643 : تقنيات-1-

باه

"ضربة (Strike)."

عبس كين، يشاهد الكرة المنزلقة (slider) تلتقط في قفاز القابض. ألقى نظرة خاطفة على الحكم قبل أن يمسك لسانه. كان واضحًا لكين أن الرمية كانت كرة (ball)، لكنه لم يكن في موقف يسمح له بالجدال.

كبت إحباطه، نقر على لوحة الضرب وحذائه مرة أخرى، واستعد للوقفة.

'إذا كانت الكرات المنزلقة تُحتسب ضربات، قد أضطر لتغيير خطتي.' فكر وهو يقبض على مضربه بشدة.

حدق بصبر في الرامي، منتظرًا الكرة التالية. رفع الشاب ساقه واندفع للأمام، مرسلًا صاروخًا نحوه.

'كرة مستقيمة! (Fastball)'

صووووت

باه

"ضربة (Strike)."

"هيهيهي، ابتُلعت الطُعم كله." قال القابض وهو يبتسم من أذن لأذن.

عبس كين، محسًا حرارة خفيفة تعلو وجهه خجلاً. لقد وقع في فخ كرة التغيير (changeup)، ولوح مبكرًا جدًا لأنه كان يتوقع كرة مستقيمة رباعية التماس (four-seam fastball).

'هل هذا ما يشعر به خصومي بعد رؤية كرة التغيير خاصتي؟' فكر كين، راسماً صلاة صامتة لكل من أحرجهم.

لكنه سرعان ما بدأ يفكر بعمق. 'من الواضح أن القابض يعرف خطتي في استهداف الكرات المستقيمة. وإلا لما كان قد بدأ بمنزلة قبل أن يتبعها بكرت تغيير.'

هز كين رأسه، محسًا ببعض الاختناق. كانت هذه المرة الأولى منذ مدة طويلة يضطر فيها للمشاركة في هذه المعركة الذهنية بينه وبين قابض.

'ابقَ هادئًا، ثق بحدسك.' قال في قلبه، يأخذ نفسًا عميقًا.

بعد أن نقر على اللوحة وحذائه مجددًا، عاد كين لوضعيته، وجهه عازمًا. لم يعد يهم أي كرة ستأتي، سيجرب فقط ضربها. مع نتيجة عد (count) 0-2، كان ظهره إلى الحائط.

بدأ الرامي حركته الاستعدادية وأرسل الكرة تومض نحوه.

اتسعت عينا كين، 'منزلة! أستطيع ضربها.'

ثبت قدمه الأمامية، مغرسًا كعبه في التراب ولوح بقوته الهائلة. طارد الكرة التي بدت متجهة نحو الخارج.

صووووت

باه

تجنبت الكرة المنزلقة المضرب، مخطئة رأسه ببضع بوصات وهي تمر.

"ضربة خاسرة! (Strikeout)"

"3 خروج، تبديل الأدوار."

'اللعنة.' سب كين داخليًا، لكنه لم يظهر إحباطه. دون كلمة، غادر صندوق الضرب واتجه نحو مقاعد البدلاء.

"لست تبتسم الآن، أليس كذلك يا صاح؟" استهزأ القابض.

توقف كين، يلتفت قليلاً. كان وجهه جامدًا، لكن عينيه حفرتا ملامح القابض في ذهنه. "حسنًا، لقد تذكرتك." قال قبل أن يواصل طريقه.

"نعم ستتذكرني... في أحلامك." قال الشاب وهو يلمع بابتسامة.

نظر الحكم نحو القابض باستغراب، "ما معنى هذا حتى؟"

"آه، تعرف... بعد أن يخسر المباراة أو شيء..." تلعثم القابض في الرد.

بسماع التفسير الغبي، هز الحكم رأسه، غير معجب بوضوح بكلام القمامة (trash talk). لم يشعر حتى بالرغبة في تحذير الشاب بعد عرضه الضعيف.

"هااه، هذا الجيل حقًا ميؤوس منه." تمتم.

بعد تجاهل الكلمات الغريبة، عاد كين صامتًا إلى المقاعد ليضع مضربه وخوذته. كان عقله يعيد تشغيل ضربته مرارًا وتكرارًا، يحلل ما فعله خطأ.

من البداية، كان الأمر كما لو أن القابض كان يتحكم كليًا بأفكاره. لم يشعر بهذا إلا عند مواجهة دايتشي من قبل، رغم أنه لم يكن بنفس الوضوح.

بل كان أشبه بنسخة بدائية من أخيه، المايسترو (Maestro). بالرمية الأولى، أبرز القابض الكرة المنزلقة بشكل مثالي، محصلًا ضربة مبكرة في العد. الثانية كانت كرة تغيير، يسهل الخلط بينها وبين الكرة المستقيمة.

بمجرد أن أصبح متأخرًا في العد، كانت الضربة القاضية منزلة واسعة. مع تركيز عقله على احتساب أول منزلة كضربة، لم يكن هناك أي طريقة ليسمح لها بالمرور إلى القابض.

لسوء حظه، حتى مع أطرافه الطويلة، كان من المستحيل ضرب تلك الكرة.

'مهيب...' فكر، محسًا برعشة تجري في جسده.

دون أن يدري، شدت ابتسامة زاوية شفتيه. رغم إقصائه بطريقة مهيمنة، بدا سعيدًا.

"حظ... سيء؟" قال ستيف، محسًا بقشعريرة تسري في جسده بعد رؤية الابتسامة على وجه صديقه.

على مقاعد دودجرز، صافح القابض برادي سانفورد الرامي كيد بول. "يا أخ، ذلك الشاب مرتعب منا بالفعل. لا أعتقد أنه سيقاوم كثيرًا في هذه المباراة." كانت كلماته واثقة، لكن الرامي لم يبد مقتنعًا بنفس الدرجة.

"لا يزال الشوط الأول فقط، لا تستبعد ذلك الشاب بعد." رد كيد.

قبل أن يتمكن برادي من الرد، تحدث مدرب فريقه. "حسنًا، بداية جيدة جميعًا. تذكروا ما تحدثنا عنه سابقًا بشأن رامي الغلادييتورز."

أطلق كيد سخرية، "تقصد حقيقة أنه لا يستطيع رمي سوى 3 أنواع من الرميات؟" قال بمتعة، مسببًا ضحك باقي الفريق.

عبس المدرب روبرتس، فسارع الجميع لإغلاق أفواههم. "لقد وصلوا إلى النهائي على ظهور تلك الرميات الثلاث. من بين كل الفرق التي واجهها، لم ينجح أي منها في تسجيل نقطة عليه... أتظنون الأمر مضحكًا الآن؟"

كانت كلمات المدرب كدلو ماء بارد يُسكب على رؤوسهم. بينما قد يبدو الأمر غريبًا، حقيقة الأمر أن الشاب لديه سجل مثالي في هذه البطولة.

رؤيته لفريقه وقد فقد غروره السابق، أومأ المدرب روبرتس راضيًا. "الآن، لم نأتي كل هذه المسافة لنخسر في النهائي. حاولوا توقيت كرته المستقيمة في الضربة الأولى، أريد أن أراكم تلمسون الكرة بحلول ضربتكم الثانية."

"نعم يا مدرب!" رد الفريق في انسجام.

بذلك، استعد أول ضاربيْن لهما لمواجهة رميات الغلادييتورز.

2025/06/05 · 8 مشاهدة · 748 كلمة
Mordret
نادي الروايات - 2025