الفصل 47 "اليوم 28: "

الأسبوع الثالث: انهيار الذات

في اليوم السادس عشر، انقلبت قوانين العالم مرة أخرى. أصبحت الجاذبية قوة حية تسحبه يمينًا، ثم للأعلى، ثم للأسفل. الأرض تحت قدميه مائلة به إلى منحدرات مفاجئة. الرياح لم تعد همسات؛ بل عواء كوحش غاضب.

سقط لوكاس من حافة ثلاثون مترًا إلى الأسفل.

في اللحظة التي اصطدم فيها جسده بالأرض، دوى صوت

كسر

مفزع عبر الفضاء الفارغ.

كتم صرخة، وعيناه ضبابية. ذراعه اليمنى كانت تتدلى، مشوهة، بلا فائدة.

لكنّه لم يتوقف عن الحركة.

مزق قطعة من قماش رداءه بأسنانه، معتمدًا على الألم، ولفّ ذراعه المكسورة. كل نفس كان كأنّه يبتلع الزجاج. لكنه نهض. كان

يجب

عليه.

"إذا سقطت الآن... لن أخرج من هنا أبدًا."

نحتت هذه الفكرة في عظامه.

توقف عن الاعتماد على قوته لم يكن لديه منها ما يكفي. فاستدار إلى ساحة المعركة نفسها.

في اليوم 20، استدرج وحشًا ضخمًا بمخالب حديدية إلى وادٍ ضيق، ثم تسبّب في انهيار صخور. استغرقه أربع ساعات لإغرائه، حبسه، ودفنه تحت الصخور الحادة. عندما استقر الزلزال الأخير، وسكن الوحش، لم يشعر بالنصر بل بالراحة.

بحلول اليوم 21، وصل مستواه إلى 24.

تحسنت مهاراته في السيف. أصبحت غرائزه أكثر حدة. لم يكن قويًا بعد لكنّه لم يعد ذلك الفتى الهش الذي دخل المحاكمات منذ ثلاثة أسابيع.

الأسبوع الرابع: المحاكمة النهائية

جاء اليوم 26 .

ابتلع ضوء ساطع لوكاس، ساحبًا إياه إلى فضاء لم يرَ مثله من قبل.

لا سماء. لا أفق. مجرد ساحة واسعة مغلقة عائمة في الفراغ.

لم تكن هناك إشعارات من النظام. لا تعليمات. فقط وجود شيء واحد:

مخلوق.

وحشلكن ليس كائنًا بلا عقل. هذا كان واقفًا منتصبًا، محاطًا بحراشف من الأوبسيديان، يحمل سيفًا ذا يدين أكبر من جسد لوكاس بكامله. عيونه الصفراء تتوهج بالذكاء.

ذكاء

قاسٍ.

[الاسم: إيرزاث حارس المبارزات] [الرتبة: A]

دق قلب لوكاس.

لم يركض.

بدأت المعركة في صمت. لا عد تنازلي. لا هدير. فقط حركة.

ضرب إيرزاث أولًا. ومضة من المعدن والعضلات.

تجنب لوكاس بصعوبة، كان الهواء الناتج عن الضربة يكاد يوقعه. لم يكن لديه وقت للتفكير. فقط للتفاعل.

صدّ، ردّ، تدحرج، تنفس.

كل ضربة تسقط تركت عظامه تصرخ. وكل ضربة كان يقوم بها استنزفت من قوته. في اليوم الثاني، انكسرت ثلاثة من ضلوعه، وركبته اليسرى انحنت تحت الضغط. تقيأ دمًا، مسحه عن شفتيه، واستمر في القتال.

لم تكن هناك فترات راحة. لا شفاء. لا رحمة.

لكن في كل مرة كان يسقط فيها، كان ينهض مرة أخرى.

مجروحًا. مكسورًا. لكن حيًا.

تعلم حركات إيرزاث. تكيف. بدأ في التنبؤ.

حتى في الساعة الأخيرة من اليوم الأخير

رآها.

فتحة ضيقة بعد ضربة واسعة.

تظاهر بالذهاب لليسار. تدحرج لليمين. ثم صبَّ كل شيء غضب، ألم، حقد، يأس في ضربة واحدة أخيرة.

صرخ سيفه عبر الهواء.

التقى المعدن باللحم.

وغرز السيف في صدر الوحش، مخترقًا قلبه.

لحظة… كان هناك صمت.

ثم تمايل إيرزاث. انهار جسده إلى جزيئات ضوء أسود تتلاشى.

سقط لوكاس.

لم يشعر بالنصر. لم يشعر حتى بالراحة.

فقط بالفراغ.

اليوم 28

استفاق على صوت النظام، وصوته يرن في جمجمتة كهمسة.

[تهانينا. لقد وصلت إلى المستوى 30.] [ترقية: من الرتبة C إلى الرتبة B] [اللقب المكتسب: ناجٍ من المحاكمة] [فتح نمو الإحصائيات: التطور التكيفي] [القدرة السلبية المكتسبة: الإرادة الصلبة]

حدق لوكاس في السماء أو ما يُسمى بسماء هذا العالم الغريب.

"... فعلتها"، همس.

أخذ نفسًا شاقًا.

ثم ابتسم ابتسامة صغيرة، مرهقة، حقيقية.

كانت أول ابتسامة له منذ أن بدأت المحاكمات.

حاول الجلوس لكنّه تأوه من الألم الذي اجتاح جسده.

كل ندبة، كل كدمة، كل جزء مكسور منه كان يصرخ لكنه كان

حيًا

. أقوى من أي وقت مضى.

همس مجددًا، أكثر لنفسه من أي شخص آخر:

"نجوت

2025/04/12 · 11 مشاهدة · 566 كلمة
EVILNOTE
نادي الروايات - 2025