تنويه قبل قراءة الفصل :

الفصل الذي أنتم على وشك قراءته هو الأطول في الرواية حتى الآن.

لمن يفضل القراءة على مراحل، يمكنكم تقسيمه إلى قسمين أو أكثر حسب راحتكم، دون أن تفقدوا ترابط الأحداث أو عمق اللحظات.

هذا الفصل لم يكن ليُكتب إلا بدعمكم، وبفضلكم أجرؤ على تقديمه كما هو: كاملاً، مكثفًا، ومليئًا بالأسرار.

استعدوا، فبعض الأبواب لا تُفتح إلا مرة واحدة...

---

---

[منظور نير ڤيرتون]

مرت أربعة أيام.

أربعة أيام أخرى انقضت في هذا الهدوء المشحون الذي يسبق العاصفة. قضيتها حبيس جناحي، كراهب نذر نفسه للعزلة والتأمل. لم تكن عزلة خوف، بل عزلة استعداد.

جسدي كان قد تعافى بالكامل تقريبًا، لكن الصدى الشبحي لذلك الألم، وذلك الإرهاق الروحي، كان لا يزال يتردد في أعماقي.

قضيت أيامي في روتين قاسٍ. تدريب جسدي عنيف في الصباح، أدفع بجسدي إلى حافة الانهيار، أحفر حركات السيف في ذاكرة عضلاتي حتى أصبحت جزءًا مني.

وفي المساء، كنت أجلس لساعات في وضعية التأمل، لا أحاول استدعاء الظلام، بل أحاول الشعور به، فهمه، ترويضه كوحش نائم في روحي. لم أحقق تقدمًا كبيرًا، لكنني شعرت به يصبح أقل فوضوية، وأكثر استجابة لإرادتي.

في اليوم الرابع، جاء الإعلان.

صوت المدير السحري تردد في كل أنحاء الأكاديمية، معلنًا نهاية المرحلة الثانية رسميًا. 132 طالبًا قد نجحوا في اجتياز برج الأوهام. مائتان واثنان دخلوا، ومائة واثنان وثلاثون خرجوا... أرواحهم سليمة، على الأقل ظاهريًا.

سبعون طالبًا قد تحطموا، وأصبحوا الآن قشورًا فارغة في جناح الشفاء، تذكيرًا صامتًا بوحشية هذا الاختبار.

تبع الإعلان استدعاء.

"العشرة الأوائل مدعوون إلى القاعة الملكية لاستلام جوائزهم من يد جلالة الإمبراطور."

تنهدت. الهدنة قد انتهت.

نهضت، وبدأت أستعد. لم يكن مجرد ارتداء ملابس. كان ارتداء درع.

اخترت الزي الرسمي الأكثر قتامة لعائلة ڤيرتون. سترة سوداء كمنتصف الليل، من حرير "عناكب الظل"، لا تعكس الضوء بل تمتصه. سروال أسود ضيق، وحذاء جلدي أسود مصقول كزجاج السبج.

لم يكن هناك أي لون، أي زخرفة، سوى شعار عائلة ڤيرتون الفضي الصغير، المطرز بخيوط باردة فوق قلبي. كان الشعار - ظل يتلوى حول نصل أسود - يبدو وكأنه ينبض بحياة خبيثة.

نظرت إلى نفسي في المرآة. لم أرَ فتى في السادسة عشرة. رأيت قناعًا. قناعًا باردًا، أرستقراطيًا، لا يمكن قراءته.

"هذا سيفي بالغرض." تمتمت، وخرجت.

القاعة الملكية لم تكن مجرد غرفة، بل كانت تجسيدًا للسلطة المطلقة.

الأعمدة الرخامية البيضاء، المعرقة بالذهب، كانت ترتفع نحو سقف مقبب، مرسوم عليه قصة تأسيس الإمبراطورية ببراعة مؤلمة. الأرضية كانت فسيفساء تصور معارك أسطورية. والهواء... كان ثقيلاً برائحة البخور الفاخر، وشمع العسل، والخوف المبطن بالاحترام.

في نهاية القاعة، على منصة مرتفعة، كان يجلس الإمبراطور ثيودور على عرش من الذهب الخالص. كان يبدو هادئًا، ملكيًا، لكن عينيه الأرجوانيتين كانتا تحملان بريقًا حادًا، يحلل كل من يدخل مجاله.

لكن لم يكن هو من لفت انتباهي.

كانوا هم. الآباء.

إلى يمين العرش، كان يقف دوق إيفان دي فالوا، والد سيلين. كان رجلاً طويلاً، مهيبًا، كجبل جليدي حي. شعره الفضي الطويل كان مسحوبًا إلى الخلف، كاشفًا عن وجه حاد، منحوت، وعينين زرقاوين باردتين كأعماق محيط متجمد.

كان يرتدي درعًا فضيًا خفيفًا فوق ملابسه الزرقاء الداكنة، وهالته كانت تشع ببرودة قاسية، كأنها عاصفة ثلجية مكبوتة.

إلى يسار العرش، كان يقف اللورد غاريك من بيت الخشب الحديدي، والد كايلين. لم يكن بطول الدوق دي فالوا، لكنه كان أعرض، وأكثر صلابة. كان كصخرة من الجرانيت. شعره الأسود القصير كان يتخلله الشيب، ووجهه كان خريطة من الندوب القديمة.

لم يكن يرتدي درعًا، بل ملابس عملية، داكنة، ويداه الضخمتان، اللتان كانتا معقودتين على صدره، كانتا مغطاتين بالثآليل من سنوات لا تحصى من إمساك السيف. هالته لم تكن سحرية، بل كانت ضغطًا جسديًا خالصًا، ثقلاً يوحي بقوة لا يمكن كسرها.

وبجانبه، كقطعة من الليل نفسه، كان يقف والدي. دوق الظلال، ڤاليدور ڤيرتون.

كان صامتًا كالعادة، وظله يمتص الضوء من حوله. لم يكن ينظر إلى أي شيء على وجه الخصوص. كان مجرد... حضور. حضور مرعب، يجعل الهواء أثقل، ويجعل دقات القلب أبطأ.

نظرت إليهم. ثلاثة من أقوى الرجال في الإمبراطورية، ثلاثة آباء، يقفون كأعمدة تدعم هذا العالم.

وهنا، في خضم هذه الهيبة، ضربتني الفكرة بقوة مفاجئة، وقاسية.

ما مشكلة هذه الرواية اللعينة مع أمهات الأبطال؟

فكرت، وشعرت بغضب بارد، منطقي، يزحف في عروقي.

والد سيلين هنا. والد كايلين هنا. والدي أنا هنا. لكن أين أمهاتنا؟ لم تذكر الرواية أي شيء عن والدة سيلين، أو والدة كايلين. وأمي أنا؟ مجرد همس عن "سفرها" قبل سنوات.

حتى آيلا، البطلة الرئيسية، يتيمة. والأشقاء الملكيون... الإمبراطورة توفيت منذ زمن طويل.

هل رومانسية نير وآيلا السخيفة أشغلت تلك الكاتبة المعتوهة لهذه الدرجة، لدرجة أنها نست أن تمنح نصف شخصياتها الرئيسية أمهات؟ أم أن هناك سرًا أعمق، سرًا مظلمًا، يربط كل هؤلاء النساء المفقودات؟ اللعنة على هذا البناء العالمي الكسول!

قاطع أفكاري صوت المدير وهو ينادي على الأسماء.

تم استدعاؤنا، نحن العشرة، للوقوف أمام المنصة. كانت تشكيلة غريبة. أنا، سيرافينا، آيلا، سيلين، ثيرون، كايلين، ديغون، ليرا، كاسيان، وكاستر. مزيج متفجر من القوة والذكاء والجنون.

بدأ الإمبراطور في توزيع الجوائز، من المركز العاشر إلى الأعلى.

"المركز العاشر، كاستر."

قال الإمبراطور. تقدم الشاب المفتول العضلات، وركع. كانت جائزته "حزام قوة الغول"، قطعة أثرية جلدية تزيد من قوته البدنية بشكل طفيف. ابتسم بفخر وهو يعود إلى مكانه.

"المركز التاسع، كاسيان دي فالوا." تقدم ابن عم سيلين بابتسامته الساحرة المعتادة. كانت جائزته "خاتم الهمس الصادق"، خاتم فضي صغير يمكنه أن يتوهج بضعف عند سماع كذبة مباشرة. سلاح مثالي لمتآمر مثله.

"المركز الثامن، ليرا فيكس." طفت ليرا نحو المنصة، وعيناها تلمعان. كانت جائزتها "بيضة الكيميرا الفارغة"، قشرة متحجرة لبيضة وحش أسطوري، قيل إنها لا تزال تحمل صدى سحريًا قويًا. كادت أن تصرخ من الفرح.

"المركز السابع، ديغون." تقدم العملاق الصامت. كانت جائزته "قلب الغولم الحجري"، حجر يمكن دمجه في سلاح لزيادة وزنه وقوة تأثيره بشكل كبير. أومأ برأسه بامتنان صامت.

"المركز السادس، كايلين من بيت الخشب الحديدي." تقدم كايلين بوقاره المعتاد. جائزته كانت "قفازات القبضة الثابتة" التي رأيتها في ذاكرتي السابقة. قبلها بانحناءة محترمة.

"المركز الخامس، الأمير ثيرون ڤاليراك." تقدم أخيها بغطرسته، لكن كانت هناك لمحة من الاستياء في عينيه لأنه ليس الأول. كانت جائزته "قلادة الأسد الإمبراطوري"، قطعة أثرية ذهبية تخلق درعًا واقيًا مؤقتًا مرة واحدة في اليوم.

"المركز الرابع، سيلين دي فالوا." تقدمت أميرة الجليد، وجرحها لا يزال يترك أثرًا باهتًا على خدها. كانت جائزتها "جوهرة الشتاء الأبدي"، بلورة يمكنها تخزين كمية هائلة من الطاقة الجليدية، وتضخيم قوة تعاويذ الجليد.

"المركز الثالث، آيلا." تقدمت بطلة الرواية بتردد. كانت جائزتها "بذرة شجرة العالم"، قطعة أثرية حية تشبه بذرة متوهجة، قيل إنها تضاعف قوة السحر الشفائي وتسمح لحاملها بالشعور بقوة الحياة في محيطه. كانت جائزة مثالية لها.

"المركز الثاني، الأميرة سيرافينا ڤاليراك." ارتفع صوت الإمبراطور بفخر واضح. تقدمت سيرافينا برشاقة شبحية، وركعت أمامه بابتسامة ملائكية. "لابنتي التي أثبتت مرة أخرى أن إرادة آل ڤاليراك لا تُقهر، أقدم لها 'بروش القلب الهادئ'."

كشف خادم عن بروش فضي أنيق على شكل زهرة زنبق، في قلبها حجر أوبال داكن يتغير لونه ببطء. "قطعة أثرية قادرة على بث هالة من السكينة... أو القلق... في قلوب من هم حولك. سلاح للعقل، وليس لليد." قبلت سيرافينا الجائزة بابتسامة لم تصل إلى عينيها.

ثم جاء دوري. ساد صمت مطبق.

"المركز الأول،" قال الإمبراطور، وصوته كان يحمل نبرة من الفضول الذي لم يستطع إخفاءه. "نير ڤيرتون."

تقدمت إلى الأمام. كل خطوة كانت تبدو وكأنها تستغرق دهرًا. شعرت بنظرات الجميع عليّ. نظرات والدي الباردة، نظرات الدوق دي فالوا التحليلية، نظرات اللورد غاريك الفاحصة.

ركعت على ركبة واحدة أمام العرش.

"انهض، يا لورد ڤيرتون." قال الإمبراطور. "لقد أظهرت قوة... غير متوقعة. قوة أثارت الكثير من الأسئلة."

نهضت.

أشار الإمبراطور إلى خادم، الذي تقدم وهو يحمل وسادة مخملية سوداء هذه المرة. عليها، لم تكن هناك قلادة، أو قفازات.

كان يرقد مفتاح.

لم يكن مفتاحًا عاديًا. كان مصنوعًا من حجر السبج الأسود، ومنحوتًا بشكل معقد، كأنه عظمة ملتوية. وفي وسطه، كانت هناك رونية واحدة، غريبة، تتوهج بضوء أرجواني خافت، نفس لون هالتي الشيطانية.

"هذا هو مفتاحك." قال الإمبراطور، وعيناه الأرجوانيتان تحدقان فيّ بحدة.

"مفتاح إلى مكان للمعرفة، غير متاح للجميع. الطابق السفلي المحظور في المكتبة الكبرى.

'أرشيف الظلال'. مكان لم يدخله طالب منذ مائة عام. المعرفة هي أقوى شفرة، يا لورد ڤيرتون. كن حذرًا ألا تجرح نفسك بها."

أخذت المفتاح. كان باردًا الملمس، وينبض بقوة خفيفة. "أرشيف الظلال..."

انحنيت، وعدت إلى مكاني، والمفتاح في يدي، وعقلي يعج بالاحتمالات.

انتهت المراسم.

لكنني شعرت بأن الاختبار الحقيقي... قد بدأ للتو.

...

...

لم أعد إلى جناحي كبطل منتصر. عدت إليه كجندي يجر نفسه من ساحة معركة لم يفز فيها، بل نجا منها بأعجوبة.

أغلقت الباب الخشبي الثقيل خلفي، والصمت الذي استقبلني كان ثقيلاً، مشحونًا بصدى كلمات الأميرة ونظرات الحاضرين.

المفتاح الأسود في يدي كان باردًا، وثقيلاً بشكل غير متناسب مع حجمه، كأنه لا يحمل وزن المعدن، بل وزن الأسرار المنسية.

تجاهلت كل شيء. تجاهلت الزي الرسمي الذي كان يخنقني، وتجاهلت الجوع الذي بدأ يقرص معدتي، وتجاهلت الأفكار التي كانت تتصارع في رأسي كأفاعٍ سامة. كل ما أردته، كل ما كان جسدي وروحي يتوقان إليه، هو النسيان. ولو لساعات قليلة.

ألقيت بجسدي على السرير الفاخر، الذي بدا فجأة كأنه قارب نجاة في محيط من الإرهاق. لم أزعج نفسي حتى بخلع حذائي. الظلام في الغرفة كان يرحب بي كصديق قديم، وفي اللحظة التي لامس فيها رأسي الوسادة الحريرية الباردة، ابتلعني سبات عميق، بلا أحلام.

لم يكن نومًا مريحًا، بل كان غيابًا. حالة من اللاوجود، كأن روحي قد هربت من سجن جسدي، وتوقفت عن الشعور، عن التفكير، عن التذكر. كانت موتًا صغيرًا، كنت في أمس الحاجة إليه.

ضوء الصباح الرمادي، الباهت، تسلل ببطء عبر ستائري الثقيلة، ورسم خطوطًا باهتة على السجادة الداكنة. فتحت عيني، وشعرت بذلك الوجع المألوف في كل عضلة، وذلك الصداع المكتوم خلف جبهتي. لكن تحت الإرهاق، كان هناك شيء آخر. وضوح. وضوح بارد، حاد، كوضوح الهواء بعد عاصفة ثلجية.

نهضت من السرير، وشعرت ببرودة المفتاح الأسود الذي كنت لا أزال أقبض عليه في يدي حتى أثناء نومي. "أرشيف الظلال".

كلمات الإمبراطور كانت تتردد في ذهني: "المعرفة هي أقوى شفرة. كن حذرًا ألا تجرح نفسك بها."

لم أهتم بالتحذير. لم أهتم بالجرح. كل ما أردته هو الحقيقة. أي حقيقة. أي شيء يمكن أن يفسر هذا الجنون. أي خيط يمكن أن أتشبث به في هذا النسيج الممزق من الواقع.

استحممت بسرعة، وارتديت ملابس بسيطة، داكنة. لم أكن في مزاج لأي شيء يلفت الانتباه. غادرت جناحي، وخطوت إلى ممرات الأكاديمية التي كانت قد بدأت تستيقظ. الطلاب كانوا يتجهون إلى قاعة الطعام، يتحدثون بصوت خفيض، ويلقون عليّ نظرات جانبية سريعة، مزيجًا من الرهبة والفضول.

لقد تغيرت نظرتهم لي. لم أعد مجرد "ابن دوق الظلال" الغامض. لقد أصبحت الآن "الفائز الأول في برج الأوهام"، الوحش الذي صعد كأنه لا يقهر. لم يكونوا يعرفون الحقيقة. لم يكونوا يعرفون أن انتصاري كان أكثر رعبًا من أي هزيمة.

تجاهلتهم، وتوجهت في الاتجاه المعاكس لقاعة الطعام. وجهتي كانت واضحة.

المكتبة الكبرى.

كانت تقع في الجناح الغربي للأكاديمية، مبنى ضخم، منفصل، يبدو أقدم من بقية المباني. لم يكن مصنوعًا من الرخام الأبيض اللامع، بل من حجر جرانيتي رمادي داكن، تآكل بفعل الزمن، وغطته نباتات اللبلاب كأنها عروق قديمة. أبوابها كانت من خشب البلوط المعتق، بارتفاع طابقين، ومنحوت عليها رموز رونية معقدة للحكمة والمعرفة.

دفعت الأبواب الثقيلة. لم تصدر صريرًا، بل تحركت بصمت مهيب، كاشفة عما وراءها. وتوقفت.

رائحة الورق القديم، والغبار، وخشب الصندل المصقول، وجلد الكتب المعتق... كانت أول ما استقبلني. كانت رائحة مقدسة، رائحة عصور من المعرفة المتراكمة.

القاعة الرئيسية للمكتبة كانت كهفًا من الكتب. الأعمدة الشاهقة كانت ترتفع نحو سقف مقبب، يختفي في الظلال، ولم أستطع رؤية نهايته. رفوف الكتب، التي كانت تمتد من الأرض إلى السقف، شكلت ممرات طويلة، مظلمة، كأنها شوارع مدينة منسية.

الصمت كان مطبقًا، صمتًا لا يقطعه سوى الحفيف الخافت لصفحات تُقلب في مكان ما بعيد، أو السعال المكتوم لطالب غارق في أبحاثه.

لم أكن أبحث عن "أرشيف الظلال" بعد. كنت أعرف أنه في الطابق السفلي، خلف باب مقيد بالسحر. قبل أن أواجه ذلك الظلام، كنت بحاجة إلى سياق. كنت بحاجة إلى فهم التاريخ الرسمي، الكذبة المتقنة التي بُنيت عليها هذه الإمبراطورية، قبل أن أبدأ في البحث عن الحقيقة الممحوة.

توجهت إلى القسم التاريخي. كان في أبعد زاوية من المكتبة، حيث الضوء كان خافتًا، والغبار أسمك. وجدت ما أبحث عنه بسهولة.

كتاب ضخم، تجليده من الجلد الأحمر الداكن، وعليه عنوان منقوش بأحرف ذهبية باهتة: "تأسيس الإمبراطورية: قصة ألاريك الأول".

سحبت المجلد الثقيل من الرف. كان وزنه كبيرًا، وصفحاته مصنوعة من رق سميك، أصفر اللون، تفوح منه رائحة الزمن. حملته إلى طاولة خشبية منعزلة، تقع تحت نافذة زجاجية ملونة ضخمة، كانت تلقي بقعًا من الضوء الملون على الصفحات.

جلست، وفتحت الكتاب.

الخط كان أنيقًا، لكنه قديم. والرسومات التي كانت تزين بعض الصفحات كانت مرسومة يدويًا، ببراعة لا تصدق.

بدأت أقرأ. لم أكن أقرأ قصة، بل كنت ألتهم أسطورة.

الكتاب تحدث عن عصر الفوضى الذي سبق الإمبراطورية. عصر كانت فيه القارة ممزقة بين أمراء حرب متناحرين، وعشائر وحوش متوحشة، وسحرة مظلمين كانوا يجرون تجاربهم المروعة على الأبرياء. كان عصرًا من الظلام والدم.

ثم، ظهر هو. ألاريك ڤاليراك الأول.

لم يكن مجرد محارب قوي، أو قائد ذكي. الكتاب وصفه كأنه قوة من قوى الطبيعة. رجل ذو شعر فضي، وعينين أرجوانيتين كقلب العاصفة. رجل وحد القبائل البشرية المتناثرة تحت راية واحدة، ليس فقط بقوة سيفه، بل بقوة رؤيته.

ثم وصلت إلى الجزء الذي كنت أبحث عنه.

"قوة الإمبراطور المؤسس،" قرأت بصوت خافت، "لم تكن قوة بشرية. لقد تجاوز كل الحدود المعروفة في ذلك العصر. السجلات القديمة، رغم ندرتها، تتفق على حقيقة واحدة مذهلة: لقد وصل الإمبراطور ألاريك الأول إلى الرتبة الثامنة (المتجاوز)."

تجمدت.

"الرتبة الثامنة؟"

والدي، والإمبراطور الحالي، كلاهما في الرتبة السابعة. "نصف سامي". وهذا كان يعتبر قمة القوة في العالم الحديث. لكن المؤسس... كان في رتبة أعلى. رتبة لم يذكرها أحد، كأنها أصبحت أسطورة منسية.

وصف الكتاب ما تعنيه الرتبة الثامنة بكلمات شعرية، مرعبة. "لم يكن مجرد ساحر أو محارب. لقد أصبح جزءًا من نسيج الواقع نفسه. كان يستطيع أن يأمر الجبال لتتحرك، وأن يجعل الأنهار تغير مجاريها.

قيل إنه في معركة 'السهول الباكية'، عندما واجه جيشًا من مئة ألف من وحوش الأوروك، لم يرفع سيفه. بل رفع يده فقط، وتحدث بكلمة واحدة بلغة منسية. وفي لحظة، توقف الزمن للجيش بأكمله. تجمدوا في مكانهم، تماثيل من اللحم والدم، لمدة يوم كامل، حتى استسلم قادتهم."

شعرت بقشعريرة تسري في جسدي. هذه ليست قوة بشرية. هذه... "قوة سامية".

"وهذا يفسر الكثير،" فكرت. "يفسر لماذا الإمبراطورية قوية جدًا. لقد بُنيت على أساس قوة مطلقة."

واصلت القراءة. تحدث الكتاب عن رفيق دربه، ذراعه اليمنى.

"الجنرال الأول، هيكتور". رجل من الشمال، قوي كالدب، ومخلص كالكلب. كان هو مطرقة الإمبراطور، بينما كان ألاريك هو عقله. ومن سلالة هيكتور، جاء الجنرال ڤاليريوس الحالي. كل هذا كان منطقيًا.

كان هو التاريخ الذي يعرفه الجميع.

لكن...

شيء ما كان ناقصًا.

العقل، والمطرقة. لكن ماذا عن الخنجر؟ ماذا عن الظل الذي يتحرك في الخفاء؟ كل حاكم عظيم يحتاج إلى ثلاثة أشياء: وجه عام، وقوة غاشمة، وعمليات سرية. أين كانت الذراع الأخرى؟

أغلقت الكتاب ببطء. لقد حصلت على ما أريد من التاريخ الرسمي. الآن، حان وقت البحث في القمامة، في التاريخ المنسي.

نهضت، وبدأت أتجول في الممرات الخلفية للقسم التاريخي. الأرفف هنا كانت مغطاة بالغبار، والكتب كانت في حالة أسوأ بكثير. بعضها كان جلده متشققًا، وبعضها الآخر كانت صفحاته ملتصقة ببعضها البعض بسبب الرطوبة.

كنت أبحث عن أي شيء غريب. أي شيء لا ينتمي إلى هنا.

وبعد حوالي نصف ساعة من البحث المحبط، وجدته.

في أبعد رف، في الزاوية الأكثر ظلمة، مدسوسًا خلف مجموعة من المجلدات الضخمة عن قوانين الضرائب في القرن الثالث، كان هناك كتاب صغير، لا عنوان له.

لم يكن مجرد كتاب قديم. كان... محروقًا.

سحبته بحذر. كان خفيفًا بشكل مقلق. غلافه الجلدي الأسود كان متفحمًا عند الحواف، وهشًا. معظم صفحاته كانت قد تحولت إلى رماد أسود تفتت بين أصابعي ما إن لمسته.

أخذت الكتاب إلى نافذة بعيدة، واستخدمت ضوء الصباح الباهت لأحاول فك شفرة ما تبقى. الكلمات كانت باهتة، والحبر قد تشقق. كان عليّ أن أستخدم "عين الحقيقة" لأرى الخطوط الخافتة بشكل أوضح.

فتحته برفق. الصفحات كانت بنية، متكسرة، والكتابة عليها كانت باهتة، وأجزاء كبيرة منها قد أكلتها النيران.

بدأت أحاول فك شفرة ما تبقى. كانت الكلمات متناثرة، كشظايا من قصة محطمة.

"...تحت ضوء القمر القرمزي... قُطع قسم الدم... ليس فقط بيد واحدة، بل بيدين... بجانب عرش النور... وقفت يد الظل..."

توقفت. "يد الظل"؟ السجلات الرسمية تحدثت فقط عن "الذراع اليمنى". لم تذكر أبدًا "يد الظل".

واصلت القراءة، وقلبي يدق بقوة.

"...عائلة... [كلمة محروقة، لا يمكن قراءتها]... الذراع اليسرى للإمبراطور... حراس الأسرار... سادة الفراغ..."

الذراع اليسرى! إذن، كان هناك ذراع أخرى. عائلة أخرى، بقوة ومكانة تعادل الجنرال الأول. عائلة تم محوها تمامًا من التاريخ الرسمي.

شعرت بالبرد يسري في عروقي. آخر سطرين في الصفحة كانا الأكثر رعبًا.

"...لكن القوة تتطلب ثمنًا... خيانة... [كلمات غير مقروءة، لطختها المياه والنار]... باسم البشرية... ومُحيت من التاريخ... لكي لا يتذكر أحد القسم..."

بقيت أحدق في الصفحة المحروقة، ويدي ترتجف قليلاً.

عائلة . الذراع اليسرى. يد الظل. تم محوهم من التاريخ.

هذا لم يكن مجرد تاريخ منسي. كان تاريخًا تم اغتياله.

من الذي أمر بمحوهم؟ ولماذا؟ وما هي قوتهم التي لم تكن "من هذا العالم"؟

شعرت ببرودة تجتاحني. المفتاح الأسود في جيبي شعر فجأة بأنه أثقل بكثير.

"أرشيف الظلال..." تمتمت.

لم أعد أبحث عن إجابات لأسئلتي الشخصية فقط.

لقد عثرت للتو على مؤامرة. مؤامرة قديمة، دموية، تمتد إلى جذور هذه الإمبراطورية نفسها.

وكنت أعرف، بيقين بارد ومخيف، أن الإجابات التي أبحث عنها... تنتظرني في الظلام. في الأسفل.

...

...

تجاهلت السلالم الصاعدة، وتوجهت نحو باب صغير، غير مميز، في أقصى الجزء الخلفي من المكتبة. باب خشبي بسيط، مكتوب عليه "للموظفين فقط". لم يكن مقفلاً.

خلفه، كان هناك درج حلزوني حجري، يهبط إلى الأسفل، إلى الظلام.

بدأت في النزول. كل خطوة كانت تأخذني أعمق في باطن الأرض. الهواء أصبح أبرد، وأكثر رطوبة. رائحة الورق القديم اختفت، وحلت محلها رائحة الحجر البارد، والغبار الذي لم يمسه أحد منذ قرون.

وصلت إلى الطابق السفلي. لم يكن مكانًا لتخزين الكتب العادية. كان أشبه بقبو قلعة. الممرات كانت ضيقة، والجدران حجرية، والمشاعل السحرية القليلة كانت تلقي بظلال طويلة، راقصة.

سرت عبر الممرات المتربة، وأنا أتبع إحساسًا غريبًا، انجذابًا خفيًا كان المفتاح الأسود في جيبي يصدره. "عين الحقيقة" كانت تريني أن الجدران هنا ليست مجرد حجارة. كانت مشبعة بطبقات فوق طبقات من الطلاسم الدفاعية القديمة. كانت هذه المكتبة حصنًا بحد ذاتها.

وأخيرًا، وصلت.

في نهاية ممر مسدود، كان هناك باب.

لم يكن بابًا ضخمًا أو مزخرفًا. كان بابًا بسيطًا، مصنوعًا من الحديد الأسود بالكامل، لا يوجد عليه أي مقبض أو زخرفة. فقط في وسطه، كانت هناك فتحة مفتاح معقدة، محاطة بدائرة من الرموز الرونية التي كانت تتوهج بضوء فضي باهت.

هذا هو. "أرشيف الظلال".

أخرجت المفتاح الأسود من جيبي. في اللحظة التي اقترب فيها من الباب الحديدي، شعرت به ينبض بحياة باردة خاصة به. لم تكن مجرد قطعة معدنية، بل كانت كائنًا حيًا، نائمًا.

بدأت الرونية المنحوتة على سطحه تتوهج بضوء أرجواني خافت، قريبة من لون هالتي الشيطانية، وبدأت الرموز الرونية الفضية حول القفل على الباب تتوهج بدورها، كأنها ترد التحية.

أخذت نفسًا عميقًا، وأدخلت المفتاح في القفل.

تناسب تمامًا، بصوت نقرة مرضية.

أدرت المفتاح.

لم أسمع صوت "طقطقة" قفل عادي. بل سمعت سيمفونية من الأصوات الميكانيكية والسحرية. صوت احتكاك معدني عميق، كأن تروسًا عملاقة لم تتحرك منذ قرون قد بدأت تدور. ثم صوت هسهسة حادة، كأن ضغط هواء قديم، محبوس لآلاف السنين، يتم تحريره.

ثم صوت طنين سحري منخفض، اهتزاز عميق شعرت به في عظامي، حيث بدأت الرموز الرونية على الباب تتوهج بشكل ساطع، ثم تنطفئ واحدة تلو الأخرى في تسلسل معقد، كأنها كلمة سر كونية يتم نطقها.

كانت عملية فتح معقدة، تستغرق وقتًا.

وبينما كانت آخر رونية على وشك أن تنطفئ، سمعت شيئاً.

صرخة؟

كانت خافتة جدًا، حادة، بالكاد استطعت تمييزها فوق صوت الطنين السحري. بدت كأنها صرخة فتاة صغيرة، مليئة بالمفاجأة، والغضب، وبشيء يشبه... خيانة الكون لها.

تجمدت للحظة. هل هناك شخص في الداخل؟ أم أنها مجرد خدعة أخرى من السحر القديم؟ هل هذا فخ نصبه لي الإمبراطور، فخ سخيف بشكل لا يصدق؟

استعدت نفسي للأسوأ. استدعيت السيف الأسود في وعيي، جاهزًا للظهور في يدي في أي لحظة.

انطفأت آخر رونية. ودوى صوت "كلااااانك" نهائي، عميق، وتردد في الممر الصامت، معلنًا استسلام الباب.

وضعت يدي على سطحه الحديدي البارد، ودفعته ببطء. كان ثقيلاً بشكل لا يصدق، كأنني أدفع بوابة قلعة.

فتحت فجوة صغيرة، وضوء ساطع، دافئ، غير متوقع، تسلل منها، مصحوبًا برائحة غريبة... رائحة سكر محروق قليلاً، وفانيليا.

دفعت الباب أكثر، وخطوت إلى الداخل.

وتجمدت.

كل حواسي توقفت عن العمل. عقلي... تحول إلى صفحة بيضاء.

لم تكن هناك رفوف كتب متربة. لم تكن هناك لفائف قديمة. لم يكن هناك وحش حارس أو شبح معذب.

كانت... مكتبة.

لكنها لم تكن كأي مكتبة رأيتها في حياتي. كانت مستحيلة.

كنت أقف على شرفة داخلية تطل على فضاء لا نهائي. لم تكن هناك جدران، ولا سقف. كانت رفوف الكتب تطفو في الهواء، تشكل جزرًا وأبراجًا ومتاهات تمتد في كل اتجاه، وتختفي في ظلام مرصع بنجوم بعيدة كانت تتحرك ببطء. بعض الكتب كانت مفتوحة، وصفحاتها تتقلب من تلقاء نفسها، وتطلق همسات خافتة بلغات منسية. جسور من الضوء المتجمد كانت تربط بين بعض هذه الجزر العائمة من المعرفة.

الهواء كان دافئًا، وهادئًا، ويحمل تلك الرائحة الحلوة للورق القديم والسحر.

وفي وسط هذه الأعجوبة الكونية، على الشرفة التي أقف عليها، والتي كانت مفروشة بسجادة أرجوانية سميكة، كان هناك المشهد الأكثر استحالة.

طفلة.

طفلة جميلة، تبدو في التاسعة أو العاشرة من عمرها. شعرها كان أسودًا كجناح غراب، قصيرًا، ويصل إلى ذقنها، ويحيط بوجه صغير، شاحب، ذي ملامح دقيقة كدمية من البورسلين. كانت ترتدي فستانًا أسودًا، منفوشًا، مزينًا بالدانتيل الأبيض عند الياقة والأكمام، مما جعلها تبدو كأميرة من حكاية خرافية قوطية.

لكن عينيها...

كانتا قرمزيتين.

قرمزيتين كلون الدم النقي، أو كلون الياقوت النادر. وفي هذه اللحظة، كانتا متسعتين بصدمة، وتحدقان فيّ.

عند قدميها، كانت هناك بركة صغيرة من سائل وردي لزج، وشظايا من كوب كريستالي محطم. وفوق هذه البركة، كانت ترقد قطعة من كعكة الفراولة بالكريمة، مقلوبة رأسًا على عقب، والكريمة البيضاء ملتصقة بالسجادة الأرجوانية الفاخرة.

فستانها الأسود الجميل، كان مبللاً عند الحافة، والبقعة اللزجة كانت تنتشر ببطء على القماش.

بقيت أحدق فيها، وهي تحدق فيّ. صمت مطبق.

ثم، تجعد وجهها الصغير المثالي. ارتجفت شفتها السفلى. وتجمعت الدموع في عينيها القرمزيتين الكبيرتين، دموع ضخمة، درامية، كأنها لؤلؤ سائل.

"أنت..."

بدأت، وصوتها كان يرتجف من الغضب المكبوت.

"أنت أيها الوغد المتطفل! أيها الهمجي عديم الأخلاق! أيها الكائن الذي لا يمتلك ذرة من اللباقة!"

قفزت على قدميها الصغيرتين، ووضعت يديها على خصرها، وبدأت تصرخ، وصوتها الحاد، الطفولي، كان يتردد في الفضاء اللامتناهي للمكتبة.

"هل تعرف كم من الوقت استغرقني لأقنعها بأن تسمح لي بقطعة من الكعكة قبل العشاء؟! هل لديك أي فكرة عن المفاوضات الدبلوماسية المعقدة التي خضتها؟! لقد استخدمت كل ما لدي من سحر وبراءة! والآن... انظر!"

أشارت بإصبعها المرتجف نحو الكارثة على الأرض.

"لقد دمرت كل شيء! لقد أخفتني بصوت بابك القبيح، وجعلتني أسقط أعظم إنجازاتي لهذا اليوم! كعكتي... مشروبي... فستاني... مستقبلي كملكة للحلويات! كل شيء قد تدمر بسبب وجودك المقيت!"

وانفجرت في البكاء. بكاء عنيف، صاخب، مصحوب بضرب قدميها الصغيرتين على السجادة الناعمة. "أكرهك! أكرهك! أكرهك!"

من خلف أحد أبراج الكتب الطائرة، ظهرت امرأة. ظهرت ببساطة، كأنها كانت تمشي ومرت من خلال الكتب. كانت طويلة، رشيقة، وجميلة بشكل أثيري. شعرها الأسود الطويل كان ينسدل على ظهرها كستارة من ليل سائل. وعيناها... كانتا نفس اللون القرمزي، لكنهما كانتا تحملان حكمة وهدوءًا لا نهائيين.

اقتربت من الطفلة، وركعت بجانبها، ووضعت يدها على رأسها.

"يا طفلتي، لا تحزني." قالت بصوت ناعم، موسيقي، كأنه لحن مهدئ.

"لكن مشروبي وفستاني!" صرخت الطفلة من خلال دموعها، ثم استدارت، وأشارت بإصبعها الصغير المرتجف نحوي.

"هو السبب! هو! عليكِ أن تجعليه يأتي لي بعصير جديد! وفستان جديد! وقلعة مصنوعة من الحلوى كتعويض عن الأضرار النفسية!"

نظرت إليّ المرأة بابتسامة باهتة، متعاطفة، كأنها تعتذر عن هذا المشهد.

أما أنا... فلم أستطع معالجة أي شيء. أرشيف الظلال. الذراع اليسرى. الخيانة. الشياطين. كل ذلك تبخر. لم يتبق سوى هذا المشهد السريالي، العبثي.

"هاه؟"

كان هذا هو الرد الوحيد الذي استطاع عقلي المنهك أن ينتجه.

صرخت الطفلة مرة أخرى، وغضبها تضاعف بسبب ردي الغبي. "أيها الوغد اللعين! عليك بتعويضي!"

وضعت المرأة يدها على كتف الطفلة لتهدئتها.

"لا تقسي على أخيكِ يا سيريس."

الكلمات.

"أخيكِ".

"سيريس".

سقطت الكلمات في الصمت.

تجمدت الطفلة، وتوقف بكاؤها فجأة. استدارت ببطء، ونظرت إلى المرأة، ثم إليّ، وعيناها القرمزيتان تحملان نفس الصدمة والارتباك المطلق الذي شعرت به أنا.

تجمدت أنا أيضًا.

أخ؟

من؟ أنا؟

2025/07/31 · 27 مشاهدة · 3815 كلمة
Vicker
نادي الروايات - 2025