ هؤلاء لا يُكنون للمُعْتَصِب حبا أكثر مني. الدورنيون يتحرَّقون شوقًا للانتقام لإليا وطفليها. عامَّة النَّاس سيكونون معنا كذلك. إنهم في أمس الحاجة إلى ملكهم"، ورمق إليريو

مضيفًا بقلق:" أليس كذلك؟".

قال الماجستر إليريو بكياسة:" إنهم شعبك الذي يُحِبُّك. في كل معقل في جميع أنحاء البلاد يرفع الرجال الأنخاب في صحتك وتحيك النساء رايات التنين ويُخَبِّئنها حتى يوم عودتك عبر البحر"، ثم هَزَّ كتفيه الضخمتين وأردف:" أو هكذا يُخبرني عيوني" .

لم يكن لدى داني أيُّ عُملاء، ولا سبيل لمعرفة ما يفعله أو يُفكر فيه أحد هناك عبر البحر الضيق، لكنها كانت ترتاب في كلمات إليريو. المعسولة، وترتاب في كل ما يخصه، إلا أن أخاها كان يهز رأسه بلهفة.

_" سأقتلُ المُعْتَصِب بنفسي ، قالها ذلك الذي لم يقتل أحدا في حياته كمن يَعِدُ بأمر مفروغ منه. تماما كما قتل أخي ريجار، ولانستر قاتل الملك أيضًا، من أجل ما فعله بأبي".

قال الماجستر إليريو:" سيكون هذا عادلا تماما". رأت داني لمحة ضئيلة جدا من ابتسامة تتلاعب على شفتيه الممتلئتين، لكن فسيرس لم يُلاحظ هذا أيضًا، وهَزَّ رأسه وأزاح الستار المجاور له ليَرمق الليل في. الخارج، فأدركت داني أنه يخوض معركة الثَّالوث مرَّةً أخرى.

كان إيوان كال دروجو ذو الأبراج التسعة يطل على مياه الخليج، وقد غطّى اللبلاب باهت اللون جُدرانه الطوب العالية. كان إليريو قد أخبرها أن ماچسترات پنتوس أعطوه للگال، فلطالما أجزلت المدن الحُرَّة العطاء لسادة الخيول. كان إليريو يقول لهما مفسّرًا بابتسامة: "المسألة ليست أننا نخشى هؤلاء الهمجيين، فربُّ الضّياء يستطيع أن يحمي أسوار هذه المدينة من مليون دوثراكي دفعةً واحدةً، أو هذا ما يعد به الكهنة الحمر، لكن لم المجازفة وصداقتهم رخيصة الثّمن جدا؟" .

توقف هودجهم عند البوّابة، وأزاحَ أحد الحرس الستائر بخشونة. كان ذا بشرة كالنحاس وعينين لوزيَّتين داكنتين ككل الدوثراكي، لكن وجهه كان حليقا، ويرتدي القبعة البرونزية التي يبرز منها رمح صغير كما يفعل الجنود المطهرون. حدق فيهم ببرود، ودمدمَ الماجستر إليريو له بشيء ما بلغة الدوثراكي الخشنة، فأجابه الحارس باللغة نفسها قبل أن يشير إليهم بالدخول.

لاحظت داني أن أخاها كان يُطبق بإحكام على مقبض سيفه المستعار، وبدا لها أنه يشعر بالخوف نفسه الذي يملأها غمغم فسيرس والهودج يتحرّك متمايلا صوب الإيوان: "خَصي وقح !" .

قال الماجستر إليريو بعذوبة كالعسل: "رجال مهمون كثيرون سيحضرون المأدبة الليلة، ورجال كهؤلاء لديهم أعداء. يجب أن يحمي الگال ضيوفه، خصوصًا أنت يا جلالة الملك. لا شكّ أن المُعْتَصِب سيدفع كثيرًا مقابل رأسك".

2024/04/05 · 26 مشاهدة · 973 كلمة
AMON
نادي الروايات - 2025