الفصل السبعون: بلوغ الإنجاز الأعظم... وتوحيد العالم؟
> [الجلد النحاسي والعظام الحديدية — عبقريٌ في تدريب الجسد!]
تدريب الجسد؟
تشن مو بدأ يشكُّ جديًّا أن كل هذا ليس محض مصادفة، بل تخطيطٌ خفيّ من النظام نفسه.
تشوانغ فان، الذي بلغ الإمبراطور عبر مسار الجسد، جاء إليه مؤخرًا وسلّمه كنوز عمره، وها هو الآن، النظام يضع بين يديه مزارعًا يافعًا يملك موهبة كامنة في ذات المسار!
هل يُراد له أن يُنبت إمبراطورًا جسديًا جديدًا؟
"هذا الشعور... مذهل! سيدي الشاب، أشعر بطاقة لا تنتهي تفيض في عروقي!" صرخ تشانغ شنغتساي، وهو يمدّ ذراعيه ويقبض كفّيه بنشوة.
تشن مو رفع يده، ضمّ أصابعه نصف ضمّة، وجذب الهواء بخفّة:
هسّ!
من نافذة المطبخ، انطلقت سكين طعام محلّقة واستقرّت في يده.
قال بهدوء: "خُذ هذه السكين... وجرّب قطع ذراعك بها."
"..." تشانغ شنغتساي بلع ريقه، وتناول السكين بتردد. نظر إلى وجه السيّد الشاب، فوجد الجدّية لا المزاح.
السيّد لن يؤذيني... بالتأكيد!
شدّ أسنانه، ورفع السكين فوق رأسه، ثم أنزلها بكل ما يملك من قوّة.
طنننغ!
الصوت كان واضحًا.
فتح عينيه بدهشة... السكين في يده تحطّمت إلى شظايا وتناثرت في الهواء. لم يبقَ منها إلا المقبض.
أما ذراعه؟
قماش ملابسه تمزّق، لكن الجلد... لم يُمسّ.
رفع كمّه بسرعة، فلم يجد خدشًا، ولا حتى شعرة مقطوعة!
"سيّدي... ما الذي يحدث؟" سأله بعينين يملؤهما الذهول.
ردّ تشن مو: "لقد أيقظت الدم الخفي في جسدك، ومنحتك جسدًا بجلد نحاسي وعظام فولاذية. لا سيف يستطيع جرحك بعد اليوم. لكن... بعض الأدوات الروحية المتقدّمة قد تتمكن من اختراقه، لذا لا—"
وقبل أن يُكمل، سقط تشانغ شنغتساي على ركبتيه مجددًا، والدموع تغمر وجهه:
"شكراً لك يا سيدي الشاب! سأتذكّر هذا الجميل طوال حياتي!"
ابتسم تشن مو، ثم أخرج كتابًا من رفّ كتبه المركزي، وناوله إياه:
"خُذ هذا، تدرب على فنّ الجرس الذهبي لحماية الجسد. ابدأ بالأساس، ثم ننتقل لخطوة أكبر لاحقًا."
الاستعجال... لا يجلب إلا الكسر.
"يا لها من طاقة روحية عظيمة!" قالها تشانغ شنغتساي وهو يشعر بالهالة الخارجة من الكتاب.
"ألف شكر يا سيدي الشاب!!"
جبهته التي كانت متقرّحة، لم تنزف هذه المرّة، بل تقشّر الجُرح وسقط، كاشفًا عن جلد سليم تمامًا.
لكنه لم يندفع إلى التدريب فورًا، بل عاد إلى المطبخ، وأكمل تجفيف السمك على أغصان السرو.
رغم أن باب الزراعة انفتح أمامه، لم ينسَ مكانه: طباخ قصر تشينغيون.
في هذه اللحظة، لم يفكر سوى في وجبة العشاء، وأيّ وصفة سيتّبع.
تشن مو شعر بالرضا لرؤية هذا الولاء.
تمطّى قليلًا، وسمع طقطقة خفيفة من مفاصله.
"مهما بلغ هذا الكرسي من راحة... لا يضاهي سريري."
نظر إلى السماء، فإذا بالسحب قد غطّت الأفق.
"يبدو أن وقت القيلولة قد حان..."
طخخ!
صوت باب يُفتح.
"مو ير! أختك جاءت لرؤيتك!"
"..." تشن مو.
أدار رأسه بابتسامة متكلفة، ولوّح بيده: "أختي... ما الذي أتى بك؟"
أقبلت تشن جيوشين نحوه بسرعة، واحتضنت كتفيه، ثم راحت تتفحّصه من أعلى إلى أسفل.
وكأنها وجدت كنزًا سماويًّا!
ذلك النظر؟ لو لم يكن أخاها، لالتهـمته بنظراتها فورًا!
جلست، وضغطت خدها بيدها، وتنهدت: "آه... كيف صار الفرق بيننا كبيرًا هكذا؟"
ضحك تشن مو بخفة: "أختي تقلّل من نفسها. في التجارة، أنا لا أصل لربع إنجازاتك."
ثم سكب لها الشاي، وأشار لتشانغ شنغتساي بجلب طبق الفاكهة.
"تعالي، لا بد أن السفر أتعبك. خذي بعض عنب اليشم الأرجواني."
فتحت فمها مازحة: "آه~"
تنهد تشن مو: هي أختي في النهاية.
قشّر عنبة بنفسه، ووضعها في فمها.
"مممم! حلوة جدًا!" ضحكت تشن جيوشين، وهي تمسك خديها.
"أنا، تشن جيوشين، محظوظة حقًا لأن الإمبراطور يفعل لي هذا بيديه!"
"نعم، نعم..." ردّ وهو يقشّر لها المزيد.
هي وحدها من لم يكن بحاجة للتظاهر أمامه.
سألها فجأة: "أختي، أتيتِ من بعيد... لا أظن أنّ الأمر لمجرد العنب؟"
ضحكت وقالت: "لا أحد يعرفني كما تعرفني، مو ير."
ثم تابعت: "أعمالي توسّعت في الجنوب، واحتلت معظم الأراضي. الآن أفكّر بالتوسّع خارجها."
"لكن خارج الجنوب، المنافسة شرسة. العائلات القديمة هناك تملك ثقة الناس منذ أجيال. صعب تجاوزهم."
بقي تشن مو صامتًا، يشكّ في أنها جاءت فقط لتتباهى.
قال ساخرًا: "أختي، هل عدتِ لتتباهَي فقط؟"
التقط العنبة التالية، وبدلًا من إطعامها لها، وضعها في فمه.
نفخت خديها، وحدّقت فيه: "مستحيل! أنا قلقة فعلًا! أرض تياتيان تنمو بسرعة، وكل شيء يحتاج إلى مال! إن لم أعمل ليل نهار، كيف أُساهم في طريقك نحو المجد؟ وتوحيد العالم؟"
توحيد العالم؟
تشن مو لم يتفاعل.
فكّر في نفسه: "أختي، تُبالغين. أنا فقط أريد الراحة... وأحاديث هادئة تحت الشمس."
أما المال؟
معي نظام [المال غير المحدود]... فهل سأقلق؟
لكن حتى جيوشين، لن أخبرها.
النظام... سرٌّ يجب أن يُدفن معي.
أصله مجهول، والحيطة واجبة.
قالت وهي تبتسم: "مو ير، لطالما كنت مليئًا بالأفكار. ألا تساعد أختك قليلاً؟"