1165 - الحلقة 389 الجزء الثانى سلسلة ولادة الشر 6

خبروني إذا كان في شئ غير مفهوم.

قراءة ممتعة💞

.

.

.

الحلقة 389 الجزء الثانى سلسلة ولادة الشر 6

.

.

.

"هل يمكنك إنقاذي؟"

في اللحظة التي خرجت فيها تلك الكلمات من فم رئيس السكرتارية، كانغ كون-موك، انعكست نظرة غريبة في عيني كل من ألبيرو وروزالين.

'هناك شيء ما.'

'إنه يمسك بشيء أكثر أهمية من المختبر نفسه...'

أحس ألبيرو، بحدسه الحاد، أن كانغ كون-موك يعرف شيئًا جوهريًا حول التعامل مع الصيادين، شيئًا يتجاوز الأرض الثالثة وحتى لعبة "رعاية الإله المطلق الخاص بي".

"……."

لكنه ظل صامتًا.

ولم يتخذ أي إجراء.

لأن—

"من ماذا؟"

لم يكن كايل هينتيوس من النوع الذي يفوّت مثل هذه الفرص.

"ممَّ تريدني أن أنقذك؟"

دون أن يدرك أحد، سحب كايل هالته المهيمنة، وحدّق بثبات في كانغ كون-موك، الذي أخذ نفسًا عميقًا.

"……."

للحظة، ندم كانغ كون-موك على كلماته، لكن عندما التقت عيناه بعيني كايل، فتح فمه مجددًا.

لم يستطع تجاهل تلك العينان الوحيدتان اللتين تألقتا وسط ذلك الكابوس المرعب.

"عندما كنت صغيرًا."

بدأ كانغ كون-موك في استحضار ذكريات مروعة.

"آه، لحظة من فضلكم."

أخرج هاتفه المحمول.

"هم؟"

رفعت روزالين حاجبها قليلًا، وازداد بريق عينيها حدة.

"إذا لم أرسل رسالة، فسيرسل الرئيس الفخري، هان تايك سو، شخصًا إلى هنا."

أظهر كانغ كون-موك شاشة هاتفه لكايل.

<يبدو أنني سأتأخر حوالي 10 دقائق عن الانطلاق.>

بعد قراءة الرسالة، حوّل كايل نظره إلى كانغ كون-موك.

"لقد أرسلتها إلى أحد السكرتارية المناوبين في قصر الرئيس."

ثم أضاف بتنهد

"أنا جاد بشأن طلبي لإنقاذي."

أومأ كايل برأسه.

لم يكن هناك داعٍ للقلق من أن يقوم كانغ كون-موك بأي حماقة هنا.

وحتى لو فعل، فبإمكانهم الفرار ببساطة.

بوجود كل من الساحرين روزالين وألبيرو، كان كايل واثقًا من قدرته على الفرار بسهولة من رجال هان تايك سو، ما لم يظهر الأخير بنفسه.

وحتى لو حدث ذلك، فبإمكانه اختطاف كانغ كون-موك وأخذه معه.

"تابع حديثك."

كان كايل يرغب في استمرار المحادثة، ففتح كانغ كون-موك فمه مجددًا.

رغم أنهم كسبوا عشر دقائق إضافية، إلا أن القصة كانت طويلة، لذا كان عليه الإسراع.

"عندما كنت صغيرًا، ذهبت للعمل في مهرجان نظمته إحدى العائلات النبيلة."

مهرجان؟

عندما ارتسمت علامات الاستفهام في عيني روزالين—

"!"

تلألأت عينا كايل ببريق غريب، ثم تحدث بصوت هادئ.

"هل تقصد المهرجان الذي نظمته عائلة الدم الشفاف؟"

"كيف…كيف عرفت ذلك؟!"

اتسعت عينا كانغ كون-موك بصدمة وحدق في كايل بذهول.

فبحسب عمر كايل الظاهر، لم يكن من المفترض أن يكون على علم بذلك المهرجان.

لكن في الحقيقة، لم يكن هناك سوى مهرجان واحد يمكن لكايل تخمينه.

'يبدو أنه ذلك المهرجان بالفعل.'

أو بالأحرى، ذاك الذي كان قد سمع عنه سابقًا.

'السهول الوسطى.'

شيطانة الدم.

عندما ذهب إلى السهول الوسطى لمواجهة عائلة الدم الأزرق، التقى كايل بالشيخ العجوز الذي يصنع الكائنات المسماة "جيانغشي".

وفي اللحظة التي رآه فيها ذلك الشيخ، قال له.

'سأجعلك إلهًا.'

وأوضح أن وعاء كايل قد بدأ بالفعل في تشكيل عالم بحد ذاته، وذلك هو بالضبط وعاء الإله—تمامًا مثل وعاء وريث الملك، الذي يسعى الصيادون لتحويله إلى الإله المطلق.

كان العجوز بايك هو أول من كشف لكايل أنه يمتلك وعاء الإله.

'يمكنني رؤية ما يكمن داخل البشر، أو بالأحرى، حدودهم.'

كان للشيخ العجوز عيون فريدة من نوعها، حيث قال إنه يستطيع رؤية الجوهر.

'على أي حال، عندما كنت صغيرًا جدًا، شاركت في المهرجان الذي نظمته عائلة الدم الشفاف.'

كان ذلك الشيخ العجوز قد تحدث عن المهرجان أيضًا.

استرجع كايل المعلومات المنقوشة في ذاكرته، واحدة تلو الأخرى.

'هناك، من مسافة بعيدة، رأيت وريث الملك.'

في ذلك المهرجان، رأى الشيخ العجوز وريث الملك—

الشخص الذي قُدِّر له أن يصبح الإله المطلق.

ورأى ما كان يكمن بداخله.

"هل رأيت وريث الملك في المهرجان؟"

سأل كايل.

"آه."

أطلق كانغ كون-موك تنهيدة ثقيلة، وأحكم قبضته بشدة.

"وااو، هل رأيت وريث الملك أيضًا؟"

إذا كان الأمر كذلك...!

فلا بد أنه يعرف لماذا اشعر بهذا القدر من الخوف!

"لا."

هزّ كايل رأسه نافيًا.

"كل ما في الأمر أنني سمعت أن وريث الملك قد ظهر في ذلك المهرجان، لكنني لم أره أبدًا."

عند سماع نبرة كايل الحازمة، ارتخت قبضة كانغ كون-موك قليلًا، لكنه تمكن من التحدث بهدوء أكثر الآن.

على الأقل، كان الطرف الآخر على دراية بوريث الملك.

بذلك الشيء المرعب... وبما أنه يعلم، فلا بد أن يخبره هو أيضًا.

"في ذلك الوقت، ذهبت إلى مهرجان عائلة هان للعمل بدوام جزئي. بطبيعة الحال، لم يكن مسموحًا للغرباء مثلي سوى القيام بالأعمال التحضيرية وبعض الأعمال الخارجية البسيطة، لذا لم أكن على دراية بتفاصيل المهرجان."

نعم، هكذا كان ينبغي أن يكون الأمر.

"كنت في طريقي إلى المستودع لجلب بعض المكونات."

كان مستودع المؤن يقع في منطقة منعزلة بعض الشيء داخل قصر عائلة هان.

بالطبع، كان هناك بعض الأشخاص يعملون هناك، و بما انه كان وقت المهرجان، فقد كان عدد العاملين أكثر من المعتاد.

معظمهم كانوا من أفراد عائلة هان، أما البقية فكانوا عمالًا مؤقتين تم استئجارهم من الخارج.

"كان هناك طفل."

طفل.

عند سماع تلك الكلمة، أدرك كايل على الفور أنه يتحدث عن وريث الملك، الشخص الذي قُدِّر له أن يصبح الإله المطلق.

"وماذا بعد؟"

عند سؤال كايل الهادئ، فتح كانغ كون-موك فمه مجددًا.

بدأت يداه ترتجفان أكثر فأكثر.

"قال ذلك الطفل إنه جائع."

أمام مستودع المؤن، وقف طفل قائلاً إنه جائع.

"أولئك الذين كانوا أمام المستودع أخبروا الطفل، الذي كان يخفي وجهه بوشاح، أن يذهب إلى قاعة الطعام، لكنه استمر في القول إنه جائع."

رأى كانغ كون-موك ذلك المشهد بالكامل.

ولسبب ما، لم يستطع التحرك وقتها.

لقد شعر بإحساس غريب يخبره بأنه لا يجب عليه الاقتراب من ذلك الطفل.

"بمجرد أن رأيت ظهره، اجتاحني شعورٌ غامض بالشؤم، وبدلًا من التوجه إلى المستودع، اختبأت في زاوية ما."

شعر أنه يجب عليه القيام بذلك.

"ثم رأيت."

بدأ صوت كانغ كون-موك يرتجف بشدة.

ولم يستطع تحمل ارتعاش يديه، فقبض على بنطاله بإحكام.

"عندما نزع الطفل الوشاح عن رأسه، ذاك… ذاك الوحش—"

ذلك الشيطان المرعب…

"لقد... لقد التهم الناس!"

ثم نظر إلى كايل.

"كيف؟"

عندما رأى كانغ كون-موك ملامح كايل الهادئة رغم ما قاله، وجد أن ارتجاف جسده قد اختفى دون أن يدرك ذلك.

لا، لم تكن تلك العيون هادئة فحسب، بل كانت تخفي في داخلها نيرانًا مشتعلة.

وعندما رأى كانغ كون-موك تلك النيران، ارتفع صوته دون أن يشعر.

"لم يكن يأكل أجساد البشر! ذلك الشيء—"

عندها، أدرك كانغ كون-موك أن صوته قد علا أكثر من اللازم، كما أدرك أن عرقًا باردًا قد بدأ يتصبب من جسده مجددًا.

عندها، هدأ.

مثلما كان كايل هادئًا أمامه.

"عندما مدّ ذلك الشيء يده، فجأة، جثا جميع من كانوا يعملون في المستودع على ركبهم أمامه."

كان ذلك مشهدًا غريبًا بحق.

أولئك الذين كانوا يرشدون الطفل بلطف إلى قاعة الطعام.

أولئك الذين أطلّوا برؤوسهم بدافع الفضول لمعرفة ما يجري.

العمال المؤقتون الذين كانوا يقفون بذهول في أماكنهم.

جميعهم، بلا استثناء، جثوا على ركبهم.

"كانت أعينهم فارغة تمامًا."

ثم قال ذلك الطفل.

"الطفل الذي استمر في القول إنه جائع نطق بكلمات أخرى لأول مرة."

قال جملة واحدة فقط.

"قال، لنجعل هذا وقت الطعام"

قالها بتلك الطريقة بالضبط.

"ثم انفتحت ابواب الجحيم أمامي."

في الواقع، حتى وصفه بالجحيم لم يكن كافيًا.

"هل تعرف عن الرغبات الخمس، والمشاعر السبع.؟"

"أجل، أعرفها"

الرغبات الخمس، والمشاعر السبع...

"الفرح، الغضب، الحزن، السعادة، الحب، الكراهية، والرغبة."

المشاعر السبع.

"رأيت هذه المشاعر تتجسد في كل من كان هناك."

فرح مفاجئ، ثم حزن مفاجئ، ثم غضب مفاجئ.

نفّذوا كل تلك المشاعر بعيون فارغة تمامًا.

"وفي النهاية، انهاروا جميعًا كدمى مقطوعة الخيوط."

ماتوا.

"أجسادهم… فارقت الحياة."

لكن ذلك لم يكن كل شيء.

"بعدها، رأيت شيئًا يخرج من أجسادهم... وكنت متأكدًا أنها... أرواحهم."

رغم مرور خمسين عامًا، لم تُمحَ تلك الذكرى من ذهنه.

بل على العكس، كانت تزوره كل ليلة بمجرد أن يغفو.

"ثم فجأة، ابتسم ذلك الطفل ابتسامة ماكرة… وأخذ يشير إلى الأرواح، واحدة تلو الأخرى."

رفع كانغ كون-موك يده وأخذ يشير إلى الفراغ أمامه، وكأنه يعيد تمثيل المشهد.

واحدًا تلو الآخر.

"أنت… الحزن يليق بك."

ثم أشار إلى آخر، ثم آخر.

"أنت، الفرح يناسبك. وأنت… الغضب هو مشاعرك."

وبعد أن انتهى من الإشارة إليهم جميعًا…

"بدأت تلك الأرواح تتغير وفقًا للمشاعر التي اختارها لها ذلك الطفل."

"ثم، وببطء، فتح فمه… وبدأ يلتهمهمء—واحدًا تلو الآخر."

كما لو كان يتذوق أشهى وألذ طعام في العالم.

كان الطفل، بملامحه البريئة، يتناول طعامه ببراءة مطلقة، واحدًا تلو الآخر.

"ومع كل روح يلتهمها، كنت أرى هلوسات."

كان كانغ كون-موك يرى ذلك في كل مرة...

"حتى الآن لا أستطيع التفريق ما إن كانت وهم أم حقيقة "

لكن بطريقة ما، كان كانغ كون-موك متأكدًا أن ما رآه لم يكن مجرد وهم.

"في اللحظة التي التهم فيها تلك الروح المليئة بالغضب، والتي لم يتبقَ منها سوى وجه غاضب، امتدت ظلال الطفل تحت قدميه واتسعت، كاشفةً عن هاوية تعج بالغاضبين."

كان ذلك...

"كان ذلك الجحيم بعينه. كان الجميع غاضباً. لم تعبر وجوههم إلا عن الغضب، لكنهم في ذات الوقت كانوا يتوسلون للنجاة، يرجون أن يتم إنقاذهم، كانوا مستسلمين، يصرخون، يائسين."

لم يكن هناك صوت، فقط وجوه غاضبة... ورغم ذلك، استطاع كانغ كون-موك أن يشعر بمشاعر تلك الأرواح بوضوح.

ما كان محتجزًا داخل تلك الهاوية لم يكن سوى... اليأس.

"الحزن، الفرح، الكراهية... رأيت جميع الأرواح تغرق في جحيمها الخاص. جحيم صنعته مشاعرها، وكانت كل تلك الجحيمات متشابهة في شيء واحد - اليأس."

هاوية مليئة بأرواح تضحك بلا توقف.

هاوية مليئة بأرواح غارقة في السعادة.

لكن الشيء الوحيد الذي بقي في النهاية، كان صرخاتهم الصامتة... ويأسهم الذي لا يُرى.

"كانت هناك سبع هاويات، جميعها مختبئة داخل ظل ذلك الطفل. وكانت الأرواح التي احتُجزت داخلها كثيرة... كثيرة جدًا، حتى إنني لم أستطع تقدير عددها."

بدأ صوت كانغ كون-موك يزداد سرعة، وكأن الكلمات تخرج رغمًا عنه، وكأنه يفرغ ما كتمه طوال خمسين عامًا.

"لقد شعرت بذلك... أن كل واحدة من تلك الهاويات لم تكن مجرد هاوية، بل كانت اشبه بعالَم كامل."

لأول مرة منذ خمسين عامًا، فصح عمّا رآه في ذلك اليوم.

"شعرت ان كل واحدة منها كانت عالمًا منفصلًا"

عالمًا يسيطر عليه إحساس واحد فقط—عالمًا غارقًا في اليأس.

"كان ذلك الطفل يحمل هذه العوالم السبعة داخل ظله، واضعًا إياها تحت قدميه."

وفي تلك اللحظة، كان يبتسم...

كان ذلك المشهد يبدو تمامًا مثل...

"بدا وكأنه إله الجحيم، واقفًا وحده فوق الجحيم."

"...همم."

تمتمت روزالين بصوت منخفض.

لم يكن هذا مثل أي خصم واجهته من قبل... كان مختلفًا تمامًا.

ارتعش كتفا كانغ غن موك قليلاً قبل أن يتحدث مجددًا.

"وفي تلك اللحظة، شعرت بيد تمسك بكتفي."

عندها فتح كايل فمه ليسأل.

"هل كان الرئيس الفخري، هان تايك سو؟"

"نعم، لقد كان هو. وقال لي حينها..."

ظهر أمامه هان تايك-سو، راسمًا ابتسامة على وجهه الشاب، ثم قال

"لديك حدس جيد."

بعد ذلك، لم يكن هناك شيء مهم يُقال.

"فقدتُ وعيي بعد أن طرحني رجال الرئيس الفخري أرضًا، وعندما استيقظت، لم يكن الطفل ولا أي شيء متعلق بذلك الحادث موجودًا. ومنذ ذلك الحين، أصبحت أعمل تحت إمرة هان تايك-سو."

"هه..."

أطلق كانغ كون-موك ضحكة مكتومة، أشبه بسخرية.

"أخبرني الرئيس الفخري أنه إذا خنته، فسوف يحولني إلى طعام."

طعامًا.

بمعنى آخر، سيصبح فريسة لذلك الطفل.

"أنا... لست خائفًا من الموت، لكن أن أسقط في ذلك الجحيم، أن أُسجن هناك دون أن أتمكن حتى من الموت حقًا... لا، لا أريد أن أعيش هكذا."

نظر كانغ غن موك إلى الفراغ بعينين شاردتين.

"...لأنه كان أمرًا مروعًا بحق."

كان الشعور الذي حملته كلماته واضحًا تمامًا.

"حتى بعد كل الفظائع التي شهدتها أثناء عملي مع الرئيس الفخري، لم يكن أي منها مرعبًا بقدر ما رأيته في ذلك اليوم."

بينما كان كايل يحدق في كانغ كون-موك المليء بالمشاعر الجياشة، استرجع ذكرى سجلٍ قديم.

'...كل هاوية بمثابة عالم بذاته—'

قال الشيخ العجوز بايك ذات مرة.

'كانت مليئة بالصراخات التي لا تنتهي من اليأس و السعادة، الفرح والحزن، الخير والشر. كانت مليئة بالعذاب، ولم يكن ذلك شيئًا يمكن لأي إنسان أن يحتمله أو يحمله داخله.'

'العالم الذي حمله وريث الملك كان مروعًا. لم يكن جميلاً على الإطلاق. كان مرعبًا.'

ورغم حمله لكل هذا، فإن وريث الملك، ذلك اللعين، كان يسمي ذلك "وجبة"، ويعتبر معاناتهم مجرد وقت للطعام؟

بدأ كايل يشعر بأنه يرى شيئًا فشيئًا جوهر العدو الذي يجب عليه هزيمته في النهاية.

حينها، فتح كانغ كون-موك فمه مجددًا وقال

"أنا اعلم."

لقد قضى سنوات طويلة بجانب الرئيس الفخري، لذا كان يعرفه جيدًا.

"في النهاية، مصيري هو ذلك الجحيم. لن يمنحني الرئيس الفخري موتًا هادئًا أبدًا."

كان الرئيس الفخري، هان تايك سو، وحشًا مريع للغاية.

"أنقذني، من فضلك."

ارتسمت ابتسامة على شفتي كانغ كون-موك، لكنها كانت ترتجف في نهايتها.

"كوني أعرف هوية هان تايك سو الحقيقية، فهذا يعني أنني أعرف أيضًا ما اقترفته. لا أطلب الغفران، ولا أطلب الخلاص."

بدت تعابير وجه كايل غامضة.

في الحقيقة، كان يتوقع أن يكون كانغ كون-موك قد ارتكب أفعالًا شنيعة، سواء كان ذلك بالابتزاز أو بأي وسيلة أخرى.

"كل ما أريده... هو موت هادئ."

تحولت ملامح كانغ كون-موك إلى يأسٍ خالص، وكأنه على وشك البكاء.

"لا أريد السقوط في ذلك الجحيم."

لقد أمضى أكثر من خمسين عامًا في خوف، تحت إمرة الرئيس الفخري، حتى أنه أصبح جزءًا من الشر نفسه.

'لا، ليس كذلك.'

ربما كانت هذه هي الصورة الحقيقية لهذا الرجل الضعيف.

لكن كان لدى كايل سؤال واحد أراد طرحه على كانغ كون-موك.

كان أمرًا يثير فضوله منذ فترة.

ولكن...

"...ما الذي جعلك تصدق؟"

ما الذي دفعه للوثوق بي وطلب المساعدة مني؟

"ما الذي رأيته فيّ لتطلب مني ذلك؟"

كيف يمكنه أن يكون واثقًا إلى هذا الحد؟

سأل كايل، فأجاب كانغ كون-موك بلا تردد.

"عيناك."

التقت نظرات كايل بعيني كانغ كون-موك، فرأى فيهما يقينًا لا يتزعزع.

"لقد رأيت عينيك. في ذلك الكابوس المرعب الذي كان يلاحقني دائمًا، في رؤى ذلك الجحيم، رأيت أخيرًا شيئًا مختلفًا لأول مرة... وكان ذلك هو عيناك."

ولهذا، تحررت من الكابوس.

ذلك الكابوس الذي لم تنجح أي وسيلة في كسره... كيف استطاعت عيناك وحدهما إنقاذي منه؟

أراد كانغ كون-موك أن يعرف الإجابة بصدق.

"ما هذه القوة؟"

ما تلك القوة الصلبة والواضحة التي تتجلى في عينيك؟

رغم أنها كانت مخيفة، رغم أنها كانت مرعبة، إلا أنها في الوقت ذاته منحتني القوة للنهوض... ما هذه القوة؟

بدت وكأنها نقيض تام لقوة ذلك الشيطان.

"……."

صمت كايل لبرهة.

'تلك القوة؟'

لكنني فقط...

- لكنني لم أقم بصنع أي عيون، أليس كذلك؟

كل ما فعلته كان استخدام الهالة المهيمنة.

وعندما كان صاحب الهالة المهيمنة نفسه يتساءل في حيرة، تحدثت اللصة، صوت الرياح، بهدوء.

- كايل، ألا يُظهر إله الفوضى عينه أيضًا عندما يستخدم قوته؟

"!؟"

اتسعت عينا كايل.

- اوه؟

توقفت الهالة المهيمنة للحظة ثم...

- هووو...

ثم أطلق زفرة اعجاب، وكأنه اكتشف شيئًا مثيرًا للاهتمام.

تسلل شعور غامض من عدم الارتياح إلى وجه كايل.

تذكر العيون التي تظهر عندما يستخدم إله الفوضى قوته.

'لا تقل لي أنني بدأت أشبه قوة إله الفوضى؟'

لا يمكن، صحيح؟

لا، بالطبع لا.

مستحيل.

سيكون ذلك... مزعجًا جدًا؟

أليس كذلك؟

"لا أعلم."

أخيرًا، فتح كايل فمه بعد صمت طويل.

"ربما ما رأيته كان مجرد وهم؟ لا أمتلك أي قوة من هذا النوع."

هيه...

هز كانغ كون-موك رأسه بضحكة مكتومة.

"حسنا، فلنقل إنه كذلك."

ما هذا؟

ما ردة الفعل هذه؟

تساءل كايل بدهشة، ثم أدار رأسه...

"……."

"……."

ليجد كلًا من روزالين وألبيرو يحدقان فيه بتعابير غريبة.

فتح كايل فمه على الفور.

"ماذا؟ لماذا؟"

ثم أضاف بسرعة.

"أنا لم أفعل أي شيء!"

لكن لم يستمع إليه أحد.

أو بالأحرى، لقد سمعوه، لكنهم لم يصدقوه.

"إلى أين سيصل الأمر؟"

بل على العكس، علّقت روزالين بعبارة تحمل معنى غامضًا.

"...سأجن."

بينما اكتفى ألبيرو بهز رأسه.

"لا، أنا جاد!"

كان كايل يشعر بالظلم.

- هيه هيه.

وفي الوقت نفسه، كان الهالة المهيمنة يطلق ضحكات غامضة بشكل متكرر.

.

.

.

2025/03/27 · 336 مشاهدة · 2426 كلمة
White.Snake
نادي الروايات - 2025