1175 - الحلقة 399 الجزء الثانى سلسلة كيف تجرؤ على ضرب مؤخرة رؤوسنا؟ 2

خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.

قراءة ممتعة💞

.

.

.

الحلقة 399 الجزء الثانى سلسلة كيف تجرؤ على ضرب مؤخرة رؤوسنا؟ 2

.

.

.

المتجولة سوهي.

رغم أن جراح عينيها قد التأمت ولم تعد تنزف دمًا، إلا أن عينيها المغمضتين لم تبصرا شيئًا.

"...أنتم–"

تعرّفت سوهي على صوت كايل.

"من أنتم بحق الجحيم؟"

ضحكة خفيفة~

استطاعت سماع صوت ضحكته النقيّة.

على مقربة من وجهها تماماً.

من هناك، صدر صوته.

"الآن فقط خطر في بالك هذا السؤال؟"

كان في صوته نبرة ساخرة.

"نحن، الظل. القوة السرية التابعة لإله الفوضى."

"كذب!"

حدّقت سوهي في الاتجاه الذي صدر منه الصوت.

"لا تتفوّه بتفاهات كهذه! هل تظنّ أنني لا أعرف أنكم أنتم من جعلتموني أعتقد ذلك؟"

ارتفعت موجة من الغضب في داخلها.

السجن السفلي.

بعد طول تفكير في هذا المكان الذي يستحيل فيه إدراك مرور الزمن...

أدركت المتجولة سوهي أن كايل ورفاقه ينتمون إلى قوة غامضة.

لقد تيقّنت أنهم أعداء من نوع مختلف كليا.

"جعلتموني أعتقد أنكم من أتباع إله الفوضى–!"

لكن صوتها لم يستطع الاستمرار.

"وماذا في ذلك؟"

قال كايل بصوت هادئ.

ومع كلماته، بدأت طاقة هائلة تملأ زوايا الزنزانة تدريجيًا.

قوة مشبعة بالخوف، يعبق فيها طيف الفوضى.

"!"

ارتجف جسد سوهي.

لطالما اعتقدت سوهي أن القوة الوحيدة القادرة على سحقها بهذا الشكل – بصفتها متجولة – لا يمكن أن تصدر إلا من إله.

لهذا ظننت أنهم أتباع إله الفوضى...!

لكنها كانت مخطئة في ذلك!

كبتت سوهي خوفها، وسألت بصوت مرتجف

"...أي إله تتبعون؟"

ضحكة~

أطلق كايل ضحكة خفيفة.

فانكمشت كتفا سوهي عند سماعها.

غرست الهالة التي أطلقها كايل، والتي ملأت الزنزانة، الرعب في أعماقها.

كانت هالة مكبوحة جزئيًا، لكنها كانت كافية لترهيبها.

طبطب~

ربّت كايل على كتفيها المرتجفتين بلطف غير متوقع.

"سوهي."

وتحدث بلطف، ناقلًا صدقه الخالص إلى المتجولة سوهي.

وصل صوته إلى أذنيها.

"اللعنة علي الآلهة."

صوت خالٍ من التكلّف، لا يحمل سوى صدقٍ محض.

"أنا أكره الآلهة."

توقّفت سوهي للحظة عند كلماته، لكنها لم تُبدِ رد فعل كبير.

"و بالنسبة لذلك الاله المطلق الذي تسعون لصنعه... فأنا أكرهه أكثر."

"...!"

لكن ما إن نطق بهذه الكلمات، حتى اهتزّ كيان سوهي.

فتحت شفتيها وكأنها على وشك أن تقول شيئًا، ولكن...

"تشوي هان."

قام تشوي هان بتكميم فم سوهِي على الفور.

"...!"

كانت تودّ قول شيء، لكن كايل اكتفى بالنظر إليها من الأعلى بصمت.

'ليست سهلة كما ظننت.'

قال له الشيطان السماوي.

'صحيح أنها أفشت لي ولتشوي هان بالكثير من المعلومات، لكن بعد التحقق منها، تبيّن أن كلها أكاذيب. يبدو أن تلك المتجولة ما تزال تؤمن بأنها قادرة على الفرار. ولهذا لا تنطق سوى بالهراء.'

هزّ الشيطان السماوي رأسه يمينًا ويسارًا.

وكما قال، كانت سوهي ما تزال تؤمن بإمكانية الهرب.

وكأن القدر استجاب لإيمانها، فقد جاء متجول آخر إلى هذا المكان.

"سوهي."

تحدث كايل إليها، إذ لم تكن أذناها مغطاتين بعد.

"هل تظنين حقًا أن متجولًا آخر سيأتي لإنقاذك؟"

"..."

"لا أمل لكِ."

"...!"

وما إن أنهى كايل كلماته، حتى أشار إلى تشوي هان.

فأطبق تشوي هان على أذني سوهي بإحكام.

لم تعد قادرة على الرؤية، أو السمع، أو الحديث، وقد قُيِّدت أطرافها الأربعة، بل وغطّى تشوي هان وجهها بالكامل بقطعة قماش.

ثم رفعها بسهولة.

"لنذهب."

"نعم، كايل-نيم."

غادر كايل وتشوي هان زنزانة السجن السفلي المهجورة، حاملَين معهم المتجولة سوهي.

وهكذا اختفت سوهي من مملكة لان.

***

فوووش!

أما المكان الذي ظهرت فيه سوهي، فكان في إمبراطورية الشرقة لينتي.

وتحديدًا، في أكثر الأماكن حراسة في العاصمة هيونان.

القصر الإمبراطوري.

في وقتٍ ما بين منتصف الليل والفجر.

أحلك ساعات الليل.

"هممم..."

ما إن وصل كايل وتشوي هان إلى هناك عبر دائرة الانتقال الآني، حتى توقّفا في الحال.

- هناك مئة شخص.

كان ذلك تحذيرًا أرسله سوبر روك.

سريينغ-

حمل تشوي هان سوهي على كتفه، بينما وضع يده الأخرى على غمد سيفه.

وفي تلك اللحظة، تقدّم أحد الفرسان المدرّعين.

"هل أنتما من أصدقاء وليّ العهد المقربين؟"

أومأ كايل برأسه، ثم فتح فمه قائلاً:

"نعم، لكن أليس هذا الاستقبال مبالغًا فيه قليلًا؟"

حوالي مئة شخص.

جميعهم يرتدون الدروع، يحيطون بمنطقة بوابة الانتقال الآني، وأيديهم على مقابض سيوفهم.

كان واضحًا أنهم فرقة الحرس الملكي للقصر.

لكن هذا لم يكن يبدو كأستقبال، بل أشبه بحالة تأهّب.

"سأرافقكم."

قال الفارس ذلك دون أن يعلّق بكلمة واحدة على ما قاله كايل، ثم استدار وبدأ بالسير.

- كايل، تشوي هان!

عند سماع صوت سوبر روك، التفت كايل على الفور، ثم تفاجأ.

طَبطَب.

وسارع بربتة خفيفة على كتف تشوي هان.

حينها فقط، تغيّر وجه تشوي هان المتجهّم إلى ملامح أكثر هدوءًا.

وعندها فقط، شعر كايل بالاطمئنان وبدأ يتبع الفارس.

"هل سمعت من نكون؟"

استجاب الفارس لذلك الكلام.

"لا أعرف."

"حقًا؟"

"هذا المكان مجاور للقصر الذي يقيم فيه سمو وليّ العهد، لذا فإن هذا الإجراء طبيعي."

بمعنى آخر،

وجود هذا العدد من الجنود وتلك الاحتياطات الأمنية أمر طبيعي تمامًا،

لذا لا تشتكِ من هذا التدبير.

كان هذا ما يعبّر عنه الفارس بوضوح.

يبدو أنه قائد حرس قصر وليّ العهد.

هوه~

أطلق كايل زفرة إعجاب قصيرة ثم قال

"فهمت. لكنني أبلغت وليّ العهد أن هذه المهمة شديدة السرية."

تجهّم وجه الفارس قليلًا عندما رأى ان كايل يتحدث عن ولي العهد دون استخدام صيغة الاحترام، لكنه سرعان ما تجمّد عند سماع الجملة التالية.

"مئة شخص رأوا وجوهنا؟ هذه مشكلة."

خرجت كلماته بنبرة خفيفة وكأنها حديث عرضي، لكن مضمونها لم يكن كذلك.

"ما العمل الآن؟ لقد رأى مئة شخص وجوهنا... كيف سنتعامل مع الأمر؟ لا يمكننا التخلّص منهم، أليس كذلك؟"

على عكس خفة النبرة، كان مضمونه شرسًا.

توقّف الفارس لا إراديًا عن السير، ثم التفت إلى الخلف—وارتعد قليلًا.

فقد كان كايل يحدّق به بوجهٍ جامد تمامًا، دون أي أثر لابتسامة.

قال كايل بهدوء

"مئة شخص. أحتاج إلى بياناتهم الشخصية."

كان كايل قد أرسل رسالة إلى أنرومان عبر ألبيرو، قائلا فيها:

<لقد أمسكنا بشخصية بالغة الأهمية من عائلة الدم الشفّاف. يجب سجنها في الزنزانة السفلية فورًا. أطلب معالجة سريعة.>

في وضع كهذا، أليس من البديهي إدراك أهمية السرّية؟

بدأ شعور الضيق يتصاعد داخله تجاه طريقة تعامل أنرومان مع المسألة.

فالأمر يتطلب أقصى درجات السرّية.

لقد ظهرت ملامح كايل وتشوي هان بوضوح، أما سوهي، فرغم أن وجهها لم يُرَ، فإن حجم جسدها وظلالها قد رُصِدت.

لذلك، عبّر كايل عن موقفه بقوة لهذا الشخص الذي يُفترض أنه قائد الحرس.

"..."

أطلق الفارس صوتًا خافتًا، ثم قال

"في الوقت الحالي، فلنواصل السير."

ثم استأنف السير مجددًا.

- كايل.

تحدث سوبر روك مرة أخرى

- يبدو أن تشوي هان لاحظ الأمر أيضًا. هؤلاء الفرسان الذين يرافقوننا الآن، ليسوا عاديين إطلاقًا.

هؤلاء المئة فارس،

حتى لو قيل إنهم الحرس الخاص لقصر ولي العهد، فقد بدوا جميعًا، من دروعهم إلى هيئاتهم، غير عاديين على الإطلاق.

لكن الأكثر إثارة للغرابة كانت خطواتهم ووضعياتهم.

- وأيضًا، لا يوجد أحد حولنا الآن.

كان الطريق من دائرة الانتقال الآني إلى قصر ولي العهد، خاليًا من أي وجود بشري بأستثناء هؤلاء الفرسان.

لا خادم ولا خادمة مرّ من هناك.

قد يكون الوقت متأخرًا، لكن حتى دوريات الحراسة لم تكن موجودة.

وهذا يعني أنهم قد أولوا اهتمامًا بالغًا بسرّية كايل وتشوي هان وسوهي.

نظر كايل إلى جانبه.

لا يزال تشوي هان لم يُرخِ حذره بعد.

- مهارات الفرسان عالية للغاية، أليس كذلك؟

في اللحظة التي سمع فيها كايل صوت إعجاب سوبر روك ، فتح فمه وقال

"هل يجوز لي لقاء الإمبراطور بهذه الطريقة؟"

"!"

توقّف مئة فارس عن الحركة.

أمام مدخل قصر ولي العهد مباشرة.

ساد الصمت بين صفوف الفرسان المتوقّفين هناك.

واضطر الفارس الذي كان يقود كايل إلى الالتفات مجددًا.

"..."

نظر إلى كايل بعينين معقّدتين، ثم تنهد بعمق.

وعندما فتح فمه...

كريك–

فُتح باب مدخل قصر وليّ العهد.

"لقد طُلب منكم الدخول"

انحنى رجل عجوز، بدا بوضوح أنه رئيس الخدم، باحترامًا تجاه كايل.

"لنذهب."

أشار كايل إلى تشوي هان بيده.

وبشكل طبيعي، دخل كايل، وتشوي هان، وسوهي أيضًا فقط، عبر الباب المفتوح.

كريك–

أُغلق الباب من جديد، ثم قال الرجل العجوز لكايل

"فيلق الفرسان الأول للإمبراطورية موجود فقط من أجل جلالة الإمبراطور، لذا لا داعي للقلق بشأن الأمن."

نظر كايل إلى العجوز بنظرة غريبة.

"سمعتُ أنكم أصدقاء مقربون من سمو وليّ العهد، ولذلك جرى اتخاذ تلك الإجراءات حرصًا على سلامتكم. نعتذر عن الإجراءات المبالغ فيها التي سبّبت لكم إزعاجًا."

وبعد أن أنهى العجوز حديثه، أشار إلى الممر،

أو بالأحرى، إلى الباب الموجود في أقصى الممر.

"سأرافقكم. هناك من ينتظركم."

أومأ كايل برأسه، وبدأ في السير خلف العجوز.

لم يكن هناك أحد في المكان أيضًا.

كانت جميع أضواء القصر مطفأة، باستثناء الإضاءة الممتدة على طول الممر.

ورغم أن هذا هو مقر إقامة أنرومان، الذي يُعترف به كوليٍّ للعهد حتى وإن لم يُتوَّج رسميًا، إلا أن المكان بدا خاليًا تمامًا.

لا شك أن السبب في ذلك هو زيارة كايل.

الغرفة في نهاية الممر.

هناك، حيث يوجد الإمبراطور.

الأخ الأكبر لأنرومان.

الذكاء الاصطناعي.

'شتايسن.'

كان هذا هو اسم الإمبراطور.

دق. دق.

عندما وصل العجوز إلى نهاية الممر، طرق الباب.

صرير–

فُتح الباب بصوت خافت.

وكان من يفتحه فارس واحد.

ومن خلفه...

رُئي شخص واقف عند النافذة، يدير ظهره للداخل.

"يمكنكم الدخول."

قال الرجل العجوز لكايل، ثم خرج الفارس الذي فتح الباب.

دخل كايل وتشوي هان، وبالطبع سوهي أيضًا، إلى داخل الغرفة التي لم يكن فيها أحد سوى الرجل الواقف عند النافذة.

صرير–

أُغلق الباب.

"..."

لم يُبادر كايل بالكلام أولًا.

فقط نظر قليلًا إلى ظهر الرجل الذي كان يحدق خارج النافذة، دون أن يتحدث، ثم بدأ بالمشي.

وبدون تردد، اتجه نحو الأريكة وجلس.

"اجلس أنت أيضًا. وضع ذلك الشيء على الأرض فقط."

ربّت كايل على المقعد المجاور له وهو ينظر إلى تشوي هان.

"حاضر!"

وبلا أي تردد، وضع تشوي هان سوهي على الأرض كما طلب كايل، وجلس بجانبه.

"...هاه."

أطلق الإمبراطور شتايسن، الذي كان يراقب هذا المشهد بصمت، ضحكة صغيرة.

كان قد استدار نحو كايل دون أن يلاحظه أحد.

"تفضل بالجلوس هنا."

أشار كايل بيده إلى المقعد الرئيسي.

ثم تابع قائلًا.

"أنا مشغول. فلنُنهِ هذه الأجواء الرسمية."

القوى العظمى الثلاث

دولة الفرسان، الإمبراطورية الشرقية لينتي.

دولة الفن، الإمبراطورية الغربية بريز.

دولة التدريب، المملكة الشمالية لان.

وفي دولة التي تُعد الأقوى عسكريًا عددًا وتأثيرًا، لم يكن غريبًا أن يكون أول من استقبل كايل هم الفرسان.

اتكأ كايل على الأريكة وسأل الإمبراطور

"هل تتوقع مني أن أعاملك كإمبراطور؟"

"….."

أمام صمته، قال كايل بجفاف

"أتيت اليوم لأقابل شقيق أنرومان."

ارتفع حاجبا الإمبراطور شتايسن قليلًا، ثم فتح فمه.

وكان هذا أول مرة يُسمع فيها صوته.

"لاستخدام سجن القصر الإمبراطوري السفلي، لا بد من إذن الإمبراطور، أليس كذلك؟

هل تعتقد أنه من المنطقي أن تقول إنك جئت لرؤية شقيق أنرومان، بينما في الواقع تحتاج إلى سلطة الإمبراطور؟

وردّ كايل على تساؤله.

"لا يمكنني أن أضع أوراقي بيد شخص لا أثق به من الأساس."

سواء كنت إمبراطورًا أم لا، فإن ما جعل الأمر ممكنًا هو أن الطرف الآخر كان شقيق آنرو مان، أي شخصًا يمكن الوثوق به.

"قال لي آنرومان إنهم أشخاص يمكن الوثوق بهم، لكن في الوقت ذاته يمكن أن يُستغلّوا… ويبدو أن كلامه لم يكن خاطئًا."

جلس الإمبراطور شتايسن على الأريكة المقابلة لكايل، متجاهلًا المقعد الأعلى مقامًا.

"بما أنك رفيق أخي، فهذا المقعد أنسب، أليس كذلك؟"

وعند كلماته، أومأ كايل برأسه بمكر خفيف.

"يبدو أن الأمر كذلك فعلًا. ولهذا السبب أخرجت جميع أعوانك لنتمكن من الحديث بهدوء، أليس كذلك؟"

"صحيح. لكن رغم ذلك، ما زلت مُلزَمًا بلعب دوري كإمبراطور أمام الجميع في هذا العالم."

ردًا على كلمات الإمبراطور، علّق كايل

"حتى لا يُكتشف أمرك؟"

ردّ الإمبراطور بابتسامة عريضة بدلًا من الكلام.

ثم طرح سؤالًا آخر

"متى يمكنني رؤية 'وون'؟"

"عندما تصلني رسالة منه."

وون، الذكاء الاصطناعي المشتق من النظام، كان يرغب هو الآخر في لقاء الإمبراطور شتايسن.

"يبدو أن جهة الدم الشفاف تتدخل كثيرًا في هذا العالم، لدرجة أن النظام نفسه بدأ يتحرك."

تحوّل نظر الإمبراطور شتايسن إلى سوهي، المستلقية على الأرض.

"قلت إنها من جهة دم الألوان الخمسة، صحيح؟"

"نعم. وبما أنها شبه NPC، كان لا بد من إخفائها بإحكام في السجن السفلي، دون أن يكتشفها أحد."

"دع الأمر لنا."

قدّم شتايسن رأيه بتولّي المسؤولية دون تردّد

"سوف نراقبها بدقة تامة، ولن نسمح لها بالفرار أبدًا."

منح ذلك قدرًا كبيرًا من الطمأنينة لكايل.

في الحقيقة، كان كايل قد سمع من قبل أن سجن الإمبراطورية أكثر رعبًا حتى من سجن مملكة لان، لذا وجد أنه من الممكن الوثوق بهم في هذا الشأن.

كما أن الإمبراطور شتايسن، رغم أن هذه أول مرة يلتقيه فيها، إلا انه بدا أكثر تقاربًا له من ملكة مملكة لان.

"لقد حدّثني أنرومان كثيرًا عن أفعالك."

"حقًا؟"

تجاوز الإمبراطور الحديث عن سوهي، وبدأ يكشف عن نواياه الحقيقية.

"مع هذا التحديث الأخير، أصبح من الممكن خوض حرب واسعة النطاق في نيوورلد."

"هذا صحيح."

رغم أن الموضوع كان مفاجئًا، إلا أن كايل استمع له بانتباه دون اعتراض.

"يبدو أن الهدف من ذلك هو تمكين اللاعبين من تأسيس دول جديدة، لكنني أظن أن هذه الحلقة تهدف في الحقيقة إلى مساعدة جهة الدم الشفاف على ترسيخ قواها داخل نيوورلد."

"نعم، صحيح."

الدم الشفاف، دم الألوان الخمسة، إله الفوضى، وعالم الشياطين...

جميعهم يسعون لترسيخ وجودهم داخل نيوورلد.

أو ربما تكون الفوضى التي ستُحدثها الحروب مجرد خطوة ضمن التحضيرات من أجل ظهور الإله المطلق...

لكن كايل لم يُخبر الإمبراطور شتايسن بذلك الجزء.

"كنت أعلم أن الأمور ستصل إلى هذا الحد يومًا ما."

تأمّل كايل الإمبراطور في صمت.

بلاد الفرسان، لينتي.

وفقًا لإعدادات اللعبة، لم يُطلق عليها ذلك اللقب إلا قبل أقل من عشرين عامًا.

الإمبراطور شتايسن...

يُقال إنه بعد اعتلائه العرش، ازداد عدد الفرسان ازديادًا هائلًا.

"يبدو أن جلالتك كنت تستعد للحرب."

"صحيح."

أي نوع من الحروب؟

لم يكن من الصعب استنتاج ذلك، ما دام الخصم معروفًا.

"هل كنت تنوي القتال ضد قوى الدم الشفاف داخل نيوورلد؟"

"أجل. لقد كنت دائمًا أترقّب اللحظة التي يبدأ فيها أولئك الحثالة ببناء قواهم داخل نيوورلد."

"لتضربهم في تلك اللحظة؟"

"بالضبط."

بينما كان آنرومان يتحرك من أجل إنقاذ الأرض الثالثة، كان الإمبراطور شتايسن يتحرك من أجل نيوورلد.

وبعيدًا عن دوافع الانتقام من الدم الشفاف، كان كل من آنرومان وشتايسن يحمل تقديرًا كبيرًا لعوالمهم.

"سمعت أنك تزرع الفتن بين الصيادين، وعالم الشياطين، وأتباع إله الفوضى."

"نعم، هذا صحيح."

"وتنوي أن تجعلهم يتقاتلون فيما بينهم؟"

"أجل."

لمع بريق في عيني الإمبراطور شتايسن وهو يحدّق في كايل، الذي اعترف بذلك دون تردّد.

"حسنًا، إنه أمر محتوم سيحدث عاجلًا أم آجلًا أثناء المعارك... لكن."

ثم طلب من كايل.

"اكشفهم للعالم. اجعلهم يطفون على سطح نيوورلد، ولو بجزء ضئيل من وجودهم."

أراد منه أن يكشف العدو، وعلى رأسهم الصيادون، للعلن.

بمعنى آخر، أراد أن يتمكن الـNPC واللاعبون في نيوورلد من التعرف عليهم بوضوح لا لبس فيه.

عندها، سأل كايل الإمبراطور، الرجل الذي أسس بلاد الفرسان.

"حينها، هل ستقاتلون؟"

"نعم."

أقرّ الإمبراطور بذلك على الفور.

ثم أضاف

"أنا أملك القوة، وأملك كذلك موقعًا يمكنني من خلاله التأثير على الرأي العام."

إمبراطور الإمبراطورية الشرقية، إحدى القوى الثلاث العظمى.

المكانة التي يشغلها منحته سلطة هائلة.

"أليس الإله المطلق هو الهدف النهائي للدم الشفاف؟"

وأي شخص في منصب الإمبراطور، لا بد أن يكون قادرًا على رسم صورة شاملة إلى حد ما.

وكان لدى شتايسن صورته الخاصة.

وقد أفصح عنه لكايل.

"أفكر في تقديم اقتراح إلى وون عندما ألتقي به."

الصورة التي رسمها في ذهنه كانت...

"من أجل إنقاذ نيوورلد، يتّحد العالم بأسره لمحاربة الإله المطلق."

وكانت تلك فرضية قابلة للتحقق.

"سأطلب منه إنشاء مهمة. هذا ما أنوي اقتراحه."

وفي اللحظة التي يُبتعد فيها النظام عن أنظار عائلة الشفافة، سيُعلن تلك المهمة كمهمة على مستوى الخادم بأكمله.

كان شتايسن على يقين من أنه سيتمكن من رسم عدد لا يُحصى من الصور، استنادًا إلى تلك المهمة الخارقة الوحيدة.

تابع حديثه بعينين متوهجتين.

"نجعل من الإله المطلق نوعًا من ملك الشياطين. عدوا مشتركًا.حينها، ستنتفض جميع القوى في نيوورلد، إلى جانب اللاعبين، من أجل إنقاذ نيوورلد، ولكي يصبحوا أبطالًا يطيحون بملك الشياطين."

هذه المهمة ستحفّز مشاعر اللاعبين بشكل أعمق بكثير.

أكثر حتى من المهمة الحالية، التي تطلب من اللاعبين أن يصبحوا ملوكًا.

وستمنحهم سببًا قويًا لتوحيد نيوورلد بالكامل.

"إذا كنا سنخوض حربًا ضد جهة الدم الشفاف، التي تدير النظام، فأليس علينا على الأقل رسم مخططًا بهذا الحجم؟ أليس كذلك؟"

وفي اللحظة التي قال فيها الإمبراطور شتايسن تلك الكلمات وهو يبتسم ابتسامة عريضة—

"ذاك..."

تردد كايل قليلًا قبل أن يفتح فمه.

"همم..."

ثم توقف مجددًا.

"ما الأمر؟ تحدث براحتك."

"في الحقيقة..."

أخيرًا تغلب كايل على تردده وتحدث.

"هذا الشيء بدأ بالفعل."

"نعم، أمم. صحيح أن الأمر لم يُنشر كمهمة على مستوى الخادم."

ثم تذكّر أن أَنرومان لم يكن يعرف هذا الأمر بعد.

وبينما كان يتذكر ما لم يخبره به، أدرك أنه قد حان الوقت لإبلاغه.

فقال له الحقيقة.

"أصدر النظام مهمة بالفعل للبطل تطلب منه إيقاف الإله المطلق، وهي قيد التنفيذ حاليًا."

"...هاه؟"

"هاها."

وليّ عهدنا، ألبيرو كروسيمان، كان عليه بصفته البطل إنقاذ رفيقه والتصدي للإله المطلق.

"...تم إصدار المهمة؟"

"نعم."

"وتم تعيين البطل أيضًا...؟"

"نعم. وحتى السيف الذي سيستخدمه البطل قد تم تحديده مسبقًا."

"...متى؟"

"منذ فترة."

"...ماذا؟"

في تلك اللحظة، كان الإمبراطور شتايسن، المعروف بدمويته، والمُلقّب بإلامبراطور الحديدي في بلاد الفرسان لينتي، يحدّق في كايل بوجه مذهول.

"هاها!"

ثم أشار كايل بجانب وجهه يبتسم بخجل

"هنا، تشوي هان هو معلّم البطل."

"...ماذا؟"

"نعم."

نظر الإمبراطور إلى تشوي هان بوجه مصدوم، في حين أن تشوي هان تجنّب النظر إليه بصمتٍ حرج.

"……."

"……."

"هاها!"

وسط صمت الاثنين، لم يكن لدى كايل سوى أن يضحك.

***

في تلك الأثناء، داخل معبد إله الشمس...

"هل حددتم موقع سيف الشمس؟"

"نعم، أعتقد أننا سنتمكن من تحديده بدقة قريبًا!"

كانت القديسة والبابا يبحثان عن سيف الشمس، ذلك الأثر المقدّس، وعن الشخص الذي أيقظ قوته.

الشخص الذي اختاره إله الشمس.

***

"همم؟"

شعر ألبيرو بشعور غريب، فقام بحك مؤخرة رأسه لا إراديًا.

وفجأة، خطرت له صورة وجه معين.

"...كايل هينيتوس، هل تسبب ذلك الوغد في مشكلة ما مجددًا؟"

لم يستطع البيرو التخلّص من ذلك الشعور المزعج الذي راوده.

***

"هاها!"

وفي الجهة الأخرى، استمر كايل في الضحك وهو ينظر إلى الإمبراطور، الذي كان شارد الذهن تمامًا.

عندما لا يكون لديك ما تقوله، فالضحك هو الحل الأفضل.

.

.

.

2025/04/05 · 353 مشاهدة · 2805 كلمة
White.Snake
نادي الروايات - 2025