..
معركة بحاشيتها ، كان هنالك شاب واحد بعيد و جسده يرتكئ على أحد شظايا الحطام الذي خلفها النزال
بعدما رماه فينيكس صنلایت بعيدا ، بقي فراي ستارلايت خامل و فاقدا للوعي بعد جنونه الاخير ..
لكن خموله هذا لم يستمر طويلا ، رغم كل ما تكبده .. و كل ما قاساه و المعارك الطاحنة التي خاضها .. اعين ذلك الشاب انفتحت من خلف قناعه الاسود .. مرة بعد .
...
...
...
-منظور فراي ستارلايت-
"آه .. أي لعنة هي هذه التي حلت علي ؟"
بمجرد عودتي للواقع .. ضربتني موجة عنيفة من الألم الحارق ..
و كأن كل الضرر الذي تكبدته حتى الان قد تراكم بانتظار هذه اللحظة بالذات ..
شعرت بعقلي يكاد ينفجر من شدة الرسائل العصبية التي استقبلها من طرف اعضاء جسدي باستمرار ..
أنا لم أستطع تحريك و لو عضلة واحدة ، فجسدي بدا و كأنه خسر كل عظامه .. و كأني مجرد كومة من اللحم و الجلد ..
"ما الذي حدث لي ؟" سألت محتارا ..
و ما هي سوى ثوان معدودة لألحظ تلك المعركة المشؤومة التي اندلعت بالقرب مني ..
تعرفت على عدد كبير من الهالات القوية .. ما جعل ذاكرتي تعود ببطء لما حدث قبل إغمائي ..
"لا أصدق أني فقدت السيطرة على نفسي ."
متحملا الالم ، أجبرت نفسي على جر جسدي إلى أن جلست متكئا على جذع شجرة ميتة ، جاهلا نفسي مقابلا بشكل مباشر لساحة المعركة.
آخر ما اتذكره ، هو أني حاولت اختبار قوتي ضد دراغوث ، ثم بعدها انقلب كل شيء رأسا على عقب ، و وجدت نفسي اتحول لآلة قتل بلا عقل مستهدفا كل ما تواجد بطريقي .
فقداني للسيطرة بهذه الطريقة لم يكن من قبل الصدفة .. فصحيح أني لم أكن سويا عقليا .. إلا أن كسري يتطلب ما هو أكثر من ذلك بكثير ..
بدا و كأن جسدي خاني ، و هذا ما دفعني لاكشف عن بشرتي العارية متفقدا حالتي الحالية .
الجروح و الاصابات قد تعافت بمعدل مرئي بفضل قدرة التجدد خاصتي .. لكن و بجانب الدم ، رأيت لونا آخر يزحف تحت جلدي ..
لون أسود قاتم ، لشيء غريب سكن بداخلي ..
"ظل ويسكر .."
هذا الشيء الملعون كان السبب المباشر لما حدث لي سابقا .. هو من جعلني افقد السيطرة على نفسي بذلك الشكل المثير للشفقة .
وجدت نفسي اعن لا شعوريا ..
"إذا ما إستمرت بفقدان السيطرة على نفسي و قوتي بهذا الشكل ، فسيعود الامر بكارثة .."
وضعي الحالي لهو خير مثال ..
أنا لم اعد أستطيع تأجيل الامر لما هو أكثر من ذلك بعد الان .
"علي التعامل معه بأقرب وقت ممكن "
لكن و قبل ذلك .. كان هنالك مسألة ملحة أخرى امامي ..
فالحرب لا تزال مستمرة ، و معركة طاحنة قد تحدد مصير الحرب قد إندلعت أمام عيني ..
..
3 ضد 4 .. لقد كانت متقاربة جدا ..
"لن استطيع تقديم أي دعم لهم بحالتي هذه .."
ناهيك عن القتال ، بالكاد كنت قادرا على رفع يد واحدة حاليا .
لذلك وجدت نفسي أفتح واجهة النظام مستعملا منظور اللاعب الثالث
..
لقد انشغلت كثيرا بما تواجد أمامي ، و نسيت اولئك الذين تركتهم خلفي ..
بمكان ما ، بعيدا بعشرات الكيلومترات عن مكاني ، إندلعت معركة أخرى جلبت من الموت و الدمار الكثير ..
مفعلا منظور اللاعب الثالث ، غاص وعيي بعيدا ، كاشفا لي عن خبايا وضع الحرب الحالي .
...
...
بعيدا عن مجزرة وحوش الفئة +SS ..
هناك بالمؤخرة ، حدثت معركة من نوع آخر تماما ..
وسط الضباب الدموي الذي غطى كل شيء .. تخبط جنود الإمبراطورية بشكل اعمى عاجزين عن إدراك مكان عدوهم ناهيك عن مقاتلته
..
هم صمدوا بشكل جيد في البداية ، فسنو ليونهارت تمكن من مقارعة لورد الكابوس .. الكوزموس .
اما لودويغ الملعون ، فهم تعاملوا معه بطريقة أو باخرى بعد توحيدهم القوى و محاصرته .
لكن و عندما ظن جنود الإمبراطورية انهم يملكون الفرصة ، فإذا بالضباب يجتاح المكان مرة أخرى ، و هذه المرة .. زحفت عشرات الكوابيس من الجحيم مهددة بابتلاعهم احياء .
لم يعرف أحد من أين جاء ذلك العدد من جساسات الضباب مخترقا ساحة المعركة ، لقد كان هنالك العشرات منهم ، و جميعهم فرضوا وهما قويا جعل معظم الحاضرين يسقطون ضحية له ..
ضباب الجساسة ، بالإضافة لذلك الخاص بالكوزموس ..
ذلك كان بمثابة مزيج الرسل منح الجنود لكابوس ابدي لن يستيقظوا منه قط ..
من بين جانب الإمبراطورية ، تخطت فتاة ذو شعر ازرق وحيدة بعدما سقط كل القريبين منها ضحية للوهم ..
ممسكة بصخرة مسننة و حادة ، هي ارتعشت بشدة قبل أن تطعن نفسها بواسطتها ، جاعلة الالم يبعد سكرات الوهم تلك التي هددت بسلبها وعيها .
بهذه الطريقة ، بالكاد بقيت سيلين واعية متذكرة تحذير فراي ستارلايت الذي أخبرهم عن جساسة الضباب سابقا .
"أغمضوا اعينكم ، و اجعلوا من الالم ملاذا لكم "
هذه هي الطريقة للنجاة من الجساسة ..
لكن وسط بؤرة الجحيم هذه ، تساءلت سيلين مالذي تستطيع القيام به بالضبط عندما تتخلى عن بصرها ، و تصيب نفسها بيديها ..
مهما فكرت بالامر ، فاليأس هو كل ما نال منها .. و هذا ما جعلها ترتكب خطأ جسيما .
هي قامت بفتح عينيها ، فإذا بها تجد الرجس ماثلا امامها ..
مخلوق قذر و بشع بوجه مشوه ، و جسد طويل ملفوف حوله رداء اسود ..
تلك هي جساسة الضباب التي كانوا يستعملونها العجائز بروايات الرعب عندما اخافوا الصغار .
الجساسة فتحت فمها معولة على التهام سيلين ، أمام صفوف الاسنان الحادة تلك ..
سيلين تجمدت مكانها غير قادرة على الاتيان بأي حركة
..
هي كانت على وشك الموت ، لكنها رفضت تصديق ذلك ..
"أنا لن أموت .، فهو أراني المستقبل " محاولة اقناع نفسها ، هي ثلت الكلمات نفسها مرارا و تكرارا ..
لقد رأت المستقبل ، مستقبل تواجدت به بجانبه ..
لكن فم الجساسة كان قد احاط بها بالفعل ، مستعدا لسحق جسدها بعضة واحدة ..
عندما اقترب منها الموت لهذا الحد .. سيلين انهارت للحظة ، متخلية عن كل ما آمنت به ، مستسلمة للخوف من الموت ..
لكن الموت الذي خشيته لم ينل منها ، فبآخر نفس ، ضرب شعاع ازرق عظيم من الاورا جسد الجساسة راميا اياها بعيدا ..
مخلوق الكابوس تخبط فوق الأرض مطلقا عويلا وحشيا ، محاولا تمالك نفسه .. فإذا بجليه مد جليدي
هائل ينزل من السماء دافنا اياه ارضا .
ثم بعد ذلك مباشرة ، نزلت عشرات الصواعق و النيران من العدم مفجرة الجلمود و مخلوق الكابوس من تحته بشكل كامل .
سيلين اندهشت من عرض القوى التدميرية ذاك ، قبل أن يعيدها صوت شاب لم تسمعه من قبل للواقع .
"هل انت بخير ؟"
هو مد يده مساعدا إياها ، كان شابا بشعر اسود و اعين حمراء .. داون بولارس .. الشاب الذي لم يصب ب ولا خدش منذ بدأ المعركة ..
اللافت للنظر لم يكن داون ، فهو لم يكن المستسبب بما حدث قبل قليل ، بل تلك المرأة التي جاءت من خلفه ..
"اللعنة على هذه المخلوقات القذرة ، كم منهم علي أن اقتل لينتهي هذا الكابوس ؟"
هي بدت منزعجة حقا ، ساحرة غريبة تجولت داخل ساحة المعركة و هالة غريبة تلتف من حولها رفقة عدة شرارات كهربائية ..
اللافت للنظر لم يكن قوتها فحسب ، بل الحروف الرونية الغريبة التي توهجت من اماكن متفرقة من جسدها.
"علينا التحرك بسرعة ، قبل أن ينال منا الضباب ." قال داون بولارس ، مراعيا سيلين المصابة .
اما الساحرة سيلينا هيمسوورث .. فهي لم تهتم لوجودها من الاساس ..
فكل ما أرادت فعله هو الاسراع .
على الفور ركض ثلاثتهم ، مخترقين ساحات المعركة الواحدة تلو الاخرى ..
و بكل مرة ، كانت الساحرة سيلينا تقضي على اي كان
مخلوق الكابوس الذي تجده بطريقها ..
جسدها اطلق السحر بشكل تلقائي ، و قد تلاعبت بكافة العناصر بمستوى عالي و غير مفهوم ..
الاورا الخاصة بها بلغت مستويات عليا لم يفترض بها بلوغها اطلاقا .. هي كانت غامضة تماما .
لكنها تمكنت لوحدها من التعامل مع عشرات الجساسات ، فالضباب ما يبدو او يؤثر بجسدها ، و سيلين حزرت أن لتلك الرونيات الغريبة المحفورة فوق جسدها علاقة بالامر.
لقد كانت تملؤ اماكن متفرقة ، سواءا يديها ، ارجلها ، جذعها .. و حتى رقبتها و وجهها ..
و كأنها وشوم مضيئة نقشئت عليها بواسطة حبر ملعون ..
من بين الحروف الرونية الغير مفهومة .. تواجد شيء واحد استطاعت سيلين فهمه .. و بالمثل يستطيع اي
بشري التعرف عليه .
فبالجانب الايمن من بطن سيلينا .. كتب رقم معين ..
"x20"
هذا ما ترى .. مالذي عناه ذلك الرقم ... ضرب 20 ؟
هذا ما ارادت سيلين معرفته .. خصوصا بعدما أطلقت سيلينا المزيد و المزيد من الهجمات الفتاكة التي قتلت جساسات الضباب بسرعة .
"التالي ! اللعنة!" صرخت الساحرة بغضب بينما جرت بكل مكان و داون و سيلين من خلفها ..
ثم و بدون سابق انذار ، انتحب جسد سيلينا بينما بصقت الدم من فمها من نهارة فوق الأرض ..
داون على الفور سارع لجانبها داعما اياها .
"هذا يكفي يا سيلينا ، جسدك لن يتحمل اكثرا!" هو قال
قلقا ، بينما ابعدته الساحرة منزعجة .
"و ما أدراك انت بحدود جسدي ؟"
جالسة فوق الأرض هي تذمرت من شدة الالم الذي اضطرت لتحمله ..
"أظنني بالغت كثيرا هذه المرة .. لم يكن يجب علي أن أضاعف قوتي 20 مرة ."
ببطء ، تنفست سيلينا الصعداء ، بينما اختفت الرونيات من فوق جسدها ..
بسماع ما قالته .. سيلين لم تستطع اخفاء فضولها بعد الان .
"مضاعفة القوة 20 مرة ؟"
"همم ؟" لا يبدو أن سيلينا كانت مدركة لوجود تلك الفتاة ، و هذا ما جعلها تصنع وجها منزعجا .
"من هذه الفتاة ذو الوجه الغبي ؟"
"إنها الفتاة التي انقذتها بنفسك قبل قليل اولا تتذكرين ؟" رد داون ، بينما تنهدت سيلينا .
"جل تركيزي كان منصبا على وحوش الكابوس ، ارى انك مرتاح البال لدرجة إلتقاط النساء يا داون " تذمرت سيلينا قبل أن تشرع بتقيئ الدماء .. ما جعل داون يضرب وجهه فحسب .
"علينا التحرك قريبا ، إذا بقينا هنا فسيتم حصارنا " اشار داون لضرورة التحرك ، لكن سيليننا ضحكت فحسب على ذلك.
"بوجودك هنا ؟ اشك أن شيئا سيصيبنا و لو نزل ملك الشياطين نفسه لنا "
سيليننا بكل وضوح كانت تشير لقدرة النجاة الغريبة التي امتلكها زميلها ..
"دون ذكر انني سأستقيئ المزيد من الدم في اللحظة التي
احرك بها جسدي "
هي بكل وضوح قد بلغت حدها ..
العالقين وسط ساحة المعركة ، لم يكن لهم من خيار سوى الاعتماد على حظ داون لابعاد الخطر عنهم ..
فالقتال كان مستمرا ، و بدا أن سنو قارع الكوزموس لحد الساعة ، فهم لا يزالون يشعرون بتقلبات الاورا الهائلة الصادرة منهما ..
ارادت سيلينا المساعدة ، لكنها بلغت حدها بشكل اسرع مما توقعت .. في تلك اللحظة ، رفعت سيلين يدها مترددة .
"المعذرة .. أظنني قادرة على المساعدة"
بسماع ذلك ، اظهرت الساحرة سيليننا شكلها بشكل واضح .
المساعدة ؟ كيف ؟ هل ستبكين أمام العدو إلى أن
يشعر بالشفقة تجاهنا ؟"
"كوني رحيمة بها يا سيلينا " قال داون بينما حث سيلين على تجاهل ما قالته.
هذه الاخيرة استحضرث قوتها ، ما جعل الماء يتكون من العدم حولها .
"أنا أستطيع علاجك بما يكفي لتعودي لحالة تتيح لك القتال" قالت سيلين ما جعل داون و سيليننا ينظرون اليها بضوء جديد .
"هذا يغير الكثير يا صغيرتي ، فهذه الحالة تعالي و ساعدي اختك الكبرى !" قالت سيليننا بحماس بينما نظر داون إليها عاقدا حواجبه .
هي لا تبدو أصغر منا لتلك الدرجة "
أغلق فمك انت "
محدقة بهم باستغراب .. لم تفهم كيف استطاع كلاهما
الحديث بهذا الشكل وسط كل ما يمرون به ..
فقط .. من أين جاء اللامبالاة بالضبط ؟
..
هي ارادت أن تعرف .
لكن هذا المستوى طبيعي من داون الذي ايقن أن أن قدرته ستحميه دوما مهما كان وضعه ، و سيلينا التي شهدت القدرة بعينيها .. لذلك كانت مرتاحة بجانبه ..
"تعالي يا فتاة و أبداي العلاج "
"آه ! اجل !"
هرعت سيلين ، واضعة يديها فوق ظهر الساحرة سيليننا ، لتتدفق قوتها بداخلها .
"لدي قدرة على جعل الماء الذي اتلاعب به ماء شافيا ، أستطيع علاجك داخليا بواسطة قدرتي هذه ، لكنني لن أستطيع استعادة مخزون الاورا لديك " قالت سيلين بينما ضحكت سيلينا
"لا داعي لذلك ، فعلاج اصاباتي الداخلية أكثر من كافي "
في البداية لم تفهم سيلين ما عنته الساحرة بكلامها ، لكن و بمجرد بدأها العلاج ، هي ادركت على الفور الحالة المزرية لجسد سيلينا .. فعدد اصاباتها الداخلية قد كان جنونيا.
"لا تجزعي يا فتاة ، هذه الفوضى هي ثمن قدرتي "
قالت سيليننا بابتسامة .
"بما انك اخبرتني عن قدرتك الشافية ، فسأخبرك عن خاصتي ايضا!"
مشكلة قلما سحريا بواسطة يدها ، هي بدأت تكتب فوق جسدها .
"كما ترين ، انا أستطيع منح نفسي قوى مختلفة ، عن طريق نقش الرونيات فوق جسدي ، يمكنني استعمال القدرة بعدة طرق مختلفة ، مثل الاطلاق الفوري للتعاويذ السحرية ، أو التلاعب بعناصر لا أستطيع
بالعادة استعمالها " قالت سيليننا قبل أن تتعمق ابتسامتها .
"أو مضاعفة قوتي بضع مرات "
الجملة الاخيرة كانت أكثر ما شد انتباه سيلين ، فهي تذكرت على الفور ذلك الرقم 20x ..
"هذا يعني ؟!"
سألت سيلين ، لتوأمى الساحرة سيلينا .
"هذا صحيح ، رغم أن 20 هو حدي .. لكنني أستطيع مضاعفة قوتي 20 مرة ، و و هذه هي الطريقة التي جعلتني قادرة على قتل كل مخلوقات الكابوس تلك"
"هذا مذهل !" شهقت سيلين غير قادرة على اخفاء دهشتها ، بالمقابل ضحكت سيلينا بفخر .
"نعم ، هو كذلك !"
فراي ستارلايت لم يكن الوحيد الذي صقل نفسه و أمضى وقته بالتدريب ..
فأحد البطلات الرئيسيات..سيلينا هيمسوورث هي الأخرى ، قد ايقظت إمكانياتها الحقيقية.