الفصل 826 – الوجهة (3)
قلتُ وأنا أجرّ آنا كروفت إلى الوراء:
"سأتولى الأمر من هنا."
قالت معاندةً:
"أستطيع القتال أيضًا."
ألقيت نظرة نحوها؛ فإذا بوجهها مسطور بالخزي، وكأن كرامتها قد خُدشت.
قلتُ مطمئنًا:
"أعلم، فأنتِ قوية. لكن ليس الآن."
كانت آنا كروفت بلا ريب شخصية ذات قابلية للنمو الباهر. لو منحتها الأيام قليلًا من الوقت، لارتقت حتى تغدو خصمًا يستعصي على الكواكب العظمى من "الكيانات السماوية"، بل وربما على الكواكب السردية أنفسهم.
لكن ذلك لن يقع إلا في النصف الأخير من طرق البقاء.
أما العدو الذي يواجهنا الآن، فهو وحش قادر على محو ثلاثة كواكب عظمى بضربةٍ واحدة. لم يكن عدوًا تستطيع آنا كروفت أن تواجهه.
"أنتِ تعلمين… بما أنكِ قد رأيتِ المستقبل. الآن جاء دوري."
وكأنها كانت تتوقع قولي، لم تعترض بعد ذلك. بل فتشت في جيب صدرها، وأخرجت قنينة جلدية صغيرة، ومدّتها إليّ.
قالت:
"اشرب."
سألتها متوجسًا:
"ما هذا؟"
أجابت ببرود:
"إنه دمي."
اتسعت عيناي دهشة.
فميزة آنا كروفت هي صانعة الإكسير؛ ودمها نفسه يعدل أعظم أنواع الإكسير نقاءً.
قلتُ بدهشة:
"أوَكان إعطاؤكِ هذا لي جزءًا مما رأيتِه في المستقبل أيضًا؟"
هزّت كتفيها قليلًا وقالت بفتور:
"ألستَ ستأخذه؟"
ابتسمت، وفتحت غطاء القنينة:
"دائمًا ما ينتهي بي الأمر شاربًا لدمك حين ألقاكِ."
قالت:
"ليست إلا المرة الثانية."
ربما كان ذلك بسبب تعاطفي العميق مع ملك الخلاص الشيطاني، ما إن شربتُ من دمها، حتى أضاءت قصص كيم دوكجا في أعماقي، تبثّ الدفء في عضلاتي وتُحيي جسدي بأسره.
ومن علياء بعيدة، كان آكل الأحلام يرمقني بنظرة كونية.
فكرت وأنا أبادله النظر:
كم عدد الوحوش كهذا يعجّ بها عالم الخوف؟
ــ إنه قادم.
أومأت، وأطلقت [طريق الريح]. حلّقت عاليًا في السماء، متفاديًا المجسات السوداء الزاحفة إليّ.
ــ أتدرك أن ما تفعله الآن ليس مما يجرؤ عليه عاقل؟
ابتسمت وأنا أجيبه:
"وهل كنا يومًا عقلاء؟"
انطلقت ضحكة كيم دوكجا عبر الهاتف، ترافقني صعودًا إلى الأعالي. ارتجف جسدي كله بنشوة، واهتزّت القصص داخلي كما لو كانت تستعد للانفجار.
ــ "آن أوان القتال حقًا."
لقد استعدت كامل قواي بعد حصولي على السيناريو الرئيس.
وبعبارة أخرى، حان الوقت لاختبار قوتي بنسبة مئة في المئة. فأنا وريث لقب ملك الخلاص الشيطاني، وإن لم أبلغ قوته الكاملة، إلا أنني لست ضعيفًا.
صرير حاد دوّى:
غيييييييييينغ!
ارتفع سيف الإيمان من نصل "الإيمان الذي لا ينكسر"، وما إن أنزلتُ ضربتي حتى انبثقت قصص حالكة من المجسات الزاحفة نحوي. كانت الضربة الأولى ضئيلة، لكنني لم أكترث. فما ذلك إلا البداية.
[المهارة الحصرية: طريق الريح، المستوى 10، قد فُعّلت إلى أقصى حدودها!]
حين تشابكت العقد التي أخبرني عنها ليكاون في داخل سيفي، صار الريح ذاته امتدادًا لإرادتي.
[بدأت قوة بايكشيونغ-غانغي تجري مع عقدة الريح.]
اندفعتُ نحو جسد الوحش مع سيفي المغروز في ساقه المتشعبة.
「 وحين غاص طريق الريح في جرحه، التحم مع بايكشيونغ-غانغي، فانفجرت الانفجارات هنا وهناك. 」
زمجر الوحش وارتعش قليلًا، إذ شعر بوقع الضربة.
ــ هل طبقت ما تعلمته من ليكاون؟
"نعم."
ارتجّت سيقان الوحش وانقضّت نحو السماء. تلك الضربة نفسها التي محَت ثلاثة كواكب عظمى دفعة واحدة.
ــ لا تكبح نفسك بعد الآن.
كان دوكجا محقًا. فمن الآن، إن لم أبذل كل ما لدي، فسأموت.
هبّت عاصفة هوجاء من أعالي السماء، وفيما كنت أواجه سقوط المجسات بسرعة هائلة، قال دوكجا:
ــ إن فشلت الآن، ستموت حقًا. أتدرك ذلك؟
قلت واثقًا:
"قالت آنا إنني لن أموت."
ــ وهل تصدقها؟
"عليّ أن أصدقها الآن."
ــ فلنبدأ إذن.
[المهارة الحصرية: التحريض، المستوى 11 (+1)، قد فُعّلت!]
في الظروف العادية، حتى لو استخدمتُ [التحريض] أو [العلامة المرجعية]، ما كان لي أن أقف أمام آكل الأحلام.
لكن الآن… ولو للحظة قصيرة، صار ذلك ممكنًا.
فمجرد دخولي إلى رعب الجولة الأربعين وخروجي منه قد بدّل قوة تحريضي تغييرًا جوهريًا.
رفعت صوتي صادحًا:
"أنا… سيف جوريو الأول، تشيك جونغيونغ!"
لم يكن الأمر [تحريضًا] وحسب؛ فقد استدعيتُ [تعزيز الجملة]، وصببتُ في [التحريض] خلاصة الخبرة التي التقطتها من تشيون إينهو في الجولة الأربعين.
「 لقد وُلد محاربًا. وُلد وفي عروقه دم التنين. 」
وفي صدري، كان قلب التنين الأدنى الذي ابتلعته يومًا يخفق كمن يريد أن ينفجر.
「 إنه قويّ جدًا. انفوه من السيناريو. استعملوا كل وسيلة لإلقائه في عالم آخر. 」
منفيٌّ بدم التنين.
لقد توافقَت السمات، فارتفع معدل اندماج [التحريض] إلى ذروته.
「 أنا أستطيع أن أقلّده أكثر من أي شخص آخر الآن. 」
[العنصر: دم صانعة الإكسير يستجيب لأنفاسك.]
كان دم آنا يجري في عروقي، يدفع الاحتمال المطلوب لـ [التحريض] ليتحقق بواقعية.
「 ما أبتغيه… 」
أنا أمهر سياف في جوريو.
المحارب الأعظم، القادر أن يقطع كل شيء بسيف واحد.
「 فقط أقطع الفراغ الذي أمامي. 」
كلماته التي قالها يومًا، وكلماته التي كان سيقولها، تداخلت مع تاريخه وما كان سيكونه، فانغرست كلها في ذراعي اليمنى.
وما إن انتفخت القوة السحرية داخلي حتى كادت تمزّقني، حتى وجدتُ مجسات الوحش تهوي نحوي.
ــ يا ماكني …
قلتُ واثقًا:
"أنا تشيك جونغيونغ."
[القصة: "وارث الاسم الأبدي" تبدأ في سردها.]
[القصة: "الذي قتل حاكما خارجيًا" تبدأ في السرد بفضل أثر "وارث الاسم الأبدي".]
قصص كيم دوكجا اشتعلت في التوقيت المناسب؛ إنها نفسها التي حازها حين قتل "آكل الأحلام" في القلعة السوداء.
قلبي يكاد ينفجر خفقًا، وأنا أهوي بسيفي على المجسات.
أرجوك… أرجوك…
ــ تشقّق، تشقّق، تشقّق!
وإذا بالمشهد أمامي يتماوج.
كنت أعلم ما يعنيه ذلك.
「 المسرح. 」
「 لقد نجح [التحريض] في خداع المسرح. 」
「 هذا سيف قادر على قطع ألف نفس بضربة واحدة. 」
النموذج الأول: السيف الواحد الذي يقطع الألوف.
مسار في الهواء التحم مع المجسات الساقطة، مصحوبًا بانفجار الطاقة السحرية.
ــ كدودودودووووم!
لكن، كما كان متوقعًا… الحاكم الخارجي يبقى حاكمًا خارجيًا.
فالموجة الصادمة التي أطلقها الوحش كانت أقوى من أن يكبحها سيف واحد، حتى لو كان سيف تشيك جونغيونغ.
ــ مرة أخرى!
فعّلت السيف الثاني دون تردد.
النموذج الثاني: السيفان اللذان يقطعان الجبل.
ضربةٌ قادرة على شطر الجبال. ومع انضمامها إلى الأولى، أبطلَت موجة الصدمة من المجسات في لحظة.
شعرت بلذّة غامرة تفيض من أصابعي الممسكة بالنصل.
「 هذه هي قوة المتعالي. 」
إنها تلك العتبة التي لا يبلغها إلا من تخلّوا عن جلود البشر وصعدوا إلى مقام المتعاليين.
تساءلت في داخلي للحظة: ماذا لو استطعتُ العودة إلى الجولة الأربعين؟
لو أُتيح لي أن أعيد التجربة مرارًا، كما فعل يو جونغهيك وسائر المتعاليين الذين ولجوا صدع الزمن… إلى أي مدى يمكن أن أصل؟
لكن فجأة…
ــ كككدوووك!
صرخة ألمٍ اخترقت جسدي؛ شعرت بشيء يتفتت أسفل كتفي الأيمن.
ــ اللعنة… لقد انكسر.
جسد المتجسد الواهي لم يتحمل صدمة الضربتين.
[المهارة الحصرية: التحريض أُلغيت قسرًا!]
[المهارة الحصرية: الجدار الرابع قد فُعّلت، لتبطل عقوبة التحريض!]
ولسوء الحظ، انقطع [التحريض].
ابتسمتُ ابتسامة مرة، وأنا أشاهد مجسّا آخر يهوي من الأعالي.
ــ ليس بعد…
ظننت أنني أستطيع استخدام السيف الثالث.
لكن، حتى لو فُعّل "المسرح"، فلن أتمكن من قتل "آكل الأحلام" الآن.
فهو لم يُقتَل يومًا بسيف تشيك جونغيونغ.
قلت لنفسي:
"مع ذلك… يكفيني هذا."
نعم، يكفي.
بدلًا من التمرد على الموت، أغمضت عينيّ مستسلمًا، متخيلًا السيف الثالث الذي لم أستطع إطلاقه.
النموذج الثالث: السيوف الثلاثة التي تشقّ البحر.
وحين فتحت عيني ببطء، متخيّلًا تلك القوة اللامتناهية…
「 هذا سيف صُنع لمواجهة البحر. 」
سمعتُ المجسّ الذي كان يهوي عليّ يُشقّ نصفين بصوت ريحٍ باردة.
وارتفع زئير الوحش مدويًا:
ــ أووووووووووووووه!
وأمام نظري، وقف رجلٌ لم يخضع حتى لمناجاة الحاكم الخارجي.
إنه كوكب سماوي لم يخف يومًا الحكام الخارجيين.
الراكب الأخير في قطار العودة إلى الوطن، الكارثة العظمى التي أبادت الجميع في "منطقة الجريمة".
لقد كانت كل "مسرحياتي" السابقة ما هي إلا محاولة لاستدعاء انتباهه من أعماق عالم الخوف.
قلتُ بانحناءة:
"سيد سيوف جوريو… إنه لشرف لي أن ألتقي بك."
استدار تشيك جونغيونغ إليّ، وقال بنبرة جادة:
[أنت… كيف عرفتَ سيفي؟]
...
كانت سيوف تشيك جونغيونغ الثلاثة ليست مجرد حركات، بل ثمرة إدراك عميق، وذروة فلسفة محارب.
قد تكون مألوفة لديّ لكوني أعيش القصص، لكن لم يكن لمجرد بشر أن يقلّدها بتلك الدقة.
لذلك، نظر إليّ بدهشة وقال:
[انتظر… أيمكن أن تكون…؟]
ابتسمت بسخرية: أول مرة تراها؟
[الآن تذكرت… لقد رأيتك تقاتل "تشونغاي".]
نعم، نسيت أن معركتي مع "تشونغاي" و"رأس التنين" قد بُثت على تيار النجوم.
[هذا ممتع. لم أتوقع أن الصبي من حينها سيظهر هنا.]
"إنه لشرف أن أكون برفقتك."
ما الذي أسعده في كلماتي؟ انفجر ضاحكًا ضحكة مجلجلة.
[هذه أول مرة يتعلم فيها أحدهم فنّي القتالي.]
لو كان أي محارب آخر مكاني، لكان أحقّ به أن يستشيط غضبًا، فكيف يتجرأ إنسانٌ على سرقة أسلوبه الخاص؟
انتظرتُ متوجسًا حكمه.
لكنه قال:
[كان سيفًا واحدًا لا يكفي ليقطع الألوف، وسيفين أقصر من أن يحطما الموج.]
تحليل فلسفي دقيق، غير أن نبرته كانت ودودة على غير المتوقع.
[مع ذلك، فإن سيفك بوضوح يشير إلى ذلك الكون الأسمى. لقد تعلمت أسلوب السيوف الثلاثة.]
لحسن الحظ، لم يغضب من محاكاة فنه القتالي.
بل، على العكس…
[همم… حسنًا.]
ربت بخفة على صدره وأعلن:
[سآخذك تلميذًا لي من الآن.]
تجمدت مكاني:
"هاه؟"
وفي تلك اللحظة، كان "آكل الأحلام" يزأر بجنون، يهتز الكون من صوته.
لكن قبل أن أجيب، اندفع معلمي الجديد. بسيفه الذي يقطع الألوف، وسيفيه اللذين يشقان الجبال والبحار، هاجم الحاكم الخارجي بقوة مزلزلة.
كان مشهدًا يصعق الأبصار؛ سيوفه تعانق السماء، والوحش يصدّها بوحشية لا تقل عن عنفوانها.
ظلّ كيم دوكجا صامتًا للحظة، ثم تمتم:
ــ لم أتوقع هذا.
قلتُ:
"صحيح."
ــ لم أرد أن ينتهي الأمر بهذا الشكل.
سألته بامتعاض:
"ولماذا قلتَ ذلك إذن؟"
فقد كان طبيعيًا أن يحقق في سر تسرب فنون "دوكمن"، أو أن يتبع طقوسًا صارمة قبل أن يرضى. غير أنّ هذا الكوكب السماوي الجسور تبناني تلميذًا على الفور.
ــ إن تشيك جونغيونغ لم يتخذ تلميذًا قط. وفنه القتالي لا يمكن أن يُنقل عبر التعليم العادي.
تنهدت:
"آه."
إنها حقًا فنون لا يتعلمها أحد بالتلقين. لكن إنسانًا ظهر وتمكن من تقليدها بنفسه.
ــ لا بأس. على الأقل ما دام يعتبرك تلميذه، فلن يسمح بموتك عبثًا في عالم الخوف.
لكنني ترددت: هل حقًا يكفي أن أفكر بهذه البساطة؟
ــ ما بك؟ أهناك ما يقلقك؟
قبل أن أجيب، شعرت بيد باردة تشدّ معصمي. إنها آنا كروفت.
قالت بصوت خفيض:
"تشيون إينهو."
"نعم. هل تريدين الهرب؟"
قالت:
"وهل تنوي أن تموت هنا؟"
"قلتِ إنني لن أموت."
فأجابت بارتجاف:
"لم أرَ ما سيحدث بعد ذلك."
كانت محقة. كان علينا الانسحاب الآن. ما دمنا قد كسبنا وقتًا بفضل معلمي الذي يقاتل بصلابة، فلنفرّ إلى المجمع الصناعي ونعدّ للخطوة القادمة.
ــ تلميذ عظيم بحق.
قلت مبتسمًا:
"وممن تعلمتُ؟"
ــ أتعلم أن حتى أفضل سياف في جوريو لن يهزم "آكل الأحلام"؟
"إذن ستكون آخر لحظة بين التلميذ ومعلمه."
انحنيتُ احترامًا لسيدي وهو يقاتل بضراوة في البعيد، ثم هممتُ بالعودة مع آنا نحو المجمع الصناعي.
لكن…
ــ هذه ستكون بلا ريب آخر لقاء بينكما.
من أين ظهر؟ لقد كان "الحاكم الخارجي يونغاسي" الذي يحرس جهة أخرى، والآن يعترض طريقنا نحو الشمال. يبدو أنه شاهد معركتنا مع "آكل الأحلام" فاقترب متسللًا.
ابيضّ وجه آنا وهي تتوارى خلفي قائلة:
"لا أحبّ يونغاسي."
"يونغاسي" يعني "الديدان الطفيلية" أو "الأشباح المسيطرة" في لسان الكوريين.
لم يكن في عروقي الكثير من السحر بعد. لذا صرخت عاليًا:
"يا معلم! تلميذك في خطر!"
لكن جوابه جاء صارمًا:
[لو كان تلميذي بحق، لتمكن بنفسه من التصدي لمثل هذا.]
تمتمت في داخلي: يبدو أن معلمي الجديد من أولئك الذين يلقون بتلامذتهم في عرين النمور.
تراجعت قليلًا مع آنا.
قالت بصوت حاد:
"أهناك خطة أخرى؟"
"لا."
مالت برأسها في حيرة:
"غريب."
"ماذا تعنين؟"
"ما رأيتُه في المستقبل… لم يكن سيد سيوف جوريو."
أجبتها باندهاش:
"ماذا تقولين؟"
وبينما يملؤني الحيرة، التقطت أذناي أصوات محادثة من سطح بناية قريبة:
"هاها، قائد الفرقة الثالثة يقاتل آكل الأحلام في كل مرة يأتي."
ــ "مسكين حقًا."
ــ "فلنطرحه أرضًا أولًا. سنهاجم آكل الأحلام معًا، ومن يتكفل بيونغاسي؟"
ــ "أنا سأتكفل به."
وفجأة، اندفع وحش "يونغاسي" نحونا صارخًا: "كوايييييك!"
لكن ضربة زرقاء خاطفة شقت الفضاء أمامي.
عرفت ذلك الفن القتالي على الفور.
إنه بايكشيونغ-غانغي.
لكنها لم تكن ضربة بايكشيونغي خاصتي. بل سيف أكثر نقاءً، أكثر نبلاً، أكثر جمالًا.
قالت آنا بلمعان في عينيها:
"إنه هو."
تسمرتُ في مكاني مأخوذًا بظهره.
شعره الأزرق، بلون السماء الصافية، كان يتألق ببريق مهيب تحت الضوء الساطع.
بينما كان يونغاسي يولول هاربًا، تذكرتُ وصفه لحظة ظهوره في طرق البقاء:
「 حين يصف الكاتب رجلًا وسيمًا، يستعمل عبارة: كأنه صفَع وجه يو جونغهيوك. وهذا بالضبط من ينطبق عليه الوصف. 」
لو أردتُ التعبير عن مشاعري الآن، فوجه يو جونغهيوك لن يبقى له أثر!
انطلقتُ جريًا نحو المعلم الحقيقي الذي ظهر أخيرًا.
لكنني حين رأيت ملامحه وهو يلتفت إليّ، أدركت شيئًا مقلقًا.
ما هذا؟ لماذا يبدو هكذا؟
لم يكن الأمر مجرد غرابة في الهيئة… لا.
ذلك… أكان كيرغيوس أصلًا بهذا الحجم؟
_____________________________
Mero