بطأت حركة الهودج ثم توقف تماما، وأزيحت الستائر وساعد أحد العبيد دنيرس على النزول، ولاحظت هي أن الطوق المحيط بعنقه كان من البرونز العادي.
تبعها أخوها ويده لا تزال تُطبق على مقبض السَّيف، أما الماجستر إليريو فاحتاج لرجلين قويين كي ينزل.
كان الهواء داخل الإيوان معبّقا بروائح التوابل والمر الحريف. والليمون الحلو والقرفة، واصطحب ثلاثتهم عبر قاعة الدخول حيث. كانت لوحة من الزُّجاج الملوّن مرسومة بالفسيفساء تصور هلاك. فاليريا.
احترق الزيت في فوانيس من الحديد الأسود مثبتة بطول الجدران، ومن تحت قنطرة من أوراق الأشجار الحجرية المتشابهة أعلن واحد من الخصيان عن وصولهم بصوت عال عذب: "فسيريس الثالث سليل عائلة تارجارين ملك الأنداليين والروينار والبشر الأوائل، سيد الممالك السَّبع وحامي البلاد. شقيقته دنيرس وليدة العاصفة، أميرة دراجونستون. مضيفه المبجّل إليريو موپاتيس، ماچستر مدينة پنتوس الحُرَّة" .
تجاوزوا الخصى ليدخلوا ساحةً محاطة بالأعمدة المغطاة اللبلاب الشاحب، وظلل نور القمر الأوراق بدرجات من ألوان العظام والفضة والضيوف ينتشرون بينها كثيرون منهم كانوا من الدوثراكي سادة الخيول، رجالاً ضخام الجنَّة ذوي بشرة بنية مائلة إلى الاحمرار،.المتدلية الطويلة رُبطَت فيها خواتم من المعدن، وشعرهم الأسود مدهون بالزيت ومضفّر ومزيَّن بالأجراس.
على أن بعض مبارزي البرافوس والمُرتزقة من پنتوس ومير وتايروش كانوا يتحركون بينهم، بالإضافة إلى كاهن أحمر أكثر بدانة من إليريو نفسه، ورجال مشعرين من ميناء إيبن، وسادة من جُزر الصيف ذوي بشرة سوداء كالأبنوس. تطلعت شواربهم بفروع خطر لها أن الأمة لم تكن مخطئةً تماما.
كان كال دروجو أطول برأس كامل من أطول رجل في المكان لكن بشكل ما خفيف الحركة، رشيق كالنمر الذي في معرض الوحوش الذي يملكه إليريو كان أصغر سناً مما توقعت، لا يزيد عمره عن الثلاثين، بشرته كالنُّحاس المصقول، والخواتم الذهبية والبرونزية مربوطة في شاربه الكث.
قال الماجستر إليريو :" يجب أن أذهب وأقدم فروض الطاعة. انتظرها هنا وسآتي به إليكما".
أطبق أخوها على ذراعها بينما تحرّك إليريو مترجرجا نحو الكال وغاصت أصابعه في اللحم لدرجة آلمتها وهو يقول: "هل ترين ضفيرته يا شقيقتي العزيزة؟" .
كانت ضفيرة دروجو سود رداء كمنتصف الليل ومدهونة بزيت عطري ثقيل، علقت فيها أجراس صغيرة الحجم يتصاعد رنينها الناعم مع حركته، وكانت الجديلة تصل إلى ما تحت حزامه، بل إلى ما تحت ردفيه في الواقع، وطرفها يمس فخذيه من الوراء.
قال فسيرس: «+" هل ترين كم هي طويلة؟ عندما يُهزم الدوثراكي في معركة ما، يَقُصُّون ضفائرهم من الخزي كي يعرف العالم كله عارهم، گال دروجو لم يُهزم في معركةٍ قَطُّ. إنه إجون سيد التنانين وقد بُعِثَ من جديد، وأنتِ ستكونين ملكته،
نظرت داني إلى كال دروجو، كان وجهه جامد الملامح قاسيا وعيناه باردتان داکنتان كالجزع كان أخوها يؤذيها أحيانًا عندما توقظ التنين، لكنه لم يُثر رعبها كما فعل هذا الرجل، وسمعت نفسها تقول بصوت
خافت ضعيف: "لا أريد أن أكون ملكته فسيرس، أرجوك، أرجوك، لا أريد. أريد أن أعود إلى الديار" .
- "الديار؟" . كان قد حافظ على نبرة صوت خفيضة، لكن غضبه كان جليا تماما
_ "وكيف نعود إلى الديار يا شقيقتي العزيزة؟ لقد أخذوا ديارنا منا!" ، وسحبها إلى ركن قصي من القاعة بعيدا عن الأنظار وأصابعه تغوص في لحمها وكرَّر :" كيف نعود إلى الديار؟". كان يقصد كينجز لاندنج و دراجونستون وجميع البلاد التي فقدوها.
أما داني فكانت تقصد في الحقيقة مسكنهما في ضيعة إليريو. هو ليس دارا بالتأكيد، وإن كان كل ما لديهما، لكن أخاها لم يشأ أن يسمع شيئًا من هذا. هذا المكان ليس بداره ، وحتى المنزل الكبير ببابه الأحمر لم يكن داره. غاصت أصابعه في ذراعها أكثر فأكثر منتظرا إجابتها، فقالت أخيرًا
بصوت راجف والدموع تترقرق في عينيها: "لا أعرف".
قال بحدة: "أنا أعرف. سنعود إلى الديار بجيش يا شقيقتي العزيزة، جیش گال دروجو. تلك هي وسيلة العودة، وإذا كان المقابل أن تتزوجينه وتعاشرينه، فهذا ما ستفعلين، وابتسم مضيفا:" سأترك گالاساره كله يُضاجعك إذا دعت الحاجة يا شقيقتي العزيزة... الأربعون ألف رجل جميعا، وخيولهم كذلك إذا كان هذا ما يتطلبه حصولي على جيشي، عليك أن تشعري بالامتنان أنه دروجو وحده إذن. قد تتعلمين أن تُحِبيه مع مرور الوقت حتى، والآن جففي عينيك، إليريو قادم ومعه الكال، ولن يراك تبكين".
التفتت داني ورأت أنهما قادمان بالفعل كان الماجستر إليريو يبتسم وينحني بلا توقف وهو يصحب كال دروجو إلى حيث كانا، ومسحت داني دموعها التي لم تسقط بظهر يدها.
قال فسيرس بعصبيَّة ويده تسقط إلى مقبض سيفه:" ابتسمي، وقفي معتدلة. دعيه يرى أن لديكِ نهدين تعلم الآلهة أنهما صغيران أصلا.
واعتدلت داني في وقفتها ورسمت بسمة على شفتيها.
****************
ج