أصبحت أصغر تلميذ لسيد الفنون القتالية

الفصل 209

أولاً، أعلم أن البابا يجني الكثير من المال من هذا الأحمق غير القابل للإصلاح...

أفهم أن البابا كبير في السن...

هناك مثل يقول: " لم يضرك اذا وضعت اصغر ابناءك بين عينك"...

بمعنى آخر، السبب في أن هذا الوغد هكذا قد يكون ناتجًا عن البيئة التي تربى فيها إلى حد ما...

لو كان هيلستار أصغر بعشر سنوات، ربما ما كنت هشّمت وجهه...

لا، هل كنت سأحاول تهشيمه على أي حال؟؟

«على أي حال.»

في الواقع، لا داعي لذكر الدوق الدموي خصيصًا...

كانت هناك طرق لا حصر لها للتعامل مع هذا الأحمق. ناهيك عن أنه من سلالة البابا...

كان بإمكاني طلب المساعدة من غلين، أحد أفراد العائلة الملكية، أو حتى الإعلان عن هذا الأمر في المقابلة القادمة مع الإمبراطور...

طبعًا، هذا قد يعتبر خرقًا للآداب، لكن بما أن الأمر ليس بسيطًا، فلن يتم توبيخي بشدة...

لكنني لا أفكر بهذه الطريقة...

لا أنوي إخبار غلين أو الإمبراطور، دعك من الدوق الدموي...

هيلستار سيكون ممتنًا لذلك الآن، لكن...

حسنًا.

ربما سأفكر بنفس الطريقة في المستقبل القريب.؟

كان من الأفضل لو أن الأمور أصبحت كبيرة حينها...

"أولًا، عدّل وجهك. أي أحد يراك سيظن إني ضربتك."

"آه، حاضر..."

استخدم هيلستار مرة أخرى القوة الإلهية لإصلاح وجهه...

الدم الذي كان يسيل، والوجه الذي بدأ يتورم، وجسر الأنف المكسور... بدأ كل شيء يعود إلى حالته الأصلية كأن الزمن يعود للخلف...

ورغم أنني شعرت أن المشهد غريب ومخيف قليلًا...

فكرت في أنني يجب ألا أحتك بهذه القوة الإلهية. هل هذا تحذير من الآلة الموجودة داخلي؟؟

"المعذرة..."

في تلك اللحظة، ظهر النادل وتحدث بنظرة باكية...

"آسف، لكن تدمير ممتلكات المطعم بدون إذن..."

"آسف. سأعوّض عن كل شيء. هذا الشخص سيتكفل بالأمر."

"......!"

نظر إليّ هيلستار بوجه مرتعش، لكن حين تلاقت أعيننا، خفض نظره تلقائيًا...

عندها فقط تنفس النادل بارتياح وتراجع، ثم تحدثت إلى هيلستار...

"اجلس."

"آه، حاضر..."

جلس هيلستار، لكنه ظل يرمقني بنظرات جانبية...

"بعد ما نخرج من المطعم، اذهب فورًا للأكاديمية وقم بعملك. مفهوم؟"

"أوه، حاضر..."

سألته لأنه بدا وكأنه يكرر الجواب آليًا...

"وماهو عملك؟"

"آه، تعني..."

هيلستار، الذي كان يعصر دماغه، قال:

"... سمعت إن البطل تعرض لإصابة خطيرة. ويُقال إنه ملوث بشكل عميق بالطاقة الشيطانية سأعالجه بالكامل..."

"هذا عملي أنا."

"نعم؟"

"البطل ليس هو الوحيد. قدم خدمة كاملة مع دفع رسوم الأكاديمية..."

"خدمة؟ ماذا تقصد بالخدمة؟..."

"افحص كل الناس اللذين تعرضوا للعالم السري. لا تترك احد، سواء كان روحًا، متدربًا أو أستاذًا..."

"كم شخصا يعني؟..."

"أقل من ألف شخص؟"

فجأة شحب وجه هيلستار...

طبعًا، فحص أكثر من ألف شخص بمفرده ليس طبيعيا...

حتى لو لم يعالجهم كلهم.

"ألا تريد؟"

"لا، لست رافضا. لكن أنا مشغول قليلا لأني أسقف..."

"لاتقم به اذن."

"......؟"

"أنا من ستحمل العملل لأن أساقفة الـ72 طائفة شاركوا في مزاد الهاوية..."

"لـ-لا! سافعلها! ساقدر!"

دارت عيون هيلستار وهو يحدق بي بنظرة جادة...

"لكن، ألف شخص كتير جدًا. لو كانوا حوالي 100 شخص، بإمكاني عمل تشخيص دقيق فعلًا. هل يمكننا خفض العدد؟"

"نخفضه بناءً على ماذا؟"

"لا حل غير إننا نبدأ من الأعلى، ناخد في الاعتبار المكانة، والنسب العائلي، والنفوذ..."

أومأت بصمت لهيلستار...

"هيلستار."

"نعم...؟"

"تعال هنا."

"آه، حاضر."

ثم ضربت رأس هيلستار اللي قام من مكانه...

"أوووه."

"يا مجنون. ماذا قلت؟"

"آه، آسف. لكن شهر واحد ليس كافيا لكي أشخص ألف شخص بالتفصيل..."

"لو قمت بتقليل العدد، قلله بطريقة أخرى. يعني ماذا مكانة ونسب؟ هل الحاكم الذي تؤمن به يحدد المعجزات بناءً على المكانة؟"

"ليس بالضبط..."

هيلستار، اللي كان يتمتم، سألني:

"حسنا نخفضهم بناءً على ماذا؟"

"هذه مهمتك فكر فيها. واحد أكبر مني بعشر سنين، وتريدني أن أخبرك بما تفعله... آه. مجرد التفكير يجعلني اغضب..."

"حسنا حسنا!"

هيلستار بدأ يدير عينه بسرعة ويتمتم:

"... ما رأيك نصنفهم حسب مدة بقائهم في العالم السري؟ كل ما أطول المدة، زاد احتمال تعرضهم للطاقة، نختار اللذين بقوا أطول وقت... وايضا، يممكننا طلب من الناس اللذين صحتهم ضعيفة تقديم طلبات بشكل منفصل..."

وأنا استمع لكلامه، ضربت رأسه مرة تانية...

"أوووه! لماذا؟..."

"انت ذكي اذا.. تسك."

"اصمت..."

أمسك هيلستار برأسه وسكت. وأنا نظرت له بحزن، وأومأت برأسي ببطء...

"لكن ما زلت أشعر بشعور جيد."

"نعم؟"

"أشعر إن علاقاتي توسعت مؤخرًا. كيف صار لدي صلة بأسقف من الطائفة 72؟"

هذا حقيقي فعلًا.

بما إني اقاتل الشياطين والطوائف، من الطبيعي إني أتعرض للطاقة الشيطانية...

وقتها، كنت ساحتاج لشخص موهوب يقدر يكتشف الطاقة الكامنة داخلي ويعالجها بلطف...

ليس بالضروري ان يكون كاهنا رفيع، لكن بالصدفة، وجدت أسقفا...

طبعًا، لا اعرف ماذا سيحصل له في المستقبل عندما يكتشف نقاط ضعفي...

ليس مهما.

إلا أن يحدث هذا كل ماعلي فعله هو تغيير طريقة تفكيره...

"ساعتمد عليك دائما من اليوم، يا سيادة الأسقف..."

ضحك هيلستار بوجه باكي كأنه كان يبكي...

---

بعد فترة

"رائع!"

عندما عدت للأكاديمية، استقبلني البروفيسور مورلاند بتصفيق...

"كيف استطعت التعامل مع الأسقف هيلستار المتغطرس؟هو لم يستمع حتى لكلامي..."

"أصغر الأطفال دائما متشابهون ومتوافقون معا..."

قلت هذا وكأنه عذر مناسب.

مورلاند لم يبدو عليه الشك. كان مبتسما وقال:

"يقال ليس فقط الأبطال، بل حتى المتدربين اللذين كانوا في العالم السري لفترة طويلة يتم تشخيصهم فرديًا... وايضا، الليذين عندهم مشاكل جسدية يتعالجون بشكل منفصل.هاهاها."

"هو من أراد فعلها. إذن، ما أخبار تشارون؟"

"آه. هناك تحسن ملحوظ. عينه تستجيب ببطء، فربما يكون هناك تدهور بسيط في النظر... من الجيد أنه لم يفقد بصره..."

"هممم."

رغم أن مورلاند بدا غير مهتما، لكن...

بالنسبة للمحاربين، أي ضرر في الرؤية يعتبر كارثة. هناك مقولة إن البصيرة تمثل نصف القتال بين الأساتذة...

وتشارون صياد، وأحيانًا يستخدم القوس والنشاب...

هذا يعني إن النظر عنده مهم أكتر من غيره...

الآثار الجانبية هذه ستكون اختبار حقيقي لتشارون...

لكن لو استطاع تجاوزها، يمكنه التطور أكتر كمحارب...

---

بعدها، ذهبت لرؤية بقية الأبطال

أول احد زرته كان "مير"...

"جسدها بخير. الكدمة كانت سيئة، لكن شُفيت بسرعة قبل أن أشعر بها، ربما هذا بفضل بنة العمالقة الجسدية هاهاها..."

"هل بامكاني فحصها؟"

"أكيد."

وافق الطبيب بسهولة، ومن أسلوبه، شعرت إن وضعيتي تغيرت عن قبل...

لو كنت لوان القديم، لم يكن ليوافق أبدًا...

"هممم."

كما سمعت، كانت مير نائمة كأنها ميت...

خارجا ، ليس هناك أي مشكلة واضحة.كانت نائمة بهدوء...

فكرت فجأة، كان "حاكم الحرب" مهتم بمير قليلاً. هل أسأله عندما أمسك سيف الخطايا السبع؟؟

مضت فترة منذ تحدثت معه...

وأنا أفكر بهذا، قرصت خد مير، وشعرت بإنه ناعم لكن بارد...

كأنه كعكة أرز "تّوك" المجمدة اللي كنت اكلها أحيانًا في جبل الروح...

وهكذا...

"...أوه، آه؟!"

بمجرد ما لمست خد مير، فتحت عينها فجأة...

"لوان؟"

"آه..."

"إنه لوان!"

نهضت مير من السرير بحماس ونظرت لي...

"ماذا حدث...؟"

"لقد نمت جيدا! صباح الخير! أشعر بأني نمت لفترة طويلة! ماذا حدث؟ وهل دمرنا تلك الدمية؟ ذاكرتي مشوشة! هل الجميع بخير؟!"

"مهلا. مهلا انتظر قليلاً.."

التفت إلى الدكتور وأنا احاول ايقاف حركة مير...

الدكتور كان مندهشا أكتر مني بثلاث مرات...

نظرت له كأنّي أسئله "ماذا حدث للتو؟"، فقال بتردد:

"لا... هي كانت فاقدة الوعي طول الوقت..."

"هممم..."

من تصرفاته، يبدو بأنه لايعرف شيئا...

ربتّ على كتف مير وقلت لها:

"اهدئي قليلاً، هل جسدك بخير؟"

"جسدي؟ جيد جدًا! لم أشعر من قبل بهذا النشاط! بل على العكس، أشعر بأنني أخف وأقوى!"

"حقًا...؟"

كإجراء احترازي، طلبت من مير أن تستريح، وطلبت من الطبيب أن يجري فحصًا دقيقًا...

حتى وإن كانت بخير الآن، لا يمكنني أن أضمن مايحدث بالمستقبل...

هيلستار سيأتي أيضا، لذا إن كان التشخيص لا يظهر أية مشاكل كبيرة، يمكننا أن نطمئن...

---

بعد ذلك، التقيت بباقي الأبطال لأول مرة منذ مدة...

"لوان! هل أنت بخير؟؟"

"أنا بخير. وأنت؟ تبدو وقد نحفت قليلًا."

"كان هناك أماكن كثيرة كان عليّ الذهاب إليها... لا يوجد ألم شديد."

كما تحدثت قليلًا مع هيكتور...

"آه! أخي! سعيد برؤيتك مستيقظًا!"

"وأنا كذلك."

والتقيت بـ"الفراشة جودسبرينج"...

وبالمناسبة، يبدو أن "سيلين" لا تزال في الحمام الساخن...

كما رأيت كاريس، بام، تشارلز، وزيروس...

لكن...

"......"

لاحظت أمرًا فجأة...

"إيفان" ليس موجودًا... ---

عند عودتي إلى غرفتي

أخرجت سيف الخطايا السبع لأول مرة منذ مدة...

هذه القطعة الأثرية الصلبة لم تتغير أبدًا رغم معركتها مع ملك الشياطين...

مر وقت طويل منذ آخر مرة أمسكت فيها بمقبض السيف وحاولت استدعاء حاكم الحرب الذي بداخلي...

ثم سُمع صوت طرق على الباب.

"من الطارق؟"

"أنا. هل يمكنني الدخول؟"

كان صوتًا غير متوقع...

فتحت الباب، وكان الشخص الواقف أمامه مفاجأة...

غلين سكارليت.

قال وهو يبتسم ابتسامة محرجة:

"سمعت أنك استيقظت. هل حالتك جيدة؟"

"كما ترى، بخير. وأنت؟"

"أنا لم أشارك في القتال..."

"حسنًا. بالمناسبة..."

نظرت إلى غلين وقلت:

"تبدو أفضل بكثير؟"

"هه، حقًا؟"

حك غلين رأسه بخجل. الآن، كان قد نزع القبعة التي كان دومًا يخفي بها شعره، والنظارة التي كانت تغطي عينيه...

في رأيي، أصبحت تبدو أفضل بكثير من أول مرة رأيتها فيها...

وليس المظهر فقط.

حتى وقفته تغيرت. ظهره الذي كان دائمًا منحنِيًا أصبح مستقيمًا، وكتفاه مرفوعان بثقة...

وبصراحة، جسده ليس صغيرًا كما كنت أظن...

"ما سبب الزيارة؟"

"جئت لأوفي بوعدي."

"وعد؟"

نظر إليّ غلين وقال:

"قبر الملك المجهول. سأذهب إلى القصر الإمبراطوري اليوم، وأردت أن أذهب معك."

---

2025/05/31 · 24 مشاهدة · 1397 كلمة
Merceline
نادي الروايات - 2025