## الفصل 651: إطلاق العنان (الجزء الأول)
بدون أن يدرك الصاعقة التي ألقاها للتو، لفَّ كين كتفيه عدة مرات وهو يرتسم على وجهه ابتسامته المعتادة. وفي الوقت نفسه، بدا أن الخبر قد انتشر بين الحضور بفضل صدمة كشافة المواهب.
الآن، فهم الجميع أن كين كان يخفي قدراته الحقيقية طوال البطولة. في بطولة وطنية مرموقة مثل هذه، قام هذا الشاب بإخفاء رمية السلايدر (slider) الخاصة به حتى المباراة النهائية.
قد يعتبر البعض ذلك غروراً، لكن في الحقيقة، بدا أن الشاب لم يكن بحاجة إليها على الإطلاق. بل إنه لم يسمح بتسجيل أي نقطة ضده رغم تقييد نفسه.
"لا أعرف هل أكون معجباً أم منزعجاً..." قال توني بصوت مليء بالاستياء.
"أجل... الشباب في هذه الأيام قاسون." شارك لورينزو الرأي، بينما كانت عيناه تتجهان نحو كين قبل أن تتحولا إلى لاعبي فريق "دودجرز" (Dodgers) على مقاعد البدلاء. كان واضحاً أنهم لم يتقبلوا الكشف عن رمية السلايدر الخاصة بكين بشكل جيد.
"هل يهتم أصلاً بأن يتم استكشاف موهبته؟" تمتم توني وهو يطرق قلمه على دفتر الملاحظات. عادةً، يحاول اللاعبون إظهار مواهبهم في مثل هذه الأحداث بأقصى قدر ممكن، لزيادة فرصهم في لفت انتباه الكشافة وغيرهم.
لكن كين بدا وكأنه عكس ذلك تماماً.
*انتظر... ربما هذا ليس هو الحال؟* ضيَّق توني عينيه وهو يحدق في كين بعمق. كان عقله يعمل بجد لمحاولة فهم نوايا الشاب.
*لماذا سيخفيها حتى الآن؟ هل هي نوع من التكتيك؟* فكر، بينما تحولت نظراته إلى المدرب على مقاعد البدلاء. لكن عندما رأى التعبير الصامت على وجه المدرب وايت (Wyatt)، عبس.
*حتى المدرب يبدو متفاجئاً...*
وبينما كان يستغرق في التفكير، تجمد أخيراً في مكانه. "مستحيل..." تمتم، وكأن هذا الكشف كان صادماً جداً.
الابتسامة على وجه كين جعلته يبدو وكأنه خطط لكل شيء. وكأنه عبقري دبر كل شيء مسبقاً بعناية ليدفع الفرق المنافسة إلى شعور زائف بالأمان.
لكن الآن، بعد أن بدأت المباراة النهائية، قرر إطلاق العنان لإمكانياته الحقيقية.
*هذا الشاب... كل ما يهمه هو الفوز.*
عندما أدرك توني ذلك، شعر بقشعريرة تسري في عموده الفقري. نظر إلى قامة كين الطويلة بإحساس جديد من التقدير. بينما يعرض جميع اللاعبين الآخرون قدراتهم لتأمين فرص منح دراسية، يريد كين وحده شيئاً واحداً فقط: الفوز.
بينما قد يكون الفوز وسيلة لتحقيق غاية للآخرين، فهو الهدف الوحيد لكين. لا يهتم بالعيون التي تراقبه، كل ما يريده هو الكأس.
زحفت ابتسامة عريضة على وجه توني مع وصوله إلى هذا الاستنتاج، "هذه الروح التنافسية... لم أعتقد يوماً أنني سأراها هنا."
"همم؟ لماذا تبدو سعيداً جداً؟" سأل لورينزو وهو يسمع ابن عمه يتمتم.
تجاهله توني، وتركيزه كله منصب على كين. *أهذا ما يسمونه الروح القتالية اليابانية؟*
على أرضية الملعب، كان ذهن كين مشغولاً. *يا للروعة، كم هو شعور رائع أن ألقي السلايدر مرة أخرى، لا أصدق أنني نسيت إخبار ستيف...* فكر، وهو يشعر بقليل من الإحراج.
*الآن بعد أن أظهرنا لهم السلايدر، يجب أن تكون خطتهم قد تحطمت.*
"الضارب الثاني، لاعب القاعدة القصيرة، كايل."
عندما أُعلن اسم الضارب التالي، شاهد كين الشاب وهو يتقدم إلى صندوق الضرب. فقط من لغة جسده، كان واضحاً أنه لا يملك الثقة لضرب الكرة، خاصة بعد ما حدث للتو.
ولكن بينما كان كين يشعر بقليل من الأسف على الشاب، رأى ستيف (Steve) يتخذ وضع القرفصاء ويطلب رمية فورك بول (forkball).
تجمد وجه كين، *اللعنة، هذا الرجل حقاً يريد تحطيم معنوياتهم...* فكر، وهو يكتم ضحكة.
أخيراً أومأ برأسه، واستعد لأداء الرمية. بأداء حركة إحماء سلسة، أرسل كين الكرة متجهة نحو لوحة الضرب.
*صوووت*
*باه*
"ضربة صحيحة (Strike)."
كادت عينا توني تقفزان من محجريهما وهو يشاهد الرمية التالية.
"م-ماذا كان هذا بحق الجحيم!؟" صرخ بصوت عالٍ أكثر من اللازم.
نظر إليه بضعة أشخاص في الجوار بغرابة، لكنهم تجاهلوه سريعاً. هو لم يلحظ وجودهم أصلاً لأنه كان مشغولاً بالصدمة الشديدة.
"سبليتر (Splitter)؟ لا... كانت فورك." تمتم، وهو يشعر كأن انفجارات تحدث في عقله. كم كان هذا الشاب يخفي من قدراته طوال البطولة؟
"يا رجل، أستسلم. هذا الولد شيطاني ببساطة." قال لورينزو، وهو يشعر بالشفقة على فريق دودجرز. يبدو أنه لم يخبئ رمية واحدة فقط، بل رمتين خلال البطولة، وكشف عنهما فقط في النهائي.
المدرب روبرتس (Roberts) الذي بذل قصارى جهده لاستعادة معنويات فريقه، شحب لونه فجأة. كان كين هو العقبة الأكبر أمامهم في فريق "غلادياتورز" (Gladiators)، وذلك حتى قبل أن يكشف عن رمية السلايدر والفورك بول في ترسانته.
ما كان يمكن أن يكون مباراة صعبة على أي حال، تحول إلى ما هو أسوأ بكثير مما توقعه. لو أُعطي بضعة أسابيع لدراسة وتحليل رمية الشاب، لربما كان الأمر مختلفاً.
*اللعنة... هل لا يوجد شيء يمكننا فعله؟* فكر، وهو يقضم أظافره دون وعي.
استكمالاً للشوط، سارت الأمور كما توقع الجميع تقريباً. بما أن فريق دودجرز أصبح مضطراً للقلق بشأن رمتين منحيتين إضافيتين، بدأوا في الانهيار.
خطتهم الأصلية في مهاجمة رميات كين السريعة لم تعد قابلة للتطبيق، مما أدى إلى تدهور معنوياتهم.
وسرعان ما أخرج كين الضاربين الآخرين على التوالي بضربات قاضية. كان الشوط الرابع لفريق غلادياتورز كافياً لسحق أي أمل تبقى لفريق دودجرز في جعل المباراة قريبة.
أولاً كانت الضربة الرباعية (Grand Slam)، تلاها الكشف عن الرميتين المخفيتين لكين. لم يكن مفاجئاً أن يكون فريق المدرسة الثانوية في حالة يرثى لها بعد ذلك.
لسوء حظهم، لم يحالفهم الحظ بعد.
بعد إخراج ضارب فريق غلادياتورز الثامن، نيكولاس (Nicolas)، بضربة أرضية إلى الرامي، استمر حظهم السيئ.
*واك*
تمكن لاعب اليمين، آدم (Adam)، من تسديد ضربة جيدة إلى الملعب الخارجي، توقفت قبل أن يتمكن لاعب الوسط من الوصول إليها.