2 - الفصل الثاني: "الانعكاس لا يرحم

الفصل الثاني: "الانعكاس لا يرحم

نور لم تعد قادرة على تجاهل الشعور…

منذ أن كشفت المرآة، شيء ما بداخلها بدأ يتيقظ… شيء قديم، خافت، وغريب.

في صباح اليوم التالي، وقفت أمام خزانتها ترتدي ملابسها كعادتها،

لكن اليوم، نظرت إلى نفسها بتركيز مختلف… كأنها تحاول تمييز إن كانت هي نفسها من البارحة، أو أنها أصبحت شخصًا آخر.

وجهها بيضاوي، بشرتها بيضاء شاحبة، كأن النوم لم يزرها منذ أيام.

شفاهها ناعمة لكن دائمًا مضمومة، لا تضحك كثيرًا.

شعرها البني الداكن يصل لمنتصف ظهرها، ناعم لكنها لم تسرحه بعناية اليوم.

وعيناها…

نقطة ضعفها ونقطة قوتها في آن واحد.

بنية داكنة، واسعة، فيها نظرة حزينة لا تفهمها حتى هي.

كأن شيئًا فيها دائمًا ينتظر.

لبست معطفها الرمادي وخرجت بصمت.

توجهت للجامعة، رغم أن عقلها ظلّ هناك… في المرآة.

---

في المحاضرة، جلست في الصف الأخير، كعادتها.

الضجيج في القاعة لا يصلها، كل شيء بدا كأنه يحدث خلف زجاج.

وفجأة، حدث شيء أغرب…

كانت إحدى زميلاتها، "ريهام"، تتكلم مع أستاذ المادة، وتضحك.

لكن نور، دون أن تدري كيف، رأت شيئًا لحظة نظرت في عيني ريهام:

– رأت "ريهام" وهي تبكي في الحمّام، تمزّق ورقة، وتهمس: "لن أتركه لها… حتى لو متّ."

نور شهقت بصوت خافت، ورفعت نظرها بسرعة.

– ما هذا؟ هل تخيّلت؟

لكن قلبها ينبض بسرعة، ويدها ترتجف.

خرجت من القاعة فورًا.

---

في المساء، لم تستطع مقاومة فضولها…

عادت للغرفة.

فكّت الغطاء عن المرآة ببطء.

"أنا فقط سأنظر… لدقيقة."

انعكاسها… عادي.

خلفها… الغرفة مظلمة.

لكن هذه المرة، لم يكن الرجل هناك.

كانت هناك هي.

لكن مختلفة تمامًا.

نور الأخرى، ترتدي فستانًا أسود طويل، شعرها مرفوع، وتبتسم ابتسامة ثقة لم تعرفها أبدًا في نفسها.

وفي اللحظة التي نظرت فيها إلى عيني انعكاسها الآخر…

سمعت صوتًا خافتًا في الغرفة:

> "هل اشتقتِ لي؟"

تجمّدت.

التفتت بسرعة.

لم يكن أحدٌ هناك.

لكن قلبها… لم يتوقف عن الخفقان.

🖤 يتبع...

2025/08/01 · 1 مشاهدة · 293 كلمة
Khadidja
نادي الروايات - 2025