---
C645: الفرصة (1)
جلس كين على دكة البدلاء وتنهد بخفة. نظر إلى لوحة النتائج: لا الفريق الخصم ولا فريقه تمكّن من تسجيل أي نقطة خلال أول ثلاث جولات. تمامًا كما توقع، دودجرز يحاولون استهداف كراته السريعة.
لكن رغم معرفتهم بهذه الإستراتيجية، ستيف كان ذكيًا في اختيار الرميات—مزج الكرات بحيث لا يظهر بوضوح أنهم اكتشفوا الخطة. تكتيك جيد. ومع ذلك، كين شعر أن هناك شيء يخنقه.
"كأنهم يستخفون بي…"
والحقيقة؟ هو من منحهم هذه الفرضية. تحليل مبارياته السابقة يكشف أن 90% من كراته السريعة تقع ضمن منطقة الضرب. وإذا كان الضارب يملك سرعة رد فعل مناسبة، فاحتمال أن يضربها يزداد.
"ليش مكتئب كذا؟" سأل ستيف، وهو يرمقه بنظرة مستغربة.
"ولا شي." رد كين، مسترخيًا على المقعد.
ستيف ضحك: "يا رجال، أنت عنيد وكبرياؤك يفضحك."
كين عبس، لكن لما شاف النظرة اللي في وجه ستيف—نظرة شخص فاهمه تمامًا—ما قدر يمنع ابتسامة خفيفة.
"يمكن." قال بابتسامة جانبية.
هز ستيف رأسه بيأس، "اسمع، رمياتك ممتازة، لكن الرمي ما هو بس سرعة ودقة. اللعبة أوسع من كذا."
"ها؟ بدأت تتكلم كأنك ماسك حقيقي الحين…"
"هذا شغلي." قال ستيف وهو يرفع إبهامه. "أنت بس ركز تتبع إشاراتي بدقة، والباقي علي."
كين رفع حاجبه: "وإيش اللي محمسك فجأة؟"
"كيف يستهينون براميي؟ مستحيل أقبلها." قالها كأنها من المسلمات.
"طيب، بس لو تسببت في هوم رن، أضيف لك 50 بيربي معدّلة في جدولك التدريبي."
ستيف شحب وجهه… ثم قال متحديًا: "خلها 100!"
"سترايك آوت!"
صوت الحكم قاطع المزاح بينهما. كين وقف فورًا، والتفت إلى ستيف وهو يبتسم:
"تمّت الصفقة. بخليهم يدفعون الثمن."
"بالتوفيق يا وحش~"
ضحك كين، ثم أخذ خوذته ومضربه. الدفاع وحده لا يكفي؛ إن ما سجّلوا، المباراة راح تطول بلا نهاية.
---
بدأ يتمدد ويدفّأ عضلاته قبل دخوله للصندوق الضارِب، وهو يتابع نيكو عائدًا بعد سترايك آوت. ألقى له تعزية سريعة، ثم ركّز عينيه على لاتريل، الضارب الثاني.
"هذي ثاني مرة يضرب فيها. المفروض صار عنده فكرة عن نوعية الرميات."
المهم الآن؟ الوصول للقاعدة. مع وجود كين وماكس خلفه، فرصة التسجيل عالية.
الرامي بدأ الاستعداد، جسده القوي تقدم بثبات ورمى كرة سريعة باتجاه منتصف المنطقة.
لاتريل ثبّت رجله الأمامية وضرب الكرة بكل قوته.
WHOOOSH
WHACK!
صوت احتكاك مثالي. لاتريل رمى المضرب واندفع مباشرة نحو القاعدة الأولى، رأسه للأسفل، أقدامه تدك الأرض.
عين كين كانت على الكرة، طايرة نحو يمين وسط الملعب. في البداية، بدت كأنها ستُلتقط.
"انزل، انزل!"
قبضته شدّت على المضرب.
المدافع الأيمن طار في الهواء، غطس بكامل جسمه محاولًا التقاط الكرة… لكنها لمست الأرض قبل أن تصل إلى قفازه.
الكرة ارتدت.
لاتريل، وبدون أن ينظر للخلف، خفّض رأسه وانطلق نحو القاعدة الثانية.
الفشل في الالتقاط عطى لاتريل فرصة إضافية. لما المدافع الثاني استعاد الكرة ورماها للخلف، كان لاتريل بالفعل يزحلق على الأرض في القاعدة الثانية.
"نعم!" كين قبض يده بفرحة.
"ضربة رائعة لاتريل!"
مقاعد فريق "غلاديتورز" انفجرت هتافًا، وحتى الجمهور اللي كان نائم صحى من حماس أول ضربة حقيقية في المباراة.
لاتريل رفع إبهامه باتجاه كين.
"الدور عليك."
كين ابتسم. الرسالة وصلت.
"الضارب الثالث، الرامي، كين."
بإعلانه، مشى كين نحو الصندوق الضارب بهدوء. وقبل أن يركّز، رمق الماسك بنظرة… وابتسامة سوداء.
المسكين تراجع. شجاعته السابقة اختفت. بعد ما ذاق كرات كين السريعة في الجولة الثانية، عرف أنه غلط لما حاول يستفزه.
ستيف، بالمناسبة، استدعى له كم كرة داخلية سريعة، كانت كافية لتفجيره نفسيًا.
كين الآن وقف داخل الصندوق، وأكمل طقوسه الخاصة قبل الضرب.
ركز نظره على الرامي، وبدأ عملية تفعيل التركيز العقلي الكامل.
"حان وقت اللعب الحقيقي."
---