مستهدفا شلال القوة المقدسة، انبثقت هالة الظلام من خلال سيف فراي ستلايت.
بتلويحة من سيفه، أطلق فراي ضربة عظيمة ارتفعت شدتها لمئات الأمتار، معولاً على زعزعة الشلال من خلالها. هجومه الذي سخر فيه كامل قوته جعل مياه الهالة المقدسة تتفرق في كل مكان، بينما اهتزت الأرض بعنف.
كان الهجوم كاسحاً، ولم يكن أي من سنو أو أيغون ليقدم شيئًا أفضل. كان من المفترض أن يكون هجوم كهذا كافيًا ليس فقط لشق الشلال، بل لتدميره بالكامل.
لكن لا شيء من هذا حدث. صحيح أن ضربة "دارك سيستر" تسببت في تموجات مضطربة على سطح شلال القوة المقدسة، لكنه سرعان ما واصل التدفق وكأن شيئًا لم يكن، ممتصًا نجوم فراي بالكامل.
صدم فراي، وحدق في سيفه ثم في الشلال.
"لم أكن أمزح هنا، هل هذا الشيء صد هجومي حقًا؟".
صحيح أن الشلال لم يبدُ وكأنه من صنع البشر، لكن فراي لم يتوقع أبدًا أن الضربة التي تحمل قوته الكاملة لن تهزه حتى.
"ماذا الآن؟ هل من المفترض أن أضربه بـ Nameless judgement أو شيء من هذا القبيل؟".
فكر فراي عابسًا، معولاً بجدية على محو الشلال بأقوى ما لديه في ترسانته، لكن أيغون تدخل وأوقفه.
"هذه ليست الطرق الصحيحة للتعامل مع الأمر يا فراي. هذا يفترض به أن يكون بابًا... يشبه الممر السحري. للعبور نحتاج إلى مفتاح، ما عدا ذلك وحتى لو دمرته، لن يفتح لنا الطريق".
بعبارة أخرى، قد ينجح فراي في تدمير الشلال بأقوى هجوم عنده، لكن ما سينتج عن ذلك هو تدمير الطريق فحسب، لا فتحه.
"أتقول أننا الآن مضطرون للبحث عن المفتاح بعدما وجدنا الباب أخيرًا؟".
"هذا هو الحال".
بعدما وجدوا المعبر، ها هم يعودون لنقطة الصفر، لكن أيغون أشار لشيء إضافي غير المعادلة.
"إذا ما صحت افتراضاتنا، فقوات الكنيسة بأكملها تقبع بالجانب الآخر... أظن أن هذا يعني أن طريقة الدخول أبسط مما تبدو عليه... لربما يكفي فقط أن تكون جزءًا من الكنيسة".
رد فراي على الفور: "أو أن تحمل شيئًا يربطك بها".
في تلك اللحظة، استدار كلاهما نحو سنو ليونهارت. تبادلا النظرات معه لبضع ثوان، رافعًا حاجبًا.
"ماذا؟" هو سأل، قبل أن يدرك ما كان يحدث.
"آه... لقد فهمت".
مد سنو يده، ليظهر السيف المقدس فيرميثور.
"إذا كان ما يتطلبه الأمر هو وجود إثبات على ارتباط المرء بالكنيسة لكي يدخل، فلا أظن أن هناك واحدًا أفضل من الفيرميثور... السيف المقدس الذي جاء من لورد الضوء نفسه".
ولعل ما زاد من صحة هذه الفرضية هو التوهج الغريب لسطح الشلال تفاعلاً مع الفيرميثور، مما أثبت أنه كان هو المفتاح.
"إذًا؟ هل أدخل سيفي في الشلال فحسب وكأنه مفتاح أم ماذا؟".
لم يكن هناك أي ثقب مفتاح من الأساس، لذلك لم يبدُ وكأن هذا هو الجواب.
"فقط أطلق بعضًا من قوة السيف المقدسة نحو الشلال، أظن أن هذا سيفي بالغرض".
أومأ سنو متقدمًا للأمام. "لنجرب إذًا".
واضعًا سيفه أمام الشلال، سلط سنو قدرًا معتبرًا من القوة المقدسة. وفور قيامه بذلك، اهتزت الأرض من تحت أقدامهم الثلاثة، بينما ارتعش سطح الشلال.
"تأثير فوري".
كانت الاستجابة فورية، وسرعان ما انفتح معبر من خلال الشلال، معبر عجيب تكون من القوة المقدسة.
الغريب في الأمر أن المعبر اخترق الفراغ نفسه، مكونًا مسارًا كسر الزمان والمكان. فهو لم يؤدِ مطلقًا للجانب الآخر من الشلال. بل إلى مكان آخر تمامًا.
"الكنيسة كانت تخفي الكثير حقًا..." قال أيغون، بينما استدار سنو إليه رفقة فراي.
"فالتتبقا بالقرب مني عندما ندخل، فعلى ما يبدو هذا المكان يرفض كل من لا يحملون المفتاح".
متبعين إياه، مشى كل من فراي وأيغون بالقرب من سنو، بينما عبروا الثلاثة الطريق الذي شكلته القوة المقدسة.
اهتز المسار كثيرًا طول الطريق، بينما زحفت مجسات القوة المقدسة فوق الأرض ومن خلال الجدران مستهدفة كل من فراي وأيغون، لكنها سرعان ما تهدأ عندما تقترب من سنو. بدت مهتاجة خصوصًا تجاه أيغون، فهذا الأخير اجتذب المقاومة الأكبر.
"هذا النفق قادر على تحديد القذارة بدقة، فلا عجب أنها تنجذب نحوك". قال فراي مخاطبًا الأمير الذي ضحك بخفة.
"لا تنسَ أنك أنت الآخر تنال نصيبك العادل من الاهتمام هنا".
لم يكن أيغون مخطئًا، ففراي هو الآخر اجتذب بعض المقاومة، لكنها كانت ضحلة جدًا مقارنة بأيغون.
أيا كان ما أخفاه هذا الأخير، لا يبدو أنه كان على وفاق مع القوة المقدسة.
"هالة شيطانية ربما؟" تساءل فراي، واضعًا عينه على الأمير طوال الوقت.
القوة المقدسة تنبع من حاملي الضوء، وهم نقيض الشياطين. بعبارة أخرى، الهالة الشيطانية هي أكثر ما سيجعل القوة المقدسة تهتاج بهذا الشكل.
هذا أعطى فراي بعض التلميحات، رغم أنها لم تكن سوى استنتاجات جامحة من ناحيته.
قد يكون الكيان الذي يدعم أيغون... شيطانًا.
كان الاحتمال موجودًا، وفراي ربط النقاط.
لم يفارق الأمير عقله أبدًا، لدرجة أنه فكر به حتى عندما أوشكوا الثلاثة على الصدام بالكنيسة، معطيًا إياه الأولوية على كل شيء.
بينما سار الثلاثة فوق الأرض المضيئة للقوة المقدسة، كان الزمن نفسه يتباطأ من حول فراي بينما فكر بحقيقة الأمير.
إذا كان الكيان الواقف خلف أيغون شيطانًا، فسيكون واحدًا يملك الكثير من القوة، بقدرات تتيح له معرفة سري. أيغون نطق اسمه... الاسم الحقيقي الذي استعمله في حياته السابقة.
والشيطان الوحيد الذي نطق ذلك الاسم، هو ملك الشياطين... أغاروث نفسه.
هذا الأخير يملك عينًا تتيح له رؤية المصير نفسه. يستطيع معرفة ماضي وحاضر ومستقبل الأشخاص الذين يراهم... وهذه هي عين الملك... قدرة خارقة لحدود العالم تتلاعب بالمصير نفسه.
بجانب أغاروث، هناك شيطان آخر يملك القدرة ذاتها. الشيطان الذي تكرر اسمه كثيرًا من حول فراي مؤخرًا، وحذره المهندس منه.
لربما هو الكيان نفسه الذي همس في أذن أيغون وأخبره باسمه... الكيان الخبيث الذي يوسوس للبشر أجمعين ويتلاعب بهم من خلف الستار.
بربط النقاط ببعضها، اقترب فراي من الاستنتاج كثيرًا. لم يكن لديه أي دليل، ولا شيء يضمن أن أفكاره صحيحة... لكن هذا كان أكثر استنتاج منطقي استطاع الخروج به.
الشيطان الذي يقف خلف أيغون... الذي منحه اسمي، ولربما أسلحة أخرى يخفيها تحت أكمامه.
المقعد الرابع... ويسكر.
بمجرد ظهور هذه الاحتمالية داخل عقله، أظلمت عيون فراي تدريجيًا، بينما أخفى نية القتل التي تآكلت قلبه.
"سأراقب لوقت أطول قليلاً".
محدقًا بأيغون من الخلف، أظهر فراي وجهًا مخيفًا تمامًا.
"سأدعه يلعب بطريقته... ثم أنهي الأمر بطريقتي".
منذ البداية، جعل فراي أيغون يتعاهد بإخباره الحقيقة بمجرد انتهاء الحرب، وهذا هو عقد الهالة الذي أبرمه الأمير.
نفس الأمر ينطبق على فراي الذي أبرم عقد هالة ينص على أنه سيقاتل في هذه الحرب بجانب أيغون، ولن يتعرض له بأذى.
لكن ما يجهله أيغون، هو أن عقد الهالة لم يعد يعمل مطلقًا مع فراي.
"كانت المرة الأولى التي أبرمت بها عقد هالة، قبل 3 سنين... بمجرد تناسخي".
وقتها، هو أبرمه مع آدا. منذ ذلك الوقت، كان "تأقلم الظلال" قد استوعب خبايا ذلك العقد بالفعل.
والآن بعدما فتح فراي المرحلة الثالثة من تأقلم الظلال، المرحلة التي جعلته قادرًا على التلاعب بالهالة بحرية تامة... هو أصبح قادرًا على إبطال الحتمية المصاحبة لعقود الهالة.
بمعنى آخر: "أنا أستطيع قتله".
تظاهر فراي بالطاعة، مقدمًا نفسه بموقف المهزوم تمامًا منذ أن نطق أيغون باسمه الحقيقي.
جعله الأمير يعتقد أنه فاز تمامًا، وأنه لن يشكل أي تهديد عليه.
لا يوجد أي بشري في التاريخ المسجل استطاع إلغاء عقد هالة. بمعنى آخر، يعتقد أيغون فاليريون أن بإمكانه الاعتقاد بأنه آمن الآن.
"لقد كنت أرقص على ألحان غيري لوقت طويل. لطالما تلاعبت بي العديد من الكيانات، وحاولت جعلي أفعل ما يرغبون به".
وهذا ما عانى منه فراي طيلة حياته.
أيغون فاليريون كان يحاول فعل نفس الشيء، يتلاعب به، وجاعلاً إياه يسقط في فخه.
لكن الأمور لم تعد نفسها الآن.
"أنا لم أعد الغر الذي يقدر امتلاكه على التلاعب به بهذه السهولة".
بينما مشى الثلاثة داخل نفق القوة المقدسة، كان فراي يحيك خطته المضادة بهدوء، منزلاً رأسه متعمدًا.
"فالتبتسم بانتصارك يا أيغون، والأمان الزائف الذي خلقته لنفسك. واصل المضي كما أنت، وجهز رقبتك".
"لأنك لن تعرف متى ستخسرها".
مسيطرًا على نفسه، وعلى نية القتل الخاصة به، استجمع فراي أنفاسه وتحكم في جسده وتعبير وجهه بإتقان شديد، مخفيًا نواياه الحقيقية.
بهذه الطريقة، بلغ فراي ورفيقاه نهاية النفق أخيرًا، واضعين أقدامهم لأول مرة داخل الأرض التي اختبأ بها أعداؤهم.
الأرض المفقودة من كتاب التاريخ، والملاذ الآمن لأتباع لورد الضوء:
"نوكتيرا... المدينة المفقودة التي ابتلعها الليل الأبدي."
لم يأخذ الامر من فراي و من معه سوى دقائق معدودة ،
ليبلغوا الجانب الآخر أخيرا
..
متبعين سنو الذي قاد الطريق حاملا الفيرميثور ، هم تمكنوا من العبور دون مشاكل ، و ما هي الا لحظات معدودة لينبهر ثلاثتهم بالمشهد امامهم
نوكتيرا .. أرض الليل الابدي ، مكان شاسع و واسع عم الظلام فيه طوال الوقت
..
محدقين بالسماء ، هم لم يستطيعوا ابعاد اعينهم عن تلك النجوم المتلألئة التي رصعت السماء
..
كانت كثيرة جدا و كأنها جواهر و مصابیح اضاءت العالم من الظلمات
..
من بينها جميعا ، اطل عليهم قمر عملاق زين السماء هو الآخر بضوئه الساطع
القمر كان قريبا جدا لدرجة أنه غطى مساحة شاسعة لوحده ، و الاجواء كانت خيالية بامتياز ...
..
من ظن أن الكنيسة ستخبئ شيئا كهذا .." قال ايغون مستكشفا المكان
..
امامهم ، امتدت غابة شاسعة ، بأشجار حلمت اوراقها ضوءا خافتا اخضر اللون اظهر لهم الطريق
المكان كان سحريا بامتياز ، لدرجة أن ثلاثتهم شعروا و كأنهم لم يعودوا فوق كوكب الأرض بعد الآن ، بل وضعوا قدما لعالم آخر تماما
..
..
این" نحن بالضبط ؟ سنو هو من سأل السؤال البديهي فهذه لم تعد الجزيرة المقدسة صقلية بعد الآن
و كأننا انتقلنا إلى عالم آخر تماما "
..
هذا ما بدا لسنو عندما تفقد محيطه ، لكن فراي الذي اغمض عينيه لبرهة قد خالفه الرأي
..
"لا .. هذا ليس بعالم آخر .. فنحن لا نزال فوق "الأرض"
فاتحا عينيه اللتان اضاءتا بضوء بنفسجي ، باسطا هالته من حوله ، هو كان قد اكتشف بالفعل سر المكان
لاكون دقيقا .. نحن لا نزال بالجزيرة المقدسة صيقلية ، و لم نغادرها مطلقا " بمجرد قوله لذلك ، استدار كل من ایفون و سنو ناحيته ، فكلامه لم يكم منطقيا
وضح ما تقول يا فراي ، كيف يكون هذا المكان هو نفسه الجزيرة المقدسة ؟"
فهم انتقلوا آنيا من خلال ذلك المعبر الذي شكله لهم الشلال ، و الأرض من حولهم لم تكن مألوفة لهم على الاطلاق
..
...
لكن فراي استطاع اكتشاف السر ، في المقام الاول قدرة النقل الآني الخاصة به التي احضرتهم الجزيرة قد كانت مصممة لتنقلهم نحو اوريل بلاتيني مباشرةً
..
بعبارة أخرى ، حتى لو اعترضت قوة ما عملية النقل ، فمن المفترض بهم أن يكونوا بالقرب منها
.
و بما أن اوريل بلاتيني موجودة و بنسبة كبيرة هنا بنوكتيرا ، فراي خرج باستنتاج غريب بعد محاولته مسح المكان بهالته.
نحن لا نزال بالجزيرة المقدسة صيقلية ، و لكن ...
مشيرا باصبعه نحو الاعلى ، هو اخبرهم بالحقيقة
..
"إننا بالاعلى .. تحديدا فوق الجزيرة المقدسة ، هذا المكان يقع بسمائها و إذا لم اكن مخطئا .. فمن هنا ينبع ذلك الشلال الغني بالقوة المقدسة "
كلمات فراي هذه جعلت كلا من سنو و ايغون يفهمان أخيرا احد اسرار الكنيسة
...
"إذا نحن الآن نقف فوق أرض بنيت بالسماء ؟" ضحك ايفون محدقا بالظلام فوق رؤوسهم
هذه لا تبدو لي و كأنها سماء ، فنحن حرفيا بالفضاء
جزيرة عجيبة تطفوا وحيدة في الفضاء ، بعيدة بمسافة هائلة عن الأرض من تحتها
.
كانت هذه ظاهرةً عجيبة لم تكن بالمألوفة لهم ، فكيف استطاعت هذه الأرض البقاء بالفضاء دون ان تسقط ؟
و كيف استطاعوا التنفس هنا من الأساس
..
المكان ومهما نظروا اليه .. هو لم يكن من صنيع البشر ..
لكن بالتأكيد كان غنيا بقدر مرعب من الاورا ، أكثر حتى من الجزيرة المقدسة التي تواجدت اسفلهم
...
فراي و من معه كانوا لا يزالون منبهرين بالمكان ، لكن صوتا مجهول المصدر .. قد اخرجهم من غفلتهم تلك معيدا اياهم الى الواقع
..
"أبنائي ، إخوتي .. و رفاقي بهذا العالم المظلم ، لقد اشتدت ظلمات اعدائنا ، وهاهم يحاولون تدنيس اراضينا
صوت الرجل كان عاليا جدا لدرجة أنه سمع بكل مكان ،
..
و لم يستطع فراي و من معه تحديد مصدره
لكنهم تعرفوا على المتكلم بسهولة .
"بلاتير .."
..
اسقف الكنيسة الاعلى الذي جاءوا بحثا عنه
هذا الاخير واصل الحديث مخاطبا غيرهم
..
الليل طويل ، ومليئ بالظلمات .. لكن با اعزائي ، فالتفرحوا ، فالرب حدثني أخيرا ، و انار دربي ، و ها انا ذا انقل ضياءه اليكم "
جوزيف بلاتير واصل الاسترسال بالحديث ، مستعملا نبرة غريبة ، اوحت و كأنه رسول من نوع ما يحاول نقل رسالة سماوية
..
لورد الضوء لا يزال معنا ! وقد منحنا القوة لقهر اعدائنا اجمعين ! "
الانجاس الذين تجرأوا على انكار سلطة لورد الضوء و رفضوا وجوده هم الآن بيننا ، و وصلت بهم الجرأة درجة أن يطؤوا بأقدامهم القذرة فوق ارضنا المقدسة محاولين تدنيسنا بشرورهم و ظلماتهم ."
بمجرد ذكر بلاتير للجزء الاخير من خطابه ، اظلمت وجوه كل من فراي و سنو
..
"فراي" .." قال سنو متمسكا بالفيرميثور ، بينما أوماً فراي .
اجل .. هم يعرفون مكاننا بالفعل
تزامنا مع كلمات فراي هذه ، بلاتير بدأ بالصراخ دون سابق انذار .
تلك الشياطين التي ترتدي اجلدة البشر تزحف الينا ، فهل سنسمح لهم بتدنيسنا ؟! "
" إنهضوا يا ابنائي ، و يا اخوتي .. انهضوا و ردوا عدوانهم بالحديد والنار "
..
بمجرد مناداته اياهم و بطريقة سحرية
..
اضاءت مئات .. بل آلاف المشاعل من خلال الغابة التي احاطت بفراي و رفاقه
اتباع الكنيسة ظهروا بكل مكان من العدم ، بينما اقتربوا بسرعة مشهرين اسلحتهم بوجوه اعدائهم
مالذي يحدث بحق الجحيم ؟!" قال فراي ، بينما توهجت اعينه بضوء بنفسجي
..
هو كان باسطا لهالته المظلمة منذ البداية ، و لم يشعر بشيء مطلقا
..
لكن وبلحظة واحدة ، ظهر بمجاله آلاف الأشخاص من العدم وكأنهم كانوا هناك منذ البداية
.
اتخبرني انهم يملكون طريقة للهروب من حواسي بهذه السهولة ؟"
إما انهم انتقلوا آنيا مباشرة لمكانهم ، أو انهم كانوا هنا منذ البداية و اخفوا حضورهم
..
كلا الاحتمالين لم يكونا واقعيين الفراي
..
"إذا اردنا النجاة من ظلمات هذا العالم ، نحن لا يجب أن نتصرف مثل البشر بعد الان ."
"لقد حدثني لورد الضوء ، و كلماته غسلت جسدي هذا من الضعف والوهن .. قوة عظيمة بانتظارنا ، و وجب علينا فتح ايدينا لها .. نحن لا يجب أن نتصرف مثل البشر ، بل وجب علينا الاقتداء بلورد الضوء نفسه ، و اتباع خطاه "
..
لورد الضوء لم يكن ليسامح اعداءه ، ولن يترك لهم الحرية ، بل سيعاقبهم على ما يفعلون
" و" لهذا يا اعزائي ، وجب علينا القتال ، و تطهير هذا العالم من الشرور
هرطقة جوزيف بلاتير استمرت لوقت طويل ، و المعركة كانت على وشك الاندلاع
فراي كان قد سئم من الاستماع اليه ، لكنه لم يستطع اكتشاف مكانه من الأساس ، كما أن مصدر الصوت بقي مجهولا
.
..
فهو كان يأتي من كل مكان حرفيا و كأن بلاتير يهمس بجانب آذانهم ، متأكدا من سماعهم اياه
ثم في اللحظة التي اقترب فيها اتباع الكنيسة كثيرا ، و استعد ثلاثتهم للقتال
..
فإذا بالسماء من حولهم تتوهج ، بينما ظهر مخلوق مهول يحلق باجنحته البيضاء من فوق رؤوسهم
"ليبدأ التطهير "
..
قال بلاتير ، و تزامنا معه ظهر ملاك الحرب ذاك من العدم فاتحا فمه بوجوه فراي و من معه
..
وجوه ثلاثتهم اظلمت بشدة ، خصوصا عندما امعنوا النظر بتلك الملاك .
فعلى عكس الذي ظهر بالماضي ، هذه المرة جاء واحد مختلف .
السابق بدا و كأنه ذكر ، اما هذه فكانت انثى .. بمعالم تشبه المرأة .
لكن الضغط الذي سلطته كان هو نفسه و مساويا للآخر ..
في تلك اللحظة ، تحولت مخاوفهم الى واقع .
الكنيسة ..
"هم يمتلكون ملاك حرب آخر.." قال ثلاثتهم بوقت واحد ، قبل أن تطلق الملاك شعاع الضوء المهول ذاك القادر على قتل من هم في الفئة SS+ ..
شعاع الضوء نزل مثل الشلال ، مبتلعا فراي و رفاقه ..
الاورا استمرت بالتدفق عدة دقائق ، قبل أن تتوقف الملاك و تغلق كلا من فمها و اعينها لاعادة الشحن .
في نفس الوقت ، احاطت بها دائرة من القوة المقدسة على شكل حاجز لحمايتها .
اتباع الكنيسة من جهة أخرى جاءوا مسرعين محيطين بحفرة الدمار التي خلفتها الملاك ..
الحفرة كانت عميقة جدا ، لكن و على عكس المتوقع ، هم وجدوها فارغة تماما ، و لم يكن هنالك أي اثر لاعدائهم .
متفقدين محيطهم ، هم بدأوا على الفور بالبحث عنهم بينما عم صوت الصراخ المكان ، و كأنهم مجانين بحشوا عن فريسة تجرأت على الهرب منهم ..
ملاك الحرب هي الأخرى بدأت تحلق فوق الغابة بحثا عنهم ، لكنها لم تجد لهم اثرا ..
في اللحظة الاخيرة ، و قبل أن يضرب شعاع الاورا رؤوسهم ، استعمل فراي قدرة النقل الآني الخاصة بهم ، ناقلا اياهم بعيدا جدا بشكل عشوائي ..
نوكتيرا كانت مكانا عملاقا ، و الغابة امتدت لمسافات مرعبة ، لذلك لم يكن من الصعب الابتعاد ..
ثم بمجرد ابتعادهم ، ايغون اخرج على الفور اداة غريبة بدت مثل الطوطم ، الذي شكل حاجزا احمر اللون من حولهم ..
مختبئين بين الاشجار ، هم راقبوا من بعيد بينما تحركت مشاعل اتباع الكنيسة باتجاهات متفرقة بحثا عنهم .
"على ما يبدو .. هم فقدوا اثرنا " قال سنو ، بينما اشار ايغون للاداة بين يديه .
"طوطم الظل هذا يستطيع اخفاء وجود كل من يقف داخل مجاله بشكل مثالي ، لذلك هم لن يستطيعوا الشعور بنا مهما حاولوا "
"إنها اداة مفيدة ، و عيبها الوحيد انها ستتحطم بمجرد استعمالها لمرة " قال ايغون بلا مبالاة ، واضعا الطوطم بالارض تحت اقدامهم .
"إذا ما هو خطتنا ؟ هل نقاتلهم ؟ هذه لا تبدو مثل الطريقة الامثل بالنسبة لي فملاك الحرب ذاك يستطيع ردع من هم في الفئة SS+ "
ناهيك عن أن المعركة لن تنتهي بالضرورة حتى لو هزموا الملاك ، فبلاتير و من معه يتربصون بهم من مكان ما ..
مختبئين بين الاشجار ، بينما تجول اتباع الكنيسة من حولهم ..
حاول فراي و من معه القدوم بخطة ، في سبيل التعامل مع اعدائهم ...