الفصل الأول: "الانعكاس الأول"
لم يكن في الشقة شيء لافت للنظر... سوى الصمت.
ذلك النوع من الصمت الذي لا يسمع فيه حتى صوت عقارب الساعة.
النافذة مفتوحة قليلاً، والهواء البارد يمرّ بين ستائر رمادية باهتة، يحرّكها دون حياة.
"نور!"
صوت أمها الضعيف يناديها من الغرفة المجاورة، بنفس النغمة التي تعوّدت عليها منذ سنوات.
أجابت بهدوء:
– "أنا هنا يا ماما..."
نهضت من السرير، شعرها البني يتدلّى على كتفيها، وعيناها بلون الشوكولا الداكن تبحثان عن شيء لا تعرفه.
كل شيء في حياتها كان تكرارًا مملاً:
نفس الطريق للجامعة، نفس الوجوه، نفس الوجع في صدرها كل صباح.
لكن اليوم... شيء غريب في الهواء.
أثناء ترتيبها للغرفة المهجورة في آخر الممر – الغرفة التي لم تُفتح منذ أكثر من عشر سنوات – رأت المفتاح ملقى بجانب الباب.
من وضعه هناك؟
هي لم ترَ ذلك المفتاح منذ زمن.
وقفت أمام الباب.
يدها تلامس المقبض... وقلبها ينبض بقوة.
فتحت الباب ببطء، وصرير الخشب القديم دوّى كأنه يصرخ من الألم.
الغرفة مظلمة، مليئة بالغبار والأغطية القديمة.
لكن في الزاوية، شيء غريب...
مرآة طويلة، مغطاة بقطعة قماش رمادية ممزقة.
اقتربت.
رفعت الغطاء.
لحظة صمت...
ثم شهقة.
رأت نفسها، نعم...
لكن في الخلف، في الزاوية اليمنى من الانعكاس، وقف رجل.
شخص غريب، طويل القامة، شعره أسود، ووجهه لا يظهر بوضوح... فقط عيونه الرمادية كانت واضحة تماماً.
لم تكن تنظر خلفها.
لم يكن أحدٌ هناك.
لكن الرجل كان في المرآة فقط.
ابتعدت وهي تلهث.
أغلقت الغرفة بسرعة، وأعادت المفتاح لمكانه...
لكنها شعرت أن شيئاً بداخلها انكسر أو... بدأ.
في تلك الليلة، لم تستطع النوم.
وفي تمام الساعة 3:07 صباحًا، فتحت عينيها فجأة.
توجهت للمطبخ لشرب الماء،
وفجأة... رأت انعكاسًا في مرآة صغيرة قرب الثلاجة.
نفس العينين الرماديتين