ساحة الحرب تحولت لفوضى تامة ، و ضباب كثيف
ابتلع الجميع.
مخلوقات الكابوس هاجمت بلا هوادة ، و جانب الإمبراطورية كان الخاسر الوحيد .
بينما مات الجنود الواحد تلوا الاخر ، ساقطين بسرعة مثل الذباب ، جانب الالتراس لم يهاجم سوى باستعمال مخلوقات الكابوس .
بمعنى آخر ، و رغم كل ذلك الدم الذي سكب ، و وحشية المعركة
..
إلا أن الالتراس لم يخسروا أي ارواح بالاشتباك الاخير .
وضع الإمبراطورية لم يكن جيدا ، و ضباب الجساسات المدموج مع قوة الكوزموس قد زادوا الامر سوءا
فالتوحد لم يعد خيارا ، و كل واحد خاض معركته الخاصة بمكان ما داخل ذلك الضباب
من بينهم ، لابد أن المعركة التي اضطر سنو ليونهارت قد كانت الاصعب على الاطلاق
فهو اضطر لمواجهة سيد الكابوس بشكل مباشر ، بينما اضطر للتعامل مع عديد الوحوش الاخرى
طريقة قتال الكوزموس لم تكن بالعادية اطلاقا ، فهي كانت تظهر تارة ، ثم تختفي تارة أخرى و كأنها شبح من نوع ما
..
مجرد لمسة منها تكفي لاذابة اللحم البشري و طمسه إلى أن لا يتبقى شيء سوى العظام
..
سنو ليونهارت عانى الامرين أمام ذلك العدو المزعج ، هو استعمل هيأة ملك الحرب دون قيود ، و اخرج ترسانة عناصره بأكملها
..
مستعملا البرق الاسود بكميات كبيرة ، إنقض سنو على الكوزموس مرسلا صاعقة هوجاء ناحية الوحش ، لكن الهجوم الكاسح قد مر ببساطة عبر جسدها الذي اختفى بشكل عجيب ليظهر بدون سابق انذار خلف سنو
الكوزموس هاجمت مستعملا اذرعها الطويلة التي امتلكت منها المئات ، في محاولة منها لسحق جسد
عدوها ، سنو تجنب على آخر لحظة مستعملا خطوة الفراغ ، مهارة سمحت له بمحو المسافة بينهما بطرفة عين
..
مستغلا إندفاعه ، هو حاول سحق الكوزموس هذه المرة بكم هائل من النار الزرقاء .. نيران مسعورة خرجت بكميات كبيرة من سيف و جسد سنو لدرجة أنها كانت كافية لابتلاع الكوزموس بسهولة
لكن و مجددا ، مر الهجوم ببساطة من خلال جسد مخلوق الكابوس لتختفي ثانية مثل الشبح و تهاجمه من الخلف مرة أخرى
..
سنو واصل تجنب الاسوء على آخر نفس ، لكنه لم يستطع لمس الكوزموس قط .
المعركة تحولت الحرب كر وفر ، و السيناريو نفسه تكرر
كثيرا لدرجة انهما علقا بحلقة مفرغة لا معنى لها .
سنو يهاجم ، لكن اقوى ضرباته تمر من خلال جسد الكوزموس ، ثم تقوم هذه الاخيرة بمحاولة سحق سنو
الذي يواصل التفادي بواسطة خطوة الفراغ .
بعدما تكرر الامر كثيرا ، كان سنو قد بدأ يفقد اعصابه بالفعل
هذه ستتحول لمعركة إستنزاف ...
الدخول بقتال من هذا النوع لم يكن لصالحه البتة ، فعلى عكسه هو الذي استعمل كما كبيرا من الاورا بكل هجوم مبهرح شنه
..
الكوزموس لم يكن يستخدم شيئا سوى اطرافه الطويلة ، وقدرة جسده العجيبة تلك التي جعلته اشبه بالشبح
..
قدرتها هذه شبيهة بغافيد ليندمان لورد الالتراس ، لكن على عكسه فهي بدون نقاط ضعف بحالة الكوزموس ."
قدرة هيأة الشبح لهي قدرة قوية بالفعل ، لكنها تملك عدة نقاط ضعف ، فبحالة غافيد ليندمان ، مالم یری الهجوم أو يستشعره ، فهو لن يستطيع جعل جسده
يتفاداه
لكن بحالة الكوزموس ، مهما حاول سنو الهجوم بسرعة و من نقاط عمياء ، هو ببساطة لم يستطع لمس خصمه مطلقا
و مازاد الطين بلة ، هو الهجوم المتكرر من وحوش أخرى تدخلت بقتالهم ما جعله مضطرا لفصل وعيه على عدة جبهات
..
من أين تأتي كل هذه المخلوقات اللعينة ؟!" مستعملا
ثلاثة عناصر دفعة واحدة ، النار ، البرق ، و الجاذبية
..
سنو كان بمثابة كارثة طبيعية عصفت بكل من تجرأ على التعرض له ، لكن ورغم صمدوه حتى الان .. إلا أن
ضواه كان يخفت شيئا فشيئا
..
على عكس قدراته الفتاكة ، و هياة ملك الحرب التي دفعت بكل قواه عاليا ، إلا أن مخزون الاورا لديه كان
متواضعا مقارنة بخصومه
الفيرميثور مده حتى الان بكمية كبيرة من الطاقة ، لكنه
و بالتأكيد لن يستطيع القتال به لوحده للأبد
..
كلما طال أمد المعركة ، كلما حوصر سنو بشكل اكبر ..
..
"الكوزموس لا تتأثر باي كان ما القيه عليها ، مخلوقات الكابوس تواصل الخروج من ذلك الضباب بلا نهاية ، ولست بقادر على معرفة أي شيء يحدث داخل نطاق ذلك الضباب "
بفضل القوة العجيبة التي امتلكها ذلك الضباب ، تم شل حواس سنو بالكامل ، لذلك لم تكن له من طريقة ليعرف حال رفاقه
هو كان قلقا بشكل خاص حيال الهولو لودويغ ، فغوست اومبرا رفقة عدد من المقاتلين فوق الفئة S قد تولوا
صده
لكن الضباب حجبهم عنه بشكل كامل ، ما جعله غير
قادر على معرفة وضعهم
.
لوديغ كان مقاتلا من الفئة SS ، و بقدرات مجهولة تماما ، بمعنى آخر ، لم يكن هنالك من ضمان أن غوست و من
معه سيصمدون
..
ثم هنالك كل تلك الدماء التي سفكت باماكن متفرقة بسبب هجوم الوحوش
..
سنو شيئا فشيئا ، و بتأثير جانبي من هيأة ملك الحرب ، هو بدأ يفقد اتزانه مدركا بأن كل القوات التي اتبعته قد
كانت معرضة للابادة
متمسكا بسيفه ، هو صر على اسنانه بغضب منقضا على الكوزموس بسرعة أكبر بكثير .
" أتخبرني أنني لازلت عاجزا عن تحقيق اي شيء ، حتى بعد مرور كل تلك السنين ؟!"
مغطيا جسده بهالة النجم ، طارد سنو الكوزموس بسرعة شديدة ، مرسلا عددا مهولا من سلاشات الضوء
..
هجومه العنيف قطع ايادي سيد الكابوس بسهولة تامة ،
..
لكنه لم يستطع لمس جسدها الرئيسي مهما حاول لذلك لم يكن له من خيار سوى الضغط على نفسه اكثر ،
محاولا بلوغها
..
مخلوقات الكابوس حاولت حصاره باستمرار ، لكن اي شيء يقترب من نطاقه قد تحول لغبار ...
مستعملا 6 عناصر دفعة واحدة ، سنو ليونهارت دفع
نفسه لاقصى حدوده
..
الضباب القى بسحره عليه ، و الهلوسات بدات تنال منه بالفعل
ستار الدخان ذاك اخفى عنه حال جميع الجنود الذين اتبعوه بشكل اعمى ، و الان هو بدأ بالفعل يتخيل ذلك السيناريو .. عندما ينقشع الضباب ، و لا يجد من وراءه
شيئا سوى الموت و الجثث و الدم
منذ بداية المعركة ، لم يتدفق شيء نحوه سوى الوحوش
.
لم يظهر ولا بشري واحد ، بل فقط مخلوقات الكابوس التي لم تتناقص اعدادها ، بل ازدادت فحسب
هل أنا ضعيف .. لدرجة أنني عاجز عن تغيير أي شيء ، حتى بكل هذه المواهب و الهبات التي منحت لي ؟
"
جسده المبارك ، مواهبه وقدراته الخارقة التي وضعته فوق اقرانه
..
هو ولد بمزايا لم يملكها بشر من قبله ، لكن ورغم ذلك ، سنو ليونهارت لا يزال يخسر بشكل مزري مع أول تحدي حقيقي يواجهه
الهلوسات إشتدت عليه ، لدرجة أنه بدأ يرى ذكريات
قديمة مدفونة داخل قلبه
..
بينما ركض فوق ساحة المعركة مهاجما كل ما اقترب من وقت لآخر هو كان يلمح مجموعة من
منه
..
الاطفال تركض من حوله ، بينما اشتعلت النيران مبتلعة
اياهم الواحد تلوا الاخر .
هو رأى ظلالهم من بعيد ، مجموعة كبيرة من الاطفال يقفون خلف رجل واحد مختبئين خلف ظهره ، بينما رمقوا سنو بكل انواع نظرات الازدراء
..
خصوصا ذلك المدير اللعين ، الوحش الذي ترك علامة
بحياة سنو
..
هذا الأخير كان يعلم أن ما هذا سوى مجرد وهم يريه اياه عدوه
..
لكنه لم يستطع منع ذلك الغليان بداخله اطلاقا ، فما يحدث الان له ليس سوى تذكير صريح بمدى ضعفه .
..
"لو كان هو لما عانى و لو لدقيقة أمام هذا النوع من الخصوم ...
محاصرا من كل الجهات ، توهج سيف الفيرميثور دون توقف مطلقا ضياءه وكأنها نداء استغاثة ، بعدما علق
حامله بوضع لا يحسد عليه
سنو ، بوجهه الملطخ بالدم ، و اعينه التي خف بريقها الذهبي .. هو حدق بعيدا نحو الكوزموس .. المخلوق الذي زحف من حوله ناسجا شبكته من حوله ..
"لو كان فراي ستاربايت هنا .. لما حدث أي من هذا .."
بفترة ما .. فراي كان اقل منه بكثير ، ثم بلمح البصر ، هو لحق به إلى أن اصبح مساويا له . سنو كان راضيا حينها .
لكن و دون أن يدرك .. فراي تقدم كثيرا للامام تاركا اياه خلفه ..
سنو ليونهارت لم يتقاعس قط ، و تدرب بنفس مقدار فراي ، لكن و لسبب ما ..
المحبوب من الضوء لم يستطع التقدم مهما حاول ، و كأنه اصطدم بجدار غير مرئي جعله يتخلف عن اقرانه .
هو امتلك كل المقومات ليصبح أقوى ، فموهبته كانت الاعلى بين البشر كافة ..
سخرت له كل الوسائل ، و هيئت و عُبدت من اجله كل الطرق .. هو المحبوب من السماوات .
لكن و رغم ذلك ..
"لا أزال عاجزا عن فعل أي شيء !!"
صرخ سنو ، مخرجا كل مشاعره المكبوتة حتى الآن ..
"منذ بداية هذه الحرب ، بل منذ اليوم الذي ولدت فيه .. انا لم احقق أي شيء !!"
البطل المختار لقيادة كل البشر ، المبارك ، المختار ، ال و ال و ال .. كثرت الالقاب .. كثرت التسميات ..
لكن ..
ما الذي حققه هذا البطل ؟
"لا شيء .. لا شيء على الاطلاق .."
سواءا بالماضي البعيد عندما لم يكن سوى طفل احترق منزله أمامه و مات الجميع من حوله ..
أو الان .. بعدما اصبح هو البطل .
لم يهزم اعداءه ، لم ينقذ رفاقه .. بكل مطب يصطدم به هو كان يخسر ..
خسر أمام V .
خسر أمام فراي .
خسر بلوندور ، لم يستطع الفوز بمعركته بالمطاردة ، بل كان سيموت لولا تدخل لارا ..
"خسرت و خسرت .. خسرت و خسرت !" ضربة تلوا الاخرى .
سلاش وراء آخر ، حاول سنو كسر تلك الاغلال الغير مرئية التي التفت حول جسده .
"خسرت ثم خسرت ، و ها أنا ذا اخسر من جديد!!"
حائقا و غاضبا من وضعه و ضعفه .. قاتل بطل الكنيسة بضراوة غير آبه بما قد يحدث له ..
"لا أريد أن أخسر بعد الآن .. لا أريد أن أجلس جانبا عاجزا عن تحقيق أي شيء بعد الآن !"
اشتدت السلاسل بشكل اكبر من حول سنو ، محاولة قمعه ، لكنه واصل الدفع ، وواصل الضغط .. رغبة منه بالتحرر ..
عض شفتيه بشدة إلى أن انسكبت الدماء فوق ذقنه ، و جعل من الألم و حرارة المعركة اشياء ايقظته من اوهامه ..
لم يعرف سنو السبب الذي جعله يعلق حتى الآن ، و لم يتوصل لأي طريقة لكسر قيوده .
لكنه لم يرد السقوط ، حتى لو عنى الامر انه لن يستطيع
سوى استعمال ما تواجد بين يديه حاليا .
"مستواي الحالي أكثر من كاف للتعامل مع امثالك" محافظا على هيأة ملك الحرب ، توهجت الرموز الذهبية من فوق جسد سنو الذي قفز عاليا بالسماء .. مبتعدا عن كل تلك السموم التي اتخذت هيأة ضباب .
"ركز!!" ماسحا ساحة المعركة باكملها من الأعلى ، حاول سنو التوصل لطريقة تتيح له قتال ذلك المخلوق الذي لا يمس .
حتى بطيرانه كل تلك المسافة ، الضباب لم يسمح له قط بتفقد حال رفاقه ، فكل ما ظهر من بعيد ، هو عشرات الاضواء المختلفة الالوان لهالات و عناصر مختلفة اظهرت أن القتال كان مستمرا ..
لكن سنو لم يهتم بالآخرين حاليا ، فاعينه ركزت بشكل كامل على الكوزموس .
"يستحيل أن تتواجد قدرة مثالية بهذا العالم"
مهما كانت القدرة قوية و مثالية ، فلابد من وجود نقطة ضعف واحدة على الأقل .
سنو راهن بكل ما لديه على اكتشاف نقطة الضعف تلك
..
الرموز فوق جسده توهجت بشكل اشد ، و اعينه احترقت بعد دفعه اياهم لأقصى حدودهم ..
لوهلة ، بدا و كأن العالم الذي رآه سنو من خلال تلك الاعين مختلف تماما عن ما رآه البشر الاخرون ..
رؤيته توسعت كثيرا ، و لم يعد سنو ليونهارت يتعرف على شيء سوى الهالات من حوله ..
عقله حذف وجود كل شيء ، و لم يتبقى سواه هو و الكوزموس فوق هذه الأرض .
بينما سقط جسده من السماء ، الكوزموس إستغلت الفرصة مرسلة اذرعها الطويلة عاليا ، مستهدفة سحقه بينما لا يزال في الهواء .
لكن سنو لم يظهر أي علامة على التحرك حتى و هو معرض لهجوم ، بل واصل التحديق مثل المجنون و كأن شبحا من نوع ما قد تلبس جسده ... لدرجة ان خطا من لعابه قد خرج من فمه دون وعي منه ..
تركيزه ذاك ، جعله يرى ما لم يراه غيره ، رأى عالما من نوع آخر .. عالم اظهر له حقيقة خصمه أخيرا ..
"إذا هو سرك ، ايها المخلوق القذر " بابتسامة مرعبة شقت وجهه ، رفع سنو ليونهارت سيفه عاليا بينما اضاء جسده .
"تشكيل الكون العظيم!"
مستجيبة لأمره ، دار 12 عنصرا حول جسد سنو مندمجة مع بعضها البعض ، لتشكيل انفجار نووي هائل رد به الكوزموس ، و محى كل مخلوقات الكابوس من الوجود .
عمود الضوء العظيم الذي تسبب به هجوم سنو قد كان
كافيا لزلزلة ساحة المعركة بأكملها ، لكن و حتى بهجوم من هذا العيار .. الكوزموس لم يتأثر قط .
رغم ذلك ، سنو لم يجزع ، بمجرد أن لمست قدمه الأرض ، توهج جسده بخفة ، بينما ابتلعته افاعي البرق الاسود .
مستعملا خطوة الفراغ ، هو اندفع على الفور مبتعدا عن ساحة المعركة ، تاركا الكوزموس من خلفه ..
بدا و كأنه يهرب ، مستسلما لخصمه ..
لكن الصرخة المشؤومة التي اطلقتها الكوزموس قد كانت خير برهان على أن هذا لم يكن الحال .
الكوزموس ركضت على الفور خلف سنو ، مزلزلة الارض بأقدامها الكثيرة .
لكنها لم تستطع اللحاق بسرعة سنو اطلاقا ، فهذا الاخير قطع مسافة مهولة بلمح البصر .
بابتسامة شفت وجهه ، هو سحب كل ما استطاع من قوة سيفه ، مجهزا نفسه لانهاء صراعه ..
"لهذا السبب كنت تخفي نفسك وسط الضباب ، ايها الوحش اللعين "
ضباب الكوزموس و على عكس الخاص بجساسة الضباب .. هو لا يطلق الوهم ، بل يشل الحواس .
ما عانى منه سنو سابقا من هلوسات لم يكن سوى نتيجة لوجود العديد من جساسات الضباب التي اختلط قواها مع قوة الكوزموس .
بمعنى آخر ، الكوزموس لا يفعل شيئا سوى شل حواس خصومه .
قد تبدو هذه مثل قدرة لا معنى لها ، لكن سنو اكتشف سرها أخيرا .
"ما ذلك الضباب سوى غطاء تخفي به سرك ايها اللعين ، فما هيآتك البشعة هذه سوى تمويه !! أما حقيقتك ،
فهي موجودة بمكان آخر تماما !"
سنو استطاع رصده سابقا ..
خط الاورا الرفيع الذي ربط جسد الكوزموس بمكان آخر بعيد .. بعيد جدا .
لكن سنو رآه بوضوح بفضل رؤيته المعززة .
مجرد لمحة واحدة ، اعطته إجابة لكل أسئلته ..
"لهذا السبب لم استطع اصابتك مهما حاولت !"
فما ذلك الجسد الذي قاتله سوى هيأة بديلة .. دمية بيد الحقيقي .
مستخدما خطوة الفراغ ، سنو مزق المسافة و ما هي سوى ثواني معدودة .. ليجد نفسه أمام الصفقة الحقيقية ..
"إذا كنت تختبئ هنا طوال الوقت ؟! مخلوق الكابوس
الجبان !"
صرخ سنو ، مهاجما على الفور .. فلأول مرة بالتاريخ ..
استطاع بشر كشف هيأة الكوزموس الحقيقية .
على عكس الجسد السابق ذو الطول الهائل ، و الهيأة الوحشية .
الكوزموس الحقيقية كانت شبيهة جدا بالبشر ، بطول لم يتجاوز المترين ، و جسد مشوه و يدين و رجلين طويلتين نسبيا ..
هي بدت عادية تماما ..
شعرها الطويل ترامى فوق وجهها ، لكن سنو استطاع رؤية معالم الرعب المرسومة عليها ..
الكوزموس هربت على الفور بينما توهج جسدها مطلقا موجة فوضوية من الاورا بهدف ابعاد سنو .
لكن هذا الاخير تجنبها بسهولة ، بينما غطى سيفه بآخر ما تبقى له من اورا .
"اسلوب السيف الواحد : المهارة الفائقة .."
مركزا كل عناصره ، و قوته ..
جسد سنو اختفى للحظة ، بينما توقف الوقت عن المضي قدما ..
ثم عندما ظهر سنو مرة أخرى ، كان قد تجاوز الكوزموس بالفعل ..
للوهلة بدا و كأنه لم يفعل شيئا ، و هذا ما صدقته الكوزموس .
لكن العالم انقلب رأسا على عقب دون سابق انذار امامها ، بينما سقط النصف العلوي من جسدها ارضا .. بعدما نال منها هجوم شفاف لا لون و لا شكل له ..
"التمزيق الصامت "
بهجوم واحد تجاوز حدود الزمن ، ممزقا كل ما تواجد أمامه لحظيا ..
سنو قطع الكوزموس لنصفين ، جاعلا النصف العلوي ينزلق من فوق جسدها ، ليتمزغ فوق التراب ..
الكوزموس بدأت تصرخ على الفور ، منتحبة بشكل جنوني ، لكن سنو ظهر امامها لحظيا ، طاعنا سيفه داخل فمها مجبرا اياها على الخضوع .
"جسدك الحقيقي اضعف بكثير من هيأتك السابقة ، لا عجب أنك تخفينه وسط الضباب .. لكي لا يعلم العالم عن مدى ضعفك "
قيل أن الكوزموس هي احد اسياد الكابوس من الفئة +SS .. لكن على ما يبدو .. تلك لم تكن سوى كذبة .
فالاصح هو القول انها مجرد مخلوق كابوس امتلك قدرة من تلك الفئة ، اما حقيقته ، فقد كانت مثيرة للشفقة .. لكن يصعب اكتشافها .
لم يسبق لاحد هزيمتها ، فهيأتها الاخرى لا يمكن لمسها ببساطة ، لهذا هي جعلت العالم يرتعب من اسمها طويلة تلك السنين .
"لقد خسرت ، و خسرت .. ثم خسرت .." قال سنو متنفسا الصعداء اخيرا .
"لكن اليوم ، أنا ربحت "
مستجمعا المزيد من قوته ، عول بطل البشر على انهاء مخلوق الكابوس القبيح ذاك ..
فإذا بحواسه المعززة تصرخ عليه من العدم ، مجبرة اياه على الالتفاف ناحية الوحش الآخر الذي استهدف رقبته ..
هم كانوا بعيدين جدا عن ساحة المعركة حاليا ، لهذا السبب سنو لم يتوقع قط أن يظهر لودويغ الملعون امامه ، مستهدفا رقبته بمنجله العظيم .
نظرا لضيق الوقت ، اضطر سنو لتغيير مسار سيفه من الكوزموس ، إلى سلاح لودويغ ، مصطدما به باللحظة الاخيرة مغيرا مسار المنجل بالكاد جاعلا اياه يمر فوق رأسه .
سنو استعد للقتال من جديد على الفور متراجعا بضع خطوات للخلف ، لكن و لدهشته ، لودويغ لم يهتم بقتاله من الأساس .
فالهولو حمل نصف والدته غير آبه به ، قبل أن يندفع بعيدا فائزا منه ..
على ما يبدو ، فالهولو قد سمع نحيب والدته الاخير ، ما جعله يأتي مسرعا تاركا كل شيء خلفه .
ظهوره المفاجئ جعل عديد الاسئلة تجول عقل سنو ..
"هل وجوده هنا يعني ان غوست و الآخرين ؟!! الفكرة ارعبته .. لكنه دفعها بعيدا بالوقت الحالي ..
مستجمعا قوته المتبقية ، سنو اندفع مطاردا الهولو ..
"أنت لن تذهب لأي مكان "
لودويغ لم يكن بأفضل حالاته ، ففوق ملابس الطاعون السوداء الخاصة ، الدماء تسربت بلا توقف مثبتة أن الهولو لم يخض قتالا سهلا .
كانت هذه هي الفرصة المثلى لقتله .
سنو أراد تحطيمه بهجوم واحد كاسح ، لكن و في اللحظة التي حاول بها اطلاق هيأة ملك الحرب مرة أخرى .. هو شعر بجسده كله يتمزق من فرط الألم ..
تأخره الطفيف ذاك قد استغله لودويغ ليختفي تماما عن الانظار مستعملا مهارة من نوع ما جعلت سنو غير قادر على تتبعه .
"اللعنة ! هل بلغت حدي بالفعل ؟!"
هيأة ملك الحرب الآن اصبحت بمثابة جحيم له ، فكل ثانية إضافية بها كانت كافية لتمزيق روحه ..
رغم ذلك ، سنو قاوم مستعملا حواسه المعززة من اجل البحث عن لودويغ .. لكن دون جدوى .
فالهولو إختفى تماما ، آخذا ما تبقى من جسد والدته معه .
الكوزموس كانت شبه ميتة عندما انتهى منها سنو ، لكنه لم ينهي حياتها بشكل قاطع .
ما إذا كانت ستنجو أو تموت .. سنو لم يستطع اعطاء إجابة واضحة و هذا ما جعل الغضب يعتريه .
"يهربون مني بعد كل هذا .. هاها .. يالي من مثير للشفقة"
تحسر سنو على حاله ، و الغضب يعتريه .. لكنه لم يبقى جامدا مكانه ..
مستعملا سيف الفيرميثور ، هو سلط القوة المقدسة على جسده بينما جر نفسه عائدا لساحة المعركة حيث
تواجد رفاقه .
"المعركة لم تنتهي بعد .. علي العودة سريعا "
رغم قوله ذلك ، إلا أن سنو لم يستطع التحرك بسرعة كبيرة بعد .. فكل ما كان قادرا عليه هو المشي فحسب .
منذ بداية المعركة ، هو قاتل هيأة الكوزموس المنيعة و جيش الكابوس لساعات .. خلالها استنزف نفسه كثيرا .
الان لم يكن له من خيار سوى الاعتماد على سيف الفيرميثور الذي عالجه ، آملا ان يعيده لحالة تسمح له بالقتال مرة بعد .
"أتساءل ما الذي حدث للاخرين .."
غوست ، داون ، سيلينا .. الجميع .
"لا أعتقد أن مكروها سيصيب داون .. لكن الاخرون .. غوست .."
شفط سنو الهواء من حوله ، محاولا الاسراع .
"علي العودة .. و مساعدتهم ."
خطوة تلوا الأخرى ، هو كان يقترب منهم ..
أراد سنو تقديم المزيد ، فما حققه لم يكن كافيا اطلاقا ..
محاولا اثبات شيء ما .. لنفسه ، و لغيره .
هو ضغط أكثر .
أراد أن يتخلص من ضعفه ، و يغير من مصيره ..
لم يرد أن يرمى جانبا ، بل أراد الوقوف بالمقدمة ، تماما حيث يفترض به أن يكون ..
هناك ، حيث وقف امثال فراي ستاربايت .
لم يرد سنو البقاء بالظل بعد الان .. فنار متأججة قد احرقت قلبه ، بكل مرة رمي بها جانبا ..
لم يعلم سنو مطلقا ما كان هذا الشعور ، لكنه لم يكن بالمحبب له ، بل آلمه دوما ..
الاغلال لا تزال تلتف مثل الافاعي من حوله ، و هو لم يجد المفتاح بعد للتخلص منها .
لكن إلى أن يفعل ..
هو لم يملك خيارا سوى المضي قدما .
"رغم معرفتك أتم المعرفة ، أنك لا شيء سوى وحش مشوه و قذر ، ألا تزال تحاول لعب دور البطل ؟ "
و كأن شيطانا همسا باذنه .. توقف سنو عن المشي ، بينما إرتسمت على وجهه علامات الصدمة ، و الكراهية .
مستديرا ببطء ، باعين مفتوحة على مصراعيها .. هو وجده واقفا وراءه ..
"أخبرني .. يا إبني الهارب ، أترى نفسك بطلا ؟"
من العدم ، هو ظهر بينما مشى ناحيته ببطء ..
رجل سوي الجسد ، بشعر محمر طويل ، و بشرة سمراء ..
نظارة قراءة بجانب واحد فوق عينه اليمنى .. و ملابس الاب المعتادة به ..
في تلك اللحظة الغير متوقعة ، التقى سنو بالاب الذي بحث عنه طويلا .
سنو كان متأكدا ..
هو لم يكن وهما هذه المرة ، ليس بخزعبلات يريها اياه الضباب .
الرجل امامه حقيقي .. حقيقي جدا لدرجة أنه بدا تماما كما رآه بصغره ..
مدير الميتم .. الرجل المسؤول عن مأساة يوسيفكا ..
الهولو .. سموغ .."