16 - مملكه النار العظمى و لورد النار العظيم

وصلوا أخيرًا إلى مملكة النار العظمى.

الجدران كانت من حجر بركاني أسود ينبض بحرارة خفيفة، وفي السماء دوامات لهب ترقص كأنها تنبض بالحياة.

البوابات انفتحت أمامهم، وعند المدخل، وقف رجل عظيم الجسد، له شعر أحمر كالجمر، ودرع معدني كأنما صُهر من شمس.

"أهلاً بكم في مملكتي!"

قالها بصوت عميق، صاخب، كأنه زئير تنين ناري.

كان هذا هو ملك النار: اللورد إنفيرنوس.

منذ اللحظة الأولى، انجذب إنفيرنوس إلى هالة ريو. كان يراه شابًا هادئًا، ولكن... هناك شيء خلف تلك العينين، كأن النار ذاتها تسكن فيه.

جلسوا معًا، تحدثوا، تبادلوا القصص.

ريو اكتشف أن إنفيرنوس رجل نزيه، شجاع، لا يحب الظلم، وبدأ بينهما احترام متبادل.

بل... تحول هذا الاحترام إلى صداقة حقيقية.

وفي أحد الأيام، وبينما كانوا في ساحة التدريب...

إنفيرنوس (بابتسامة مشتعلة):

"سمعت أنك تتحكم بعنصر النار... لكنك لا تستخدمه كثيرًا، لماذا؟"

ريو (بهدوء):

"لا أعرف... أنا فقط أتخيله وأُطلقه."

ضحك إنفيرنوس بقوة:

"هاه! إذًا ماذا تقول عن مبارزة؟ نار ضد نار؟! بدون قدراتك الأخرى، فقط النيران وسيفك الناري ذاك."

ريو (ينظر لسيفه كاغوتسوتشي):

"...حسنا."

اصطف الجميع في ساحة بركانية كبيرة، الأرض سوداء مشققة، وأنهار حمم تتدفق بجوانبها.

الحرارة كانت لا تُحتمل... إلا عليهم.

إنفيرنوس رفع يده، والنيران تدفقت كطوفان من السماء.

إنفيرنوس (بصوت جهوري):

"تعويذة اللهب السابع: عمود التنين الأحمر!"

تجمعت النيران في شكل تنين ضخم، هديرها ألهب السماء.

أما ريو؟ لم ينطق بكلمة.

فقط... تخيل.

وفي لحظة، تدفقت من حوله نيران سوداء ممزوجة بالحمراء، خرجت من تحت قدميه وكأنها كائن واعٍ.

ريو (بهدوء):

"...انفجر."

انطلقت كرة نارية على شكل رمح، اصطدمت بالتنين... وانفجرا في السماء كالنجوم الحمراء.

تقدم الاثنان نحو بعضهما.

كاغوتسوتشي اشتعل، لهيبه يمتد خلفه كذيل نيزك.

كل ضربة بينهما... كانت تقسم الأرض إلى نصفين، تُذيب الصخور، وتطير الحمم نحو السماء.

إنفيرنوس أطلق تعاويذ متعددة:

"قذيفة الشمس!" - "مطر الحمم!" - "صرخة الانفجار!"

لكن ريو لم يكن ينطق شيئًا... فقط يرفع يده، ويُطلق نيرانًا تشبه شعاع ليزر ناري، يخترق الهواء، ويترك خطًا مشتعلًا في السماء نفسها.

في النهاية... وقف الاثنان، متعبين، لكن مبتسمين.

إنفيرنوس (وهو يلهث و يجهز هجومه النهائي):

"...ما هذه النيران؟ أنت لا تتحكم بها... إنها تُطيعك."

ريو (ينظر ليده و تحولت يده الى قبضه ناريه):

"...إنها جزء مني الآن."

ضربا قبضتيهما ببعض و لكن سقط ريو لم يكن قادر على مواجهه انفيرونوس.

إنفيرنوس (بحزم و مد يده الى ريو):

"إن حدث شيء... فقط نادي اسمي، وسأحرق العالم من أجلك."

ريو (بابتسامة خفيفة):

"سأفعل."

تحت ضوء القمر، جلسوا جميعًا: ريو، رين، يوي، وإنفيرنوس.

أكلوا، تحدثوا، ضحكوا.

لكن خلف هذا السلام... كانوا يعلمون أن هناك عاصفة تقترب.

ولأن العاصفة القادمة... لن تُطفأ بالنار وحدها.

في مساء هادئ بعد قتال النيران الأسطوري، جلس ريو وإنفيرنوس يشربان الشاي الناري (نعم، حتى الشاي عنده حار كالجحيم).

وفجأة، تغيرت ملامح إنفيرنوس.

إنفيرنوس (بصوت منخفض):

"هناك أمر... لم أخبركم به بعد."

يوي:

"أوه لا، هل هو سر مظلم؟"

إنفيرنوس (بابتسامة مائلة):

"نوعًا ما... إنه عن تنين."

سكت الجميع

رين (نظرة باردة):

"تابع."

شرح إنفيرنوس أن في أعماق الغابة الغربية القديمة، وسط أطلال قبائل منسية، يرقد تنين عملاق يُدعى "كراڤاك".

تنين النار القديم، كائن عمره آلاف السنين، كانت نيرانه قادرة على إذابة السماء نفسها.

إنفيرنوس:

"في الماضي... خسرنا آلاف المحاربين في محاولة إيقافه. هو لا يتحرك كثيرًا... لكنه يرسل لعنة النيران، وكل الوحوش من حوله أصبحت مجنونة."

ريو (ينهض بهدوء):

"قل فقط ما تريد."

إنفيرنوس (ينظر له بعين جادة):

"أريد إنهاء هذا... معك."

يوي:

"انتظروا! تنين؟! نيران؟! غابة؟! هل نحن في مانجا؟!"

رين (ينظر لها):

"نعم، نوعًا ما."

---

في اليوم التالي، انطلق ريو وإنفيرنوس، وخلفهم رين ويوي يراقبون من بعيد.

دخلوا الغابة... السكون فيها كان أثقل من الرصاص، والهواء مليء بالرماد.

فجأة... اهتزت الأرض.

من بين الظلال، خرج كراڤاك.

جسد أسود محترق، عيون نارية، جناحاه يغطّيان السماء، وزئيره وحده كاد يُمزق الغابة.

إنفيرنوس (بصوت خشن):

"هيا بنا، نُشعل التاريخ."

بدأت المعركة...

ألسنة اللهب انفجرت بين السماء والأرض،

ريو استخدم سيف كاغوتسوتشي وفتح مجاله،

إنفيرنوس أطلق أقوى تعاويذه.

الاثنان معًا... كانا إعصارًا ناريًا يتحرك كعاصفة حمراء.

وبضربة مزدوجة، ريو أطلق رمحًا ناريًا يخترق الجبال كانها قطعه قماش، وإنفيرنوس أسقط مطرًا من شمس مشتعلة تذيب الارض و تحولها لبراكين حقيقيه.

كراڤاك صرخ، اهتزت الغابة... ثم سقط.

لكن لم يتوقفا هناك.

كل الوحوش المحترقة في الغابة، كل المخلوقات التي كانت تهدد السلام...

تم محوها. بالكامل.

لم يبقَ سوى رماد... وسكون.

---

عاد الأربعة إلى العاصمة.

جلسوا حول مائدة، يضحكون، يشربون، يتحدثون.

يوي:

"بصراحة... لم أكن أعلم أنكم ستشعلون غابة كاملة. أنتم مجانين!"

رين (يأكل بهدوء):

"الغابة أهانت السلام."

إنفيرنوس (ضاحكًا):

"هذا الشاب يُفكر كجنرال."

ريو:

"لا أُمانع إحراق شيء إن هدّد عائلتي."

يوي (ترفع حاجبها):

"هل تقصدني أنا بالعائلة؟"

ريو:

"...نعم."

تجمدت، ثم احمر وجهها تمامًا.

رين (ببرود):

"الحرارة تزداد... هل هناك خطب؟"

يوي (تنفجر غاضبة):

"أنت تتكلم وكأنك روبوت يا رين!"

رين (بلا مبالاة):

"...أفضل من أن أكون جنيّة تصرخ."

انفجر الجميع ضحكًا.

---

نهاية اليوم

ذلك اليوم...

لم يكن فقط عن تنين احترق.

بل عن الضحك الذي وُلد من وسط اللهب،

والصداقة التي شُكِلت في قلب الجحيم.

وللحظة، نسوا العالم...

نسوا أنهم يحملون قوى يمكنها سحق الممالك...

فقط كانوا أربعة أصدقاء يضحكون في الليل، تحت سماء دافئة من نيران الحب والراحة.

---

يتبع...

2025/06/12 · 1 مشاهدة · 810 كلمة
Nasser
نادي الروايات - 2025