كان العرش مكسوًّا بالصمت… سوى هدير النار البعيد، وصوت أنفاس الملك المرتجفة وهو مغشيّ عليه.
وقف ريو بلا حراك، يتأمل مشهد الدمار من النافذة المفتوحة. السماء ملبدة بالسواد، الدخان يبتلع ضوء الشمس، بينما تتصاعد صرخات الأطفال من شوارع المملكة المحطمة.
ثم… من فوق، هبّت نسمة باردة.
ومن بين الظلال، هبط رين من النافذة بسلاسة كطيف، وقف خلف ريو، نظرته ساكنة، ملابسه لا تزال سوداء ملطخة بآثار دماء الحرب، وعيناه كأنهما حُفرتا من جليد الجحيم.
رين (بهدوء مخيف):
"...هل انتهيت؟"
لم يلتفت له ريو، بل أجابه بنبرة منخفضة:
"نعم."
سكتا للحظة، ثم استدارا وخرجا معًا من قاعة العرش المظلمة.
---
انهيار المملكة
خرج الثلاثة من بوابة القصر... إلى جحيم مفتوح.
المدينة انهارت، المباني مكسوة باللهب، الأرض تتشقق، صراخ الأطفال والنساء يعبر الأفق، والسماء تبكي رمادًا.
كان كل من يمر بهم ينحني برعب تلقائي... دون حتى أن يلاحظ.
يوي تمشي خلفهم، نظرتها ساكنة، شعرها يتطاير، والدماء لا تزال تلطّخ كتفها، لكنها لم تشتكِ.
وصلوا إلى التلّ المقابل للمملكة، حيث يمكنهم رؤية كل شيء من الأعلى.
رين جلس على صخرة، أخرج قطعة تفاح من حقيبته، وقضمها بهدوء.
رين (وهو ينظر للدخان):
"...أعلنت المملكة رسميًا... أنها سقطت."
ريو (وهو يحدق في الرماد):
"وكل ذلك... لأنهم اقتربوا كثيرًا من عائلتي."
---
بداية الرحلة مجددًا
ثم... وبلا كلمة أخرى، التفت الثلاثة، وبدأوا المسير نحو الغرب.
وجوههم… بريئة، وجميلة. تعبيراتهم هادئة كأنهم في نزهة.
لكن خلف كل ابتسامة، يسكن شيطان.
خلف كل خطوة، يهمس الجحيم.
وجوه ملائكية… تخفي نوايا لا يغفرها الزمن.
---
المملكة التالية – "مملكة النار العظمى"
بعد يومين من المشي عبر الغابات والسهول، بدأ الهواء يصبح أكثر دفئًا… ورائحة الكبريت تملأ المكان.
من بعيد، ظهرت بوابة عظيمة من الحجر الأسود والحمم، محفورة عليها رموز اللهب القديمة.
كانت هذه… مملكة النار العظمى.
حاكمها معروف باسم "اللورد إنفيرنوس"، أقوى مستخدم لعنصر النار في القارة، وتقول الشائعات أنه يستطيع تحويل الجبال إلى رماد بصرخة واحدة.
لكن قبل الدخول… مروا بيوم مليء باللحظات اللطيفة.
---
لحظات دافئة في الطريق
في أحد الحقول، رأت يوي أرنبًا صغيرًا يحاول الفرار من شبكة.
ركضت نحوه، حررته، ثم حملته بذراعيها، تبتسم له بلطف نادر.
يوي (بفرح):
"انظر ريو! إنه يشبهك وقت تغضب!"
ريو (مُرتبك وهو يحاول النظر بعيدًا):
"...أنا لا أملك أذنين."
رين (بابتسامة ساخرة):
"لا، لكنك تقفز على أعدائك بنفس الطريقة."
ضحكوا، وسط النسيم الدافئ… حتى ظن من يراهم أنهم عائلة مسافرة في نزهة.
لكن الغيوم خلفهم… لا تزال تحمل آثار الدماء.
---
يتبع…