الفصل 48 "عيب التطور"

في اليوم التاسع والعشرين، أخيرًا فُتحت البوابة.

خطا لوكاس ببطء، وكان جسده مغطى بجروح عميقة ومتعرجة، وأطراف ملابسه الممزقة ملتصقة بجسده الملوث بالدم. كل حركة كانت ترسل صدمات من العذاب إلى جسده عضلاته تصرخ، وعظامه تؤلمه، ورؤيته تتذبذب بين التركيز والتشوش. ومع كل هذا، كان هناك شيء واحد ثابت: قدماه لم تتراجعا. لم يسقط.

لقد نجا.

وفي النجاة، تغيّر شيء ما. شيء أعمق من جسده المادي قد تغير بداخله. صدره كان يحترق بالإحساس الخام بالنمو، بالتطور. ولكن الثمن كان باهظًا. كل نفس كان يشعر بثقل أكبر.

بينما كان يعرج إلى الأمام، رفع رأسه ببطء، ورآها القاعة الملكية أمامه. كانت العمارة لا تشبه ما تخيله قط: مساحة لا نهاية لها من الحجر الأسود المصقول، أعمدة تمتد بشكل مستحيل، وضوء متذبذب من مشاعل غريبة تلقي بظلالها الأثيرية عبر الأرض. كان يبدو وكأنها حية، تنبض بالطاقة، كما لو أن الهواء نفسه هنا يحمل أسرارًا قديمة.

في أعلى نقطة من القاعة، على عرش ضخم من العقيق الأسود، جلس والد سيمان. كان ثقل وجوده يؤثر في لوكاس فورًا ضغط جعل الهواء يبدو أكثر كثافة، وأكثر قمعًا. كان شعر الرجل الأسود الطويل يتساقط فوق كتفيه العريضين مثل خيوط الليل. وعيناه السواد الأعظم، كانتا تلمعان بنظرة باردة وغير قابلة للمساومة.

كانت قاعة العرش صامتة، عدا الهمسات الخفيفة للطاقة من حولهم. ولكنها كانت صمتًا ثقيلًا، من النوع الذي يضغط على صدر لوكاس، ويجعل كل نفس يشعر وكأنه مجهد.

مال والد سيمان قليلاً إلى الأمام، وعيناه تضيقان. كان صوته منخفضًا، محسوبًا، وهادئًا بشكل مقل.

"هل هذا هو تطورك؟" سأل.

تعلقت الكلمات في الهواء. البرود في صوته لم يكن مجرد عدم اكتراث؛ كان هناك احتقار هادئ. لا ابتسامة. لا موافقة. لا دفء.

توقف لوكاس. كان تنفسه ضحلًا، لكنه لم يرف. نظرته بقيت مشدودة مع نظرة الرجل الأكبر، ثابتة، لكنه لم يخفض رأسه. لم يكن بحاجة لإثبات شيء لوالد سيمان. لم تكن أبداً كذلك.

لقد مرَّ عبر الجحيم وخرج أقوى سواء رأوا ذلك أم لا، سواء تم الاعتراف به أم لا. لقد نجا من التجارب. وكان ذلك كافيًا.

استمر الصمت طويلًا، ثقيلًا وكثيفًا. ولكن كما كان لوكاس يستعد للكلام أو ربما فقط للوقوف في هذا الصمت لفترة أطول قطعت خطوات ناعمة.

من أحد الممرات الجانبية، خرج سيمان. كان وجوده كالنسمة المنعشة مقارنة بهالة والده القمعية. كان شعر الرجل الأصغر أسود وقصيرًا، غير مُعتنى به، ولكن عيناه كانتا عميقتين وسوداوين كما عين والده. ومع ذلك، كان هناك دفء في عينيه.

بجانبه، كانت دارلين تمشي، وحركاتها ميكانيكية، تقريبًا آلية. كان شعرها الأحمر الطويل يتبعها، لكن تعبير وجهها كان باردًا، بعيدًا. كان هناك شيء غير مريح حولها، طريقة تحركها كما لو أن كل فعل كان محسوبًا، مدروسًا. وراءهم، تبعهم أندريه بصمت، وذراعيه معقودتين، وشعره الأصفر يتوهج في الضوء كما هالة أثيرية. كان تعبيره لا يُقرأ، ولكن وجوده كان ملفتًا كما هو دائمًا.

نظرت سيمان إلى لوكاس، تأمل شكل الشخص الجريح الدموي والملطخ بالدماء أمامه. خفّت عينيه للحظة، ودرس لوكاس في صمت، كما لو أنه يبحث عن شيء لم يتحدث عنه أي منهما بعد. ثم، بصوت أكثر ليونة، شبهًا بالقلق، تحدث.

"لقد تغيرت..." قال سيمان بهدوء، "لكن يبدو أن والدي لا يرى ذلك."

لم يرد لوكاس فورًا. لم يستطع. كان هناك شرارة غريبة تحترق في داخله ألم لم يكن جسديًا.

رغبة في إثبات نفسه. ليس لسيمان. ولا لوالده. بل لنفسه. لكي يُظهر أخيرًا أنه لم يكن نفس الفتى الذي دخل هذا القصر منذ أسابيع، محطمًا وضعيفًا. أنه لم يكن نفس الفتى الذي كاد يموت مرات عديدة في التجارب، وكل فشل كان يدفعه إلى الهاوية.

التقى بنظرة سيمان بعزم هادئ.

ألقى سيمان نظر إليه، كأنه شعر بشيء غير قيل بينهما، ولكن لوكاس فقط هز رأسه، حركة بالكاد ملحوظة. لم يكن بحاجة لقولها بصوت عالٍ. سيمان فهم.

ظل التوتر في الهواء، لكن لوكاس ظل ثابتًا. كانت النار في صدره هادئة الآن، ولكنها كانت موجودة تتوهج، جاهزة للاشتعال في أي لحظة.

التفت سيمان ليرى والده، الرجل الأكبر الذي ما زال جالسًا على عرشه العالي، وعيناه مثبّتتان على لوكاس. ظل تعبيره غير قابل للفهم

2025/04/12 · 9 مشاهدة · 630 كلمة
EVILNOTE
نادي الروايات - 2025