استعمل أريس عين الملك على بوفو، وحقًا صُدم بما رآه.
[الاسم: بوفو
الألقاب: الحداد الأسطوري (كل أداة يصنعها مقدّر لها دخول التاريخ) / ابن الجبال (صلب كجبالها)
المهنة: محارب
الرتبة: نجمة
الموهبة: SS (قبضة الحديد: لديه قدرة على تشكيل جميع أنواع الأسلحة)
+5 احترام ]
عندها تذكّر أريس أشهر حدّاد في حياته السابقة؛ كان بوفو يُلقّب بـ«سيد الحدّادين القزم»، صنع العديد من الأسلحة والمعدّات التي جعلت من لعب أشهر الفرسان والمحاربين يتقاتلون من أجل الحصول على قطعةٍ واحدةٍ من صنعه.
كما أنّه صنع واحدة من أكثر القطع تميّزًا، سيفًا من الدرجة النهائية.
يجب أن تعلم أنّه يوجد أربعة أسلحة من الدرجة النهائية؛
كان «ريان» يمتلك سيف الضوء، وملك مصّاصي الدماء يمتلك سيف الدماء،
وسيفان آخران لم يظهرا بعد، لكنهما ذُكرا في السجلات التاريخية.
هذه السيوف الأربعة تُعتبر جزءًا من الكون نفسه، تمتلك قدرة تدميرية مرعبة.
لكن هذا القزم صنع واحدًا من نفس درجة و هكذا أصبح هناك خمسة أسلحة من الدرجة النهائية، ثم اختفى بعد ذلك، والسيف غُرس في قمة جبل شاهق حاول الكثيرون سحبه، لكن لم يستطع أحد.
"ابدأ!"
في لحظة سقوط كلمة البداية من الأستاذة «مي»،
انطلق كلٌّ من أريس وبوفو!
رغم أن بوفو قصير القامة، إلا أنه كان سريعًا، وأرجح مطرقته بقوةٍ هائلة.
كان الهجوم قويًّا لدرجة أن الأرض اهتزّت تحت قدميه، لكن أريس حرّك سيفه بخفةٍ مذهلة، فاصطدم الهجومان بقوة.
بوووم!
انتشرت موجة هواء قوية نتيجة الصدام، فتناثر الغبار، واهتزّت ساحة التدريب بصوتٍ يشبه الرعد.
قال بوفو بصوتٍ مليء بالحماس:
"أريس! أنت حقًا قوي!"
ابتسم أريس وقال بسخريةٍ خفيفة:
"هههه، وكذلك أنت يا بوفو، تستحق أن تكون من عِرق الحديد والنار."
ابتسم بوفو بفخرٍ عند سماع كلمات أريس، ثم انفصل كلاهما إلى الخلف، يلتقطان أنفاسهما.
في لحظةٍ خاطفة، قفز بوفو عاليًا، ورفع مطرقته فوق رأسه، والشرر يتطاير منها.
"موجة الصدمة!"
ضرب الأرض بقوةٍ ساحقة، فصدر صوتٌ هائل، وتولّدت موجة صدمة عنيفة هزّت ساحة التدريب بأكملها.
تطاير الغبار، وارتجفت الجدران، بينما كان صدى الضربة يُدوّي في كل مكان.
ورغم ذلك، ظلّ أريس واقفًا كالجبل، لم يتحرّك قيد أنملة، وشعر الغبار يدور حوله كدوّامةٍ خافتة.
بينما كان بوفو يسقط من السماء، تحرّك أريس بسرعةٍ هائلة، اختفى من مكانه وظهر خلفه في لحظةٍ واحدة، ثم وجّه له لكمةً قوية جعلته ينطلق مثل قذيفةٍ بشرية.
بوووم!
ارتطم جسده بالأرض بقوة، وانتشرت موجة غبار كثيفة في ساحة التدريب.
في الخارج، كان الجميع يراقبون القتال بانبهار.
قال «كاي» وهو يراقب بشغف:
"هممم، لماذا لم يُنهِ الزعيم القتال بسرعة؟"
كانت ملامحه جادّة، فقد كان واضحًا أن أريس يسيطر على نفسه كثيرًا.
أجابته مي بهدوء وهي تتابع القتال بعينيها الجادتين:
"أريس يُقدّم احترامًا لبوفو، الذي تقدّم لخوض القتال المقدّس."
سألت سيلينا، وعيناها تتابعان ساحة القتال بشغفٍ وتركيز:
"أستاذة، ما هو القتال المقدّس؟"
شرحت مي بصوتٍ هادئ:
"عند الأقزام، القتال المقدّس يُعبّر عن الاحترام بين المقاتلين، لا يُخاض من أجل الفوز، بل من أجل الاعتراف بالقوة."
تدخّل سكار قائلاً بنبرةٍ باردة:
"وهل أريس بحاجة إلى الاحترام؟"
ردّت عليه كيرا بسرعةٍ وسخرية واضحة:
"بالطبع الزعيم يحتاج إلى الاحترام، أيها القطّ العملاق."
احمرّ وجه سكار غيظًا، فصاح:
"أنتِ!"
لكن مي رفعت صوتها بصرامةٍ:
"هدوء!"
ساد الصمت فورًا، فأضافت مي بنبرةٍ جادة:
"قوة أريس تستحق الاحترام، خاصةً أنه يعرف معنى القتال المقدّس."
في الساحة، وقف بوفو بصعوبة، جسده يرتجف وعرق بارد يتصبّب من جبينه، بينما تناثرت شرارات خفيفة من المطرقة المتشققة بين يديه.
رفع نظره نحو أريس وقال بصوتٍ متقطّع:
"أنت... لا تقاتل بقوتك الكاملة، أليس كذلك؟"
هزّ أريس كتفيه بخفّة وقال بهدوءٍ بارد:
"من يعرف؟"
صرخ بوفو بعناد:
"أنت رجل وقح!"
ابتسم أريس وقال:
"شكرًا لك، لكن القتال بمستوى أعلى منك سيكون تنمّرًا."
صرخ بوفو غاضبًا، ووجهه احمرّ من الغيظ:
"حقًا؟ والإخوة الثلاثة الذين هزمتهم؟ ألم يكن ذلك تنمّرًا؟"
ابتسم أريس ببرود وقال:
"أنت مختلف، وهذا أقلّ ما يمكن أن أقدّمه من احترام في قتالٍ مقدّس."
صرخ بوفو بحماسٍ، وعيونه تشتعل بالتحدي:
"أريس! قاتلني بقوتك الكاملة! لن أشعر بالإهانة إن سقطت، بل سأُهان إن استخففت بي!"
زأر بوفو في وجه أريس مثل دبٍّ غاضب، فارتسمت ابتسامةٌ خطيرة على شفتي أريس.
قال بصوتٍ منخفضٍ عميق كهدير الرعد:
"لك ذلك... لكن لا تندم."
وقبل أن يتمكّن أحد من التفاعل، كان أريس قد اختفى من مكانه وظهر أمام بوفو.
أمسكه من خوذته بيدٍ واحدة، ثم ضربه على الأرض بقوةٍ مروّعة.
دووووم!
اهتزّت ساحة التدريب، وارتفع الغبار عالياً.
ارتطم رأس بوفو بالأرض حتى بدا صوته كجرسٍ معدنيٍّ ضخم، وارتدّت الصدمة في الهواء.
فقد وعيه على الفور من شدّة الاصطدام.
تشقق... تشقق...
ظهرت شقوقٌ دقيقة في خوذته، ثم تحطّمت بالكامل إلى قطعٍ معدنيةٍ متناثرة تحت ضغط يد أريس الحديدية.
وقف أريس بصمتٍ، أنفاسه هادئة، والغبار يلتف حوله كضبابٍ كثيف.
رفع نظره إلى الحاضرين، ثم قال بصوتٍ منخفضٍ بارد:
"إذن... من بعدها؟"
في تلك اللحظة، اقترب الطاقم الطبي ومعهم الحمالون وهم يحملون "بوفو".
خارج الساحة، بينما كان طلاب الأكاديمية يشاهدون كل شيء عبر البث المباشر.
كانت أصواتهم تتعالى في أرجاء القاعة:
"أريس قوي بحق!"
"نعم، سمعت أنه الأول في الأكاديمية هذا العام!"
"ههههه، والأجمل أنه من عامة الناس، هذا فخر لنا نحن أبناء العامة!"
"أريس هو بطلنا!"
"نعم، بطلنا!"
"أريس هو سيد الظلام!"
"لا، لا... سيد الظلام لا يليق به يبدو شرير . نحتاج لقبًا خاصًا به لأنه بطلنا ، نحن أبناء العامة سنمنحه هذا اللقب!"
بدأ الطلاب يتناقشون بحماس، وكل واحد يحاول أن يبتكر لقبًا يليق بالشخص الذي تحدّى النبلاء وأذلّهم.
"ماذا عن حاكم الحرب؟" قال أحدهم بحماس، "بما أنه هزم كل من واجهوه!"
ساد الصمت لوهلة، ثم دوّى صوته بين الجموع:
"نعم! حاكم الحرب!"
"حاكم الحرب!"
"حاكم الحرب!"
بدأت الأصوات تتعالى تدريجيًا حتى تحولت إلى موجة من الهتافات اجتاحت المكان:
"حااااكمممم الححححررررربببب!!!"
في تلك اللحظة، وبينما كان أريس واقفًا في الساحة ينظر إلى طلاب فصله ينتظر من سيصعد التالي، التفت برأسه بخفة نحو مصدر الهتاف.
تجمّدت ملامحه للحظة، واتسعت عيناه قليلاً. ذلك اللقب…
“حاكم الحرب.”
كان هذا لقبه في حياته السابقة. ومع سماعه له الآن، تدفقت الذكريات كحممٍ بركانية في ذهنه.
تذكّر من يكون… الرجل الذي بلغ القمة وجعل خصومه يرتجفون لمجرد ذكر اسمه.
ابتسم بخفة، ثم رفع رأسه نحو الساحة وقال بصوتٍ مدوٍّ كهدير تنين غاضب:
"نيجي! اصعد… أريد أن أرى كيف ستَرْكُل مؤخرتي!"
ساد صمت ثقيل للحظة، ثم ارتفعت الهمهمات.
نيجي، الذي كان يقف بين الطلاب مثل ديكٍ متفاخر، رفع رأسه بفخر عندما سمع نداء أريس أمام الجميع.
لكن جسده خانَه، إذ تراجع خطوة إلى الخلف دون أن يدرك، وكأن غرائزه حذرته من شيء مخيف.
ما إن أدرك تراجعه حتى احمرّ وجهه غضبًا.
"سوف أجعلك تندم… لست مثلهم!" صرخ بغضبٍ مكتوم، وصوته يرتجف من الإهانة.
ابتسم أريس في وجهه ابتسامة باردة، ثم رفع يده وأشار إليه بإصبعه الأوسط أمام الجميع، في بثٍ مباشرٍ شاهده الآلاف.
لم يفهم الجميع معناها، لكن من تعبيرات وجهه أدركوا أن ما فعله بالتأكيد ليس شيئًا مهذبًا.
"تبا لك، أيها الألف اللعين." قالها أريس بصوتٍ هادئٍ لكنّه يقطر ازدراءً، كأنه يتحدث من عرشٍ عالٍ ينظر إلى حشرة.
احمرّت عينا نيجي من الغضب، وتدفق السحر من جسده مثل شراراتٍ حمراء متوهجة. قفز نحو الساحة، والهواء من حوله أصبح أثقل بفعل غضبه.
كانت مي تراقب الموقف من بعيد، وقد أدركت على الفور أن أريس يستخدم ضغطًا نفسيًا ساحقًا ضد نيجي، يدفعه نحو الغضب الأعمى.
“إنه لا يستطيع التفكير بوضوح…” تمتمت في نفسها وهي تعض على شفتها السفلية.
رفع أريس يده بخفة وقال بصوتٍ ساخر:
"هيا أيها اللعين، لدي سؤال لك."
لكن نيجي لم يرد، بل اشتد غضبه أكثر حتى بدا وكأن هالته تتأرجح بعشوائية.
ابتسم أريس بخبثٍ أكبر:
"ماذا؟ لا احترام؟ يبدو أنك لم تتلقَ تعليم النبلاء في كيفية احترام من هم أقوى منك."
زاد غضب نيجي لدرجة أن الأرض تحت قدميه اهتزّت قليلًا.
عندها قررت "مي" التدخل بسرعة، خوفًا من أن يتحول الأمر إلى كارثة، فأعلنت بداية القتال بصوتٍ مرتفعٍ حادّ:
"المبارزة… تبدأ الآن!"
فور سماعها، أطلق نيجي سهمين متوهجين في اللحظة نفسها باتجاه أريس.
لكن أريس تحرك بخفةٍ مذهلة، جسده انحنى مثل ثعبانٍ ينساب بين الصخور، وتفادى السهمين بسهولةٍ تامة.
أصدر الهواء صفيرًا حادًا عند مرور السهامين بجانبه، ثم ارتطما بالجدار الخلفي محدثين شرارةً خافتة.
رفع أريس نظره نحوه بابتسامة ساخرة:
"هل هذا كل ما لديك، أيها اللعين؟"
زمجر نيجي بأسنانه وقال بغضبٍ مشتعل:
"اللعنة عليك، أيها الوغد!"
ضحك أريس بخفة، لكن ضحكته كانت باردة كالثلج، خالية من أي دفء، نظراته تحمل احتقارًا عميقًا جعل نيجي يشعر كما لو أن كرامته تُداس في تراب أمام الجميع.