25 - وا اخيراً ريو حصل على مدرب.....زالاوريا عدو المملكه ضهر

بعد أن انتهوا من الطعام...

ريو (بفم ممتلئ وغير قادر على الحركة من شدة الأكل):

"أوي... رين، ساعدني، أرجوك..."

رين (ينظر إليه ثم يدير له ظهره ويمشي):

"اعتمد على نفسك، أيها الطفل."

ريو (متفاجئ):

"هاي، رين! انتظر! ما الذي تقوله؟!"

لكن رين مضى في طريقه، دون أن يكمل ريو جملته.

إليريا (تضحك بهدوء):

"يا لصداقتكما الغريبة."

ثم نظرت إلى ريو بنبرة جادة:

"هل تدربت على عنصر الجليد؟"

ريو (بحماس طفولي، وعيناه تلمعان):

"لا! لم أتدرب بعد! هل ستقومين أنتِ بتدريبي؟!"

إليريا (ترفع حاجبها بدهشة):

"اهدأ قليلاً، ما خطبك؟... نعم، سأدربك، لكن هل ستكون قادراً على تحمّل تدريبي؟ جسدك الصغير لا يبدو مناسباً له."

ريو (بثقة وتفاخر):

"بالطبع أستطيع! لا تقلقي علي أبداً! متى سنبدأ؟ الآن؟ هيا!"

إليريا (تحاول تهدئته):

"اهدأ قليلاً، ريو... سنبدأ بعد ثلاثة أيام."

ريو (ملامحه تتحول فجأة إلى كآبة، وعيناه تصبحان فارغتين):

"حقاً؟... لا بد أنني فاشل لدرجة أن لا أحد يريد تدريبي... الموت يطرق بابي..."

إليريا (تتنهّد):

"أوي، ما خطبك؟ إنها فقط ثلاثة أيام!"

ريو (بغضب طفولي):

"ثلاثة أيام كثير جداً! لماذا؟! ما المهم لهذه الدرجة؟"

إليريا (جادة):

"هناك عدو قادم في الطريق."

ريو (ملامحه تصبح جادة):

"عدو؟ من يكون؟"

إليريا (تبدأ بسرد القصة):

"قبل عشر سنوات، حدث نزاع على حكم مملكة الجليد العظمى، بيننا نحن العائلة الحاكمة ليفيرونس، وبين عائلة لامبرغين. اندلعت حرب، والفائز فيها يحكم المملكة. في النهاية، انتصرت عائلتي، ولكن لامبرغين كانوا متسلطين وعدوانيين. حاولوا إسقاط المملكة مراراً لكنهم فشلوا، وتم إعدام من بقي بتهمة الخيانة العظمى.

الآن، هناك فتاة تدعى زالاوريا لامبرغين، الناجية الأخيرة من تلك العائلة... شوهدت مؤخرًا في المدينة، ومعها سيوف وأدوات كأنها تستعد لمعركة.

يُقال إنها قادرة على إبادة جيوش كاملة وحدها، دون حتى الاعتماد على حاشيتها. لهذا... أنا قلقة. ربما هذه المرة... ستسقط المملكة."

ريو (يهمس بحماسة):

"زالاوريا... لا بد أنها قوية جداً... أشعر بالحماس!"

قبل أن ترد إليريا، انفتحت النافذة فجأة، وهبت رياح قوية أطفأت الشموع وأثارت الستائر.

إليريا (تتراجع وتغلق عينيها من شدة الرياح):

"ما الذي يحدث؟!"

ظهر بعض الحراس، وفجأة... وقفت فتاة بشعر أسود طويل يتطاير مع الريح. عيناها كانتا حادتين كالشفرة، نظرتها وحدها كانت تكفي لزرع الرعب في القلوب.

هاجمها الحراس، لكنها سارت بينهم بثقة. وكل من اقترب منها سقط على ركبتيه دون أن يمسها، هالتها لوحدها كانت تخرج ضغط هائل يجبرهم على الركوع.

أحد الحراس حاول الهجوم، لكنها صدّت سيفه بإصبعين فقط، ثم حطمته بإصبع واحد كما لو أنه ورقة.

إليريا (تتراجع بوضعية دفاع، عرقها يتصبب):

"زالاوريا لامبرغين... ما الذي تفعلينه هنا؟!"

زالاوريا (تظهر خلف إليريا في لحظة، بصوت بارد مرعب):

"هل هكذا ترحب الملكة بأفراد العائلات العريقة؟"

إليريا (تلتفت مذعورة، لكنها لا تجد أحد خلفها. تنظر أمامها، فتجد زالاوريا تقترب منها):

"ما الذي يحدث...؟"

توقفت زالاوريا، وانخفضت هالتها قليلاً. عندها استغل الحراس الفرصة وهاجموا دفعة واحدة، بالعشرات.

لكنها نظرت إليهم ببرود، وقبل أن يلمسوا شعرها، طارت رؤوسهم في لحظة. الدم تناثر في الأرجاء.

زالاوريا (بغضب):

"يا لكم من حشرات مزعجة! تستحقون هذا!"

ريو (يراقب من بعيد، مرعوب، يهمس):

"من هذه الفتاة؟! هل أنا أرى شيطاناً؟!"

كان العرق يتصبب منه، وبدأ يتراجع للخلف دون وعي... غريزته كانت تصرخ بالهرب.

إليريا (بصوت مرتجف وهي مغطاة بدماء الحراس):

"ما الذي تريدينه؟! لماذا أتيتِ؟!"

زالاوريا (تضحك بصوت عالٍ):

"هاهاهاها!!"

إليريا (بجديّة):

"ما المضحك؟!"

زالاوريا (تمسح دموعها من الضحك):

"لا شيء... فقط منظرُك وأنتِ ترتجفين كان مضحكًا. لم تتغيري أبداً، إليريا... ما زلتِ ضعيفة. كيف لفتاة مثلك أن تحكم مملكة؟! هذا مذهل حقاً."

سادت لحظة صمت.

ثم تكلمت زالاوريا عبر التخاطر العقلي مع شخص ما:

زالاوريا (بصوت داخلي):

"ماذا تريد؟"

الصوت:

"يجب أن تعودي الآن. هناك أمر مهم."

زالاوريا (تنهّد داخلياً):

"ذلك الأحمق..."

نظرت زالاوريا إلى إليريا نظرة باردة... عميقة كأنها تخترق قشرتها الملكية الزائفة، ثم انحنت أمامها بانحناء مفرط في السخرية، وكأنها تسخر من فكرة الاحترام ذاتها.

"إذن، هل تأذنين لي بالمغادرة، جلالة الملكة؟"

قالتها بصوت ناعم، لكن كل كلمة فيها تحمل خنجرًا من سم و استهزاء باإليريا،

"كان هذا مجرد ترحيب بسيط... لأُخبرك أنني عدت."

لم تكن بحاجة لإذن أحد، فالمكان بأكمله لكي تغادر او تدخل الحضور كانو يركعون عند حضورها من ضغط هالتها، لكنها أرادت أن توصل رسالة واضحة للجميع، ولإليريا على وجه الخصوص:

أن الملكة ليست سوى ضعيفة... وتاجها هو الشيء الوحيد الذي يمنحها قيمة.

ثم... صمتٌ ثقيل.

(إليريا، وقد أحرجها الموقف، نطقت أخيرًا بصوت مرتجف تحاول تغليفه بالغضب):"اخرجي... ولا تعودي مجددًا!"

(ابتسمت زالاوريا بخفة، تلك الابتسامة التي تحمل ألف وعد بالدمار، ثم همست):"كما تأمرين... جلالتك."

(سارت نحو الباب، وقبل أن تعبره، توقفت دون أن تلتفت، وقالت):"لكنني سأعود... وسآخذ كل شيء منكِ. انتظري فقط..."

ثم غادرت.

لم تُخلّف وراءها سوى الرعب الذي تركته في نفوس كل من شافها لم ينساها أحد كانت مثل الكابوس الذي لاينسى.

إليريا سقطت على الأرض تلهث كما لو كانت تتسلق جبلًا، وريو دمعت عينه، لا يزال مذهولًا.

دخل رين ويوي بسرعة، يلهثان.

رين (بقلق):

"ما الذي يحدث هنا؟! شعرت بهالة ضخمة ونية قتل خانقة!"

يوي (بخوف):

"نعم... كانت قوية جدًا! ركضنا بأقصى سرعة!"

عندما رأيا إليريا وريو ساقطين على الأرض، والدم يغطي المكان كبحيرة، همس الاثنان معًا، بذهول وخوف:

"ما الذي حدث هنا؟!"

يتبع...

2025/06/12 · 1 مشاهدة · 796 كلمة
Nasser
نادي الروايات - 2025