"أخبرتك من قبل اليس كذلك ؟ عندما واجهتك بالفيكتورياد .. نحن وجهان لعملة واحدة ، فكلاها نجهل اصلنا .. و نجهل حقيقتنا بهذا العالم . "
"التدريب بالسيف .. امتصاص الاورا ، ممارسة الاساليب القتالية و تعاطي الجرعات ، كل هذه هي طرق البشر للتدريب .. مسار البشر الذي به يصبحون أقوى مع مرور الوقت .."
"لكن يا سنو ، سواءا أنا أو أنت ، نحن لسنا ببشر ، أو بالاحرى .. جزء منا فقط هو البشري " قلت بهدوء و كأن هذه حقيقة بسيطة يعلمها الجميع ، لكن سنو إنصدم غير قادر على الاستعاب ما جعله غير قادر على تشكيل الكلمات ..
"طرق البشر العادية للتدريب لن تقودك لأي مكان بعد الآن يا سنو ، فهذه هي اغلالك التي لم تستطع التحرر بها اطلاقا .. قيود البشر ..."
طريقة التدريب هذه تناسب من هم بشر بنسبة 100%
لكن في حالتي انا و حالة سنو ، نحن لم نعد بقادرين على السير بهذا الطريق بعد الآن .
لقد اصبحت بهذه القوة ، لأنني اتبعت مسار الدم الخاص بنايمليس و هو أكثر مسار مناسب لي بما أنني صنعت بالأساس لأكون وعاءا له.
لكن بحالة سنو ، هو لم يجد طريقه اطلاقا ، ما جعله يتخبط بالظلام .
"أنا لست بمؤهل لأخبرك بالحقيقة يا سنو ، خصوصا و أن جسدك هذا أكثر تعقيدا بكثير مني .. لديك جانب بشري ، و بنفس الوقت .. لديك جوانب أخرى اضافية .. جانب من مخلوقات عظيمة تفوق استعاب البشر ."
للأسف ، أنا غير قادر على مساعدته عندما يتعلق الامر بحاملي الضوء .
لكنني أستطيع منحه تلميحا من نوع آخر ..
"لا تنسى يا سنو ، أن نفس دماء ذلك القدر تجري بعروقك ، أنت تعلم ما يعنيه هذا ، اليس كذلك ؟"
بجانب جزئه البشري ، و جزء الكيان الاخر الذي تكون منه سنو .
يوجد طرف ثالث دخيل هو يعلم عن وجوده .. فهو كان واعيا عندما تم حقن كل تلك الدماء الشيطانية بداخله ..
لهذا السبب كان سنو أكثر تعقيدا بكثير مني ، فهو امتلك الكثير من قطع الفوضى بداخله .
"إنهض يا سنو ، فليس هذا هو البطل الذي اعرفه " قلت كلماتي الأخيرة ..
بينما إختفى وعيي ببطء من داخل عقله له .
"أنت لست سنو ليونهارت البشري ، و لا بطل الكنيسة . و لا خليفة كازيس فاليريون .. أنت أعظم من ذلك بكثير .. لذلك لا تسقط بمكان كهذا .. فالبطل الذي كتبت عنه ذات يوم لن يسقط بهذه السهولة ."
لم اعلم أي وجه صنع سنو حاليا .. فما المكان الذي تحدثنا به سوى فضاء روحي لا شكل ولا لون له .
لكنني قدمت له كل ما أستطعت تقديمه ..
نجاته من عدمها ..
نهوضه أو سقوطه ..
كلها كانت مرهونة به الان ، هو وحده من يستطيع اخراج نفسه من وضعه ذاك . و هذا ما دعيت حدوثه ، بينما تم سحب جسدي بعيدا .
تم إلغاء التلبس
"حظا موفقا .. سنو " ... ...
-منظور سنو ليونهارت-
لثواني و دقائق طويلة ، بقيت مكاني احدث بال فراغ المظلم أمامي ..
المكان الذي اختفى منه فراي ، بعدما بصق هراءه ما زاد من حيرتي ..
ضحكت بخفة ، بينما ابتعد سموغ أكثر و أكثر حاملا جسدي ..
"أي هراء هذا الذي تقوله يا فراي ؟ اتخبرني أنني لست بشري .. ثم تغادر بهذه البساطة قائلا انك غير مؤهل لإطلاعي على الحقيقة .. تبا لك ايها اللعين ، هذا ليس مضحكا حتى .."
لعنت بينما تخبطت وحيدا بفراغ وعيي .. "لكنني أخيرا بدأت اتعرف على لون هذه القيود "
محدقا بتلك السلاسل الملفوفة حول جسدي .. رأيت لونها لاول مرة ..
السبب الذي جعلني غير قادر على زيادة قوتي مهما حاولت .. هو لان طريقة البشر لم تعد مناسبة لي بعد الآن ..
"إذا لم أكن بشري .. إذا ماذا اكون ؟ لماذا لم تخبرني بحق الجحيم يا فراي .."
اترمي نصف الجواب لي ، بينما تبقي النصف الآخر لنفسك ؟
فأنا لم يكن لي من طريقة لمعرفة الحقيقة الان ، و هذا أزعجني بشدة ..
و لكن .. ذلك اللعين اعطاني نوعا آخر من الاجابات على الاقل ..
"لا أعلم مالذي سيغيره هذا .. لكن على الأقل .. أنا أستطيع الوقوف مرة أخرى ، و المحاولة من جديد ."
هل ستكون هزيمة أخرى ؟ هل سأنتصر أخيرا ؟
لا أعلم ، لكنني سأحاول ..
"سأطلق العنان لذلك الجانب القبيح .. الجانب الذي لا يليق البتة .. لا بد أن هذا ما تريده ، اليس كذلك ؟ يا فراي "
اغمضت عيني مرة أخيرة ، بينما خرجت من الظلام ، إلى الضوء . ... ...
بضواحي مقاطعة يارنام القديمة ..
تحرك رجل معين مثل الظل ، مغادرا مجال المعركة التي اندلعت بين الإمبراطورية و الالتراس.
حاملا جسد سنو فوق كتفه ، هو عول على الابتعاد قدر الامكان من اجل بدأ طقوسه المريضة ، و التهام الوجبة المثالية التي تركها تنمو وحيدة حتى الان .
"باستهلاك لحم و دم بشري المقدر له أن يكون الاقوى ، فذلك سيمنحني الدفعة التي احتاجها "
بابتسامة مرعبة على وجهه ، شق سموغ طريقه ، غير قادر على الانتظار أكثر من اجل تحقيق الهدف الذي انتظره من اجله سنين طويلة ..
"أنت لا تعلم كم انتظرت يا سنو ليونهارت ."
منذ الازل ، سموغ تجول فوق بقاع الأرض .
بنى الميتم تلوا الاخر ، و استقطب كل أنواع الاطفال ، كل منهم قد امتلك الموهبة.
بعضهم كان مقدرا له النمو ليصبح الاقوى ، و البعض الآخر قدر لهم أن يظلوا قمامة طيلة حياتهم ..
من بينهم ، سموغ كان يبحث دوما عن البشري المثالي ..
البشري الذي قدر له أن يصل من المواصيل ما لم يبلغه غيره ..
لسنين طويلة ، هذه كانت غايته الوحيدة .
فالمتعاقدون مع الشيطانية يوسيفكا لا يزدادون قوة الا بالتهام لحم و شرب دم بني جنسهم .
هذا هو المسار الشيطاني الخاص بهم ..
كلما زادت قوة و جودة اللحم الذي يستهلكونه ، زاد مقدار القوة التي يكتسبونها ..
بالماضي البعيد ، كانت نائبتة .. المرأة التي عاملها سنو كوالدته ، أنا ليز على وشك تدمير الخطة عندما لم تستطع مقاومة جوعها و حاولت اكل سنو و هو صغير .
لكن لحسن الحظ ، هذا الأخير تخطى كل التوقعات و قتلها بيديه ..
"أنت هو الافضل يا سنو ، أنا لا أطيق الانتظار إلى أن نصبح واحدا أنا و أنت!" قال سموغ بابتسامة سادية على وجهه ..
لكنه تجمد فجأة عندما سمع صوتا بجانب اذنه .
"أجل .. و لا أنا الآخر اطيق الانتظار "
بمجرد سماعه لهذه الكلمات الملعونة ، رأى سموغ الدماء تتطاير من امامه ، بينما سمع صوت قضغ عنيف ..
الالم احتاجه ، ما جعله يرمي بجسد سنو بعيدا دون وعي ..
مبتعدا للخلف ، سموغ و العرق يزحف فوق وجهه .. وضع يده فوق كتفه ، ليجد دماءه تتسرب بغزارة ..
امامه ، نهض سنو ببطء بعدما رماه بعيدا ..
فوق ذقن سنو .. سالت الدماء القذرة ، بينما مضغ هذا الأخير شيئا ما بفمه ..
"مذاقك أشبه بأمعاء قذرة لخنزير فسد لحمه ، و دماؤك اشبه بزيت محركات قديم و بآلي بطعم معدني مريع .. آه .. ياللقذارة "
بسماع ما قاله سنو ، تجههم وجه سموغ مدركا لما حدث ..
".. أنت.. لقد اكلت من لحمي .."
"هذا صحيح .. دماء شيطانة يوسيفكا تجري بعروقي .. تماما مثلك أنت اليس كذلك ؟ إذا هذا يعني أنني سأصبح أقوى أكثر .. عندما أكل لحمك القذر ! اليس كذلك ؟!" صرخ سنو بجنون مستعديا الفيرميثور ..
هو أكل قطعة كبيرة من لحم سموغ .. و رغم المذاق الفضيع ..
إلا أن سنو شعر بجسده يحتضن ذلك اللحم بسرور ، بينما تدفقت القوة بعروقه ..
بجانب مسار البشر .. وجد سنو أخيرا طريقة اخرى ليصبح أقوى ..
مستفيدا من القوة التي عالجت جسده ، هو انقض على سموغ مطلقا هيأة ملك الحرب ..
بين القوة المقدسة ، و القوة الشيطانية الجديدة ..
حدث صراع بداخل جسد سنو .. صراع قدر ا مرعبا و من الالم ..
لكن سنو ليونهارت لم يهتم للألم بعد الان ، فهو أخيرا و بعد كل ذلك التخبط .. تمكن من كسر الاغلال و لو قليلا !
هو يستطيع مواصلة المضي قدما .. "أستطيع أن أصبح أقوى مما أنا عليه الان!"
لقد وجد الطريقة .
"لابد أن هذا هو ما عنيته .. اليس كذلك يا فراي!"
صرخ سنو بجنون بينما اصطدم بسموغ .
هذا الأخير اخرج قوته وجعلا جسده مغلفا بنفس المادة الحديدية شديدة الصلابة .
"لن ادع هذا يتكرر مجددا "
شن سموغ عشرات اللكمات المدفعية التي ردها سنو بواسطة سيفه ..
هيأة ملك الحرب قد دفعت بجسده لأقصى حدوده ، و سنو فضل استعمال عنصر الظلام هذه المرة .
العنصر الذي نادرا ما استخدمه بالقتال .
"سنرى بشأن ذلك "
سموغ جعل من جسده دبابة مدرعة ، لذلك لم يكن هناك مجال لسنو أن يكرر ما فعله سابقا .
لكن المعركة الآن قد اصبحت مختلفة بشكل كامل عن المرة السابقة .
و كأنه كان يتشوق لهذه اللحظة لهذه اللحظة ، جسد سنو استوعب القوة الشيطانية بمعدل سريع ينذر بالخطر .
و مقدار القوة التي اكتسبها لم يكن بالضئيل .
البشر المتعاقدون من الالتراس يصبحون أقوى عن طريق الدماء الشيطانية ، و نتيجة لذلك .. ظهر الكثير من الاقوياء .. مثل اللوردات أو الهولو .
اولئك كانوا هم البشر ذو الإمكانيات الاكبر الذين استطاعوا تحمل تلك الدماء.
الان ، هاهو البشري صاحب الموهبة الاعظم بالتاريخ .. يفتح ذراعيه لتلك الدماء مستوعبا اياها و مرحبا بها ..
النتيجة .. كانت مروعة حقا ..
سلاش !!!
الفيرميثور .. مغطى الآن بكم مرعب من اورا الظلام ، قد اصبح بمثابة حاصد الارواح .
سموغ لم يدرك حتى كيف حدث ذلك ... فقبضاته الجبارة .. و جسده المدرع ..
كل ركن منه قد امتلأ بمئات الجروح الناتجة عن هجمات السيف الخاصة بسنو ..
"مالأمر ؟! الم تقل أن هذا لن يتكرر مجددا ؟!"
سلاش!!
بسرعة جنونية ، و قوة عظيمة غير مفهومة ..
سنو ارسل ذراع سموغ اليمنى تطير بعيدا بعدما قطعها بضربة واحدة ..
"خطوة الفراغ"
مستعملا مهارته ، سنو اختفى من أمام سموغ ليظهر بعيدا متمسكا بتلك اليد التي قطعها بنفسه ..
"شكرا لك على اللحم المجاني "
بدون تردد .. شرع سنو يلتهم تلك اليد و كأنه حيوان بري لا بشري ..
سموغ الذي رأى المشهد .. قد شعر بشعور غريب يتملكه .. "انا .. انا من بين الجميع .. يتم التهامى ؟!"
هذه الحقيقة المروعة لوحدها كانت كافية لجعل الهولو ينفجر .. هو لم يعد يهتم بعد الآن ..
سموغ اطلق قوته الكاملة ، معولا على قتل خصمه ..
"فلتذهب الطقوس للجحيم .. لأقتلك و التهمك هنا و الان!"
جسد سموغ افرز كما مرعبا من المادة السوداء التي جعلت جسده يتضخم بمعدل مرعب ..
من جذع يديه المقطوعة ، نمت يد جديدة ، جسده قد اصبح عملاقا لدرجة انه حجب سنو تماما بظله لوحده ..
من حوله ، ظهرت عشرات المسامير الحديدية السوداء التي شقت الفراغ مستهدفة سنو .
هذا الأخير انتهى من اكل اليد بالكامل ، قبل ان يختفي من مكانه متفاديا المسامير التي فجرت الأرض حيث كان واقفا .
مندفعا بسرعة شديدة تاركا مسارات الاورا السوداء من خلفه .
طار سنو ليونهارت من حول سموغ العملاق مرسلا عشرات السلاسل العظيمة ممزقا اياه .
"ماذا الان ؟ هل زدت كمية اللحم من اجلي ؟ انا اقدر ذلك !" سخر سنو ، لكن سموغ رد على الفور بلكمة صاروخية ارسلته طائرا مئات الامتار ..
سموغ قفز خلفه على الفور ، حاجبا الارض بظله .
"إنقضاض المذبحة !"
من السماء .. نزلت مئات القذائف التي اتخذت شكل قبضات مظلمة جامحة حملت بداخلها من القوة الكثير ..
الهجوم بدا مثل نيازك اجتاحت الارض مدمرة اياها ..
بالمقابل ، سنو ليونهارت طار ممزقا الفراغ قاطعا كل ما اعترض طريقه .
هو مزق كل القبضات إلى أن بلغ سيفه جسد سموغ العملاق ..
قاطعا لحمه المتصلب بسهولة شديدة ، ترك سنو مسارا دمويا فوق جسد سموغ قبل ان يظهر فوقه عاليا بالسماء ..
سموغ مرتعبا من مدى قوة خصمه ، هو اطلق عويلا وحشيا ، مخرجا كل الاورا الخاصة به على هيأة شعاع مظلم هادر ابتلع السماء .
"فالتمت !!!*"
شعاع الاورا الهادر ذاك استهدف سنو بشكل مباشر ، جاعلا اياه يعلق بوسطه ..
سنو ليونهارت ، متمسكا بسيفه الذي استهدف رقبة سموغ ..
هو ابتسم بشكل واسع ، غير آبه لجلده و لحمه الذي تبخرا بسبب الهجوم الذي تعرض له ، لدرجة أن عظامه برزت من عدة اماكن..
مركزا كل القوة داخل سيفه .. ارسل سنو موجة من القوة الجبارة .. موجة فرقت شعاع سموغ على 4 اتجاهات .
"أسلوب السيف الواحد : المهارة الفائقة "
منتشيا بحصوله على تلك القوة الجديدة ... اطلق سنو العنان أخيرا لتلك الضربة التي لم يستطع اخراجها من قبل ..
"Infernal Ascension - صعود الجحيم "
فاتحا الباب أمام اهوال كانت مخفية لوقت طويل ..
اشتعلت السماء بأكملها بضوء أبيض عظيم التف من حول ظل عملاق ..
مستجمعا كل تلك القوة داخل سيفه ، نزل سنو كالنيزك ممزقا شعاع سموغ بسهولة تامة ..
هذا الأخير صرخ بكل جوارحه محاولا ردع خصمه ..
لكن سنو اصطدم به بعنف ، طاعنا سيف الفيرميثور العظيم عميقا داخل لحمه ..
الصدمة ارسلت كلاهما بسرعة شديدة مصطدمين بالارض من تحتهما بعدما هز صراعهما السماء .
الانفجار الناتج عن الاصطدام قد تسبب بإنقلاب الأرض رأسا على عقب ، مبتلعا اياهما بداخلها ..
قارة الالتراس قد عانت من زلزال آخر بذلك اليوم المشؤوم بتاريخها بعدما بلغ الصراع حده اشده ..
وسط الدمار و الغبار ..
لمع سيف واحد من بعيد ، سيف الفيرميثور المغروز داخل رقبة الهولو سموغ ..
هذا الأخير سقط أرضا بجسد محطم تماما .. غير قادر على الحراك و لا حتى محاولة ابعاد السيف المحشور برقبته .
الفيرميثور اطلق قوة عظيمة قيدت الهولو تماما .
ثم من خلفه .. سمع سموغ صوت خطوات قادمة من بعيد ..
صوت سنو الذي سقط هو الاخر بالقرب منه ..
بطل الكنيسة كان هو الاخر بحالة مزرية .. لكنه استطاع الحراك بلا مشاكل ، شاقا طريقه نحو خصمه ..
لا .. بل فريسته .
اعين سنو .. الطريقة التي استهدفه بها .. كانت أشياء يعرفها سموغ جيدا ..
تلك كانت اعين المفترس الذي اراد التهام فريسته .. "لا ! لا تأتي !"
صرخ سموغ بشدة ، محاولا الحركة .. لكن بدون جدوى .. سيف الفيرميثور قد قمعه بالكامل ..
"أنت اردت إلتهامي اليس كذلك ؟"
قال سنو ممسكا بوجه سموغ ، مثبتا إياه فوق الأرض .
"اردت أكلي ، إذا لماذا تظهر لي هذا الوجه الان ، عندما اوشك على القيام بالمثل لك ؟"
"لا .. لا !!" صرخ سموغ ، محاولا التحرر ..
"سيدتي يوسيفكا !! أرجوك !! أمديني بالقوة !!"
هو انتحب دون توقف ، لكن لم يجب نداءه احد ..
"لا فائدة ، فلا يوجد أحد هنا سوانا " قال سنو بابتسامة مرعبة .
"حتى الآن .. انا خسرت و خسرت و خسرت .. و خسرت .."
"و اليوم انا إنتصرت .. و من الان فصاعدا .."
"سأفوز و افوز ، و افوز ، و لن اخسر مجددا .. لذلك لتكن شاهدا على كلماتي هذه .. يا سموغ "
كانت هذه الكلمات الاخيرة التي سمعها الهولو سموغ ..
قبل ان يتم التهامه بالكامل ، من قبل سنو ليونهارت .
...
"معركة الضباب "
هذا هو الإسم الذي تم اطلاقه على المعركة بين الإمبراطورية ومخلوقات الكابوس التي اطلقها الألتراس
جانب الإمبراطورية عانى الامرين أمام جساسات
الضباب ، و غيرها من الوحوش المفترسة ، مخلوقات امتلكت من القوة الكثير و لم يكن المقاتلون العاديون لينجو منها
و كما هو متوقع ، مات عدد كبير من الجنود و قلائل هم الذين نجو بالنهاية.
و حتى تلك القلة المختارة لم ينجو بسبب قدراتهم أو قوتهم ، بل بفضل التدخل المفاجئ من اوليفر خان و الجيش الخاص به
ظهور الوصي العظيم للقصر الإمبراطوري قد ساهم
بشكل كبير بقمع مخلوقات الكابوس و ابادتها ، ما جعل الإمبراطورية لا تخرج خاسرة بشكل كامل
.
في النهاية ، و بعد ساعات طويلة من القتال الصعب ، هم تمكنوا من ابادة كل مخلوقات الكابوس ، لكن جانب اوليفر هو الاخر تكبد الكثير من الضرر
.
بمجرد انقشاع الضباب السحري الذي اطلقته تلك المخلوقات ، تمكن الجميع أخيرا من القاء نظرة على المجزرة من حولهم
.
بذلك المكان ، مات آلاف البشر بسهولة شديدة ، و دون أن يدري رفاقهم عنهم من الأساس
فذلك الضباب سلبهم حواسهم و احساسهم بالواقع القتال ضد مخلوقات الكابوس لم يكن مشابها قط
المواجهة البشر
.
.
الإمبراطورية انتصرت بمعركة الضباب .. لكن بخسائر
كبرى لم يعلم اوليفر خان ما إذا كانوا قادرين على تحملها
هذا الأخير جال بساحة المعركة يتفقد الناجين ، خصوصا اولئك التابعين لسنو ليونهارت الذين خاضوا
القتال منذ البداية
.
عدد الناجين من تلك الفرقة لم يكن بالكبير ، و حتى المحظوظون قد عانوا من ضرر كبير يجعلهم غير قادرين على القتال أكثر حتى لو ارادوا .
.
لكن المفاجأة تمثلت بحقيقة أن افضل الناجين حالةً ، كانوا مجرد شبان لم تتجاوز اعمارهم ال 20 بعد
.
من بينهم ، تعرف اوليفر خان علی ابن میست .. غوست اومبرا ، الساحرة سيلينا و داون بولارس
هؤلاء الثلاثة بدوا بحالات جيدة ، خصوصا داون الذي كان نظيفا جدا لدرجة أن من يراه لن يصدق ابدا انه خاض حربا
.
على ما يبدو ، ثلاثتهم انتبهوا لوجوده ما جعلهم يحيونه باحترام
إنه لشرف لنا القتال بجانب الوصي الاعظم " قال داون بولارس منحنيا ، ليوقفه اوليفر على الفور .
لا داعي لهذه الشكليات ، فجميعنا جنود نقاتل لنفس الجانب "
اولفير خان كان مراعيا حقا ، لكن غوست و من معهم لم يستطيعوا تحديد مشاعره الحقيقية مطلقا بما انه اخفى وجهه خلف القناع طوال الوقت
.
بما انكم الافضل حالا بين رفاقكم ، أود منكم اطلاعي على الوضع الراهن ، مالذي حدث بالضبط ؟
و أين قائدكم ؟ و الاهم من ذلك .. أين فراي ستارلايت ؟"
كان هنالك شخص ثالث أراد اوليفر ذكر اسمه ، لكنه تحفظ باللحظة الاخيرة ظنا منه أنها ستكون مع فراي
وضع الحرب الحالي فوضوي تماما .. فجميع فرق الإمبراطورية قد تعرضت للهجوم بالوقت ذاته
.
كما أن فينيكس صنلايت أحد أقوى مقاتليهم قد غادر فرقته سابقا بدون سابق انذار تاركا كل شيء خلفه .
.
ثم هناك تلك التلقبات الفظيعة للهالة التي استشرعها من بعيد ، كم مرعب من الاورا لم يسبق له استشعار مثيله
من قبل
.
إذا واصلت الأحداث التدفق بهذه الطريقة ، فلن يكون من المستبعد أن تنتهي الحرب مبكرا
.
واضعا هذه الحقيقة بعين الاعتبار ، كان لابد من جمع كل الذين يستطيعون القتال حاليا ، و الانضمام لمن هم موجودن بالطليعة يخوضون أكثر المعارك عنفا .
غوست اومبرا تولى شرح الوضع الحالي ، و كلما تعمق بتفاصيله .. كلما ازدادت اعين اوليفر خان توسعا
.
.
سنو ليونهارت قاتل الكوزموس ، واختفى كلاهما اثناء المعركة
.
سانسا فاليريون واجهت سيدة الثمان ارجل بمفردها
.
و فراي ستارلایت جابه دراغوث الشيطان البشري وجها لوجه
.
3 شبان من الجيل الجديد قارعوا وحوشا قديمة عمرت و نشرت الرعب منذ زمن طويل
.
هذه الحقائق جعلت اوليفر خان يشحد القوات على الفور ، اخذا اكبر عدد ممكن من الجنود القادرين على القتال معه ليندفع مباشرة بحثا عن مواهبهم العظيمة
.
التي تحملت العبئ الاكبر من الحرب لوحدها
.
الوضع لم يكن لصالحهم قط ، فاوليفر خان يعتبر مقاتل الصف الاول الوحيد الحاضر حاليا ، فلا يوجد عداه من يستطيع مقارعة الفئة SS
.
لکن و لدهشته ، كان الجيل الاصغر امثال غوست و سيلينا اول من تطوع للقدوم
.
بينما قطع رفقتهم اراضي الالتراس القاحلة ، هو وجد نفسه ياخذ بنظرة عليهم من وقت لآخر ...
.
.
أعظم جيل بتاريخ الإمبراطورية منذ نشأتها .. محاربون يستطيعون تخطي الرتب و إبراز قوة تفوق مستواهم
بكثير ، كل هذا بفضل المواهب والقدرات التي ولدوا بها ...
.
.
مغتال يملك قدرات هجومية تؤثر على من هم اعلى رتبة منه ساحرة تستطيع مضاعفة قوتها عن طريق كتابة التعاويذ السحرية فوق جسدها .. مبارز يملك قدرة عجيبة تنجيه من كل ما قد يتعرض له ...
و هذه لم تكن سوى امثلة بسيطة
.
فلايزال هناك سنو ليونهارت البشري المبارك و الاكثر موهبة بالتاريخ ، و سانسا فاليريون البشرية الوحيدة التي تحولت لشيطان كامل .. و امير مرعب يمسك بكل شيء بين يديه
.
و فراي ستارلايت .. المعجزة الذي قدر له تخطي والده
مهما فكر بالامر ، و مهما بنى الاحتمالات برأسه .. اوليفر خان خلص لنتيجة واحدة و هي :
لولا هذا الجيل الخارق ، لكانت الإمبراطورية خسرت
.
منذ وقت طويل فالكفة لم تكن متساوية البتة بينهم و بين اعدائهم
.
...
لهذا السبب حاول الالتراس قتلهم جميعا عندما اختطفوهم .. العدو كان يعلم أن هذه ليست بالمواهب
.
التي يسمح لها بالعيش
.
مهما كلف الامر ، يجب أن يبقى هؤلاء الاطفال احياءا فلو واصلوا النمو بهذه الطريقة ، سيكونون هم منارة
.
البشرية .
بجيل كهذا ، لم يكن من المستبعد أن تبلغ البشرية نفس مستوى الجيل الأول الذي خاض الحرب الاولى ضد الشياطين
.
لا .. بل لربما سيتخطونه حتى
.
اولیفر خان حسم أمره بالفعل ، فهو قرر حمايتهم بكل ما اوتي من قوة
.
افكاره هذه هي ما سيطر على عقله طيلة المدة التي
قضاها رفقة الآخرين يتقدمون للامام بحثا عن رفاقهم
لكن ما هي سوى ثواني معدودة ، ليتوقف الجميع متجمدین اماكنهم ، و أعينهم ورؤوسهم مثبتة تنظر لنفس المكان برهبة ، غير قادرين على استعاب ما كانوا يرونه
.
فهناك امامهم ، بعيدا ببضع عشرات الكيلومترات .. هم لمحوها
.
لمحو جسد وحش عظيم دب الرعب في قلوب البشرية جمعاء لسنين طويلة
وحش تروي عنه الامهات لاطفالهم بقصص الرعب ، معتبرین اياه اسطورة لا يمكن المساس بها
.
سيدة الثمان ارجل ، مخلوق تجاوز حجمه اعتى الجبال ، ذلك الكائن البشع قد استقر ميتا ، بينما اخرق جسدها رمح عظیم قدر طوله بمئات الامتار .
رمح أسود مصنوع من من ظل اشتعل و كأنه نار سوداء
.
منتصبا و شامخا هناك ، حاملا جثة أحد اسياد الكابوس و كأنها لا شيء
.
من حول الرمح ، تحولت مساحة مهولة من الأرض إلى لا شيء سوى الدمار والحطام
.
حفرة تجاوز قطرها ال 10 امیال ، امتدت بكل الاتجاهات لتروي للمارين حكاية المعركة الوحشية التي حدثت بهذا المكان
.
"لقد سقط أحد اسياد الكابوس .." قال اوليفر خان ، غیر قادر على استعاب ما كان يراه
.
مقتربين أكثر ، وجد اوليفر و من معه دماء سيدة الثمان ارجل تغمر ارجلهم ، فكمية الدم التي تسربت من ذلك الشيء قد كانت كافية لتشكيل بحيرة لزجة حمراء اللون
.
كلما اقتربوا أكثر ، كلما زاد هول المنظر امامهم ، فجسد السيدة قد حجب السماء عنهم بشكل كامل
.
لكن و بامعان النظر بذلك الظل العظيم ، ذهبت افكار الحاضرين لمكان آخر تماما .. بحثا عن المرأة المسؤولة عن هذه اللوحة الدموية ..
الشيطانة التي صنعت ذلك الرمح الشاهق بظلالها ..