هذا الأخير بدا مركزاً جداً لدرجة أنه أبدى وجهاً متألماً، لكن وبمجرد اقتراب سنو، فتح عينيه فجأة. متبادلاً النظرات مع صديقه، أخذ فراي نفساً عميقاً ممتصاً تلك الأورا البنفسجية التي أحاطت به بصعوبة، بينما اهتز المكان من حوله دون توقف.

محاولة احتواء تلك القوة قد تسببت بغليان مرعب للهالة جعل البحيرة بأكملها من حول فراي تجف تماماً.

ثم بعد دقائق معدودة، نجح فراي باحتوائها أخيراً بينما خرج من البحيرة التي جفت مياهها بخطوات ثقيلة.

"سنو.. اعذرني فأنا لم ألحظ وجودك" قال فراي معتذراً بينما ظل سنو ساكناً لبعض الوقت، قبل أن يسأل السؤال الذي سيطر على عقله منذ البداية.

"ما الذي حدث للتو يا فراي.. ما تلك الأورا الغريبة؟".

"آه.. تقصد هذه". رفع فراي راحة يده، فإذا بكرة صغيرة من الأورا البنفسجية تتشكل فوقها، كرة بدت مثل شمس صغيرة جداً بنفسجية اللون.

كانت ضئيلة، لكنها حملت بداخلها نفس نوع الأورا من السابق.

مع موجة من الإهمال، قام فراي بإذابتها إلى لا شيء.

"لا شيء خاص، أنا أحاول ابتكار تقنية جديدة أضيفها لترسانتي، لكن محاولاتي كللت بالفشل حتى الآن".

"تقنية جديدة.." همس سنو بدون وعي بينما تذكر جسده ذلك الضغط.

"أي تقنية مشؤومة هي هذه التي تحمل هذا القدر الهائل من الأورا؟" فكر سنو لوهلة بينما حدق بفراي. في تلك اللحظة، انتبه لشيء معين فشل بملاحظته نظراً لانبهاره التام بما رآه سابقاً.

"فراي أنت.." قال سنو مستغرباً، بينما فهم فراي الأمر مباشرة.

"آه.. أمضيت وقتاً طويلاً بمفردي لدرجة أنني نسيت نفسي" واضعاً قناعه، أخفى فراي وجهه عن سنو الذي ظل يحدق به.

"ما الذي حدث لك؟" هو سأله، بينما تنهد فراي. هذا الأخير وبظرف بضعة أيام قد تغير كثيراً. الآن بعدما دقق سنو النظر إليه، لاحظ العديد من الأشياء.

وجهه كان شاحباً، والهالات السوداء زادت بشكل حاد، وكأنه تقدم بالسن عدة سنوات. أذرعه بدت أنحل، وأكثر قسوة فاقدة لونها المعتاد، وكأنه مريض من نوع ما قد عصف به.

"أنا ملعون يا صديقي، هذا كل ما في الأمر" هذا ما قاله فراي، وكأنه أكثر شيء طبيعي بالحياة.

"ملعون؟ أي لعنة هي هذه؟ ومن وضعها عليك؟" بدأ سنو يطرح العديد من الأسئلة، أسئلة قرر فراي إجابتها بصراحة هذه المرة.

جلس كلاهما أمام البحيرة الجافة، بينما ذكر فراي قصة الظل المتواجد بداخله.. "ظل ويسكر". تسلل عبر عروقه، يستنزف جسده ووعيه، ويؤثر على قوته حتى. فراي سيطر على الأعراض حتى الآن، وقناع "النايملس" كان يساعده على كبح الظل.

لكن مؤخراً، بدأت الأعراض تتزايد بسرعة، وتأثير الظل أصبح كبيراً. هذا كان بمثابة نذير أن الوقت قد نفد، وسيكون عليه التعامل معه قريباً، وإلا فسيواجه النتائج.

"لحسن الحظ، طريقة لعلاج حالتي هذه تتواجد هنا بمعقل الكنيسة، رغم أنني أجهل ما هي بالضبط، لذلك حاولت مؤخراً اختراق خطوطهم إلى أن أبلغ قادتهم، لكنني لم أستطع إيجاد مخبئهم إطلاقاً" قال فراي متذكراً ما حدث طيلة الأيام الماضية.

"لقد قتلت كل جنود الكنيسة الذين أرسلوهم إلي، وحاربت ملاك الحرب الخاص بهم أيضاً، أثناء كل ذلك حاولت جعلهم يقودونني نحو قادتهم. لكن خطتي باعت بالفشل، ففي النهاية أنا اصطدمت بمتاهة غريبة يستحيل العبور من خلالها سوى في حال تحقق شروط من نوع ما".

"ذاكراً موضوع المتاهة، سنو تذكر على الفور المكان الذي وجد نفسه به".

"تلك المتاهة.. أظنني قادراً على عبورها، أو بالأحرى لقد عبرتها بالفعل" قال سنو صانعاً ابتسامة سخيفة، بينما ضحك فراي غير متفاجئ.

"كما هو متوقع من حامل الفيرميثور، أفترض أن دفاعاتهم دون فائدة أمامك".

"لأكون صريحاً، فأنا لم أشعر أنها متاهة من الأساس.. لقد وجدت نفسي اتبع مسار أورا شعرت بالألفة معه، فإذا بي أصل المكان الذي افترض أن مقره.. لقد كان أشبه بمعبد غريب بدا أشبه بالبرج، وبقمته تواجدت شجرة غريبة".

"شجرة؟" سأل فراي بينما أومأ سنو.

"أجل.. شجرة ذهبية تحمل بداخلها أنقى أورا رأيتها بحياتي".

بمجرد ذكر أمر الشجرة، غرق فراي بتفكير عميق جعل سنو يتفطن لشيء مهم. "ربما تعرف شيئاً ما عنها؟" هو سأل غير متوقع أن يحصل على إجابة، لكن فراي أومأ على غير المتوقع.

"نوعاً ما.. أظنني أعرف ما تكون عليه تلك الشجرة.. على الأغلب هي 'شجرة العالم'".

"'شجرة العالم'؟".

"أجل.. لكنني لست متأكداً، فهذا النوع من الأشجار لا يفترض أن ينمو هنا بكوكب الأرض.. على الرغم من أنني أشك بأننا لا نزال بالأرض من الأساس" ساحراً، حدق فراي نحو السماء المظلمة أعلاه التي رصعتها النجوم والقمر العملاق من بينها.

"لا أفقه الكثير عن شجرة العالم، لكن ما أعلمه هو أن ظهورها يستوجب توفر قوة من مستوى الشخص الذي صنع السيف بين يديك".

"نفس صانع الفيرميثور.. أتتكلم عن لورد الضوء؟".

"هذا صحيح".

أجاب فراي بينما عم الصمت لبعض الوقت.. بينما ظهرت احتمالية مشؤومة بعقل سنو.

"أتخبرني أن لورد الضوء يقف حقاً بجانب الكنيسة؟ إذا كان هذا صحيحاً، ألا يعني أنهم لا يملكون أي فرص للانتصار؟".

لكن فراي هز رأسه نافياً.

"يستحيل حدوث ذلك، فلورد الضوء لا يهتم سوى بشخص واحد بين بني البشر، وهو حامل السيف المقدس الذي صنعه بنفسه.. بمعنى آخر، أنت يا سنو.. إذا كان لورد الضوء سيقف بجانب ما، فهو جانبك".

بسماع ذلك، سنو تفاجأ للحظة، قبل أن يلقي بنظرة على سيفه المقدس الذي بدأ يتزامن معه أكثر وأكثر مؤخراً.

"هذا غير منطقي.. إذا كان لورد الضوء بصفى حقاً، فلماذا أصدر مثل تلك الأوامر المتطرفة؟ لإبادة عائلة ستارلايت وفاليريون.. إذا كان لورد الضوء حقاً بجانبي فهو سيعلم أنني سآخذ جانبكم، إذاً لماذا قد يتمادى لدرجة جعلي أقاتل ضد أتباعه؟" سأل سنو حائراً، بينما سكت فراي لبعض الوقت قبل أن يجيب. هو الآخر كان قد فكر بالأمر كثيراً.

"بهذا الشأن.. أنا لا أعرف الإجابة ولكن..". مخفياً وجهه خلف قناع النايملس، حدق فراي بالسماء ساكناً لوهلة قبل أن يتابع كلامه.

"هل حقاً لورد الضوء هو من أعطى تلك الأوامر بالمقام الأول؟".

"هاه؟" أخرج سنو صوتاً أجوفاً مستغرباً، بينما سلط فراي الضوء على احتمالية تجاهلها الكثيرون.

"أليس 'لوح الوحي' ذاك هو الطريقة التي يتواصل بها لورد الضوء مع البشر؟" سأل سنو، بينما أجاب فراي فوراً.

"أهذه هي الحقيقة حقاً يا سنو؟ هل لورد الضوء العظيم الذي يملك بيده من القوة الكثير يحتاج لجعل بشر تافهين يقتلون أعداءه؟ وهل سيرسل مشيئته عبر لوح تافه لا قيمة له، بدل التواصل بشكل مباشر مع رسوله فوق هذه الأرض- أنت؟".

حقاً لم يكن يعلم أن هذه الأوامر الثلاث التي صدرت منذ وقت طويل، فهو لم يعلم عنها سوى مؤخراً بعدما انقلبت الكنيسة ضدهم. لكن شكوكه لم تفارقه منذ ذلك اليوم.

"لا دليل لدي، لكن ضع هذه الاحتمالية بعين الاعتبار يا سنو.. فبنسبة كبيرة، الأسقف بلاتير وأتباعه هم من يتحكمون بالكنيسة تحت اسم لورد الضوء".

"بهذه الطريقة، هم يستطيعون خداع كل من يؤمن بذلك الإله المزيف، جاعلين إياهم يفعلون تماماً ما يريدون".

"ما دام اسم لورد الضوء حاضراً، فأتباع الكنيسة قد يفعلون أي شيء في سبيل تلبية مشيئته".

"إذا ما صح افتراضك.. فهذا يعني أن هذه الديانة بأكملها قد بنيت على كذبة".

"ديانة تواجدت بالأرض لمئات السنين، وامتلكت من الأتباع الكثير، كل شيء عنها، تاريخها، وكيانها نفسه.. كل شيء بني على كذبة اخترعها محض بشر".

"لورد الضوء موجود، لكنه ليس إلهه.. هو مخلوق شديد القوة نعم، لكن هذا كل شيء".

مدركين لجزء كبير من حقيقة الكنيسة المخفية، جلس كل من فراي وسنو ساكتين لبعض الوقت مفكرين بتداعيات ما تكلموا عنه للتو.

"لورد الضوء ليس إلهاً، بل مجرد شخص شديد القوة يعيش بمكان ما بهذا الكون الشاسع. سنو لم يعرف الكثير عنه، لكن فراي امتلك معرفة أوسع أتاحت له معرفة الحقيقة.

"هناك العديد من المخلوقات أشد قوة منه.. مثل ملك الشياطين آغارو، المقعد الأول كريمسون الذي يقال أن حضوره مساوٍ لملك الشياطين نفسه.. ملك البانثيون ميدير.. العظماء الغامضون.. هناك الكثير والكثير للحديث عنه، وتلك السماء من فوق رؤوسهم قد أخفت الكثير.

كلما ازدادت معرفتهم، كلما ازداد إدراكهم بمدى ضآلتهم بهذا العالم الشاسع.. فراي عانى من هذا لوقت طويل. وسنو كان بدأ يحذوا حذوه مؤخراً. بدا وكأن التفكير بالأمر لن يقوده سوى لليأس، لذلك نهض سنو من مكانه، وابتسامة متكلفة على وجهه.

"لنذهب، ونضع حداً لهذا يا فراي". رداً على ذلك، نهض فراي هو الآخر موافقاً على كلامه بإيماءة طويلة، مخفياً وجهه بقناعه.

"وضع حد لعدوان الكنيسة، إيجاد طريقة للتعامل مع الظل الذي يغزو جسدك، والبحث عن المسار الأمثل لي ما إذا أردت أن أصبح أقوى.. إنقاذ القديسة.. يبدو أن هذه كلها أمور ستتحقق بشكل تلقائي بمجرد فوزنا بهذه المعركة".

"على الأرجح هم يخفون الكثير تحت إكمامهم فهم ديانة تواجدت منذ مئات السنين.. لذلك فالنتجهز نفسك.. هذه ستكون معركة شاقة" قال فراي واقفاً بجانبه.

"منذ البداية هي لم تكن بالمعركة العادلة، فما الفرق الآن؟" قال سنو بابتسامة قبل أن يندفع للأمام وفراي من خلفه.

"سأقود الطريق، بما أنني الوحيد القادر على تخطي تلك المتاهة".

"أيضاً يجب أن أسألك.. هل سنترك الأمير بالخلف؟".

"دعه، فهو على الأرجح سيجد طريقه بنفسه، فلا فائدة من جره معنا".

"أياً كان ما يخطط له الأمير، فهو سيظهر بالوقت المناسب، ولم يشعر فراي أن تلك المتاهة ستركبحه لوقت طويل".

"إذا نحن الاثنان ضد الكنيسة بأكملها هاه؟" سأل سنو مظهراً وجهاً كئيباً.

"هل أنت خائف؟" بابتسامة ساخرة، قال فراي ذلك بينما تنهد سنو.

"إطلاقاً، فمنذ أن بدأت أرافقك أصبحت دوماً أضطر لتحمل عبئ هذه الحرب معك.. وكأننا نحن الوحيدين الذين يقاتلون.. ربما هذه أحد اللعنات التي سلطت عليك".

بالتفكير بالأمر.. منذ أن بدأت هذه الحرب. كان فراي يخوض المعارك الواحدة تلو الأخرى، متحملاً معظم الحرب بمفرده.

كان هو أول من قاتل بخليج شيزكلار، وأول من قاد الطليعة بقارة الألتراس. واجه "دراغوث" الشيطان البشري وهزمه، ثم قاتل كل قادة الألتراس بمفرده ونجا.. وهاهو الآن على وشك مجابهة الكنيسة بأكملها.

سنو بدأ يرافقه مؤخراً، لكنه وجد نفسه يتحمل نفس العبئ الثقيل.. ما جعله يفهم ما عاشه فراي حتى الآن.

"هذه ليست لعنة، بل نتيجة طبيعية لاختياراتي الخاصة.. لقد اخترت القتال بهذه الحرب، وما يحدث الآن هو النتيجة الطبيعية لهذا الاختيار.. هذا كل شيء".

"أظن أن مفهومك عن القتال بالحرب يختلف كثيراً عن سائر البشر" قال سنو.

"هناك فرق كبير بين المشاركة والقتال بالحرب، وبين تحملها بأكملها بمفردك". هذا ما أراد سنو قوله.

لكنه بدأ يتفهم طريقة تفكير فراي أكثر مؤخراً، ما جعله يدرك أن هذه الكلمات لن تعني له شيئاً، فهو قد اختار هذا بنفسه.

"حسناً.. على الأقل أستطيع تحمل هذه اللعنة معك من الآن فصاعداً" مفعلاً هيئة "ملك الحرب"، سنو استعد لاختراق المتاهة.

"لقد بلغنا المتاهة بالفعل، احرص على البقاء بالقرب مني من الآن فصاعداً" قال سنو بينما أومأ فراي.

متبعاً المسارات الذهبية لشجرة العالم، اخترق سنو المتاهة وفراي بالقرب منه.

المتاهة كانت غريبة، تتغير باستمرار بشكل سحري. أورا غريبة اجتاحت المكان، جاعلة من حواس الذين يدخلونها مخدرة بالكامل. في الأحوال العادية، سيكون من المستحيل اختراقها إلا في حال امتلاك المرء لما تتطلبه المتاهة للمرور. حتى لو حاول المرء الطيران بالسماء وتخطيها، فسيضيع بكل الأحوال. كانت متاهة غريبة حقاً، لكن سنو استطاع عبورها بسهولة.

"كدنا نصل" بعد التقدم لبعض الوقت، قال سنو جاعلاً فراي يستعد، فالمعركة ستبدأ على الأرجح بمجرد وصولهم.

"فراي.. أعلم أن الوقت ليس مناسباً، لكنني بحاجة لإخبارك بهذا قبل أن نبدأ القتال" قائلاً دون أن يلتفت، تحدث سنو بينما راقب فراي ظهره.

"لا تحاول تحمل الأمر بمفردك، فأنت لا تقاتل وحيداً بهذه الحرب، قد تبدو كلماتي هذه غريبة وبلا معنى، لكنني حقاً انوي القتال بجانبك حتى النهاية، مهما كان الذي سنواجهه، ومهما بلغ العبئ الذي سنتحمله.. تأكد أنني سأكون حاضراً لذلك".

"لا داعي لقول كلمة أخرى يا سنو، فأنا فهمت ما تحاول إيصاله" قال فراي مبتسماً.

"لأكون صريحاً، لقد نويت على تحمل هذه الحرب بمفردي حتى النهاية، فقوتي كانت الشيء الوحيد الذي وضعت ثقتي به حتى الآن".

"لكنني في النهاية مجرد بشري واحد، مهما بلغت قوتي، ومهما حاولت إنكار الأمر، فأنا أملك حدوداً لا أستطيع أن أتخطاها.. أنا أكثر هشاشة مما أبدو عليه" لذلك قد انهار باي لحظة، ضحك فراي بخفة، متذكراً ما حدث له أثناء معركته ضد دراغوث.

فقد نالت منه الحياة لدرجة بلوغه من الجنون الكثير.

"قد انهار بأي لحظة، وفي حال حدوث هذا.. سأعتمد عليك حينها لإنقاذ الوضع يا صديقي العزيز" قال فراي بابتسامة حقيقية نادراً ما أظهرها، بينما استدار سنو ناحيته بعدما لم يتوقع سماع هذه الكلمات منه.

عم الصمت بينهما لبعض الوقت، قبل أن يصنع سنو ابتسامة مشابهة.

"اعتمد علي.. يا صديقي".

في تلك اللحظة، ضرب إشعار من العدم لم يره فراي منذ وقت طويل، إشعار من النظام الذي نادراً ما استخدمه مؤخراً.

دينغ!

سنو ليونهارت

نقاط المودة الحالية: 99 نقطة

سنو ليونهارت يثق بك بشكل كامل، ويراك كحليف لا غنى عنه لدرجة استعداده للموت من أجلك لو تطلب الأمر.

تم بلوغ الحد الأقصى، ولن تتقدم نقاط المودة أكثر بعد الآن إلا في حال تحقق شروط معينة.

محدقاً بالإشعار، أدرك فراي أنه حصل على حليف لا غنى عنه. نقاط سنو بلغت 99، ولن يستطيع فراي رفعها لـ 100 سوى في حال تحقق شروط من نوع ما لم يعلم عنها الكثير.

لكن المستوى الحالي للعلاقة بينه وبين بطله قد جعله أكثر من راضٍ. سنو كان صديقاً وأخاً فراي لا يستطيع العيش بدونه. لا يزال هناك الكثير يحتاج للنقاش بينهما، ولا يزال يخفي عن العديد من الأسرار.

لكن فراي أراد الاعتزاز بهذه العلاقة التي تجمعه مع صديقه رغم ذلك. متعهداً على أن يخبره بكل شيء ذات يوم. لعل وقتها سيتحقق الشرط، ويصبح سنو ليونهارت ثاني شخص تصل نقاطه لـ 100 من بعد سانسا.

"شكراً لك.. يا صديقي".

محدقاً بظهر سنو، ابتسم فراي بينما واصل كلاهما اختراق المتاهة. عم الهدوء وسكت الاثنان. سنو كان مركزاً، أما فراي فقد زحفت من تحت جلده تلك الظلال التي جعلت قوته والأورا الخاصة به تضطرب أكثر وأكثر. هو لم يكن واعياً، لكن شرارات من البرق البنفسجي قد زحفت من حوله، بينما ضرب صدى غريب، للمحات من مستقبل بعيد.

صدى لسيوف تصادمت، ودماء انسكبت بدون توقف. بينما تقاتل اثنان من المحاربين بساحة المعركة. هما تقاتلا حتى الموت، بينما اعتزم كل منهما على قتل الآخر. أحدهما كان بطلاً مشرقاً تألق برموز ذهبية غطت جسده، والآخر كان مظلماً ارتدى قناعاً أسود مشؤوماً فوق وجهه.

"هذا هو نوع العالم الذي نعيش به.. ونوع الجحيم الذي نحن مضطرون للسير فيه".

"بينما تصادمت سيوفهم مسببة من الكوارث الكثير.. صدرت أفكار ومشاعر مفقودة لشخص تخلى عن كل شيء وأخفى وجهه خلف قناع دامس بارد".

"في النهاية يا سنو.. يا أخي العزيز.. كل شيء كان كذبة".

"كذبة حلوة اخترنا تصديقها، لكن في النهاية.. نحن مضطرون لمواجهة الحقيقة".

"أنا حقاً آسف.. يا أخي، حقاً آسف".

وسط الدمار.. بعد معركة من مستوى آخر.. جلس رجل أخفى وجهه حتى النهاية، خلف ذلك القناع. بين يديه.. رقد شاب آخر، شاب كان ذات يوم أخاً له. وما هي سوى ثواني لتنطفئ شمعة حياة أحدهما.. بينما بقي الآخر جالساً يحدق بجثة صديقه.

"أنا حقاً.. آسف".

2025/09/08 · 85 مشاهدة · 2265 كلمة
Song
نادي الروايات - 2025