تزامنا مع الهروب المفاجئ لفراي ستارلایت من زنزانته.
خرجت مجموعة معينة من الاشخاص ، مغادرين أحد الخيام القيادية للجيش.
هم كانوا 5 أشخاص ، 4 منهم بشر ، و آخرهم شيطان.
ذلك العجوز مزعج حقا.
بجسد مثخن بالجروح ، مغطى بالضمادات التي إحمرت من شدة النزيف .. تذمر مورقال بعدما تم إجباره على حضور اجتماع إمتد لعدة ساعات.
"إنه أثم يستحق الرجم ، إلاهي ، إعذر ضعفي وقلة حيلتي " بجانبه ، مغمضا عينه الوحيدة المتبقية ، صلى غريم ، بينما لعن ضعفه ، و لعن ايريس صنلايت الذي تجرأ على انتقاد الجلاد الذي عينه لورده فوق الأرض.
بجانب كل من مورفال و غريم ، تواجد كل من غوست اومبرا ، و سانسا فاليريون .. بالإضافة لسيلين.
سانسا بشكل خاص برزت كثيرا بينهم ، مورقال تذكر الطريقة التي قاتلت بها .. شيطانة حقيقية لم ترحم أحدا بساحة المعركة.
" أتطلع للقتال بجانبك مرة أخرى ، آنسة "فاليريون".
مورقال مد يده الوحيدة بدافع المودة ، لكنه أوقفها بمنتصف الطريق بعدما شعر بهالة مهددة.
"لا تلمسني بيدك القذرة من فضلك ".
بينما أظلمت الأرض من تحتها ، سانسا همت بالمغادرة أولا رافضةً البروز أكثر من ذلك.
القتال" بجانبي ؟ أتسمي ذلك قتالا ؟ فكل ما فعلته أنت هو التعرض للضرب لا غير ، و لا أظنك قادرا على تقديم المزيد نظرا لحالتك المثيرة للشفقة ".
ملوحة له بيدها ، أشارت سانسا له لكي يغرب بالفعل.
إذهب و مت بمكان بعيد لا يراك فيه أحد فحسب ، فوجودك يشبه عدمه.
إبتلع الظل سانسا ، تاركا مورقال مجبرا على التعامل مع سخريتها غير قادر على الرد.
"ما هذا ؟ فتاة الزعيم قاسية جدا ! كل ما أردت فعله هو مدح الطريقة التي تقتل بها أعداءها ! هذا غير عادل.
راكلا حجرا بطريقه ، غادر مورقال هو الآخر بأكتاف مهزوزة.
إنه لكيان شيطاني حقير .. لكن الجلاد يحتاج كلبا مطيعا يطلقه على اعدائه متى ما جاءت الحاجة.
بعدما انهى غريم صلواته ، هم مغادرا هو الآخر.
كمتعصب ديني ، وجود سانسا لم يكن شيئا سيتقبله بطبيعة الحال.
لكن غريم لم يكن تابعا عاديا للكنيسة ، بل أشبه بمنافق استخدم الدين كذريعة لا غير.
سانسا بدت قريبة جدا من فراي ، و هذا الأخير لن يسمح بموتها .. لذلك غريم اختار في النهاية القدوم بذلك العذر الواهن.
هذا ما فکر به غوست عندما كان يحاول تحليل شخصيات المختلين الذين قاتلوا بجانبه.
مورقال ، مجنون محب للقتل.
غريم ، متعصب ديني يستغل الدين لاخراج شياطينه الدفينة.
و العضو الثالث .. سيلين.
هذه الأخيرة كانت هادئة لوقت طويل.
غوست لم يفهم لما أرادت تلك الفتاة المواصلة بجانب فراي حتى النهاية.
سيلين" فيريترا .. متلاعبة بالموجات تخوض سنتها الأولى من المعبد ، بالغة للفئة C .. رتبة جيدة لسنك.
تستعملين الماء كعنصر أساسي .. تنحدرين من خلفية بسيطة.
بسماع غوست يتلوا لها سيرتها الذاتية ، تدحرجت أعين سيلين الزقاء ناحية المغتال الواقف بجانبها.
"أتفهم رغبة أولئك المجانين بمواصلة القتال فهم وحوش وجدت لتعيش بساحات المعارك .. لكنك مختلفة ، سيلين فيريترا .. لقد عشت الجحيم معنا و بالكاد حالفك الحظ للبقاء على قيد الحياة.
واقفا امامها ، حاصرها غوست بشكل كامل.
" أجد رغبتك بمواصلة اتباع فراي رغم كل ما حدث حتى الان امرا لا يتقبله عاقل . ما هو دافعك ؟ يفترض انك قد أدكرت بالفعل أن فراي ليس بالبطل الذي تخيلته بخليج شيز كلار.
فراي لم يكن ببطل ، بل مجرد وحش آخر ولد ليخوض غمار الحروب والمعارك .. وحش أشد ضرواة من الوحوش الآخرين.
"إذا لماذا ؟".
لم يكن من المناسب تواجد أمثال سيلين من حول فراي ، فهي لن تفيده بشيء .. بل ستموت بدون فائدة تذكر.
إذا أصبحت أقرب من فراي ، فموتها قد يضيف عبئا غير ضروري له.
غوست كان مدركا بما يقاسيه صديقه .. لذلك حاول حمل العبئ معه قدر المستطاع ، و هذا ما جعله يحاول ابعاد سيلين ، لكن ورغم ضغطه عليها ، و نية القتل التي اطلقها عليها.
إلا أن سيلين لم ترضخ ، بل إبتسمت بضعف في وجهه.
"أريد أن أكون شاهدة ." هي قالت.
شاهدة ؟" سأل غوست حائرا .. فأجابت سيلين منزلة رأسها للأسفل.
"لابد أنك قد شعرت بها ، فانت أقربنا إليه .. فراي ستارلايت رجل ولد ليكون مختلفا عن أقرانه.
المعجزات التي حققها حتى الان هي خير دليل.
منذ بداية الحرب .. لن يكون من المبالغة القول أن فراي هو من تحمل كل شيء بمفرده.
اود ان أكون شاهدة على رحلته هذه.
حتى النهاية.
مثلما نظر إليها ذات مرة ، عندما ظنت أنها ستموت بزاوية مظلمة لا يراها فيها أحد ، ارادت بالمقابل أن تكون حاضرة لتسجيل غمار رحلته.
على ما يبدو ، تصريحها هذا لم يعجب غوست ، و هذا ما دفعه رميها ناحية الجدار ، ضاربا اياه من خلفها.
شاهدة ؟ حتى النهاية ؟ مالذي تهدي به جبانة مثلك لم تقدر على النظر بعيني حتى ؟.
هل حظك الذي أنجاك حتى الان جعلك تغترين بنفسك ؟".
سيلين لم تكن بالمحاربة .. بل مجرد فتاة عادية بالكاد رأت شيئا بالعالم الذي عاشت به.
قوتها المتواضعة لم تكن شيئا ، فمعظم الجنود الذين ماتوا قد كانوا أقوى منها.
و حتى بموقفها الحالي ، هي واصلت الارتعاش أمام غوست ، غير قادرة على النظر اليه.
لكن و بطريقة ما ، إبتسامتها لم تتلاشى مطلقا.
مستجمعة شجاعتها ، هي رفعت رأسها ناحية غوست مرة أخيرة.
"أنا لن أموت ، سيفعل غيري .. لكنني سأظل موجودة بجانبه حتى النهاية ، لماذا ؟ لأنه أراني إياه ! أراني ما سأصبح عليه ذات يوم .. هو أراني المستقبل".
قالت سيلين بحزم ، ما جعل غوست يعبس تلقائيا.
هاه ؟ ما هذا الهراء الذي تتفوهين به ؟".
"هو إختارني !".
هي قالت مرة أخرى ، مجددة عزمها.
برؤية الطريقة التي استجابت بها ، لم يستطع غوست سوى أن يتساءل.
لربما انت الاكثر جنونا بينهم.
الفتاة العاقلة قد تكون فاقدة لعقلها أكثر من مورقال و غريم.
تمنى غوست أن يتمكن من ثنيها بالكلمات ، لكن عزم سيلين كان أقوى مما ظن.
حسنا أيا يكن ، إذا كنت مصرة على الموت فأنا لن أمنعك ".
مبتعدا عنها ، غوست فقد الاهتمام بها.
نظرا لمستوى قوتها المتواضع ، كان من المرجح موتها بالمعركة القادمة.
هذا ما اعتقده غوست حق اعتقاد.
لكن بالنسبة لسيلين .. الفتاة الجبانة التي تبولت على نفسها بعد التعرض لهالة فراي بالماضي.
فتلك المشاهد البسيطة التي اراها لها بالماضي مشاهد المستقبل الذي وقفت فيه بجانبه.
هي كانت كافية لها لتستجمع شجاعتها ، و تخوض الجحيم مرة أخرى.
هو نوع التصميم الذي امتلكته سيلين.
و بهذه الطريقة ، إنفصلت الفرقة وتفرقت بعد اجتماعهم الحافل مع ايريس صنلایت.
و بالحديث عن لورد عائلة صنلايت .. هذا الأخير كان يطير حاليا بالسماء ، بينما إشتعل جسده بنار مسعورة.
هو انتهى من اجتماعه المتعب مع اعضاء الفرقة المجانين ، و الان هو كان بصدد مقابلة قائدهم الاشد جنونا.
الامر لم ياخذ منه سوى بضع دقائق ليبلغ سلسلة الجبال التي هرب إليها قائد الفرقة الذي سبب له الصداع كثيرا.
ايريس نزل مثل النيزك ، محطما الأرض بعنف من تحت اقدامه.
بضعة امتار فقط أمام فراي ستارلايت ، هذا الأخير بدا و كأنه توقع حضوره منذ بعض الوقت ، فهو لم يبدي أي تغيير على تعابير وجهه.
"فراي ستارلايت ، أنت حقا تعشق إتعاب هذا الرجل العجوز معك " قال ايريس متلاعبا بلحيته النارية.
"أعتذر عن الفوضى التي تسببت بها ، مؤخرا كنت أعاني للسيطرة على قوتي ، لذلك لم يكن لي من خيار سوى الاندفاع بعيدا لتجنب الحاق اي ضرر إضافي بالمعسكر ".
اعتذر فراي بإبتسامة ، بينما عم الصمت لبعض الوقت عندما حدق كلاهما بالاخر.
"تعاني للسيطرة على قوتك اذا ، ل1هلة ظننت أنك ستحاول الهرب ما يجعلني مضطرا لتكبد عناء مطاردتك ".
"هاها .. لا تكن هكذا ! لورد ايريس ، أنت تستطيع الإدلاء بكذبة أفضل من هذه " ضحك فراي بخفة مضيقا اعينه البنفسجية.
"بعد كل شيء ، أنت لوحدك لا تكفي لمطاردتي ".
"يالك من وقح ".
ممسكا بلحيته ، ضحك ايريس.
لسوء حظه ، هو كان محقا.
فلو هرب فراي حقا ، سيتطلب الامر حشد كل القادة من أجل محاولة اعادته بالقوة.
لا يزال ايريس يتذكر المحاكمة التي دافع بها عن فراي ذات مرة.
يومها هو كان يعلم ان إبن ابراهام ستارلايت سيكبر بشكل او باخر ليصبح الوحش الذي ستعتمد عليه الإمبراطورية بحروبها المستقبلية.
توقعه ذاك اصاب بدقة مرعبة ، لدرجة ان تطور فراي كان اسرع بكثير مما ظنه.
وحش بقدرات غير مفهومة ، بالإضافة للسر الذي أخفته الإمبراطورية .. سر قدرته على كسر حدود موهبته.
"لأصدقك القول ، لقد جئتك هنا لاني لا أريدك أن تعود لتلك الزنزانة ".
بادر ايريس ، ذاكرا ما جاء من أجله فعلا.
"كلي آذان صاغية " قال فراي ، محافظا على نفس الوجه الذي جعله يبدو و كأنه توقع مسار المحادثة بالفعل.
ايريس في تلك اللحظة زاد يقينا .. القائد اسوء بكثير من اتباعه.
"لقد انتهيت للتو من اجتماع مع أفراد فرقتك .. الناجون من جنونك و حملتك الانتحارية ".
"و ما ذا كانت النتيجة ؟" سأل فراي ، بينما اجاب ايريس متنهدا.
"أنتم جميعكم مجموعة من المجانين ، لا أعلم أي نوع من تعاويذ غسيل الدماغ ألقيت عليهم ، لكن جميعهم يريدون القتال بجانبك مرة أخرى ".
ابتسم ايريس ابتسامة ذات مغزى ، مضيفا على تصريحه الاخير.
"جميعهم ، ما عدا أوريل بلاتينيي".
بسماع ذلك ، ضيق فراي اعينه بشكل لا ارادي .. بسماع أن الشخص الذي قد يحمل الطريقة التي ستنجيه من محنته .. لا يريد أن يكون معه بعد الان.
"لقد فهمت موقف افراد فرقتي ، الان أريد أن أعرف موقفي ، مالذي سيحدث لي بالضبط ؟".
متجاهلا موضوع اوريل ، حث فراي نظيره العجوز على التعجيل و اخباره بقراره.
"بطبيعة الحال ، ستواصل القتال بهذه الحرب فانت قوة عظمى لا غنى عنها .. لكنك ستقاتل كجند ، لا كقائد من الان فصاعدا ".
"سيتم وضعك بفرقة قائد آخر ، و ستكون ملزما بإتباع أوامره ، و أفراد فرقتك سيكونون موجودين معك بطلب منهم ، ما رأيك ؟ ليس سيئا اليس كذلك ؟".
قال ايريس ضاحكا.
أما فراي فكان محتارا من التساهل المفرط معه . فكل ما فعلوه له هو تجريده من لقبه كقائد .. لقب لا معنى له.
"حسنا .. مادمت تضعني بالطليعة فلا شكوى لدي ".
"بالطبع ، أتمنى ألا تندفع بمفردك مرة أخرى نحو المعسكر.
فراي أومأ ، قبل أن يعود رفقة ايريس نحو المعسكر.
بطريقهما ، هم واصلوا الحديث عن الوضع الحالي بشكل عام ، و إلى ما ستؤول إليه الحرب من الان فصاعدا.
"إذا ؟ من هو القائد الذي عينت تابعا له ؟".
"ستعرف قريبا بمجرد أن نصل ".
"أراك محبا للمفاجآت ".
"ألست جيدا مع المفاجآت يا فراي ستارلايت ؟".
سأل ايريس مازحا.
أما فراي ، فعبس بشكل طفيف.
"تاريخي معها مظلم نوعا ما ".
طيلة حياته .. كل المفاجآت التي تعرض لها كانت اما احداث كادت تتسبب بموته ، أو موت المقربين منه.
لم يكن هناك من سيناريو آخر.
"لا داعي لكل هذه السلبية ، ولا تقلل من نفسك يا فراي ستارلايت ، فأنت السبب الرئيسي وراء انتصاراتنا الساحق حتى الان ".
الخسائر حتى الان كانت 1 ل 7-6 بين الإمبراطورية و الالتراس.
جانبهم امتلك افضلية هائلة ، و كل ذلك بفضل جهود فراي.
"ما هذه سوى البداية ، و ما حققناه ما هو سوى انتصار واحد ".
نقطة فراي كانت واضحة ، فرغم انه قتل عددا لا يعد ولا يحصى من الاعداء و هزم العديد من الاقوياء منهم.
إلا أنه لم يصطد اي سمكة كبيرة حتى الان ما عدا غفارديول الذي لم يعرف ما إذا مات أو لا يزال متواجدا بالجوار.
"حتى ولو كان مجرد انتصار واحد ، فهو سيكون بمثابة حجر الأساس ، أنا ممتن لما حققته .. فراي ستارلايت ، لكن اتمنى أن لا تعتاد على الدم و القتل كثيرا ، تذكر أنك بشري قبل كل شيء ، لذلك لا تفقد نفسك ".
هذه النصيحة جعلت فراي يبتسم بشكل لا ارادي.
ابتسامة ساخرة.
رغم أنها كانت نصيحة جيدة حقا ، إلا أن فراي لم يكن يملك الرفاهية ليتبعها.
فمسار الدم سيجبره على قتل المزيد بكل الأحوال.
على نهاية ذلك المسار ، فراي لم يملك اي فكرة عما سيصبح عليه.
"أقدر نصيحتك ايها العجوز ، سيكون من الرائع العمل بها بمجرد انتهاء هذه الحرب ".
حرب الظلمات لم تكن سوى بدايتها ، ولازال الكثير بالانتظار.
سواءا فراي أو ايريس .. كلاهما كانا مدركين لذلك.
الرحلة نحو المعسكر كانت هادئة تماما من بعدها ، بحيث ان كلاهما غرق داخل افكاره الخاصة.
بين عجوز وضع قائد على عشرات الالاف الارواح مثقلا بمسؤوليتها ، و شاب حملت اكتافه عبئا ثقيلا يكفي لجعل أصلب الرجال ينهارون من ثقلها.
مرت تلك الليلة بسلام ، و باليوم الموالي.
تحرك الجنود بنشاط داخل المعسكر ، بعضهم تدربوا بجد ، البعض الآخر نام بعمق .. و اخرون قضوا وقتهم يخططون لكل صغيرة و كبيرة.
من بينهم جميعا.
القديسة المستقبلية ، اوريل بلاتيني كانت منعزلة طوال الوقت داخل منزلها البسيط.
كانت تضع حاجزا من القوة المقدسة من حول مخيمها.
ما جعل الآخرين عاجزين عن بلوغها ، لذلك لم يتم ازعاجها مطلقا.
هي كانت جالسة فوق كرسي خشبي بجانب سريرها ، بينما ارتدت ملابسها بهدوء.
أعينها الزرقاء الجميلة كانت و بكل مرة لا اراديا على اجزاء معينة من بشرتها العارية المشوهة.
تلك الخربشات المرعبة قد حفرت عميقا داخل جلدها ، لدرجة انها بدت و كأنها حفرت فوقها بواسطة خنجر دموي ملعون.
تلك الجروح آلمتها كثيرا ، جاعلة اياها تشمئز من نفسها .. لدرجة أنها تسببت لها بحكة غريبة و كأنها تعاني من طفح جلدي مزمن.
أوريل اعتادت على ذلك الألم ، لذلك استطاعت دوما اخفاءه.
لقد كانت تتألم ، لكنها لم تشتك مطلقا ، فهي تقبلت مصيرها منذ وقت طويل.
لكن و لو لوقت بسيط ، برهة من الزمن.
هي حاولت خداع نفسها ، و آمنت بصدق بوجود معجزات.
معجزات ربما هي قادرة على قلب المصير نفسه .. و ذاك هو فراي ستارلايت.
هي ارادت المزيد من الوقت ، لكن وقتها نفذ ما يبدو .. فبدون سابق انذار.
دخل شخص ثاني مجالها ، مخترقا اياه بسهولة شديدة.
من خارج الخيمة ، دخلت تلك السيدة التي فهمت ألمها جيدا.
لقد كانت القديسة يوراشا.
"سيدتي".
قال اوريل ، مسارعة بإرتداء ملابسها بشكل كامل ، واقفة امامها.
يوراشا اقتربت بصمت ، بينما مدت يدها بهدوء متمشطة شعر اوريل الاشقر السلس.
يوراشا تحكمت بتعابير وجهها بشكل جيد جدا.
لكن شيئا فشيئا ، بدأت قناعها ينهار تدريجيا.
سواءا اوريل أو يوراشا.
بدا شبهيتين ببعضهما البعض ، لدرجة أن الغرباء قد يخطئانهما بعتبارهما أخوات.
بينهما ، لم يكن هناك من حاجة للاسرار . لهذا السبب بالذات .. انهارت يوراشا أخيرا بين ذراعي خليفتها.
"أنا آسفة حقا .. عزيزتي اوريل ".
بين ذراعي اوريل ، يوراشا بكت.
هي لم تبدو مثل القديسة الهادئة ، و المبجلة مثلما عهدها الناس.
بل كانت أشبه بفتاة عادية ، إنهارت أخيرا من الضغط.
يوراشا كانت لا تزال يافعة ، فهي لم تبلغ الثلاثين بعد.
لطالما اظهرت تلك الفتاة نضجا يتجاوز سنها بكثير ، لكن بهذه اللحظة بالذات ، هي لم تعطي ذلك الإنطباع مطلقا.
"أنا آسفة .. فقد بلغت حدي ، و لم أعد قادرة على التحمل اكثر ، لم أعد قادرة على حمل هذه اللعنة بعد الان ".
يوراشا واصلت الاعتذار ، لاوريل التي لم تقل أي شيء .. بدا و كأنها لا تزال تحاول استيعاب الموقف.
"أنا آسفة .. لقد أردت حقا أن أمنحك المزيد من الوقت و لكني ".
أجهشت يوراشا بالبكاء ، لكن أوريل أوقفتها.
"لا بأس ، سيدتي .. فأنا أتفهم ".
بابتسامة مؤلمة .. قالت اوريل تلك الكلمات.
"أنا ممتنة لك على كل الوقت الذي منحتني إياه ، فهو أكثر بكثير مما أستحق ".
قالت اوريل مواسية يوراشا .. و نفسها.
بتلك اللحظة ، هي إستوعبت.
أن الوقت قد حان . لتواجه القديسة مصيرها أخيرا.