أصبحت أصغر تلميذ لسيد الفنون القتالية
الفصل225
وقفت هناك مشدوهاً، ثم سألتُ أختي الثانية وكأنها واقفة أمامي مباشرةً:
"هل يمكنكِ رؤيتي؟"
[«الشيطان الأعمى» يهز رأسه ويطرق على عينيه..]
"آه."
لقد سرحت في اللحظة لدرجة أني نسيت حتى أن أختي الثانية عمياء..
"إذًا، هل يمكنكِ سماع صوتي؟"
[«الشيطان الأعمى» يومئ برأسه..]
هل ما زالت الروح التي هربت من الجسد لم تعد بعد؟
طبعًا يمكنها سماعي، فقد أجابت على السؤال الأول..
يمينًا أم يسارًا.
"...هاها."
ضحكتُ من الفرحة.
شعرتُ بالسعادة كما شعرت بها عندما عدتُ فجأة وصادفت الأخ الرابع في «جبل الروح»..
"أختي، كيف حالك؟ أظن أني سمعت صوت جرسكِ عندما كنتُ في مأزقٍ مؤخراً. ربما ساعدتِني في ذلك الوقت، أو ربما كانت مجرد هلوسة. على أي حال، هل رأيتِ المعلم مؤخرًا؟-"
[«الشيطان الأعمى» يضع إصبعه السبابة على فمه..]
أغلقتُ فمي فور ظهور الرسالة أمامي..
لا أعلم لماذا، لكن صورة أختي وهي تطوي السلك وتفرده بهدوء، مع ابتسامة خافتة على وجهها، ظهرت في ذهني..
شعرتُ بالحماسة.
وبينما كنتُ أتنفس ببطء، ظهرت نافذة الرسالة مجددًا..
[«الشيطان الأعمى» يقول إنه سيتمكن من التواصل بهذه الطريقة كثيرًا في المستقبل..]
"حقًا؟ وهل هناك غيركِ من الإخوة أيضًا...؟"
[«الشيطان الأعمى» يومئ برأسه..]
إذا كان الأمر كذلك، فهذا يبعث على الراحة.
الأخ الرابع، الذي لم أستطع أن أشكره في المرة الماضية...
وسيلين - لدي الكثير لأسأله من الأخ الثالث، الذي يُفترض أنه من نفس عالم «سيهيون»..
فتحت فمي من جديد.
"هل سمعتِ من الأخ الرابع أني زرت «يونغسان» مرة؟"
(يونغسان نفسه جبل الروح)
[«الشيطان الأعمى» تؤكد هذا..]
إذا كنتِ قد سمعتِ، فسأدخل في صلب الموضوع مباشرةً..
"إذًا، هل يمكنني الذهاب إلى «يونغسان» الآن؟"
لم أتلقَ إجابة، لكني شعرت أن أختي الثانية، التي لا بد أنها سمعت صوتي، تفكر قليلاً..
"ليس الآن بالضبط. لكن المهم أني أريد تحديد الوقت المناسب إلى حدٍ ما.."
[«الشيطان الأعمى» تسأل: هل تريد أن تتدرب؟]
"بالضبط."
بمجرد أن قلت "نعم"، ساد الصمت للحظات.
ثم ظهرت النافذة من جديد..
[«الشيطان الأعمى» تقول إنه يمكنك المجيء إلى «يونغسان» قريبًا دون عجلة..]
[وتضيف أنك ستحتاج إلى الاستعداد جيدًا عندها..]
"هممم."
أحسست بقشعريرة تسري في جسدي.
دروس الأخت الثانية وتدريبها قاسيان. من بين كل الاخوة، كان تدريبها الأصعب بلا منازع..
حتى الأخ الرابع، الذي يمتلك انضباطًا ذاتيًا جيدًا ويقوم بتحليل قدرات الخصم قبل وضع المنهج المناسب، أعطاني مهمة كادت تقتلني في «يونغسان»..
فما بالك بأختي الثانية؟ إلى أي درجة تنوي تعذيبي؟
"حسنًا. أراكِ لاحقًا."
كنتُ قلقًا قليلًا، لكني كنتُ متحمسًا أيضًا..
بالطبع ليس لأنني منحرف وارغب بالتعذيب..
لكن لأنني أتطلع إلى النتائج التي سأحققها بعد هذا التدريب القاسي..
[«الشيطان الأعمى» تدعم طريقك القادم..]
فوووو، ضوء خافت بدأ يتلألأ..
ثم تحول الضوء إلى كتاب قديم وسقط على راحة يدي..
[«الشيطان الأعمى» تهديك كتاب «تشون أكتان» .]
"تشون أكتان؟"
ناديت مجددًا بفضول، لكن النافذة لم تظهر هذه المرة..
شعرتُ فجأة أن الوجود الشبيه بقطرة الماء، الذي يميز أختي الثانية، قد اختفى..
"هممم..."
مسحتُ خصلات شعري المتشابكة وتنهدت..
شعرت وكأنني رأيت شيئًا في وضح النهار، لكن...
الكتاب في راحتي يثبت أن ما حدث قبل قليل لم يكن حلمًا ولا وهمًا..
---
وجهتنا، مقر منظمة «هيروس»، كانت بعيدة إلى حدٍ ما..
ولأنها لم تكن مسافة تصلح للمشي، لم يكن أمامي خيار سوى البحث عن عربة أركبها...
لكن بدلًا من استخدام وسائل النقل العامة، قررت استئجار عربة خاصة..
لأني ببساطة لا أرغب في السفر مع أناس غرباء خلال هذه الرحلة القصيرة..
استئجار عربة أمر مكلف، ولكن ماذا عساي أن أفعل؟
حتى لو كانت غالية، فإن من يملك المال فقط يمكنه فعل ذلك. إنه أمر مؤسف، لكنه الحقيقة..
على أي حال، أعرف كيف أقود العربة، لكن بالنظر إلى المسافة، رأيت أنه من الأفضل ترك الأمر للخبراء..
كثيرون ينظرون بازدراء لسائقي العربات، لأنهم يعتبرونها مهنة وضيعة، لكن لا أوافق على هذا إطلاقًا..
أفضل السائقين يعرفون الطرق في أرجاء الإمبراطورية، ولديهم مهارات ممتازة في التعامل مع الأخطار، وسرعة في نصب وتفكيك الخيام، وحتى القدرة على الطهي والحراسة..
بالطبع، لم يكن من السهل إيجاد من يمتلك هذه المواصفات...
"اسمي «غون»! إنه لشرف لي أن أرافق بطلًا مشهورًا من الأكاديمية! هاها."
قال السائق، وهو رجل في منتصف العمر، بوجه مشرق..
كلمة شرف لم تكن مجرد مجاملة فارغة..
لقد دفعتُ له ضعف السعر المعتاد تقريبًا..
هل كان ذلك السبب؟
كانت عيناه تلمعان كالنجوم.
وطبعًا، هو شخص كفء يستحق المبلغ المدفوع فيه..
«كايان»، مسؤول التجنيد متعدد المهام لدينا، هو من تولى اختياره، ويقال إنه تواصل مباشرة مع نقابة التجار ورتب اللقاء معه شخصيًا..
"متى ستغادر؟"
"غدًا صباحًا."
"حسنًا، إذًا أراك عند البوابة الشرقية غدًا.."
أومأت برأسي وفكرت أن أخبر «مير» بالمكان...
لكن لسبب ما، شعرت أنها لن تبحث عني، فقررت أن أتحرك بنفسي..
قررت أخذ «مير» إلى نزل قريب من البوابة الشرقية والمبيت هناك ليلة واحدة..
سألت «مير»، التي كانت يتبعني:
"هل لديكي مال؟"
"نعم!"
أخرجت «مير» حقيبة نقودها بفخر..
فتحتها لأتأكد من محتواها، فكانت مليئة بأشياء تشبه الأسنان والمخالب!
"ما هذا؟"
"همم؟ مال؟"
هل هذه عملة العمالقة؟
"الفضة والذهب؟"
"ما هذا؟"
"..."
بقيت صامتًا للحظة.
عند التفكير، أدركت أنها كانت تعيش دائمًا ضمن جماعة منذ أن كان في تدريب "بادكنيكر"، لذا لم تحتج أبدًا إلى إنفاق المال بمفردها..
قد يبدو الوضع غير قابل للإصلاح من النظرة الأولى، لكن الأمر ليس كذلك دائمًا..
أخذت «مير» إلى البنك.
لأن البنك الإمبراطوري يتعامل مع كل أنواع العملات، حتى تلك الخاصة بالأعراق الأخرى..
وكان المبلغ المحوّل لا يتجاوز ٤ فضيات و١٧ نحاسية فقط..
"أوووه... هل هذه قطعة فضية...!"
أخذت «مير» القطعة الفضية بدهشة، نفخت عليها، ثم مسحتها بكمّها..
للمعلومية، هذا المبلغ لا يكفي للإقامة ليومين حتى..
طبعًا، أسعار العاصمة جنونية، لكن حتى مع هذا، فالوضع...
"...أنتِ مفلسة."
"هاه؟"
عندما شرحت تكلفة المعيشة في العاصمة لـ«مير»، التي مالت برأسها باستغراب، بدأ وجهها يشحب..
"مستحيل... بهذا المبلغ كنتُ أعيش شهرًا كاملاً على لحم الدب في مسقط رأسي..."
"..."
"لكن لا بأس... أستطيع البقاء ليومين، وسأدفع نصيبي!"
قالت «مير» بفخر..
ربتّ على كتفها وقلت:
"لا. بل ادفعي نصيبي أنا أيضًا."
"هاه؟"
"أنت ستدفعين العشاء الليلة والإفطار غدًا."
اهتزت عينا «مير» بعنف..
"لماذا؟"
"أنا استأجرت العربة والسائق. وسأدفع كل نفقات الرحلة. وأثناء الرحلة، سنحتاج إلى الطعام."
"آه..."
لم أخبرها أن تكلفة كل ذلك وصلت إلى ٥ ذهبيات..
دفعت «مير» ثمن الإقامة في النزل بوجه كئيب، ثم جلسنا لتناول عشاء متأخر..
لكن طعام النزل كان سيئًا جدًا لدرجة أني توقفت عن الأكل بعد بضع لقمات..
"هاه؟ هل أنهيت طعامك بالفعل؟"
"نعم. هل تريده؟"
"أكيد!"
أخذت «مير» طعامي وأكلته بنهم..
هذه الصغيرة تبدو أن شهيتها أكبر من جسدها. على الأرجح هي أكبر مني من حيث الشهية، أليس كذلك؟ فهي عملاق بعد كل شيء..
لم يكن من الغريب أن يكون طعام النزل سيئًا..
لأنه نزل متواضع لا يرتاده الكثيرون..
ونظرًا لأن شهرتنا انتشرت في العاصمة، قصدنا عمدًا أماكن مثل هذه..
وبينما كنت أملأ بطني بالماء، سألت فجأة:
"لكن هل من الجيد أن تتبعيني هكذا؟ ألا يوجد لديكي مكان آخر لتذهبي إليه؟"
"لا يوجد."
"وماذا عن موطنك؟"
"لا يمكنني العودة بعد، لأن طقوس بلوغي لم تكتمل."
قالت «مير» شيئًا غريبًا..
"طقوس البلوغ؟"
"نعم. في شعبنا، نغادر موطننا قبل البلوغ، ولا نعود إلا بعد أن نكون مستعدين لاختبارنا النهائي."
"ما هو الاختبار النهائي؟"
"أرض التجارب! أي شيء فيها يصلح. فقط يجب عليك أن تصطاد وحشًا شيطانيًا!"
إذا كانت «تجارب الشمال» تعني الأرض، فأنا أعرفها..
إنها تُعتبر من الأماكن الأربعة المحرّمة في الإمبراطورية، إلى جانب المستنقع وجبال الجواهر، والدخول إليها يخضع لرقابة صارمة من قبل العمالقة..
"ما الذي يفترض بكي صيده؟"
"لن تعرف حتى تصل هناك، أليس كذلك؟ «ثعبان الحمم»، «كلب مهترئ»، «ذئب الناب»، و«نسر الجحيم»... لا أعرف ما الذي سأواجهه."
مجرد سماع أسمائهم يجعلهم يبدون مرعبين..
هل يمكن لـ«مير» أن تقتل وحشًا كهذا بمفردها فعلاً؟
"إذا نجحت في الصيد، حينها فقط يتم الاعتراف بك كمحارب، وتتمكن من اختيار سلاحك في «الحدادة المتجمدة»! ألا يتحمس قلبك فقط من التفكير بالأمر؟"
قالت «مير» وهي تلوّح بذراعيها بحماس..
"بمعنى آخر، لم تكوني تنوين العودة إلى موطنك منذ البداية.."
"نعم. كنت أنوي مرافقتك على أية حال، وسررت عندما عرضت أنت ذلك أولاً."
"كنتي تنوين مرافقتي؟"
أومأت «مير» برأسها..
"لأنني شعرت أنني سأصبح أقوى إن كنت بجانبك. كان الأمر كذلك حتى في ذلك العالم الأحمر القاني. استطعت تجاوز حدودي."
"لقد كدت تموتين."
"أنا لا أخاف الموت في ساحة المعركة."
"هاه؟"
ابتسمت «مير» ابتسامة حادة ظهرت فيها أنيابها، وكأنها تناسب وجهه المحارب الغريب..
"ما أخشاه حقًا هو أن أظل حيًا، لكن عاجزًا عن القتال. لقد نجوت، وأصبحت أقوى مما كنت، ولحسن الحظ لا زالت أطرافي سليمة. أؤمن أن أجدادي ساعدوني في ذلك.."
نظرت إلى «مير» بدهشة..
ضعف في الكلام، جسد صغير... ومع ذلك، لم يكن من الممكن التقليل من شأنها..
"أن تكون بادكنيكر هو أمر جيد. لأنه يضعك في اختبارات لا تنتهي. بفضل ما حدث أثناء التراجع، لم أعد أتجمد خوفًا عندما أرى خصمًا أكبر مني. أخيرًا استطعت القتال."
"..."
"وأشعر أني سأصبح أقوى أكثر إن بقيت معك في المستقبل.."
لأول مرة منذ زمن، لم أجد ما أقول أمام «مير»..
ماذا أقول؟
عملاق اسمها «مير» كانت موهبة يمكن الاعتماد عليها، وجعلتني أراجع نفسي لأنني فكرت في استخدامها كأداة فحسب..
بعيدًا عن جسدها، عقلها بالفعل ناضج أكثر من الكثير من شباب «الاكاديمية» الآخرين..
بل ربما أقوى حتى من «سيلين» و«هيكتور» و«تشارون»..
"...حسنًا. طالما أنكي بجانبي، فإن الاختبارات لن تتوقف أبدًا.."
"هاها! أنا أؤمن بذلك!"
ضحكت «مير» بصوتٍ عالٍ.
---
بعد العشاء، عادت «مير» إلى غرفتها...
أما أنا، فخرجت من النزل من جديد.
رغم أن الليالي في العاصمة مضيئة، إلا أن هذه المنطقة كانت مظلمة، ربما لأنها مهجورة بعض الشيء..
ذهبت إلى مكان يشبه الحديقة المهجورة، وجلست على مقعد متهالك..
وقبل الرحيل، أخرجت لحمًا مجففًا كنتُ قد جلبته معي وبدأت أمضغه..
وبعد فترة، شعرت بوجود أحدهم، فجلس على طرف المقعد بجانبي..
قلت له وأنا أريه اللحم المجفف:
"تريد بعضًا منه؟ طعمه ليس جيدًا على أي حال."
"لا، شكرًا."
"أه، حسنًا."
وضعت ما تبقى في فمي.
لم أكن أقصد ذلك، لكني تذكرت أنني جلست في وضع مشابه مع هذا الشخص من قبل..
يومها، تحدثنا على مقعد في الأكاديمية، كلٌ منا في طرفه..
لم يمضِ وقت طويل على ذلك، لكنّه بدا وكأنه من زمن بعيد..
"يا إيفان."
نظرت إلى «إيفان» وسألته:
"ماذا ستفعل الآن؟"
"..."
لم يجب «إيفان» بشيء.
لقد ترك الأكاديمية بعد الحادثة. سألت عنه كثيرًا، لكن لا أحد كان يعرف مكانه...
وهذا يعني أنه تعمّد الاختفاء..
لكن مع ذلك، كنت أعلم أن هذا الشخص يتتبعني منذ البارحة..
ما الذي كان يفكر به طوال هذه الأيام؟
كنتُ فضوليًا، لكن لم أشأ أن أضغط عليه بالسؤال، فغيرت الموضوع ببساطة..
"إن لم يكن لديك ما تفعله، تعال معنا إلى «هيروس».."
---