الفصل 825 – الوجهة (2)
فكرت للحظة في أذواق كيم دوكجا الثاني.
أطراف الأخطبوط المقطوعة وسيقان الحبار تتلوى على الأرض، وإلى الغرب يمر قطيع هائل من الرضع، محطمًا المباني في طريقه.
إلى الشرق، خنزير بري هائج يحمل الماء يركض بلا كبح، وإلى الجنوب يتمايل إله خارجي.
ولا أريد حتى أن أتحدث عمّا في الشمال.
لو كانت هذه «البيت الكبير»، فأنا أريد أن أعيش في بيت صغير.
—الشمال هو الأسوأ.
تنهد كيم دوكجا الأول باختصار كذلك.
صحيح. من أي ناحية تنظر، شرقًا أو غربًا أو جنوبًا، يسكن أسوأ الحكام الخارجيين، لكن الأسوأ على الإطلاق كان الشمال.
"هذا، إنه هو، أليس كذلك؟"
—نعم.
لكن مجمع دوكجا الصناعي يقع في الشمال، وللوصول إليه لا بد من المرور عبر ذلك.
—إن أردت الذهاب، فافعل.
"يجب أن تشجعني."
—من الأفضل أن تنتظر حتى يخرج الثاني من البيت.
"هل نصرخ بصوت عالٍ؟"
—هل سيخرج الانطوائي لمجرَّد ذلك؟
بقينا واقفين للحظة، نحدق في الحكام الخارجيين الذين يسدون الطريق الشمالي.
في القصة الرئيسة ذُكِرت الحكام الخارجيين — وجود «الكيانات من العالم الآخر» — كثيرًا.
حاكم خارجي بارز من بينهم؛ إنّه أحد "الكيانات من العالم الآخر"، وعضو في طائفة "القدامى"، كما أنه شَغَل منصب أمين مكتبة [الجدار الرابع] في الجولة 1864.
لماذا هذا الموجود هنا وليس غيره؟
لحسن الحظ كان هناك وصف له في الدليل.
*** بعض أجزاء هذا المستند عُدِّلت بواسطة SVRP.
SVRP. PW 01864.
مستوى الخوف: كارثة طبيعية — آكل الأحلام
أحد الكيانات القديمة التابعة لـ«القدامى». له صفة استكشاف أحلام الموتى. معروف أنه غالبًا ما يتبادل الأحلام النادرة أو المعارف مع حالمين من أبعاد أخرى.
…وفقًا لما يدّعِيه المتعالون، فإن «آكل الأحلام» الذي يظهر في منطقة النهاية هو هيكل أُفرغت روحه الأصلية منه.
قيل إنه يتجول في الجزء الشمالي من منطقة النهاية بدافع غريزي للبحث عن الأحلام، لسببٍ مجهول.
…
أُبلِغ عن طفرة متعلقة بـ«الجدار الرابع» في جولةٍ ما. وتأكد أن الحادثة في تلك الجولة أثّرت على بقية خط العالم.
لم ترد تقارير إضافية منذ ذلك الحين.
...
تم التأكد من أنه لا يزال يحافظ على مستوى الكارثة الطبيعية حتى بعد فقدان روحه الأصلية. ***
...
كون بقاء القشرة فقط يعني أن جوهره اُمتصّ إلى [الجدار الرابع].
حدّقت بلا حول في الجسد الذي امتد عموديًا لعدة كيلومترات نحو السماء. بدا أصغر قليلًا مما صُوِّر في القصة الرئيسة، ربما لأن بعض قوته الأصلية قد فُقدت… ومع ذلك، حتى في تلك الحالة كان وحشًا بمستوى «كارثة طبيعية» يكفي لهدم عالم.
المثير للاهتمام أنهم قاتلوا ذاك الوحش «مستوى الكارثة الطبيعية».
[تحرّكوا! هاجموا من الأرجل!]
والأكثر إثارة أن جميع الأبراج التي حركت التجسيد كانوا وجوهًا أعرفها.
[الكوكبة «سيد الرمح» غاضب!]
[الكوكبة «الطاووسي القمّاش» ينثر البودرة!]
[الكوكبة «مدمن القذارة» يقذف القذارة!]
«الطاووسي القمّاش»، الذي انفجر جذعه بعد أن ضربته ساق آكل الأحلام، صاح من الألم.
سيد الرمح. الطاووسي القمّاش. مدمن القذارة.
لا بد وأنهم كذلك. كانوا كلهم أبراجًا قاتلتهم في «مركز التدوير».
أبراج استحوذت على شياطين عليا وأغلقَت طريقي.
بعضهم لا بد وأنه مات على يد يو جونغهيوك، وبعضهم تصدّيت له أنا… على أي حال، عليّ أن أعترف بصلابة الأبراج.
[تبا، لن أموت هنا هكذا!]
[سيد الرمح! أليس هذا مختلفًا عما سمعت؟ أقوى بكثير من منطقة النهاية التي نعرفها…]
[اوجدوا عطل الزمن! بسرعة! إن دخلنا هناك…!]
[أين هؤلاء التحالف المتعاليون؟ لماذا تجول هذه الأشياء ولا أستطيع أن أرى أي أثر لهم!]
[قذارة! أووووووو!]
وسط الفوضى كانت تتطاير كلمات التعاويذ وتَذهَب. مما سَمِعت يبدو أنهم أتوا إلى هنا بحثًا عن عطل الزمن.
لم يكن ذلك غريبًا.
سيد الرمح أيضًا لدىه خبرة في التدريب عبر «عطل الزمن» سابقًا.
من المحتمل جاؤوا لتعويض الهزيمة في «مركز التدوير» ولفتح آفاق تدريبية جديدة.
[هجوم مشترك! افسحوا الطريق! إذا وصلنا حتمًا إلى ذلك المجمع الصناعي—]
لسوء الحظ بدا أن حظهم انتهى هنا.
أوووووووووووووووووو.
صرخة بدت كأنها صراخ عالم بأسره.
تحرّكت أرجلُ آكل الأحلام. الأرجل ارتفعت كقذيفةٍ ثم نزلت تجاه الأرض بلا تردد. الحركة التي احتوت على أكثر من قوة مادية بسيطة سبّبت انهيار الأرض وهزات متفجرة.
صوت اصطدام. صرخات الأبراج. غبار هائل غطّى السماء بالسواد.
حضنت آنا كروفت ووقعت أرضًا.
استغرق الأمر دقائق قليلة حتى هدأ الغبار. لم يبقَ أحد على مشهد الأرض المحروقة.
بدأ جسدي يرتعش ببطء.
هذا كان الحاكم الخارجي الذي بلغ مرتبة «القديم». حتى لو بقيت قشرته فقط، فمكانته الفطرية لا تُقارن بمكانة أي برج.
[هذا… كيف يمكنه أن يمضي هكذا…]
مانترا خافتة. رأيت تجسيد سيد الرمح، مغروسًا بعمق في مبنىٍ قريب، معلقًا بلا حراك.
الثنائي الآخر تحطّم تحت الأرجل، ولم يُعثر على أثر لهما.
تحرّكت ساقاي المرتعشتان وأنا أحمل آنا كروفت.
عليّ الفرار فورًا. عليّ أن أبتعد قليلاً. لكن إلى أين؟ أين نهرب في هذه الأرض الأبوكاليبتيكية؟
أووووو.
أطلق آكل الأحلام زئيرًا غريبًا واهتز جسده.
هل كانت مجرد أوهام؟ شعرت بأن الأرجل العملاقة تتحرّك تجاهنا تدريجيًا. هل وجدنا؟
أو لعلّ.
"تشيون إينهو، ما هذا—"
"شش."
وضعت إصبعي على شفتي آنا كروفت التي استيقظت لتوّها.
طبعًا، مجرد حبس النفس أو الصمت لن يجريان دون أن يُكتشفا.
كنت أشعر به.
ذلك الشيء سيعثر علينا بالتأكيد. القصة المقيتة التي ترتفع من جسده تَنتشر كالدخان وهو يبحث عن محيطه.
فكرت للحظة ثم قلت لكيم دوكجا.
"أعِرني القصة من فضلك."
—خذها.
[القصة «وريث الاسم الأبدي» ترد باقتضاب.]
كانت هناك قصة لكيم دوكجا التي نقِلَت إليّ عبر «وريث الاسم الأبدي».
آنا كروفت، التي كانت تراقبني هكذا، سألتني هامسة.
"تشيون إينهو. لمن تحدثت الآن؟"
" هيونغ أعرفه."
" هيونغ تعرفه؟"
لو تذكرت، كيم دوكجا استخدم هذه «القصة» بجانب آنا كروفت في القصة الرئيسة. يا للتصادف الغريب.
[القصة «حجرٌ وأنا» تبدأ سردها!]
حجر وأنا.
قصة حصل عليها كيم دوكجا عندما زار «جزيرة المتجسدين».
وظيفة هذه القصة بسيطة.
[تأثير القصة يجعل وجودك مشابهًا لـ«حجر».]
[القصة «حجرٌ وأنا» تشك في وجود آنا كروفت.]
"اهتم بهذه الفتاة أيضًا من فضلك."
[القصة «حجرٌ وأنا» تنظر إليك بوجه مستاء، قائلة: «هذه الفتاة مجددًا.»]
[القصة «حجرٌ وأنا» شاركت تأثيرها مع «آنا كروفت».]
هذا كل شيء.
الآن سأُدرَك أنا وآنا كروفت كحجر يتدحرج على جانب الطريق.
أوووو—؟
لحسن الحظ نجحت القصة طبيعيًا، ولم يجدنا آكل الأحلام.
خطونا بسرعة عبر الأطلال وأنا أمسِك معصم آنا كروفت.
"انتظر، إذا اتجهنا في ذلك الاتجاه الآن—"
"علينا أن نذهب."
بدلًا من الهرب، اقتربنا من الجسد الرئيسي لآكل الأحلام. كان خيارًا ممكنًا لأن حضوره كان يتلاشى.
"طالما القصة تعمل، سنتجاوز جسده ونقترب من المجمع الصناعي."
خطة بسيطة لكن موثوقة.
برد كبدي وأنا أقترب من الجسد الكبير، لكن الآن ليس وقت التدقيق.
عند مرورنا بفم جسده الضخم بسرعة كهذه، شعرت كما لو أن عينيه تلقيان عليّ نظرة من السماء الشاسعة.
— ماكني، أظنّك قد انكشفت.
صرخت تلقائيًا عندما سمعت صوت كيم دوكجا في أذني.
"اهربي!"
بإشارتي، بدأنا بالجري بكل قوتنا. شعرت بـ[طريق الريح] تلفُّ عند أطراف قدمي، فسألت كيم دوكجا فورًا.
"لماذا انكشفنا؟ هل أعطيتني قصة سيئة؟"
—نسيت لحظةً، لكن تلك القصة تنطبق فقط على الكائنات التي تشترك في نظام الرموز المسمى «حجر».
عند التفكير، كان للكيانات من العالم الآخر نظام رموز مختلف عنا بالمرة. طرق تواصلهم مختلفة، وطرقهم للدلالة على هذا الكون مختلفة.
انتظر لحظة، هذا يعني أن—
—ذلك اللعين، لم يُخدع منذ البداية.
فورًا بدأت مخالبه تطاردنا بعناد.
كودودودودود!
ظل أسود قاتم سقط على المنطقة بأكملها القريبة. لو استمر ذلك لكنا سُحقنا قبل الوصول حتى إلى المجمع الصناعي.
"هيونغ."
—هل هذا هو الوقت لوحيد الذي تناديني فيه هيونغ؟
"هل أستطيع استخدام [الجدار الرابع]؟"
لم يتبقَّ سوى خيار واحد.
الطريقة التي استخدمها كيم دوكجا في القصة الرئيسة. طريقة مجنونة لاحتجاز عقله داخل [الجدار الرابع] بعد أن يُؤكَل عمدًا من ذلك الشيء.
—ألم تقرأ الدليل؟ روحه ذهبت. هو مجرد قشرة. ذلك لن ينجح.
"لكنك لن تعرف حتى تحاول. إذا أكلني، قد يكون هناك طريق."
لو سمع أحد ذلك لقال إنه حديث مجنون.
آنا كروفت كانت تنظر إلي كما لو أنني مجنون بالفعل.
—حتى لو نجحت تلك الطريقة، فغير مؤكد ما إذا كان [الجدار الرابع] سيتسع له.
"أنت فقط لا تريد أن تعيش معه، أليس كذلك؟"
—أتعلم أن المكتبة التي خلقتها أنت أضعف كثيرًا من [الجدار الرابع] الأصلي؟
"حقا؟"
سألت بالمقابل، متذبذباً قليلًا.
في الواقع، [الجدار الرابع] الذي أملكه الآن أضعف بعض الشيء من جدار كيم دوكجا الأصلي. لأنني لم أجمع ما يكفي من «شظايا كيم دوكجا».
—ماذا تظنّ سيحصل إن فشلنا في إدخاله داخل الجدار؟ أنا، وماذا عن الأطفال الآخرين في هذه المكتبة؟
اللعنة.
لم أفكر بهذا البعد.
حينها علينا تغيير التكتيك.
"آنا! أسرعي!"
أومأت آنا، واستعاد ذهنها وعيه فجأة عند صراخي
المخالب كانت خلفنا الآن مباشرة، والمجمع ما زال بعيدًا جدًا.
لحسن الحظ كان هناك بعض «المخاوف» التي نستطيع استخدامها في الطريق. مثلاً—
[خوف كارثي «إشارة مرور غريبة» ينشط.]
[استخدمت شظية القصة «جهاز تحكم الإشارة عن بُعد».]
دَخلت المعبر وغيرت الإشارة إلى الأخضر.
وفي اللحظة التي دخل فيها آكل الأحلام المعبر ليلحقني، تغيّرت الإشارة بسرعة إلى الأحمر.
بعد لحظة انطلق شيءٌ واصطدم بمخلب آكل الأحلام الذي كان عند الإشارة. اصطدام لا يصدق ترك علامات انزلاق.
أوووووو!
ما رأيك يا فتى؟ طعم الحضارة.
[آكل الأحلام، خوف بمستوى كارثة طبيعية، يزأر!]
ربما تعمل قوانين العالم لمجرد وجود الحضارة.
لذلك إشارات المرور واللافتات التحذيرية كانت عديمة الجدوى أمام «كارثة طبيعية» قادرة على تدمير ذلك المصير.
أطلقت الشتائم على وحش المخالب الذي يلاحقني، متجاهلًا كل شيء.
"اتبع الإشارة يا أحمق!"
"تشيون إينهو، هل كنت تتكلم مع ذلك الوحش؟"
"لا تشغلي بالَكِ واقرأي المستقبل بسرعة."
"ما زلت لا أملك [بصيرة المستقبل]..."
"لماذا أنت عديمة الفائدة هكذا؟"
تمتمت آنا كروفت متحيرة كأنها لم تسمع مثل هذا السباب من قبل.
"قدراتك ليست محصورة في [بصيرة المستقبل]."
"نعم. بالطبع."
هل حفزتها كلماتي؟
تحول وجه آنا كروفت فجأة إلى الجدية وفَعَّلت «عين الشيطان العظيم» مرة أخرى. حاولت أن تستعمل [بصيرة المستقبل] ثانية.
تسك تسك تسك!
تطايرت الشررَات بعنف. كنت على وشك أن أقول لها ألا تجهد نفسها، لكن آنا كروفت لم تطفئ المهارة رغم انهمار دمع الدم على خديها.
أثناء مشاهدتي للدم يتبخر في الوقت الفعلي من الشرر ويتصلّب على وجنتيها، لم أستطع إلا أن أقول كلمة.
"خوف مأساوي، آنا كروفت."
حدّقَت بي آنا كروفت كما لو أنني أمزح للتو.
كنت على وشك أن أقول لها أن تتوقّف، لكن آنا كروفت مسحت دموع الدم وقالت.
"رأيت."
"نعم؟"
"رأيت المستقبل. لبرهةٍ قصيرة."
ترددت للحظة وسألت.
"هل متّ؟"
"هل أردت رؤية مثل ذلك المستقبل؟"
"لا. لم أمُت، أليس كذلك؟"
"نعم."
ابتسمت.
"كفى. عمل جيّد يا آنا."
الطريقة التي سأستعملها من الآن فصاعدًا على الأقل «لن تقتلني».
______________________________
Mero