الفصل السادس و الثلاثون: حزمة خبرة تدريب الإمبراطور العظيم! ثبات لا يُضاهى
بمجرد أن لامس الماء المغلي أوراق الشاي، انتشرت رائحة شاي التنوير الزكية في كل الاتجاهات،
فملأت أرجاء القاعة في لحظة.
"رائحة شاي التنوير هذه أقوى من السابق!"
"هل السبب أنه شاي قديم؟"
بسبب خصوصية شاي التنوير، فالجميع يعلم أن هذا الشاي يزداد جودة وعطرًا مع تقدُّم عمره،
لكن قليلًا من الناس يستطيعون الاحتفاظ به طويلاً.
ففي النهاية، مهما كانت رائحة الشاي عطرة،
فلا شيء يعلو على فرصة التنوير وتحسين القوة!
...
بعد أن تأكد تشن تيانلين من أن الشاي قد نضج، صب لنفسه كوبًا.
استنشق الرائحة، ثم تذوّق بهدوء.
وما إن شرب الكوب، حتى دخل في حالة تنوير فوري!
الطريقة التي حيرته لأكثر من نصف عام، ولم يتقدم فيها قيد أنملة،
أتمّها بالكامل في لحظة!
"..."
نظر إلى الإبريق الممتلئ نصفه، ولم يعلم هل عليه أن يشعر بالسعادة... أم بالحزن.
أهذا سريع جدًا؟!
شرب كوبًا... ووصل إلى تنوير مباشر؟
"هل حظي قد تحسّن فجأة؟"
...
نظر إلى الإبريق المتبقي، وقد نُقع الشاي بالفعل، لذا لا يمكن إهداره.
صب كوبًا آخر — حتى الجاف منه جيد.
شرب الكوب...
"ماذا؟! كيف يعقل ذلك؟!"
تفاجأ تشن تيانلين بأنه دخل في تنوير آخر!
وهذه المرة، أدرك تقنية فريدة تمامًا لم يكن يعرفها من قبل!
"ألم يكن شاي التنوير يمنح تنويرًا واحدًا فقط كل نصف عام؟"
بدأ تشن تيانلين يشك في قوانين السماء نفسها.
هل سيأتي وقت تُمحى فيه هذه التقنية من عقله؟
أم أن...
خفض رأسه، وحدّق في الكوب الفارغ،
"هل المشكلة في شاي التنوير نفسه؟"
...
ليتحقق من شكوكه، صب كوبًا ثالثًا، وشربه دفعة واحدة.
تنوير فوري!
ثم كوب رابع — تنوير مجدد!
ثم خامس — تنوير آخر!
"هل هذا... هو حقًا شاي التنوير؟!"
نظر إلى قالب شاي التنوير المتبقية في يده،
وامتلأ قلبه بالحماسة.
لو أخبر أحدًا بهذا، فلن يصدق أحد!
حتى الحراس في جبال تيانلينغ قد يُصعقون إذا عرفوا بذلك!
...
أدرك تشن تيانلين أخيرًا
لماذا كان مو ير ويي تشينغتشنغ يُحاطان بالضباب الأرجواني بمجرد شربهما الشاي.
هذا الشاي ليس شاي التنوير العادي... بل شاي خرافي أقوى بمئات المرات!
"مع هذا الشاي، قد أتمكن من اختراق عتبة الإمبراطور العظيم!"
...
فورًا، اتخذ تشن تيانلين قراره بالبدء في العزلة والتفرغ للاختراق.
أخذ قالب شاي التنوير، وتوجه إلى جبل خلفي مليء بالطاقة الروحية.
دخل كهفًا،
وسد مدخله بصخرة ضخمة،
ثم جلس على حجر أزرق ضخم في عمق الكهف.
بدأ بغلي الشاي بهدوء، وسحب الطاقة الروحية إلى جسده،
وتأمل ليقوّي أساسه استعدادًا لاختراق رتبة الإمبراطور العظيم.
...
لم تمضِ فترة طويلة،
حتى وصلت الأخبار إلى مسامع تشن مو من خلال همسات خلف سور قصر تشينغيون.
"أبي دخل عزلة لاختراق رتبة الإمبراطور؟"
لم يكن صعبًا على تشن مو أن يتخيل السبب:
بلا شك، لا بد أنه اكتشف السر في قالب شاي التنوير التي أعطاها له.
"هل نحن على وشك أن نُخرج إمبراطورًا آخر من عائلة تشن؟!"
أن يكون والدك إمبراطورًا عظيمًا؟
هذا بحد ذاته إحساس بالأمان يفوق الوصف!
...
"الإمبراطور العظيم يتمتع ببركة السماء، ويُصبح أقوى من الجميع..."
تشن مو شعر بالحماس، رغم أنه كان مستلقيًا بلا حراك.
مع مكانته في قلب والده، حياته المقبلة مستقرة 100%!
"اصبح لديه الأن فرصة ليعيش حياة السمك المملح
قالها وهو يسترخي على المقعد تحت ظل الشجرة.
...
أما يي تشينغتشنغ، فقد غادرت إلى برج التجارب لمواصلة تدريبها.
...
[جارٍ تسجيل الدخول...]
[تم الدخول بنجاح! مبروك، حصلت على: حزمة خبرة تدريب الإمبراطور العظيم!]
"..."
تشن مو:
"نظام، ألستَ وقحًا قليلاً؟"
’لا يمكن أن يوجد سوى إمبراطور عظيم واحد في هذا العالم.
فإذا أصبحت أنا الإمبراطور، فماذا عن أبي؟‘
رد النظام:
[اطمئن، أيها المضيف، هدايا النظام تتجاوز قوانين السماء، ولن تخضع لقيودها]
بمعنى...
السماء يمكنها أن تقيد الجميع،
لكنها لا تستطيع تقييد تشن مو.
...
لكن، إذا استخدم تشن مو هذه الحزمة الآن،
فقد يُؤثر ذلك على عزلة والده!
لذلك، قرر أن ينتظر حتى ينجح والده أولًا، ثم يستخدمها.
فمع قالب شاي التنوير، وبما أن والده هو أقوى المرشحين من بين جميع أشباه الإمبراطور،
فهو واثق أنه سيخترق خلال أيام قليلة.
...
أبٌ إمبراطور عظيم + إقليم لا يُهزم + حزمة خبرة إمبراطور؟
ثبات، لا يمكن أن يكون أكثر من ذلك!
...
تنهد تشن مو فجأة:
"في النهاية، لا أحد يهرب من قاعدة — الحقيقة دائمًا أجمل مما توقعت."
حتى دون نظام مجاني، ما زال بإمكانه الاستمتاع بالحياة.
لكن... من يضمن أن هذا السلام سيبقى دائمًا؟
لهذا، الاحتياط ضروري دائمًا!
...
رفع يده،
أخفى واجهة النظام الافتراضية.
"هممم..."
تقلّب على المقعد.
الشمس مشرقة، النسيم لطيف،
كل شيء مثالي لقيلولة خفيفة.
كسول... ومطمئن...
...
أرض دونغجي المقدسة
عاد زاو يوهاو، يرافقه زاو يويلينغ التي تعافت للتو، من السفينة الطائرة.
"أختي الصغيرة، أنتِ لا تزالين ضعيفة. سأهتم أنا بالأسياد، يمكنك العودة للراحة."
"سأتعبك إذًا، أخي."
لم ترفض زاو يويلينغ.
هي فعلاً كانت تشعر بالوهن، وكأنها ستنهار لو بقيت واقفة لدقائق أخرى.
...
بعد أن غادرت، ذهب زاو يوهاو وحده إلى قاعة الأرض المقدسة.
...
عند دخوله، هبّ أحد الشيوخ من مقعده:
"كيف كانت رحلتك، يوهاو؟ هل ما نُقل عن السيد الشاب من أرض تيانيان صحيح؟"
قال زاو يوهاو بثقة:
"أيها السيد المقدس، أيها الشيوخ... ما رأيته بأم عيني يؤكد أن الشائعات حقيقية تمامًا، بل أقل من الواقع!"
"أقل؟! ما الذي تعنيه؟"
...
ابتسم وأجاب:
"السيد الشاب من أرض تيانيان، اخترق مستوى السيد الكبير خلال أيام قليلة."
"السيد الكبير؟ بهذه السرعة؟!"
"لم تمضِ سوى أيام قليلة منذ أن رأيناه!"
...
"وهذا ليس كل شيء..."
سرد زاو يوهاو كل ما حدث —
امتصاص البرق، الجسد المقدس، جسد طريق الرعد العشرة آلاف، قتله للشيطان، وإنقاذه للأخت يويلينغ.
...
قال أحد الشيوخ:
"الشيطان في جسد يويلينغ؟! كيف لم نلاحظ؟!"
أجاب:
"لقد أخرجه السيد الشاب، وقتله بضربة واحدة. لم يتبقَ له جسد، ولا حتى وعي!"
"مستوى الشيطان؟"
"على الأقل، قديس قتالي."
صمتٌ مذهول.
...
"مستحيل..."
"هل تقول إن شخصًا في مستوى السيد الكبير قتل قديسًا قتاليًا؟!"
"يوهاو، هل أنت متأكد أنك لم تتعرض لتنويم أو تضليل؟"
...
لكن نظرات زاو يوهاو الجادة،
وصوته الصادق،
جعل الجميع... يعيد
ون النظر.
أرض تيانيان المقدسة...
ربما لم نكن نفهمها كما ينبغي!
--------------------------------------
ملاحظه...
حياة السمك المملح
للتعبير عن الكسل أو الرغبة في الراحة:
حين قال تشن مو إنه يريد حياة "سمكة مملحة"،
فهو يقصد أنه مرتاح ومستقر، ويريد أن يستمتع بالسلام دون ضغوط.