الفصل 55: بداية البطولة!
مرت أربع ساعات منذ وصولهم إلى الجزيرة، وكان لوكاس يشعر بالتوتر في الهواء، كثيفًا وكأن الجو مدرك لخطورة الموقف. الآن، مع اتساع الساحة أمامهم، ازداد توتره. كانت ساحة ضخمة، كولوسيوم قديم منحوت في جانب جبل. كانت الآلاف من الجماهير تملأ المدرجات الضخمة التي تحيط بالحلبة، وجوههم مليئة بالحماس والترقب. كواكب مختلفة، ثقافات متنوعة، مخلوقات متنوعة جميعهم جاءوا للسبب نفسه: لإثبات أنهم الأقوى.
كان قلب لوكاس ينبض بسرعة وهو يتجه نحو المقاعد المخصصة للمشاركين، ودارلين إلى جانبه، . كان الأرض تحت أقدامهم نابضة بالطاقة، كما لو أن الساحة يمكنها أن تشعر بالمعارك التي ستحدث. كانت أصوات الهتافات والتشجيعات مدوية، ومع ذلك، بدا كل شيء لدى لوكاس بعيدًا عن الواقع، كما لو كان في عالم آخر.
نظر إلى دارلين. كانت تبدو غير متأثرة بالفوضى من حولهم، وجهها هادئ وثابت كما هو الحال دائمًا. لكن حتى هي لم تستطع إخفاء لمحة من الإثارة في جسدها.
"هذه هي اللحظة," همس لوكاس بصوت منخفض.
ابتسم بشكل ساخر "في اللحظة التي أدخل فيها تلك الساحة، لن أكون لوكاس آرثر بعد الآن. سأكون رمزًا لكوكب تيان. سأكون سلاحًا، لا شخصًا."
عصفت ريح قوية عبر الساحة، ونزل شخص من السماء، جناحاه الذهبيان يتألقان خلفه كما اللهب. كان يرتدي درعًا لامعًا، وكان الجو حوله يرن بطاقة سماوية. كانت نظرته حادة وحضوره قويًا.
هبط بلطف في وسط الساحة، وفي حركة واحدة، رفع ذراعيه، فغطت الساحة سكونًا عميقًا.
"مرحبًا بكم جميعًا في البطولة الـ134 للفئات التي تقل عن SS!" دوي صوته في الهواء، ورن بسلطة لا يمكن تجاهلها.
انفجرت الحشود في هتافات، وكان صوتهم يهز الأرض تحت أقدامهم.
"سوف يتنافس ثلاثة عشر كوكبًا لتحديد من هو الأقوى," تابع الرجل. "لكن قبل أن نبدأ في القرعة، دعوني أشرح القواعد."
أشار الرجل ذو الأجنحة الذهبية إلى شاشة هولوجرام ضخمة ظهرت فوقه. كانت القواعد واضحة، لكن لوكاس لا يزال يشعر بالقلق في معدته. كانت كلمات الرجل تدوي في الساحة:
"سيتم اختيار كوكب واحد عشوائيًا ليتجاوز الجولة الأولى." توقف لزيادة التشويق. "البقية سيقاتلون فرديًا. يمكن لكل كوكب إرسال ثلاثة مقاتلين كحد أقصى. فرديًا أو في فرق. ولأولئك الذين يتوقون لرؤية الدم... جميع التكتيكات مسموحة. حتى القتل مسموح به."
هتفت الحشود بصوت أعلى عند ذكر سفك الدماء. لم يرتبك لوكاس. لقد تقبل طبيعة البطولة القاسية.
"الآن، لنبدأ القرعة," أعلن الرجل ذو الأجنحة، وصوته يقطع الفوضى من حوله.
ظهرت حاوية ضخمة بجانبه، مليئة بثلاثة عشر مكعبًا، كل واحد يمثل كوكبًا مختلفًا. حرك الرجل الحاوية بحركة سريعة، وحبس الجميع أنفاسهم في ترقب.
سحب واحدًا منها ورفعه عالياً.
"مبروك..." توقف ليشبع اللحظة. "كوكب الوحوش، الذي احتل المرتبة التاسعة في البطولة السابقة، هو الذي سيتقدم مباشرة إلى الجولة الثانية!"
انفجرت الحشود بالهتافات، ورأى لوكاس وجوه ممثلي كوكب الوحوش في المدرجات. كانت ابتساماتهم المتعجرفة لا لبس فيها، وعلى الرغم من أنهم حصلوا على التقدم التلقائي، كان لوكاس يشعر بالفعل بالتوتر الذي يعصف بالأجواء.
همس سيمان، الذي كان جالسًا مع والده في المقاعد العليا، "تسك، محظوظين هؤلاء الأوغاد..."
رد والده، الذي كان هادئًا دائمًا، بلطف، "لا يهم. أولئك الذين لا يستطيعون الفوز في الجولة الأولى لا يستحقون الثانية."
ضاقت عينا سيمان، وتشنج فكّه. "لا أحب كيف تسير الأمور."
وفي تلك الأثناء، كان لوكاس يجلس في منطقة المشاركين، والتوتر ينهش فيه.. نظر إلى دارلين، التي كانت لا تزال هادئة
(كوكب الوحوش... هذا هو المكان الذي ذهبت إليه عندما متُّ... همم... دعني أرى من سأواجه.)
"الآن، لنبدأ المواجهات!"
ظهرت شاشة ضخمة في السماء، وأسماء الكواكب تتقافز بسرعة. ساد الصمت بين الحشود، وكل مراقب يترقب نتائج المواجهات. بعد لحظة طويلة، توقفت الأسماء عن التمرير.
تم الإعلان عن المباراة الأولى:
المباراة الأولى: كوكب تيان (المرتبة 4) ضد كوكب زوراد (المرتبة 5)
انفجرت الساحة بهتافات مدوية. اختل قلب لوكاس.
(فرق رتبة واحد... ستكون معركة قوية.)
كان صوت سيمان بالكاد مسموعًا وهو يهمس، "اللعنة، سنواجه خصمًا قويًا منذ البداية."
شعر لوكاس براحة يديه تتعرق. زوراد ليس سهلًا. مقاتلوهم معروفون بأسلوبهم القتالي الوحشي، يعتمدون على القوة الخالصة في قتالهم، ويستفيدون من إتقانهم للحروب العنصرية. لن تكون هذه المباراة سهلة.
لكن والد سيمان، الذي كان جالسًا في المقاعد العليا بهدوء، تحدث بهدوء، وعينيه تمسح الساحة. "أرجو فقط أن لا يخيب لوكاس ومتبعه ظننا."
خطا الرجل ذو الأجنحة الذهبية خطوة إلى الأمام، وحضوره فرض صمتًا فورًا.
"كوكب تيان، استعدوا لمقاتليكم في الجولة الأولى"، نادى بصوته الجهوري.
قام لوكاس، وأصبحت ساقاه ثابتتين بينما يخطو نحو الحلبة. كان قلبه يخفق في صدره، وعقله يسبح بأفكار المعركة المقبلة.
كان يشعر بالفعل بأن عيون المجرة كلها عليه. هذه لم تكن مجرد بطولة. كانت إعلانًا. ولن يخسر.
بينما اقترب لوكاس و دارلين من مدخل الساحة، شعر بقشعريرة تسري في عموده الفقري. كان صوت المجال الطاقي المحيط بالساحة يهتز ضد جلده. كان هناك شيء في الهواء شيء ثقيل، ضغط لا يمكن إنكاره.