الفصل التاسع والستون: اجتماع التنانين الثلاثة! والموهبة الخفية

من أعماق قصر تشينغيون، انطلقت تنّينان سماويّان... فشقّا عنان السماء!

زئيرهما هزّ الأرض، وارتعدت له أركان الجنوب بأسره.

وفي الأعالي، انضم إليهما التنين الذهبي—ثلاثة تنانين عظيمة، ذهبي وأسود وناري، تحوم فوق أرض تياتيان المقدسة، منظرٌ لا يُوصف!

"هاه؟ تنّينان آخران خرجا من قصر السيّد الشاب؟!"

"كم عدد التنانين التي يمتلكها السيّد الشاب؟!"

"حتى في العصور القديمة، لم يكن من يروّض تنّينًا إلا من كان عبقريًّا بين العباقرة! والسيّد الشاب لديه... ثلاثة تنانين، طول كل منها ألف قدم!"

"إنه لا يُقارن بالبشر بعد الآن!"

"نعم، قوّته... لا يمكن قياسها بالكلمات!"

"انتظروا! أشعر أن شعلة روحي تغلي!"

"وأنا كذلك!"

"ذلك التنين الناري المقدّس... يبدو أنه يفيض بهالة تُعزّز طاقة من يمارسون فنون النار!"

"تبا! أحسدكم! لماذا لم أُولد بجذر روحي ناري؟!"

"..."

في طريقه إلى قاعة الأرض المقدسة، كان شيونغ ليه يستمع إلى تلك الهتافات، وكلّ خطوة يخطوها كانت كأنها تُثقل قلبه بالحجارة.

مجرد نظرة منه في السماء، حين رأى رأس التنين الذهبي وهو يطلّ من بين الغيوم، كادت روحه تفرّ من جسده!

هو الذي خاض آلاف المعارك... شعر أن سرواله قد يبتلّ من شدّة الفزع.

والآن، بعد أن اجتمعت التنانين الثلاثة، ضمّ فخذيه بقوّة، لعلّه يمنع فضيحة على الملأ.

زعيم طائفة السماء الشيطانية... يتبوّل من الخوف؟ أيُّ خزيٍ هذا!

نظر تجاه قصر تشينغيون، فضوله يتأجّج: كيف يبدو وجه ذلك الشاب الذي تخضع له التنانين؟ في هذه الأرض، حتى هيبة السيّد المقدّس خفتت أمامه!

أهؤلاء هم شباب هذا الزمان...؟ يا لها من أجيال مرعبة!

---

في الداخل، كانت يي تشينغتشنغ قد انتهت من سرد ما رأته على بوابة الجبل.

قال تشن مو، وهو يهزّ رأسه برضا:

"حسنًا، أحسنتِ. هل تنوين دخول برج التجربة لاحقًا؟"

أجابت بثقة:

"نعم، كل اختراق في البرج يجلب لي بصيرةً جديدة وقوة متجددة. سأخترق عشرة مستويات على الأقل اليوم!"

في قلبها، أقسمت:

إن أردتِ أن تبقي بجانب السيّد الشاب... فعليك أن تصبحي وحشًا!

إن كانت الموهبة ناقصة، فليُعَوَّض ذلك بالكدّ والعزم!

ولو علم الآخرون بما يدور في خلدها، لانهاروا حسرة:

عبقريةٌ تصف نفسها بالضعف؟ أين المفرّ لبقية الناس؟!

"حسناً، اذهبي." قالها تشن مو وهو يلوّح بيده.

طالما أتباعه يسعون جاهدين، فلن يُوقفهم.

بل يتمنى أن تبلغ يي تشينغتشنغ ذروة القوة، فلا يضطر هو إلى التدخل أصلًا.

اختياره للطريق الذي لا يُهزم، لم يكن ليُشرف على كل شيء بنفسه!

ما يمكن أن يُنجَز بيد غيره... لا داعي لأن يُتعب به نفسه.

انحنت يي تشينغتشنغ وقالت:

"إن احتجتني، سيدي الشاب، سأعود فورًا."

وغادرت.

تركته وحده... يتنعم بهدوء قصر تشينغيون.

---

الرياح اليوم كانت تعبث بأغصان الخيزران، خفيفةً لا تُقلق، لكنها كافية لإيقاظ الأفكار.

رفع رأسه، فرأى تشانغ شنغتساي، الطاهي، وهو يزيل قشور السمك أمام المطبخ، كأنه يتهيّأ لتجفيفه.

دفعه فضوله، ففتح واجهته الشخصية، ليتفقّد هذا الرجل أكثر.

> الاسم: تشانغ شنغتساي

العمر: ٤٣

الجنس: ذكر

الزراعة: لا شيء

أربعون عامًا... لا تُعد كثيرة في عالم الزراعة، لكنها تقارب الشيخوخة بين العامة.

وكاد تشن مو يغلق الواجهة، لولا أن عينه وقعت على خانة المواهب.

> الموهبة: غير مفعّلة (مخفية)

"غير مفعّلة؟ ومخفية؟"

سأل النظام بصوت خافت لا يسمعه سواه.

أجابه النظام:

> "موهبة من هذا النوع يصعب اكتشافها، لكنها غالبًا ما تكون فائقة. لا تُفعّل إلا بوسائل خاصّة."

تشن مو لم يتوقّع أن طاهيه المتواضع... يخفي موهبة كامنة!

ابتسم، وقال:

"يا لها من مصادفة مباركة!"

ثم أشار لتشانغ شنغتساي أن يقترب.

هرع الرجل نحوه، وقد أخفى يديه الملطّختين بقشور السمك خلف ظهره حتى لا تُزعج رائحة السمك سُمُوّه.

"هل ترغب في الزراعة؟" سأله تشن مو مباشرة.

"أرغب! وكيف لا؟! لقد شاركت في طقوس الاستيقاظ، لكن لم يظهر أي تفاعل... فتركت الحلم، وتعلمت الطهو."

ابتسم تشن مو وقال:

"لكن، ماذا لو أخبرتك أن بداخلك موهبة خفية من أعلى مستوى؟ لكنها تتطلّب جهدًا خاصًا لإطلاقها."

تشانغ شنغتساي جثا على ركبتيه فورًا دون تردّد، وقال:

"أتوسل إليك يا سيدي الشاب، فعّلها لي! أقسم أن أكرّس حياتي في خدمتك، بلا تردّد، بلا رجعة!"

لطالما حلم بأن يمتطي سيفًا طائرًا ويشقّ السحاب، أن يعيش طويلًا، ويُسطّر اسمه في مجلدات الزمان.

الحياة القصيرة... لم تكن ما يشتهي.

حين سمع كلمات تشن مو، كاد يبكي من الفرح!

في عقله، بدأ يتخيّل: يتدرّب، يخترق، يحصل على حبوب طول العمر... وربما يلمس حدود الخلود!

"بما أنك تملك هذا الإصرار، فسأساعدك."

رفع تشن مو يده، وأسدلها فوق رأس الرجل.

وبهدوء، بثّ طاقته الروحية.

> [جاري تفعيل موهبة تشانغ شنغتساي الخفية...]

[تم التفعيل بنجاح!]

"هاه!" شهق تشن مو، وهو يسحب أنفاسه.

هذا النظام... كريم كعادته!

أعاد فتح الواجهة، وأسرع إلى خانة المواهب.

عيناه تتلهفان لاكتشاف نوع هذه الموهبة العجيبة.

هل ستكون حقًا... سلاحًا آخر في راحتي؟

2025/05/04 · 301 مشاهدة · 722 كلمة
Frankenstein
نادي الروايات - 2025