" منظور فراي ستارلايت "

..

خطوة تلو الأخرى، شق فراي طريقه نحوه.

"إذاً مالأمر هذه المرة؟ هل يحاول كيان ما السيطرة على جسدي؟ طفيلي؟ بذرة شيطان؟ أو لربما هو ملكك المحبوب؟ هيه.. أشك بذلك".

متجاهلاً السخرية المدسوسة بين كلمات فراي، المهندس هز رأسه بخفة.

"لا هذا و لا ذاك، الأمر أكثر تعقيداً".

بسماع ذلك، فراي انفجر ضاحكاً.

"بالطبع سيكون أكثر تعقيداً! وهل كان سهلاً يوماً؟ هذه طبيعة اللعبة التي نلعبها أنا و أنت!".

...

المهندس التزم الصمت بضع ثواني محدقاً بفراي، هو لم يعكس أية مشاعر، لكن شيئاً ما كان يجوب عقله بكل تأكيد.

"لماذا تقف هناك محدقاً بي بغباء؟ أبصق ما جئت لتخبرني به فلا رغبة لي برؤية وجهك لوقت أطول".

فراي على ما يبدو لم يكن يملك الوقت ولا الصبر لتحمل المهندس.. لقد حزر بالفعل أن هذا الأخير سيلعب معه لعبة من نوع ما مرة أخرى.

فكل ما يقوم به أزرق العينين يؤدي بطريقة أو بأخرى لمستقبل مخطط له مسبقاً.

المهندس كان هذا النوع من المخادعين ببساطة.

"فهمت، أنت تغيرت" قال المهندس من العدم، ما جعل فراي يرفع حاجباه.

"تغيرت؟ لم أتوقع سماع هذا منك".

المهندس أظهر ابتسامة نادرة، بينما ابتعد عن سفح الجبل.

"بالعادة، كنت تبدأ الصراخ بشكل عشوائي ثم تهاجمني على الفور محاولاً قتلي".

"آه..".

تنهد فراي، بينما شعر بشعور غريب.. لم يستطع وصفه بالكلمات.. شعور مثل عندما يذكرك والدك بشيء غبي ارتكبته بصغرك.

"دعك من هذا الآن.." هو قال، بينما ضغط المهندس أكثر على غير المتوقع منه.

"لماذا لا تحاول مهاجمتي؟ لقد زادت قوتك كثيراً عن آخر مرة رأيتك بها، قد تنجح بتسديد ضربة".

"هل أنت شاذ يستمتع بجعل الآخرين يضربونه؟ إذا كنت من هذا النوع فالتمائيل التي ترافقك أكثر خبرة بالضرب مني".

فراي تذكر لوهلة أيامه مع أمثال سمايلي وساد.. لقد كانوا خبراء تعذيب سابقين بكل تأكيد نظراً للطريقة التي عاملوه بها.

معيداً انتباهه للمهندس، أضاءت أعين فراي بضوء بنفسجي أشد.

"لا فائدة من مواجهتك بحالتي الحالية، فأنا لا أزال عاجزاً عن رؤية مستواك الحقيقي".

فراي لم يهاجم ببساطة لأنه لم يملك الفرصة أمام أمثال المهندس، كما أنه اكتسب تحكماً كاملاً بمشاعره.. المشاعر التي بردت كثيراً مؤخراً ما جعله لا ينفعل حتى برؤية المهندس أمامه.

هذا الأخير أراد قول شيء ما، لكن فراي باغته على الفور مرسلاً موجة هائلة من الأورا.

"رغم قولي لذلك، لنرى أي نوع من الوجوه تخفي تحت غطاءك أيها المهندس القذر!".

هجوم فراي كان سريعاً جداً، لكنه لم يستهدف إيذاء المهندس، بل جعله ينزع غطاء رأسه الذي أخفى به نفسه حتى الآن.

"لقد مللت من التحديق بأعينك الزرقاء طوال الوقت".

رغم أنه لا يزال غير قادر على قتال أمثاله، إلا أن تحقيق هذا القدر كان ممكناً الآن، وقد نجح فراي بالفعل.

لأول مرة، هو كشف عن وجه المهندس بالكامل.

هو توقع رؤية عجوز من نوع ما، أو كيان بشع لا يسر الناظرين.

لكن ما رآه أمامه.. جعل فراي يتجمد مكانه لبضع ثواني.

"أرى أن بعض الأشياء لم تتغير.." قال المهندس، بعدما تم تدمير غطاء الرأس الخاص به بالكامل.

أما فراي فلم يستطع سوى أن يلعن.

"ما هذا بحق الجحيم؟ لماذا أنت تبدو أفضل مني؟!".

ملامح المهندس كانت شيئاً لم يتوقعه مطلقاً.

وجهه تميز بلون أبيض شاحب، وكأنه رجل يعاني من مرض ما.. بشرته ملأتها الشقوق، لكن بطريقة ما هي بدت وكأنها وشوم تناسقت مع الجو الناضج من حوله.

بدا في بداية الأربعينات، بشعر أزرق طويل، وأعين براقة تحولت من علامة شؤم إلى شيء يناسبه بشكل مثالي.

مهما نظر إليه.. المهندس بدا مثل رجل نبيل من عالم آخر.. بهالة ملكية وملامح جادة تجعل من ينظر إليه غير قادر على الإشاحة بنظره.

"آه.. هذا الجسد وعاء أليس كذلك؟ أفترض أنه صنع ليبدو جميلاً ويخفي شكلك السابق الأكثر بشاعة".

قال فراي ساخراً، لكن المهندس هز رأسه.

"آسف لتخييب ظنك، لكن سيدي صنع هذا الوعاء ليبدو مشابهاً تماماً لجسدي الأصلي، لذلك ما تراه أمامك هو ما كنت أبدو عليه معظم سنين حياتي".

صادماً فراي بتلك الحقائق.. هذا الأخير لم يرد الحديث عن الأمر أكثر من ذلك.

"يا ليتني تركته على حاله..".

نادماً على قراره، أخذ فراي نظرة فضولية أخرى على الرجل الغريب الماثل أمامه.

"بعد أن كشفت على وجهك أخيراً، لدي فضول حقيقي هذه المرة، من تكون.. أيها المهندس؟ لقد كنت الثاني بالقوة من بعد سيدك، لذلك أفترض أنك كنت ذائع الصيت ذات مرة، ووجود على الأرجح صنع اسماً لنفسه هناك بالأعلى..".

المهندس الحالي لم يكن سوى وعاء متهالك عصف به الزمن، هو فقد جزءاً كبيراً من قوته، لدرجة أن مقارنة ذاته الحالية مع قمة مستواه كانت إهانة له.

رغم كل ما تعرض له، إلا أنه لا يزال وجوداً قوياً يستطيع هزيمة أغلب مقاتلي المراحل الأولى من الفئة SSS.

فراي أراد فك بعض الغموض عن الرجل الماثل أمامه.. لكن المهندس لم يظهر أي رغبة على الإجابة عن أسئلة فراي.

"لست أنا من عليك محاولة فك أسراره، بل جسدك ذاك الذي بدأت تفقد السيطرة عليه" قال المهندس، بينما تذمر فراي.

"أخبرني اسمك على الأقل".

"لقد تخليت عن اسمي منذ زمن طويل، أثق أنني أخبرتك بهذا بالفعل".

"هذا ما يعنيه أن تكون جزءاً من جماعة ال Nameless".

فراي لم يبدو مقتنعاً، لكنه لم يرى فائدة من الضغط أكثر.

كانت هذه محادثة نادرة بينه وبين المهندس، ونوعاً ما.. هو شعر ببعض الارتباط مع ذلك الرجل الذي طالما ولا يزال يكرهه.. مدارك فراي توسعت، وهو بات يرى أشياء لم يكن يستطيع رؤيتها من قبل.

هو شعر أن مصيره متشابك بالكامل معه.. مع المهندس.

"تحدث.. مالذي حل بي هذه المرة؟".

سأل فراي السؤال الأهم أخيراً، بينما أومأ المهندس بوجهه الخالي من التعابير.

"ما يحدث معك هو خطأ مني.. ومن أبراهام" قال المهندس، ما جعل أعين فراي تتوسع لا إرادياً، خصوصاً بسماع اسم والده.

"خطأ منك أنت ووالدي.. لا يسعني سوى التفكير بذلك اليوم".

"سعيد أنك بت قادراً على ربط النقاط، كلامك صحيح".

أكد المهندس، بينما سار رفقة فراي فوق الأراضي الجبلية المقفرة.

"أحد ظلال ذلك الشيطان ينام بداخلك".

"ويسكر.." قال فراي بوجه أظلمت تعابيره.

"هذا الشيطان اللعين يحوم من حولي كثيراً منذ الأزل، رغم أنني لم أصطدم به حتى الآن".

"إنه أقرب مما تظن، لكن حتى أنا عاجز عن اكتشافه، فـعين الملك الخاصة به تصدني بشكل كامل" قال المهندس منزعجاً بشكل واضح بالحديث عن ذلك الشيطان.

"ويسكر ذكي جداً، ولا يقوم بشيء من فراغ.. يوم معركته ضدنا أنا وأبراهام ستارلايت، هو كان قادراً على قتلك بسهولة، فأنت كنت بين ذراعيه..".

"لكنه كان مجبراً على تركك حياً، لأن ملكه لا يريدك ميتاً، بالتالي.. ويسكر قرر اللعب بشكل مختلف".

بينما شرح المهندس الوضع، هو أظهر هيبة حقيقية من طريقة عمل الشيطان المسمى ويسكر.

لقد كان مخططاً من نفس مستواه.. وربما تجاوزه حتى.

"قبل وصولنا إليك، وبينما كنت بين ذراعيه.. هو زرع شيئاً ما بداخلك.. شيء لا يستيقظ إلا في حال تحقق شروط معينة.. وعلى ما يبدو، أنت لبيت تلك الشروط".

"قبل 19 سنة.. ويسكر ظهر فوق الأرض، وخاض معركة هائلة ضد أقوى بشر، والمهندس بنفسه".

"شيطان الرتبة الرابعة أمسك فراي بين ذراعيه لوقت ليس بالطويل".

"لكن بتلك الفترة الوجيزة.. هو جاء بخطة حاكها بثواني معدودة، خطة ألقت بظلالها بعد ما يقارب الـ 20 سنة كاملة".

"زرع ظله داخل فراي، وأخفاه ببراعة بداخله إلى أن يأتي الوقت المناسب".

المهندس بوجه جدي، استدار ناحية فراي.

"استيقاظ الظل بداخلك.. أنت تعرف ما يعنيه هذا أليس كذلك؟".

فراي لم يكن غبياً.. هو فهم بالفعل إلى أين تتجه المحادثة.

"أياً كان ما خطط له شيطان الرتبة الرابعة بذلك اليوم.. لقد حان الوقت الآن أليس كذلك؟".

"المستقبل والمصير الذي حاكه ويسكر بواسطة عين الملك بذلك اليوم.. كان على وشك الانكشاف أخيراً..".

"هناك الكثير من التيارات التي توشك على الصدام.. وظهور شياطين الرتب العليا خير برهان، فـلتستعد، فراي ستارلايت.. فقريباً أنت ستضطر لقتالهم وجهاً لوجه".

بسماع ذلك، فراي ضحك بتكلف.

"أعلم ذلك، فأنا أفكر بالأمر ليل نهار ولا أتوقع المساعدة منك بطبيعة الحال..".

محدقاً براحة يده.. اليد التي حملت السيف حتى الآن، فراي شد قبضته.

"إذاً؟ ماذا يكون ظل ويسكر من الأساس؟ وكيف أستطيع التعامل معه؟".

قتال الأعداء كان شيئاً، لكن مواجهة نفسه شيء آخر تماماً.

لحسن الحظ، المهندس أجاب.

"ظل ويسكر أشبه بقطعة من كيانه، وجوده.. نسخة منه يزرعها بأهدافه.. ليسيطر عليهم بشكل كامل".

"الظل أحياناً يندمج بشكل كامل مع روح مضيفه، ليصبح شيئاً مشابهاً لبذرة الشيطان.. لحسن الحظ، روحك تختلف بشكل جذري عن سائر المخلوقات، لذلك لن يتمكن الظل من الاندماج معك.. لكنه سيحاول السيطرة على جسدك".

"نتيجة لذلك، قوتك ستصبح غير مستقرة، وقد تؤثر بمن هم من حولك..".

فراي وقتها لم يكن على دراية بما حدث بينه وبين مجموعة معينة من الأشخاص الذين لمسهم التأثير جاعلا إياهم يرون المستقبل من خلاله.

"هذا هو الظل، أما بالنسبة لطريقة التخلص منه.. لنرى".

سكت المهندس لثواني قبل أن يعطي الإجابة.

"لنقل أن صديقتك القديسة.. أوريل بلاتيني هي من ستريك الطريق".

مرة أخرى، فراي لم يستطع إخفاء حيرته بسماع اسم لم يتوقع سماعه.

"ها أنت ذا تعطي الألغاز ثانية..".

"أوريل.. كيف يفترض بها أن تساعدني بالضبط؟".

"هل ستصب قواها المقدسة بداخلي إلى أن يختنق الظل أم ماذا؟" فكر فراي للحظة، قبل أن يتنهد مستسلماً.

"سأعرف الإجابة عندما يحين الوقت.. أليس كذلك؟".

المهندس أومأ.

"بالضبط.. " هو قال، قبل أن يضيف بتردد.

"حجم التأثير الذي أستطيع القيام به يتضاءل كل يوم.. فراي ستارلايت، ظهوري أمامك الآن، وهذه المعلومات التي حصلت عليها مني هي على الأرجح آخر ما سأستطيع مساعدتك به.. فهناك اتفاق غير معلن بيننا نحن من نلعب من الخلف.. اتفاق يجعلنا غير قادرين على لعب هذه اللعبة بأنفسنا".

"إلى أن يكسر أحد الجانبين هذه القاعدة، أنت بمفردك.. فراي ستارلايت، مالك سوى شق طريقك بالدم وتجاوز أياً كانت العقبات التي ستقف بطريقك".

المهندس تحدث كثيراً هذه المرة أيضاً.

كان هذا هو الحال قبل موت دانزو، لم يعلم فراي ما رآه صاحب الأعين الزرقاء بقدرة رؤية المستقبل الخاصة به.

لكن المسارات تشابكت كثيراً بينه وبين عين الملك، ما جعل المستقبل شيئاً لا يمكن التنبؤ به بعد الآن.

"المستقبل الذي تريده أنت، والمصير الذي يريده ويسكر..".

ضحك فراي بخفة.

"لا شيء تغير، فكل ما علي فعله هو مواصلة القتال، إلى أن أصنع المصير الخاص بي بيدي".

كانت تلك كلمات كبيرة أدلى بها فراي، الذي لم يكن يملك أي فرصة أمام أمثال ويسكر والمهندس.

لكن وبكل تأكيد، هو امتلك الإمكانيات.

إمكانيات هائلة تجعله قادراً على بلوغ القمة.

لكن طريقه كان طريقاً ملأته الدماء، طريق صعب وشاق لن يتحمله عاقل.

"سأتحمله حتى النهاية.." قال فراي واضعاً قناع النايملس فوق وجهه مرة أخرى مخفياً تعابيره.

واقفاً بجانبه.

المهندس حدق به لبعض الوقت، كانت هذه هي المرة الأولى التي يتحدثان بها وجهاً لوجه.

هو كان شاهداً على رحلة فراي حتى الآن، وكل ما مر به بحياته، كان حاضراً بكل لحظات الصعود والهبوط.

لذلك يمكن القول أنه كان أكثر من فهم فراي بهذا العالم.

رغم أنه بدا عديم المشاعر، إلا أن المهندس لم يكن نايملس.

بمكان ما خلف أعينه الزرقاء الزجاجية تلك.. تواجد شيء أكبر من ذلك بكثير.

معطياً ظهره لفراي، هم المهندس مغادراً.

"لقد سألتني عن اسمي سابقاً.." هو قال جاذباً انتباه فراي مرة أخيرة.

"الاسم هو جيرمان".

هو أعلن، قبل أن يختفي تماماً تاركاً فراي لوحده هناك بالقفار.

هذا الأخير حفر عميقاً شكل المهندس داخل عقله، وحفظ ذلك الاسم الذي أدلى به له.

"جيرمان...".

كان هذا هو اسمه.

اسمه لن ينساه طيلة حياته.

فراي شق طريقه عائداً للمخيم، بعدما ازداد طريقه صعوبة.

...

...

بالعودة إلى المخيم، وتزامناً مع هيجان فراي.

داخل خيمتها، جالسة وحيدة هناك تتلو صلواتها.

كانت أوريل تضم أذرعها، وكأنها تحاول التمسك بشيء ما بشدة.

أوريل بقيت على هذه الحال لساعات طويلة.

ثم بعد ما بدا وكأنه سيستمر للأبد.

هي نهضت من مكانها، بينما حضرت بعض المياه الباردة مجهزة ركن استحمامها.

"المصير... يا ترى، أنستطيع نحن البشر الفانون الهرب من مصير كتبه لنا حاكمنا؟".

بينما تفكر عقلها بالإجابة ذلك السؤال، هي بدأت تنزع ملابسها ببطء.

أوريل كانت فتاة لم تكشف سوى عن وجهها ورأسها، بالإضافة إلى أياديها.

كل شيء ما عدا ذلك لطالما خبئ تحت ملابس الكهنة الخاصة بها.

بعدما عزلت كل شيء بقوتها المقدسة.. هي كانت مستعدة أخيراً لكشف جسدها، وأخذ حمام مناسب.

شيئاً فشيئاً.. تعرت أوريل، كاشفة عن بشرتها.

لم يكن هنالك من عين رأت جسدها.. الجسد الذي يحلم به الكثيرون.

لكن المنظر الذي كشفت عنه أوريل، لم يكن شبيهاً مطلقاً بما قد يتخيلونه.

أوريل امتلكت جسداً ناضجاً أجل، بمنحنيات مغرية، وصدر وقوام ممتلئ مثالي.

لكن فوق بشرتها البيضاء.. كان هناك لون آخر.

اللون الأحمر.

بينما رمت الماء البارد فوق جسدها، أعين أوريل حدقت بالمرأة الصغيرة التي أعطيت لها.

هي حدقت بجسدها.. جسد القديسة.

بابتسامة حزينة، هي أغمضت عينيها منهية حمامها بسرعة.

"لهو أمر مثير للسخرية، كيف أن أكثر البشر الذين يوصفون بالطهاره، هم أكثرهم قذارة".

داخل الغرفة البسيطة، انتشر صوت خبط الماء البارد، بينما تم الكشف بالكامل عن ما أخفاه أولئك الذين اتبعوا لورد الضوء.

فوق ظهر أوريل، وذراعيها، ورقبتها.. حتى أفخاذها، وسيقانها.

نقشت الآثام بحبر لن يزول مطلقاً.

حروف غريبة لا يعلم أحد معناها، بدت مثل الرونيات القديمة، أحرف حفرت داخل جسد أوريل مشوهة إياه بالكامل.

تلك الحروف توهجت بضوء أحمر قرمزي، وكلما فعلت.. أوريل كانت تتألم بصمت.

لكن وجهها لم يعطي أي ردة فعل.

جالسة هناك مكانها، منقوعة بالماء البارد.. هي احتضنت نفسها.

"آه.. هذا يثير الذكريات..".

داخل أعينها الزرقاء الصافية، مرت ذكريات عابرة لطفلة صغيرة بكت كثيراً.. بكت حتى جفت دموعها بشكل كامل.. ولم يعد هناك ما يمكن أن تذرفه تلك الأعين سوى اللون الأحمر.

"نحن متشابهان حقاً.. فراي".

2025/08/13 · 213 مشاهدة · 2084 كلمة
Song
نادي الروايات - 2025