الفصل الحادي عشر – الـNerd يستخدم تقنية جوستار السرية
كانت خطوات الفتاة خفيفة، وكأنها تقفز من نصل عشب إلى آخر. حركتها الغريبة لم تحدث صوتًا، وكان من الصعب التنبؤ بما ستفعله لاحقًا.
لكن ما كان أغرب من كل شيء هو أنها، رغم رقصها على الأعشاب، لم تترك خلفها أي أثر. دليل واضح على مهاراتها في التخفي، وتقنياتها كانت أقرب لأساليب الاغتيال.
يا لها من مفاجأة مثيرة للاهتمام. هذه الحركات تقول الكثير عنها. أي طائفة تلك التي تعلم تلاميذها فنون الاغتيال؟ ولماذا لم تهرب؟ رغم أن فرصتها في هزيمتي دون هجوم مباغت كانت ضعيفة، إلا أن الهرب كان متاحًا لها بوضوح.
سألتها وأنا أراقب قبضتها تتراجع: "ما نوع هذه الخطوات؟"
لكن لسوء الحظ، تقنية "خطوات الثور الهائج" التي أستخدمها تفتقر إلى المرونة الكافية لتفادي ضرباتها، وهو عيب قررت أن أعالجه مستقبلًا.
اندفعت نحوي، فخدشت قبضتها الحديدية اليسرى صدري، شقت ردائي، وتركت جرحًا سطحي . توثرها كان واضحًا وهي تلعن تحت أنفاسها وتستعد لهجوم آخر.
سخرت منها، محاولًا استدراجها إلى خطأ قاتل: "آه؟ هذه كانت حركة خاطئة، يا آنسة."
رغم محاولتها لإخفاء ذلك، كان من الواضح أنها بدأت تغضب أكثر فأكثر.
ابتسمت وتابعت: "الآن بعد أن فقدت أفضلية سرعة الاندفاع، الفرق بيننا لم يعد كبيرًا."
الهواء من حول قبضتي تشقق عندما وجهت لكمة مباشرة لرأسها، جاهزًا لتأثير تناتر دماغها … لكن عندما اخترقت رأسها لم أشعر بإي مقاومة كاني اضرب الهواء .
صورة وهمية ؟!
سخرت وهي تظهر إلى جانبي: "وكأن فلاحًا مثلك يفهم شيئًا عن التقنيات الجيدة."
وفي لمح البصر، شعرت بألمٍ مفاجئ في ضلوعي عندما اصطدمت قبضتها بها بقوة جعلتني أطير في الهواء. سمعت صوت تكسر… وهاذي المرة كان حقيقي، غالبًا أحد أضلعي، وكنت أرجو ألا يكون الضلع المكسور قد اخترق الاعضاء الداخلية.
لم أكن متشوقًا لمعرفة كيف سيكون هذا الألم عندما ينتهي مفعول الأدرينالين.
ذراعي ما زالت تنزف، وليس لدي طريقة فعالة لوقف النزيف دون تعريض نفسي لإصابة أسوأ. أدركت حينها أنني بحاجة للاستعداد بشكل أفضل لمعارك كهذه… بعض الضمادات كانت لتكون مفيد جدًا.
وليس وكأنها كانت ستقف على الهامش وتنتظرني حتى أوقف نزيفي.
رغم أن كل غريزة داخلي كانت تصرخ "اهرب!"، وقفت بثبات. كنت أعلم أن إدارة ظهري لها تعني الهلاك . لم أكن مستعدًا لمقابلة الموت مجددًا، خاصة وأنا لم أبدأ بعد في استكشاف هذا العالم المذهل .
أنا حتى لا أعرف ما هو الـ"تشي" حقا ،من أين يأتي؟، كيف يعمل؟ ، أو كيف تبدو تقنية من الدرجة الأرضية عند استخدامها.
راحت تدور من حولي بحذر، وأنا أتابعها بعيني وأبقي أذني يقظتين، خشية أن يكون لها شريك يتربص بي منتظرًا لحظة تشتت واحدة لينهي الأمر بضربة واحدة.
كل شيء فيها كان يصرخ بأنها قاتلة مأجورة. لو خمنت، فمهمتها على الأرجح كانت القضاء على أي شخص يتواجد في هذا المكان. وبحكم قوتها، يحتمل أنها كانت مكلفة بقتل تلاميذ أو بشر عاديين تصادف وجودهم هنا،لكن هذا ليس مؤكدًا، ربما تفكر في نفس الشيء وتعتقدني قاتل مأجور .
الآن بعد أن فقدت عنصر المفاجأة، فرصتها في قتلي قلت كثيرًا. حتى تقنية الصورة الوهمية كانت طلقة واحدة، وكلانا يعرف أنها لن تنجح مرة أخرى.
قالت بصوت مضطرب، وهي تراقب جروحي: "لن تخرج من هنا حيًا. هذا المكان سيتم تسويته بالأرض على يد قوى أقوى منا بكثير. لذلك، استسلم، وسأجعل موتك غير مؤلم."
أوه، هذا يؤكد فكرتي ؟ وبما أنها بدأت بالمساومة ،فهذا يعني أنها غير متأكدة من قوتها؟
ليست صفقة عظيمة، لكنها تختلف تمامًا عن موقفها السابق. ربما كانت تحت ضغط الوقت؟ أو لم تكن ترغب بالبقاء هنا أكثر مما يجب؟ أو ربما كان كل ما سبقى.
كم هو مثير للاهتمام… بدأت أشك أنها لم تكن تستهدفني من البداية. هل كان هدف اغتيالها هو الرجل الذي قتلته؟ على كل حال، أصبح من الواضح أنها لم تكن لتسمح لي بالمغادرة، فليس من عادة القتلة ترك شهود على أفعالهم.
رفعت قبضتي، واتخذت وضعية دفاعية وانخفضت قليلًا. اتسعت عيناها وتراجعت، مائلة نصف جسدها خلف شجرة.
قطرة عرق سقطت من خدها، وعيناها اتسعتا، كما لو كانت تنتظر شيئًا.
أوه؟ الآن أصبح الوضع مشوقًا فعلًا.
ابتسمت وأنا أخفي الألم الذي يصرخ في جسدي، ويدي الوحيدة غير الممزقة بدأت تنتفخ وأصبحت بالكاد أستطيع تحريكها.
قلت لها بصوت مشوب بالثقة: "أعتقد أنني فهمت ما يحدث هنا. راقبتني وأنا أستخدم تقنيتي ضد حامل السيف، والآن تخافين أن أستخدمها ضدك، أليس كذلك؟ ماذا؟ غير واثقة من سرعتك كفاية لتفاديها؟"
بالطبع لم تكن واثقة، لأنه لو كانت تقنية "خطوات الثور الهائج" تعاني من ضعف واضح يجعلها بطيئة لدرجة أن يتمكن شخص في مرحلة صقل الجسد من تفاديها، لما اخترتها من الأساس. ولم أكن لأختارها أيضًا لو لم أكن أرى فيها إمكانية تطويرها وتحويلها إلى شيء أقوى وأكثر فتك .
لكن الوقت لم يكن مناسبًا للتجريب أفكاري .
على عكس أبطال روايات "الزراعة " الذين يظهرون تقنيات جديدة لم يسبق لهم استخدامها من العدم، القيام بذلك في الواقع هو أمر محفوف بالمخاطر. لم أجرب قط تغيير الاتجاه في منتصف استخدامي لـ"خطوات الثور الهائج"، لأنه ببساطة قد يتسبب ذلك في كسر ساقي. وهذا لن يكون جيدًا في أي سيناريو ، ناهيك عن معركة حياة أو موت.
انخفضت ثم اندفعت نحوها؛ فقفزت غريزيًا إلى الجانب لتتفادى الهجوم.
"اللعنة!" صاحت، وهي تدرك متأخرة أن ما فعلته لم يكن سوى اندفاع عادي. لم أستخدم تقنية "خطوات الثور الهائج" بعد.
انخفضت مرة أخرى وفعلت التقنية، ولم تترك لها أي فرصة للتفادي لأنها كانت بالفعل قريبة جدًا. حاولت أن تميل بجسدها بعيدًا، لكن لكمة الناب المخترق أصابتها في جانبها، وشعرت بلحمها ينهار تحتها، بينما تصدعت أضلاعها كما لو كانت أوتار جيتار.
تأوهت الفتاة وسقطت أرضًا، ثم طارت لترتطم بشجرة حطمتها إلى أشلاء. وعندما تلاشى الغبار، نهضت بصعوبة، تتألم والدم ينزف من جانبها، وعظامها بارزة.
ورغم أصابتها ، بقيت على مسافة منها، متجنبًا الاقتراب أكثر. ساقاي تؤلمانني، وتهتزان من فرط الإجهاد، وبالكاد يمكنني الرؤية بسبب النزيف وكان من الجنون استخدام "خطوات الثور الهائج" مرة رابعة على التوالي. ورغم أنني كنت أفضل قتلها الآن وإنهاء الأمر، إلا أنني لم أكن مستعدًا للمخاطرة بحياتي من أجل ذلك.
كنت أفضل التخلص منها على أن أترك احتمال نجاتها وعودتها يومًا ما للانتقام بعد أن تصبح أقوى.
وفجأة، وقبل أن ألتقط أنفاسي أو أضع خطة، دوى انفجار ضخم في الأفق. من النوع الذي تراه قبل أن تسمعه. وقبل أن يتمكن أي منا من الرد، جاء موجة الصدمة فرفعتنا في الهواء، كأننا دمى قماشية، وانطلقنا بعيدًا رغم محاولاتنا للتشبث بالأرض.
_____________________
AMON: شكرًا لأنك قرأت روايتي! أتمنى تكون أعجبتك. لا تتردد تشارك رأيك عن الفصل سواء نقد، نصيحة، أو "هممم" الغامضة ،أنا أقرأ كل التعليقات وأتفاعل معها.