286 - الإتفاق مع الأمير

جاء الفجر على الجزيرة المقدسة كالعادة ، الجزيرة التي لقبت بالجنة.

بالعادة ، هذا لن يكون شيئا سوى مجرد بداية يوم آخر بتلك الأرض المباركة. لكن اليوم كان مختلفا ، فراي ستارلایت ، سنو ليونهارت ، و ايفون فاليريون اخترق 3 رجال الأرض المقدسة ، و وضعوا قدما فوق الارض المحرمة عليهم.

فبعد اكتشافهم فاجعة موت القديسة يوراشا ، فإذا باسراب الملائكة تنزل نخليهم من السماء عازمة على انهاء حياتهم. 10 آلاف خطوة من الظل : المهارة الفائقة .. صدی الهاوية "السيف الواحد : المهارة الفائقة صعود الجحيم ".

متزامنين مع بعضهما البعض ، شن كل من فراي و سنو هجمات تدميرية واسعة النطاق ، مرسلين اعمدة الاورا نحو السماء مبتعلين عشرات الملائكة دفعة واحدة. كلاهما طارا بسرعة خيالية تاركين مسارات الاورا من خلفهما ، ممزقين الملائكة الواحدة تلوا الاخرى.

عرض القوى التدميرية ذاك قد كان مبهرجا بامتياز ، و رغم الفوارق العددية ، إلا أنهما سيطرا على المعركة بالطول والعرض. من جهة أخرى ، اكتفى ايغون باسقاط الذين اقتربوا منه فحسب. متمسكا بسيف ذهبي قدرت قوته بالدرجة A على الاقل ، ايغون استعمل البرق الأسود بسلاسة مطيحا بالقلائل الذين اقتربوا منه و تاركا الاغلبية العظمى لفراي و سنو.

الامير وضع جثث القديسة و المرشحات الثمان جنبا الى جنب ، بينما جر الملائكة التي قتلها بنفسه و وضعها بالقرب منهن فاحصا اياها. بعد تدقيق النظر ، و تجريد معظم جثث القديسات من الملابس ، وجد ايفون عشرات النقوش و الرموز الدموية محفروة بجلد و لحم كل واحدة منهن ، ما جعل ابتسامة منتشية تظهر على وجهه.

"كما توقعت تماما ، يبدو أن طقوسا ملعونة قد اقيمت بهذا المكان ." عمت اصوات الانفجارات والدمار المكان من حول ايغون بفضل المعركة التي كانت تتكشف حاليا بالسماء ، لكن الامير لم يعطهم بالا ، بل فقط واصل العبث بالجثث بين يديه.

بمجرد فحصه لمخلفات الملائكة تلك ، هو وجد نفس الرموز الدموية المحفورة على جلود القديسات ، و الضريح بشكل عام. "يبدو أن هنالك آلية من نوع ما .. هذه اللغة و الرموز ليست بصنيع يدي البشر ، فلا وجود لمثل هذه اللغة هنا بمعنى آخر ... هذه قوة ينبع اصلها من جنس آخر تماما ، مثلما تنبع القوة و العقود الشيطانية من الشياطين ، فهذه الرموز تربط البشر بنوع آخر من الاجناس ." لم يكن من الصعب على ايغون أن يحزر مصدر تلك القوة ، فبعد كل شيء .. الكنيسة لم تخفي يوما الكيان الذي اتبعته و عبدته.

"لورد" الضوء اليس كذلك ؟ " قال ايفون جالسا بين جثث الفتيات العاريات و الملائكة المحطمة التي سقطت من السماء كالذباب. "لكن .. هل حقا اشياء تافهة كهذه هي من صنع كيان يعبد و يبجل كإله ؟" لورد الضوء هو كيان يملك من القوة والقدرة الكثير ، اما طرق الكنيسة ، فكانت تافهة مقارنة به. نقش الرموز الدموية على الاحياء و التضحية بهم في سبيل اكتساب سلاح مثل الملائكة التي يعتبر معظمها ضعيفا. "هل حقا ضحت الكنيسة بالقديسة يوراشا ذات الفئة SS من أجل شيء كهذا ؟" كان ليكون الامر منطقيا لو تمت التضحية بالمرشحات فحسب ، لكن ليس القديسة نفسها.

ثم هناك الطريقة العجيبة التي تحولت بها يوراشا من فتاة بمقتبل العمر إلى عجوزة متجعدة الملامح. "إن هذا للغز حقيقي .. لغز أستطيع اكتشاف اجابته بسهولة لو استعملت سلاحي المفضل ... لكن ... " رافعا رأسه نحو السماء ، حدق ايغون بفراي ستارلایت الذي ترك من خلفه عشرات المسرات البنفسجية ، على الرغم من انشغاله بالقتال ضد الملائكة ، إلا أن عين فراي لم تفارق ايغون مطلقا.

"سيكون من المبكر الكشف عنها هنا .. لذلك افترض أنني سأضطر للعب بمعاييرهم حاليا " قال ايفون راكلا جثة ملاك من أمام قدمه بينما عاد للقتال. لم يعلم الامير ما إذا كان الامر متعمدا ، أو عشوائيا. لكن المزيد والمزيد من الملائكة قد استهدفته. بدا وكأن فراي تركهم يمرون عن عمد ، فبمستوى قوته التعامل مع تلك الاعداد لم يكن بالامر الصعب.

الملائكة العادية لم تكن تملك من القوة الفردية الكثير ، فبعد قياس قوتها. فراي قدر بانها في الفئة A أو ما يقاربها على الاغلب. هذا المستوى يجعل الجيش الخاص بهم هو الاقوى ، بحيث انهم يستطيعون قهر معظم قوات الإمبراطورية و الالتراس بهذا المستوى من القوة.

لكن و أمام النخبة الحقيقية ، فما عدا ملاك الحرب العملاق .. البقية لم يملكوا الفرصة أمام من هم في الفئة SS و اعلى. هذا الشرط تحقق بحالة فراي و سنو اللذان تجاوزت قوتهم الحد الادنى. لكن ماذا عن ايغون ؟ آخر مرة تم قياس مستواه القتالي بها ، قد كان في الفئة A ، بمعنى آخر و من حيث القوة الخام هو ادنى من الملائكة أجمعين.

هذا الأخير وجد نفسه محاطا بالعشرات منهم الآن ، و هذا ما يفترض به أن يكون موقفا مميتا له. لكن الامير لم يظهر مطلقا و لو علامة تدل أنه محاصر. بتلك اللحظة التي احاطت به الملائكة ، و لثانية وحيدة .. انتشر ضغط غريب .. مثل لسعة برد شعر بها كل من فراي و سنو بنفس الوقت. شعور لم يستطع أي منهما شرحه ، أو تحديده .. لكن بكل تأكيد ، ايغون كان السبب.

من سيفه ، زحفت عشرات افاعي البرق الاسود المحمر محيطة بشفرته ، ثم محركا اياه بمهارة منقطعة النظير ، توغل السيف بسهولة تامة داخل اجساد الملائكة ، ممزقا اياهم الواحد تلوا الاخر. قوته لم تكن مبهرجة ، ولا ساحقة .. بدت عادية تماما. برق اسود يميل للاحمر الداكن .. لكنه يحمل من القوة ما يكفي لتمزيق من هم في الفئة A بسهولة.

الملائكة اطلقت النار على الامير ، متسببة بانفجار مخيف من حوله .. لكن و من وسط الغبار والقذارة الامير خرج بدون خدش بينما توهج درعه بنقوش ذهبية فرضت حاجزا من الاورا الذهبية حوله ، مانعةً هجمات الملائكة من بلوغه. "آسف ، لكن هذا الدرع يستطيع صد اي هجوم من الفئة "S" و ما دونه".

بمعنى آخر ... "لا طريقة لكم لإيذائي". سلاش !!* بسلاسة ، توغل البرق الاسود مدمرا جميع اعدائه ما هي إلا دقائق معدودة لتنتهي المعركة ، و تسقط مئات الملائكة ميتة من حول فراي و من معه. هذا الأخير نزل من السماء رفقة سنو ، متجمعين مع ايغون الذي بقي بجانب الجثث.

محدقا بالجثث العارية للحظة ، ثم ايغون توالا ، فتح سنو فمه متحدثا "لقد صمدت بشكل جيد هناك ، لم اعلم أنك بهذه القوة" كانت هذه المرة الاولى التي يرى بها سنو لمحة من طريقة قتال الامير. بدا عاديا جدا ، يمتلك ذلك البرق الاسود القوي ، و درعا صلبا يحميه من الضربات .. ما عدا ذلك ، لم يكن هنالك ما يستحق الذكر.

لكن لسبب ما ، سنو لم يستطع تجاوز ذلك الشعور الغريب الذي اعطاه اياه الامير للحظة لما كشف عن قوته. محدقين ببعضهم البعض ، ايغون كان على وشك كشف ما اكتشفه سابقا ، لكن فراي قاطعه فورا مشيرا. الموضوع كان يشغل باله منذ بعض الوقت. "ايغون .. من أين حصلت على تلك القوة ؟" فراي سأل بجدية ، ما جعل الامير يندهش للحظة ، قبل أن يجيب بابتسامة.

" إشرح مقصدك ، هل تقصد الدرع ؟ أو شيئا آخر ؟ " ادعى ايغون الجهل ، لكن فراي ضغط بشكل مباشر. "أنا أتحدث عن ذلك البرق الذي تستعمله " قال فراي بجدية ما جعل سنو يظهر بعض الحيرة. "أليس ذلك البرق الأسود هو اعلى اشكال البرق ؟ انظر انا الآخر قادر على استخدامه " مشكلا شرارة من البرق الأسود حول يده اليمنى ، استعرض سنو الامر بسهولة تامة و كأنه لا شيء .. لكن فراي هز رأسه على ذلك.

"الامر مختلف ، فالقوة التي ابرزها لم تكن بهيئة البرق الاعلى ، بل قوة مختلفة تماما " اعين فراي لمعت بضوء بنفسجي داكن بينما حدق بايغون .. "لا يوجد بشري فوق هذا الكوكب يملك حواسا أفضل مني ، قد تستطيع خداع الآخرين ، لكن لن تستطيع خداعي يا ايغون .. فهذه القوة التي تستخدمها ليست ملكا لك ".

بمجرد قوله لهذه الكلمات ، فراي اختفى على الفور ليظهر مباشرة أمام الامير ممسكا بذراعه بشدة .. سرعة و قوة فراي لم يتركا لايغون الفرصة لفعل أي شيء امامه ، لذلك و بسلاسة ازال فراي الدرع من فوق ذراع ايغون اليمنى كاشفا عنها. و مثلما توقع تماما ، ظهر الشيء الذي توقع وجوده .. في البداية ، سنو لم يفهم ما كان يحدث ، لكن بمجرد رؤيته لذراع ايغون المكشوفة .. اعينه توسعت لا شعوريا .. "هذه .. " قال سنو بعدما تعرف على ما رآه..

ففوق ذراع ايغون ، تواجدت مجموعة من الوشوم السوداء ، التي غطتها بالكامل. "هذه ليست بالوشوم العادية ". فراي أومأ. "هذا عقد ." قائلا بوجه اظلمت تعابيره .. حدد فراي طبيعة تلك القوة التي أستعملها الامير. "عقد شيطاني" لم يكن من الصعب تمييز ذلك النوع من الوشوم ، فهو ما ستجده عند كل متعاقد شيطاني من الالتراس..

ما حدث الآن لم يكن بالامر البسيط اطلاقا ، فقد ظهر أن الامير .. القائد الاعلى للجيش الإمبراطوري ، و الإمبراطور القادم .. هو متعاقد شيطاني .. مثله مثل الالتراس .. هذا لوحده سبب كافي لإعدامه فورا ، و تجريده من كل القابه و انجازاته ، فهذه خيانة عظمى .. لكن ااء هذا النوع من الاتهامات .. ايغون تنهد منزعجا ، مطلقا موجة برق ابعدت يد فراي عن ذراعه.

سنو فهم الموقف العدواني هذا على أن ايغون ينوي القتال ، ما جعله يستعد لمهاجمته .. لكن هذا لم يكن الحال. فهو ببساطة حرر نفسه من قبضة فراي ، لان هذا الاخير كاد يسحق عظامه. "على رسلك يا فراي ، فلسنا جميعا وحوشا من عيارك " ضحك ايغون ملوحا بيده التي كادت تكسر قبل قليل ، بينما علق أخيرا على ما قاله فراي.

"لأكون صادقا ، فاستنتاجك صحيح .. لكن خاطئ بالوقت ذاته .. لنقل أنك اصبت 50% من الاجابة " قال ايغون مغمضا عينيه بابتسامة ودية. اما فراي ، فالتزم الصمت محدقا به ، بينما اظهر سنو عبوسه .. "ماالذي تتحدث عنه يا ايغون ، اتنكر أن تلك القذارة فوق ذراعك عقد شيطاني ؟! ".

"انا لا انكر ما قلتموه ، بل فقط أقول انكم اصبتم جزءا من الحقيقة فحسب .. فلو كنت متعاقدا شيطانيا لكان فراي قد هاجمني بالفعل " قال ايغون مشيرا لفراي الذي لم يهاجم حتى الآن. بذكره لذلك ، اكتشف سنو أن ايغون محق .. الامير كان يعلم أن موقفه الحالي لم يكن بال جيد اطلاقا ، لذلك سارع مبررا موقفه.

"استنادا على حواسك الخارقة تلك يا فراي ، افترض انك تعرفت على هذا البرق مسبقا .. ربما لديك شكوك ، دعني اذا اخبرك أن شكوكك صحيحة " اكد ايغون بابتسامة ، بينما فتح فراي فمه متحدثا. "دراغوث .. الشيطان البشري" "هذا صحيح!" قال ايغون متحمسا .. اما سنو فاظهر حيرة أكبر ، لكن فراي شرح أكثر.

"لقد قاتلته من قبل ، و قتلته بيدي هاتين .. دراغوث ، هو كان مقاتلا قويا بلغ ذروة الفئة SS+ و يستعمل نوعا مميزا من البرق .. برق اسود يميل لونه للاحمر .. " بمجرد ذكره للنقطة الاخيرة ، ادرك سنو أخيرا ما كان يحدث. "اخبرني يا ايغون ، من أين لك بنفس نوع القوة التي يستعملها دراغوث ؟ إجابتك هي ما ستحدد كيف ساتعامل معك " قال فراي مهددا .. بينما تراجع ايغون خطوة للخلف.

الامير ادرك موقفه ، لكنه لم يبدو قلقا قط ، فهو اختار الكلام. ابرازه لتلك القوة لم يأت من فراغ ، فهو كان يعلم أن شيئا كهذا سيحدث .. بعد كل شيء ، حواس فراي لم تكن مزحة. "للشرح بشكل مبسط .. لنقل أنني متعاقد .. لكنني لست متعاقدا شيطانيا ، فانا لم ابرم أي عقود مع اي شيطان كما تربان " قال ايغون مشكلا شرارة برق اسود فوق ذراعه .. برق نضج بهالة مهيبة و قوية هي نفسها التي استعملها دراغوث بالماضي.

"لست بالمتعاقد الشيطاني ، لان الشخص الذي تعاقدت معه ... هو دراغوث نفسه ". بمجرد ذكره لهذه المعلومة الغريبة ، فراي رفع حاجبا ، بينما انكر سنو على الفور. "هذا مستحيل ، فالعقود لا تعمل الا مع الشياطين " قال سنو ، بينما أومأ ايغون. "هذا صحيح ، لكن دراغوث لم يكن بالبشري العادي .. فهو اول من كسر عقده الشيطاني ، كاسيا حريته من عقد العبودية ذاك .. لكنه كان مجنونا .. فليبلغ تلك القوة ، هو شرب الدم الشيطاني بغزارة ، و يقال انه اكل لحمهم حتى .. ".

"دراغوث بمرجلة ما من حياته لم يعد يشبه البشر .. بل اصبح كيانا يقف بمكان ما بين البشر و الشياطين .. و هذا ما جعل ابراهم عقد شيطاني معه امرا ممكنا ، و هذا ما اسميه بعقد الجيل الرابع ! " قال ايغون متحمسا .. الجيل الاول يتم عن طريق نقل الاورا من الشيطان للبشري ، و كان هذا العقد ضعيفا بحيث انه لا يمنح البشر الكثير من القوة.

الجيل الثاني يتم عن طريق نقل دماء الشيطان و حقنها داخل البشر .. و هذا هو العقد الشيطاني المتعارف عليه بكثرة ، و الذي تسبب بموت الكثير من البشر بقارة الالتراس .. متعاقدون مثل غافيد ليندمان هم خير مثال على هذا النوع. ثم هناك الجيل الثالث .. الجيل الاسوء الذي يتم عن طريق التزاوج بين البشري و الشيطان .. ما ينتج انصاف بشر و انصاف شياطين .. مثل ميرغو .. لكن نسبة نجاح هذا العقد ضئيلة جدا ، فالبشر لا يستطيعون تحمل شيء كهذا بالعادة.

"ما يميز البشر ، هم قدرتهم على التكيف و هذه هي ميزة هذا الجنس .. فالبشر بدأوا من القاع ، لكنهم تكيفوا و اصبحوا أقوى تدريجيا .. و هذا ما يجعلهم فئران التجارب المفضلين لدى الشياطين ". فالبشر هم الوحيدون الذين يستطيعون الصمود بتجارب كهذه ، فرغم موت نسبة عظيمة منها ، إلا أن هنالك دوما تلك القلة التي تتكيف مع المخاطر ، و تنجو لتصبح بمثابة الوحوش الاقوى.

"البشر يستطيعون دوما التكيف مع كافة الظواهر ، و لعل دراغوث كان الافضل من هذا الصدد .. فقد تمكن من التحرر من قبضة الشيطان ، و جعل من نفسه وحشا شبيها بهم .. و من هنا خطرت لي الفكرة " قال ايغون بابتسامة سادية .. "عقود الجيل الرابع .. عقد بين بشري و بشري .. يجعلك قادرا على اقتراض القوة من شخص أقوى منك بكثير ، فكرة مجنونة اليس كذلك ؟ " ضحك ايغون بخفة ، قبل أن يعلن ببرود.

"لكنها نجحت ، و انا الواقف امامكم خير مثال ". ايغون فاليريون اصبح هو الحالة الوحيد الذي يعمل على محاكاة العقد الشيطاني. سواء فراي أو سنو .. لم يعلم اي منهما كيف يشعران ازاء ما سمعاه .. لكن ما قاله ايغون تكون من عديد الثغرات. سنو اشار اليها على الفور.

"هذا غير منطقي ، فكلامك يعني انك كنت تتعامل سرا مع دراغوث ! .. كما أن العقود تجعل الطرف الذي يستقبل القوة عبد بمثابة عبد للطرف الآخر .. الا يعني هذا بأنه يفترض بك أن تكون عبدا لدراغوث ؟ و تابعا للالتراس ؟ " ردا على ذلك ، ايغون أومأ برأسه. "هذا صحيح ، لكنه لم يحدث اطلاقا.

"ماالذي تتحدث عنه ؟" سأل سنو مستغربا ، بينما تحدث فراي ببرود. "دراغوث و منذ هزيمته أمام والدي .. هو اختفى لسنوات طويلة و ظن الجميع انه ميت .. لكنه ظهر مؤخرا فقط قبل بداية الحرب مباشرة .. أتخبرني أن لك يدا بذلك يا ايغون ؟" سأل فراي ، بينما هز ايغون رأسه.

"لم تكن لي يد بالامر في البداية ، فأنا لم اكن سوى مجرد طفل رضيع عندما خسر دراغوث أمام ابراهم .. و رغم الضرر الذي تكبده الشيطان البشري .. إلا انه لم يمت ، بل ظل حيا .. في ذلك الوقت الإمبراطورية استعادت جسده و احتجزته سرا بعدما فشلوا بقتله و اعدامه " كاشفا عن معلومات سرية لا يعلم عنها الكثير .. الامير واصل بخوض ظلام العائلة الملكية.

"لسنين طويلة ، هو كان محتجزا على يد بعض الاسماء الكبيرة بعائلة فاليريون الذين اجروا التجارب عليه و حاولوا التلاعب به .. الامر كان سريا تماما لدرجة ان والدي مايكار بنفسه لم يعلم عنه ، و بمجرد حصولي على السلطة داخل الإمبراطورية كان امر اكتشافي لهم مسألة وقت فحسب .. " "في النهاية وجدتهم ، و قتلتهم جميعا .. ثم كشفت عن السر لأبي و لكبار العوائل ما جعلهم يصنعون 4 مفاتيح لختمه و إبقائه محتجزا للابد .. لكن و قبل أن اسلمهم اياه .. كنت قد انتهيت بالفعل من اللعب مع دراغوث ".

ما فعله ايغون لم يكن شيئا يمكن وصفه بالكلمات. فبمجرد اكتشافه لامر دراغوث ، هو عذبه ليل نهار ، و حطمه بأبشع الطرق بدرجة أن دراغوث عندما تحرر لاحقا اصبح مجنونا من هول ما تعرض له ، و حتى بعد استعادته لرشده .. هو لم يستطع تذكر ما قاساه من هول الصدمة .. "لقد ابرمت عقدا شيطانيا مع دراغوث ، لكن هذا الأخير لا يستطيع عصياني ، لذلك امر العبد و المستعبد لم يعد يعمل بعد الآن ".

صحيح أن العقد يجعل ايغون عبدا لدى دراغوث .. لكن الامير عذب هذا الاخير ببطء و ثبات الى ان جعله مجرد دمية مكسورة بين ذراعيه. بعبارة أخرى ، ايغون اصبح متعاقدا حرا تماما .. فلا يمكن لشخص مثل ايغون أن يقبل أن يكون عبدا لايا كان .. سواء بشر أو شياطين .. هو فضل لو استطاع القيام بالامر مع شيطان حقيقي ، لكن دراغوث كان كل ما حصل عليه.

"لقد حصلت على القوة من دراغوث .. لكن تلك القوة لم تكن مكتملة ، فلكي احصل على السيطرة الكاملة ، كان من الضروري أن يقتل شخص ما دراغوث ، و يجعلني قادرا على استيعاب قوته بنسبة 100% .. و لهذا السبب ". "أنت ساهمت بتحريره " قال فراي مستوعبا لما حدث أخيرا.

"تماما " رد ايغون بنفس الابتسامة. "لم أستطع قتله بنفسي ، لذلك احتجت لتدخل شخص أقوى منه ، يستطيع تدميره تماما إلى أن لا يستطيع التجدد بعد الآن ، لقد فشلت انا ، و فشل ابراهم ، و فشل جدي هو الآخر .. لكن انت يا فراي .. انت نجحت و قتلته ". "و بفضلك ، اكتملت الخطة أخيرا.

متلاعبا بكمية اكبر و أكبر من البرق الأسود ، اظهر ايغون قوة تفوق مستواه بكثير امام اعين سنو و فراي .. الامير امامهم تواطأ مع الالتراس ، تلاعب بهم بالوقت نفسه .. و تلاعب بالامبراطورية هي الأخرى. حاك خطة بعناية ، خطة جعلت دراغوث الشيطان البشري بمثابة عبد له ، ثم عندما حصل على كل ما اراده منه بعدما عذبه و حطم روحه .. هو حرره ، و ارسله ليموت .. بل و حصل على امتيازات من الالتراس بعد تحريره اياه.

بصفقة كهذه ، ايغون لم يخسر شيئا ، بل فاز بكل شيء. خطة بعيدة المدى ، بنيت على مدار سنين .. و تمت بعناية شديدة .. دون اخطاء و دون مشاكل لدرجة أن فراي بنفسه كان جزءا منها دون علم منه.

"انت هو من حرر دراغوث ، و حش في الفئة SS+ " قال سنو غير قادر على اخفاء صدمته. بينما رد ايغون بخفة "هذا صحيح ، لكن دراغوث لا يستطيع عصياني كما ترى ، فانا كنت اسيره من بعيد طوال الوقت و بفضله ، انا الآن على دراية بمعظم ما يخطط الالتراس له .. بمعنى آخر ، هذه الحرب ليست سوى مجرد لعبة شطرنج عملاقة يفوز بها من لعب اوراقه بشكل افضل ". "تحريرك لدراغوث نتج عنه موت الالاف ! " صرخ سنو ، بينما رد ايغون ببرود. "كانوا سيموتون على اي حال ، لانهم ضعفاء .. و مقارنة بما جنيته بالمقابل .. فحياتهم لهي ثمن بخس ".

قال ايغون ، كاشفا عن احد اوراقه أخيرا .. احد اسراره التي اخفاها بعناية حتى الان. سواء فراي ، او سنو. كلاهما نظرا اليه بضوء جديد ، فالامير كان وحشا يستطيع الاتيان بخطط كهذه يمتد تأثيرها لسنين. تلاعب بكلا الجانبين ، و حقق مصلحته الخاصة بالنهاية .. لم يكن هنالك سوى استنتاج واحد خرج به كلاهما. خطير .. الامير كان خطيرا جدا .. خطر لا يمكن التنبؤ به.

وحش من نفس عيارهم ، و ربما اخطر حتى .. في تلك اللحظة ، اظلم وجه فراي بينما تسربت نية القتل منه بغزارة .. الشاب امامه .. الامير ايغون فاليريون. كان من الخطورة تركه على قيد الحياة .. أمام وحش كذلك .. من الافضل قتله على الفور .. هذه هي الافكار التي غزت عقل فراي الذي خطى الخطوة الاولى نحو الامير الماثل امامه .. بينما تصاعد الوضع المشحون ، ذاهبا للمجهول..

منظور فراي ستارلایت

ايغون فاليريون

..

الامير تجاوز توقعاتي بأميال ، فرغم ظني أنني على معرفة به ، إلا أن ما اظهره لي الآن قد اثبت لي مدى

جهلي .

دراغوث ، الشيطان البشري .. وحش في الفئة SS لم يكن سوى لعبة بين يديه

..

هو تمكن من صنع عقد شيطاني خاصة به ، و جعل قوة دراغوث ملكا له ، عن طريق استغلال الإمبراطورية ، و استغلالي من أجل قتله

..

ما حدث لم يجعل ايغون يحصل على القوة التي اراد فحسب ، بل تمكن أيضا من التجسس على الألتراس بطريقة لا تخطر على بال أحد .

الامير أمامي و رغم افتقاره للقوة ، إلا أنه اثبت قدرته على التلاعب البعيدة المدى .. قادر على حياكة خطط

يمتد تأثيرها لسنين طويلة ، و حتى رغم عزله الآن رفقتي أنا و سنو ، إلا أنه بدا مرتاحا تماما ، و كأن الوضع الحالي لا يعني له شيئا .

ايغون فاليريون هو متغير لا يمكن التنبؤ به ، مخطط على نفس مستوى امثال المهندس ...

من هذا الجانب ، هو ليس ادنى منه بأي شكل من الاشكال .. ايغون ذو 19 سنة يملك بجعبته ما يناطح به کیانات عاشت لسنين طويلة

..

ابقاءه حيا أكثر من هذا سيتسبب بكارثة .

..

ايغون يخفي اوراقه ببراعة ، فأنا اكتشفت أمر دراغوث لأنه هو من اختار أن يكشفه لي .. فلو اخفى قوته عني حتى النهاية ، فلربما لم اكن لأنتبه مطلقا

فقط الرب وحده يعلم ما إذا كان هذا هو السر الوحيد الذي اخفاه الامير ، فلربما يخبئ المزيد والمزيد من الاهوال .. خطط جهنمية تنتظر أن تتكشف مع الوقت

..

أنا لم اكن بوضع يسمح لي بالسماح له أن يفعل ما يشاء

بعد الآن .. الاعداء كثر ، وقوتهم آخذة بالتزايد

..

لن أستطيع القتال و هذه الافعى تزحف من خلف ظهري

منتظرة اللحظة الامثل للانقضاض على رقبتي

هنا و الآن يجب علي قتله .

..

بمجرد حسمي لقراري ، و بشكل سحري

..

.

تغير الضغط بالهواء من حولنا ، بينما تدحرجت اعين كل من سنو و ايغون الي

..

على رسلك يا فراي ، فلا هذا المكان ولا الزمان المناسب لهذا " قال ايغون ضاحكا مظهرا ابتسامة قلقة ، بينما تراجع خطوة للخلف

"أحقا تظن ذلك ؟ برأيي .. لا يوجد فرصة أفضل من هذه " قلت مستعدا للتحرك بشكل مباشر .

سنو بدا مترددا ، لكنه لن يقف بطريقي

بمعنى آخر ، أستطيع الذهاب بشكل مباشر ضد الامير ، و وضع حد له.

"إعلم أن ما تحاول القيام به سيكتب النهاية

للامبراطورية بهذه الحرب ، فصدق أو لا تصدق .. لكن وجودي هنا لوحده يساهم بردع العديد من الاهوال التي لا تعلم عنها شيئا "

مثل قطع الدومينو التي تتساقط الواحدة تلوا الاخرى ، انا حجر صغير ، لكن سقوطي سينجم عنه انهيار تام لما هو أكبر بكثير .. لذلك فكر جيدا قبل أن تقوم بخطوتك التالية يا فراي " قال ايغون ، مراهنا بكل شيء علي

هل نقاتل بعضنا البعض هنا ؟ ام نواصل المضي و كأن شيئا لم يكن ؟ "

اظنني سأخاطر ، فلا أظن أن قتلك سيزيد وضعي سوءا أكثر مما هو عليه الآن ، ايغون " قلت بابتسامة لطيفة بينما ضربت قدمي الأرض

مندفعا نحوه ، مزق سيفي الفراغ و استهدفت رقبته بشكل مباشر

الامير باللحظة الاخيرة قبل أن يطير رأسه ، هو أستعمل تدفقا كبيرا لقوة البرق الاسود الخاصة به ، ضاربا سيفي بسيفه بالكاد ، ما جعل باليريون يقطع جزءا من رقبته ما أنجاه

متراجعا بسرعة واضعا يده الحرة فوق الجرح الدموي على رقبته ، اظهر ايغون ابتسامته المعتادة

..

لكنها لم تكن ابتسامة الثقة تلك المعتادة منه ، بدت مثل ابتسامة قلقة ، ابتسامة عكست ترقبا من نوع ما .

افترض أن إيغون لا يستطيع التعبير عن مشاعره بشكل صحیح ، و حتى و لو كان خائفا و مرتعبا .. فلن يبرز وجه شيئا سوى ابتسامته القذرة تلك

فراي ! احقا ستفعلها الآن ؟!"

.

"أجل ، فابقاؤه حيا لن يعود علينا بشيء سوى الكوارث "

بدا سنو متشككا ، فصحيح انه رأى ايغون كشخص يجب قمعه ، إلا أن قتله هنا لم يبدو الاصح بالنسبة له

لهذا كان علي قتله قبل أن يحاول التدخل

..

صحيح أن قوة ايغون تزيد بشكل كبير بفضل البرق الذي استعاره من دراغوث ، لكن مثل هذه القوة لا تعني اي شيء أمامي .. فأنا أستطيع قتله بهجومي القادم

هجوم اخرج من خلاله قوتي الكاملة .. سيكون كافيا لقطع رقبته ، و قتله مرة و إلى الأبد..

اعيني كانت ترى و بوضوح عشرات المسرات و الطرق لقتله بالمعركة ، فهو لم يكن بالند لي

..

لكنني كنت اعلم أن هذه ليست بالحقيقة اطلاقا

ايفون فاليريون ، هذا النوع من المتلاعبين لا يرمي بنفسه بالخطر إلا إذا كان لديه على الاقل خطة واحدة

للنجاة

..

..

و هذا ما كنت متأكدا منه ، لهذا السبب قررت الضغط عليه ودفعه للحافة ، و جعله يخرج ايا كان ما اخفاه

تحت اكمامه

..

ارني" الآن يا ايغون .. ماذا تكون حقا ؟"

مالذي تخفيه ؟ أي قوة بالضبط تقف من خلفك ؟

اعلم ان سقطوك سيسبب من الاهوال الكثير ، لكنني رجل ملعون قدر له القتال ضد مخلوقات تفوق الاستعاب منذ زمن طويل

..

عدد اللعنات المسلطة فوق رأسي كبير ، فاي فرق ستصنعه المزيد ؟

اورا الظلام اشتدت من حول سيفي ، و قمع ذلك البرق

الاسود قد تم بسهولة

..

وجها لوجه مع ايغون ، كنت على بعد لحظات معدودة

فقط من تمزيقه

..

و طوال الوقت ، كنت انتظر ايا كان ما سيلعبه الامير

من اجل النجاة

..

ماذا ستكون يا ترى ؟ قوة غريبة أخرى ؟ سلاح من نوع ما ؟

مالذي تخفيه يا ايغون

ارني حقيقتك .. ارني لونك الحقيقي

..

توقعت العديد من الاحتمالات و السيناريوهات

..

أمام ذلك الترقب ، ايغون لم يظهر أي شيء مبهرج

لم يستعمل سلاحا عظيما ، ولا قوة جديدة .. هو لم يظهر ايا من ذلك

..

..

و رغم انه لم يفعل ، إلا أن سيفي توقف أمام رقبته باللحظة الأخيرة .. بينما ارتسمت صدمة لم أعلم كيف

كانت معالمها على وجهي

..

سنو وقف بالجانب متفرجا ، مستغربا بالطريقة التي

انتهت عليها الامور ..

..

فقبل ثانية واحدة ، هو كان قد تصور مشهد انفصال رأس ايغون عن بقية جسده بالفعل ، لكن المشهد لم يحدث اطلاقا

..

هل" تراجع ؟" قال سنو حائرا

..

فإيغون لم يكن من اوقفني ، بل أنا الذي تجمدت أمامه بملئ ارادتي .. ليس مبجرا ، بل مخيرا .

العرق البارد تدحرج بغزارة فوق ظهر ايغون الذي تراجع بالكاد بعيدا عن متنهدا بارتياح

"هذا كان وشيكا ...

..

متمسكا برقبته النصف المقطوعة ، هو حاول ايقاف النزيف بينما جلس فوق الأرض.. اما انا ، فبقيت مكاني احدق به

..

عقلي كان بحالة فوضى حاليا ، و بالكاد استطعت معالجة ما حدث قبل قليل

.

فسبب توقفي لم يكن بفعل قوة ما ، بل ببساطة .. هو ما اخرجته شفتي ايغون من كلمات

..

هو علم أنني أستطيع رصد اصغر الامور ، لذلك نطق بها باللحظة الاخيرة بشكل سري جاعلا اياي الوحيد القادر على ملاحظتها ، فهو لم يخرج أي صوت

..

ما قاله بالضبط هو ما جعلني اتوقف مكاني غير قادر على قتله .. كلمة واحدة .. واحدة فقط لا غير

..

ايغون .. أنى لك معرفة هذا الاسم بحق الجحيم ؟"

سألت محدقا به بضوء جديد

..

اما الامير ، فضحك بخفة باصقا الدماء من فمه

..

"أقتلني يا فراي ، و من يدري ؟ لربما تعرف الاجابة على سؤالك "

متبادلين النظرات البادرة ، وجدت نفسي بصراع غير قادر على الاتيان بخطوة ..

فبكلمة واحدة ، الامير الملعون غير كل شيء .. ناطقا باسم لم اتوقع سماعه مرة أخرى اطلاقا ..

ففي اللحظة الاخيرة .. هو نطقه ..

لم يخرج صوتا .. لكنني سمعته بكل وضوح .

ذلك كان اسمي .. اسمي الذي تخليت عنه منذ زمن طويل ..

منذ أن اصبحت اسمى فراي ستارلايت .

اسم مفقود من مئات لسنين ، اسم لم اسمعه سوى على لسان ملك الشياطين لوحده ..

لكن بطريقة ما ، هاهو الامير يخرجه من فمه .

بمجرد نطقه اياه جعلني اتجمد مكاني غير قادر الى الاتيان بحركة ، بينما غزت عقلي ملايين الافكار ..

هل هو يعلم أنني متناسخ ؟

إذا كانت هذه هي الاجابة ، فكيف علم بذلك بالضبط ؟

هل الماثل امامي الآن هو حقا مجرد امير بشري لم يبلغ العشرين من عمره حتى .. ام شيء آخر تماما ؟

منتهزا الفرصة ، بعدما رأني أتجمد مكاني ..

ايغون تحدث بصعوبة متمسكا برقبته .

"نحن على نفس الجانب يا فراي ، لك اسرارك .. و لي اسراري ، لكن في النهاية كلانا نقاتل بنفس الجانب بهذه الحرب .. لربما مقدر لنا التصادم .. لكن هذه هي اللعبة التي لطالما لعبناها انا و انت "

"يمكنك المضي و محاولة قتلي ، أو ابقائي حيا و اخراج الاجابات مني ، الخيار خيارك "

قال ايغون بخفة و كأن الامر لا يعني شيئا ..

لكنني كنت الوحيد القادر على استنباط التهديد من وراء كلماته .

إفصاحه الآن عن اسمي الحقيقي غير المعادلة بشكل كامل ، فيستحيل عليه أن يعرفه لوحده .

ببساطة هو لا يملك القدرة على ذلك ، بمعنى آخر ، كانت هذه هي طريقة ايغون ليخبرني أن هنالك كيانا من نوع ما يقف وراءه .

كيان يعلم بحقيقتي ، و ما اكونه ..

ما مقدار معرفته ، و من يكون ذلك الكيان بالضبط ؟

قد اعرف لو قتلته الان ، لكن ايغون يعلم أنني لن أستطيع فعل ذلك .

لأن حجم ما أستطيع تحمله يملك حدا ... فلو كان

الواقف وراءه كيانا هائلا بما يكفي لاكتشاف سري ، فهذا يعني أنني لن أستطيع مواجهته بمستواي الحالي ..

قد يكون مخلوقا بقوة جبارة تتجاوز نطاقي ، و لربما هو شيء ابسط من ذلك بكثير ..

بين هذا و ذاك ، انا لم أعرف الاجابة .. لهذا لم أستطع المخاطرة الآن و قتل ايغون ..

بمجرد اسم واحد ، هو ضمن النجاة مني بالوقت الحالي ..

"أرى أنني استخففت بك كثيرا "

لا أعلم ما إذا حصل على شيء كهذا بمهارته الخاصة ، أو مجرد ضربة حظ .. لكن ذلك لم يهم .

ما يهم ، هو أن الامير قد خرج عن صندوقه كثيرا .. و لم تعد حدوده واضحة لي بعد الآن .

"هذا العالم شاسع جدا يا فراي ، و ما نحن سوى شظايا

تافهة تسبح ببحر الوجود ، سيحاول كل منا اللعب و النجاة بطريقته الخاصة ، لكي نصنع مصيرنا بأيدينا " قال ايغون محدقا بالسماء بينما رددت عليه بشكل فوري .

"أنت تعبث بقوى لا يمكنك تحملها ، و لا فهمها "

ردا على ذلك ، هو هز رأسه بخفة .

"هذا لا يهم ، فما دامت تؤدي الغرض منها فذلك كافي لي .. ما دمت أنا من يفوز بالنهاية ، فلا شيء آخر يهم"

"نحن نقاتل بالجانب نفسه بهذه الحرب ، و لو كان ممكنا ، لا رغبة لي بمعاداتك يا فراي ، و دعني أعطيك دليلا على حسن نيتي هذه " بابتسامة واسعة ، قال ايغون كلماته التالية التي انتقاها بعناية .

"بمجرد انتهاء هذه الحرب ، اعدك بأنني سأخبرك من أين حصلت على ذلك الإسم ، ما رأيك بهذا ؟"

من العدم ، عرض ايغون وعدا لم اتوقع انه سيقطعه ..

و لكون صريحا ، كنت افكر بالفعل بطريقة ما تجبره على الحديث .. لكنه سبقني معطيا اياي الوسيلة مسبقا .

"اعلم أن الكلمات وحدها ليست مقنعة بما فيه الكفاية ، لذلك سأعقد معك عقد اورا لو تطلب الامر يا فراي ، سأعطيك ما تريد ، بالمقابل .. فالنخض هذه الحرب بجانب واحد . "

بدا ايغون فاليريون مستميتا لجعلي اقاتل بجانبه ، بهذه الحرب على الأقل ..

لربما هذا هو بالضبط ما حاول جعله يتحقق منذ البداية ..

منذ أن جاء معي الى هذه الجزيرة ..

لربما هذا كله كان جزءا من خطته ..

حسبت أنني أنا من حاصرته عندما جررته وحيدا معي لهذا المكان المعزول ، لكن الحقيقة كانت معاكسة لذلك تماما .

فمنذ البداية ، هو كان تلاعب بي بإتقان ..

غير قادر على قتله ، و لا اجباره على الكلام .. فحتى لو عذبته ، هو لم يكن ليتحدث مطلقا ..

ايغون لم يترك لي الخيار سوى أن افعل ما اراده مني ..

لقد خسرت تماما أمامه ، فالمعركة هذه المرة لم تلعب فوق الساحة ، بل جرت و انتهت قبل ذلك بكثير ..

بعض المعارك لا تكسب بالسيف ، و هذه كانت احداها ..

طريقة القتال المفضلة لدى الامير ايغون فاليريون .

في تلك الليلة ، و أمام اعين سنو الحائر الذي وقف بمثابة شاهد لم يفهم ما كان يراه ..

عقدت اتفاقا مع الامير ، عاقدين العزم على خوض غمار الحرب معا من الآن فصاعدا ..

2025/09/03 · 188 مشاهدة · 5207 كلمة
Song
نادي الروايات - 2025