خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.
قراءة ممتعة💞
.
.
.
الحلقة 400 الجزء الثانى سلسلة كيف تجرؤ على ضرب مؤخرة رؤوسنا؟ 3
.
.
.
"هاها!"
كان كايل هينيتوس يضحك بصوت عالٍ.
"..."
أما الإمبراطور شتايسن، فاكتفى بالتحديق فيه بصمت.
'ذلك الرجل... إنه غريب بعض الشيء.'
تذكر شتايسن تقييم أنرومان لكايل.
'لكن أتعلم؟ إنه طيب جدا،بصراحة من وجهة نظري، هو طيب للغاية لدرجة تجعله يبدو أحيانًا ساذجًا.'
لكن...
'إنه أيضًا شخص خبيث ومزعج.'
'وإذا نظرت إليه عن كثب، ستدرك أنه شخص جديرٌ بالثقة للغاية. في الواقع، أنا أشارك في هذا الأمر الآن لأنني أثق به.'
'لكن, سواء كان كايل هينيتوس أو ألبيرو كروسمان، فكلاهما مزعجان بطريقة ما.'
'... يا ترى هل شعر كل من عمل معه بهذا الشعور أيضًا؟'
'أصبحت أفكر في هذا كثيرًا مؤخرًا. على أي حال، أثناء الحديث معه ستشعر أحيانًا بوخزة غريبة في مؤخرة رأسك.'
وكما قال أنرومان، شعر الإمبراطور شتايسن بتلك الوخزة بالفعل.
'لكن الغريب أن تلك الوخزة ليست مزعجة؟'
نعم، لم يكن ذلك الإحساس سيئًا.
'لأن الأمور تسير تمامًا في الاتجاه الذي اريده.'
صحيح.
'وفوق ذلك، كان كايل هينيتوس قد تعب بالفعل ومهد الطريق مسبقًا.'
اجل.
'صحيح أن التفكير في الوقت الذي أضعته في محاولة إيجاد الحلول يجعلني أشعر وكأنه كان بلا فائدة، لكن بما أن كايل هينيتوس بذل كل ذلك الجهد بنفسه و يتصرف وكأن الأمر لم يكن شيئًا يُذكر... فلا أشعر بأي ضيق.'
وايضا...
'يبدو أن هذا الرجل لا يدرك أنه مدمن على العمل. ويظن نفسه مجرد مستشار، لكن من وجهة نظري، فهو مستشار وقائد هجوم في آنٍ واحد. يقود من المقدمة، ويتدخل بنفسه، ويطعن من كل الاتجاهات!'
نعم، يبدو الأمر كذلك فعلًا.
'على أي حال... تحدّث معه فقط. ستكون محادثة ممتعة.'
أوه... إنها ممتع فعلا.
ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتي شتايسن، ثم بدأت تلك الابتسامة تتسع شيئًا فشيئًا.
بعدها، حوّل نظره من كايل إلى الظل القابع في أحد أركان الغرفة.
"إنه لأمر مطمئن."
كان والدَا أنرومان بمثابة والدين له، فبفضلهما وُلد هو 'شتايسن'.
وبالنسبة له، كانت عائلة الشفافة هي العدو الذي قتل والديه.
وكانت ناسوجول هي الإرث الوحيد الذي تركاه له... والعالم الوحيد الذي يمكنه أن يعيش فيه.
وخيانة هذا العالم أمر لا يُغتفر.
على الأقل، يجب حماية هذا المكان.
لقد عاش حياته كلها متمسكًا بهذا القرار.
ولم يكن الوحيد الذي فكّر بهذه الطريقة...
"النظام... يبدو أن ذلك الفتي لم يكن بلا تفكير بعد كل شيء."
النظام.
ذلك الفتى كان يتحرك أيضًا لحماية هذا العالم.
"لذلك أراد أن يعثر على جلالتك ويقابلك."
"بالفعل."
"كنت أظن أنه أدرك متأخرًا ألاعيب شركة الشفافة المحدودة، وبدأ بالتحرك بسرعة وبشكل عشوائي"
لكن... لم يكن الأمر كذلك.
"...اتضح أنه كان يحاول حماية هذا العالم،"
منذ وقت طويل.
"بمفرده."
نعم.
النظام... ذلك الفتى كان وحيدًا بالفعل.
على الأقل، كان لدي أنرومان بجانبي.
تعمّقت نظرات شتايسن وهو يحدّق في الظلال القابعة بأحد أركان الغرفة.
"هل وون و النظام كيانان منفصلان؟"
"اجل."
إذا كان النظام هو شجرة العالم، فإن وون يشبه الروح التي خلقتها تلك الشجرة.
"لكن وون يتحرك وفق إرادة النظام."
هما كيانان منفصلان، لكن جوهرهما واحد.
"أي تواصل مع وون سيُنقل بالكامل إلى النظام."
هزّ شتايسن رأسه بصمت، ردًا على كلمات كايل.
فقد ازدادت رغبته في مقابلة وون.
ثم وجّه بصره مجددًا نحو كايل.
"يبدو أن مهمة البطل كانت تُدار سرًّا من قبل النظام، من دون علم شركة الشفافة المحدودة."
"نعم. وعندما يحين الوقت المناسب، ستُعلَن المهمة رسميًا للعالم."
توهّجت عينا شتايسن بنظرة حادة، وقال.
"هل البطل هو ألبيرو كروسمان؟"
"!..."
توقّف تشوي هان للحظة، بينما ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجه كايل.
"نعم."
"إذاً، لقد خدعتم أنرومان."
"بل لم نخبره، هذا كل ما في الأمر."
صحّح كايل كلام شتايسن بنبرة هادئة.
"أنرومان، وكذلك جلالتك... لم تكشفوا لنا كل شيء من البداية، أليس كذلك؟"
"صحيح."
اقتنع شتايسن بذلك علي الفور.
"فمجرد وجود عدو مشترك لا يعني أن الثقة بيننا كاملة."
"بالضبط."
اتكأ شتايسن على الأريكة، ثم، بعد لحظة من التفكير، تحدّث مجددًا.
"إذا كان البطل بحاجة إلى القوة، فيجب أن تتدخل مملكة لينتي."
"سيكون من المفيد أن تقدم دولة الفرسان دعمها."
"...أنت—"
توقف شتايسن للحظة، ثم تابع بنظرة جادة.
"سمعت أنك تنوي توحيد جميع الشرور الثمانية."
"نعم."
"وهل ستسير مع البطل في هذا الطريق؟"
"نعم."
كلما أجاب كايل بحزم ودون تردد—
"إذاً... مقابلتك للملكة لان، ولقاؤك لي أيضًا، كان بهدف توحيد القوي؟"
"نعم."
"وهدفك النهائي هو التصدي للإله المطلق باستخدام قوة الجميع، أليس كذلك؟"
"نعم."
—كانت حدقة شتايسن تهتز بحرارة واضحة.
ثم قال موجها حديثه إلى كايل مباشرة، لا إلى النظام هذه المرة.
"لقد كنت تُحضّر لمخطط ضخم بالفعل."
"إنها خطتي الخاصة."
أجاب كايل بابتسامة خفيفة.
"ها، هاهاها—"
ثم انفجر شتايسن ضاحكًا بصوت عالٍ.
لكن الضحكة لم تدم طويلًا، إذ تلاشت سريعًا، لتحلّ محلها نظرة عميقة وحرارة حقيقية في عينيه.
"وفي خضم كل هذا، تقوم بإنشاء صدع بين الصيادين وعالم الشياطين وإله الفوضى."
ربّت شتايسن على ركبته براحة كفّه، بينما غرق في التفكير.
ثم فجأة، أدرك أمرًا ما—
"كايل هينيتوس..."
اهتز صوته قليلًا–
"أنت تخطّط لإشعال صراع بين إله الفوضى والصيّادين، لتطرد بذلك قوات إله الفوضى من هذا العالم، أو جعلهم منبوذين تمامًا."
–لكن رغم ذلك، كان هناك يقين لا يتزعزع في نبرته.
"لا بد أنكرتبت أمرًا لعالم الشياطين أيضًا. لا شك أنك ستشغلهم بشيءٍ ما، حتى لا تتجه أنظارهم نحو عائلة الشفافة." [*اسحب كلامي، طلع ذكي]
ثم نظر إلى كايل، الذي كان لا يزال يبتسم، وتابع.
"وفي النهاية، لن يتبقى سوى عائلة الصيادين والإله المطلق."
ثم سأله–
"حينها، تنوي أن تفرغ كل ما أعددته، أليس كذلك؟"
لطالما قال كايل هذا الأمر مرارًا وتكرارًا.
هو لن يواجه سوى عائلة الصيادين والإله المطلق.
اما عالم الآلهة أو عالم الشياطين، فلا شأن لي بهم.
لا يوجد سبب يجعلني أتحمل عبء ذلك أيضًا.
ولذلك، أجاب كايل هذه المرة أيضًا بلا تردد.
"نعم."
همم!
ابتلع شتايسن ريقه بصعوبة.
ولولا ذلك، لما تمكن من كبح القشعريرة التي سرت في جسده.
هناك...
لوحة ضخمة تُرسَم!
الآلهة...
ملك الشياطين...
الإله المطلق...
جميع تلك الكائنات العظمى، وكل من يتبعهم من قوى—تمّ التلاعب بهم جميعًا—على يد إنسان واحد فقط.
وكانت تلك الكائنات العظمى، دون أن تدري، تُكمل اللوحة التي يرسمها ذلك الإنسان.
وفي النهاية، ستتقلص قوة تلك القوى العظمى إلى مستوى يمكن التصدي له.
"ها..."
حقًّا،لا مفر من هذه القشعريرة.
"لكن..."
أخبر كايل الإمبراطور بمعلومة إضافية، وكأنها شيء عابر.
"سأقسّم عائلة الصيادين إلى قسمين أيضًا."
"...ماذا؟"
"حين يظهر البطل فعليًا، لن تتمكن الشركة الشفافة المحدودة من تركيز بالكامل على نيوورلد، كما كان متوقعًا."
آه!
قفز شتايسن من مقعده فجأة.
"آنرومان!"
"نعم."
لقد أعلن الرئيس رسميًا الحرب على شركة الشفافة، واضعًا فيها كل ما تبقّى من فترته الرئاسية...وكل ما يملك.
"اجل. عائلة الشفافة أخطر علينا من عائلة الألوان الخمسة!"
لأن عائلة الشفّافة – شركة الشفّافة – هي الوحيدة القادرة على فرض القيود على النظام.
إنهم مشغّلو عالم ناسوجول!
"لو أشغلناهم بأمور العالم الحقيقي في الأرض الثالثة، فلن يجدوا وقتًا للانشغال باللعبة."
وفي تلك الأثناء، إذا بدأنا بالتحرك لمواجهة الإله المطلق والألوان الخمسة...
"...فقد يصبح الأمر ممكنًا."
حينها، سنتمكن فعلًا من إنقاذ ناسوجول.
ونحمي نيوورلد.
توقفت عينا شتايسن عند عيني كايل البنيتين العميقتين.
"...شخص مخيف."
لم يخطر بباله أي عبارة أخرى غير هذه.
***
في تلك اللحظة، أنزل ألبيرو يده التي كانت تمسك بمؤخرة رأسه، محاولًا كبح الشعور الغريب والمزعج الذي تسلل إليه فجأة، دون أن يجد له تفسيرًا.
ثم عاد إلى ما كان يقوم به.
توك، توك، توك.
وفجأة، شعر بقشعريرة تسري في ظهره، فالتفت بسرعة إلى الخلف.
"!"
كان كلوف سيكا واقفًا عند باب الغرفة، و يبتسم.
اقترب كلوف ببطء من ألبيرو، الذي بدا عليه الذهول الشديد.
ثم جلس بلطف إلى جواره، وسأله بنبرة ودودة.
"هل تسير الأمور على ما يرام في إعداد التعليقات؟"
"هاه؟ آوه، نعم. أه."
كان ألبيرو قد أبقى نافذة شاشته نصف مرئية.
نافذة تابعة لمنتدي اللعبة الرسمي، الذي يمكن الولوج إليه من داخل ناسوجول، والاتصال من خلاله بالإنترنت الخارجي لتحميل الفيديوهات بشكل فوري.
وكان ألبيرو يشارك حاليًا في مهمة التعليق على فيديو ولادة إيدين ميرو.
ظهرت ابتسامة خبيثة على وجه كلوف.
فتجمّد ألبيرو للحظة.
"أنا أثق بك."
"همم..."
لم ينطق ألبيرو سوى بهمهمة خافتة.
أما كلوف، الذي راقب ملامحه المربكة، المليئة بالحرج والانزعاج الذي بدا واضحًا لأي شخص، فاكتفى بالابتسام، ونهض من مكانه.
"إذًا، سأغادر الآن."
انحنى له كلوف باحترام، ثم توجّه نحو باب الغرفة.
نظر ألبيرو إلى ظهره وهو يغادر، ثم التفت مجددًا إلى التعليقات التي كان يكتبها بنفسه.
========================================
- تنين النور. كيف يمكن لمخلوق يحمل النور أن يكون شريرًا؟ بل ولماذا يُعد شرًا مقدسًا؟
- ألا يبدو أن الأمور تسير في منحًى غريب؟
========================================
كانت تلك التعليقات مبنية علي التوجيهات التي قدمها كلوف سيكا.
لكن، لم يكن ألبيرو وحده من شارك في هذه المهمة، بل انضم إليه كل من تشوي سون هي و روزالين.
بدأ ألبيرو يتفحص ردود الأفعال تجاه ذلك.
========================================
"هاه؟ هذا فعلاً غريب بعض الشيء... مهلاً، لماذا اختفى زعيم الشر السابع السابق فجأة؟ وتنين النور لم يكن يبدو عليه الجنون، أليس كذلك؟ [* مثل ما خبرتكم، تلاعب في الالفاظ]
- بعد مشاهدتي للفيديو... بدا وكأنه قد وُلِد بطريقة شديدة القداسة! هذه ليست ولادة ملك شياطين، بل ولادة بطلٍ جاء ليبدّد الظلام (السحب القرمزية الداكنة) وينثر النور (الأورورا).
- لطالما كانت منطقة الشرور الثمانية محاطة بالغموض والسرية، أليس كذلك؟ فلماذا بدأنا نرى هذا التدفّق الغريب للمعلومات؟ هل تحاول الإدارة الكشف عن منطقة الشرور الثمانية؟
- هل هذا تمهيد لحلقة جديدة؟ أم تمهيد لمهمة كبرى على نطاق واسع؟
========================================
"... يبدو أن الأمور بدأت تسير في اتجاه غريب."
هممم...
توقّف ألبيرو للحظة، غارقًا في التفكير العميق.
ثم وقعت عيناه على كلمة النور.
توك، توك، توك.
ثم كتب منشورًا جديدًا في المنتدى.
========================================
ألم تحدث واقعة ما في معبد إله الشمس مؤخرًا؟
أعتقد أن قوى غريبة قد ظهرت هناك... ربما تكون تابعة لإله الفوضى أو ما شابه.
لكن الآن، يظهر شرّ من الشرور الثمانية، متعلق بالنور؟ أليس هذا غريبًا؟
يبدو أن أمورًا كبيرة ستحدث، تغييرات تتجاوز حدود الفصائل.
الشمس، النور. ألا يبدو أن بينهما صلة غريبة؟
========================================
رغم أن ذكر إله الشمس جاء في غير موضعه...
ألقى ألبيرو نظرة سريعة على سيف الشمس، ثم تمتم
"حسنًا، يجب ان اصنع مشهدي أنا أيضًا."
البطل.
أليس من الواجب التمهيد لظهوره أيضًا؟
لا يجب أن يظهر فجأة دون مقدمات،
بل يجب خلق سببٌ كافٍ لظهور البطل، كما حدث مع إيدين ميرو.
كيييك—
في تلك اللحظة، أغلق كلوف الباب بحذر، ثم توجه نحو مكتبه الخاص. [* ما غادر للان؟؟؟ يا ستوكر]
"هوهو."
عندما وصل إلى مكتبه، وقف عند النافذة. [* لااا مو ذي الحركة]
كانت الحقول الزرقاء تمتد أمامه بوضوح.
لم يكن هذا المكان ليبدو في نظر أيّ أحد كأرضٍ تعود إلى زعيم الشر السابع...
فقد بدا منعشًا وجميلاً بكل بساطة.
"نعم، إنه جميل."
كلوف سيكا.
إنه يصوغ أسطورة.
"إيدين ميرو... لا يجب أن يُترك كمجرد شر."
فهذه الأسطورة لم تُخلق من أجل إيدين ميرو فحسب.
فإيدن مير لم يكن سوى جزءٍ من المسار.
"في الأصل، الخير والشر يتواجهان دومًا في كل عالم."
ومع ذلك...
"عندما يظهر عدو يهدد هذا العالم، فإن الجميع، في نهاية المطاف، لا بد أن يتّحدوا لمواجهته."
أنها لن تكون حينها مسألة خير أو شر...
بل مسألة بقاء.
"السيد كايل..."
استحضر في ذهنه صورة سيده، الذي لا بد أنه يعمل بجد في مكان ما هذه اللحظة.
وتمتم قائلًا.
"أنا أفهم ما تحاول رسمه."
السيطرة على الشر من خلال الشرور الثمانية ومملكة الظلام،
وإخضاع مملكة لان وغيرها، لتكوين منطقة ينمو فيها الخير.
وأخيرًا—
"الحياد."
أنرومان وألبيرو كروسمان.
أحدهما رئيس الارض الثالثة،
والآخر إمبراطور نيوورلد الجديد.
"الخير، الشر، والحياد."
قوىٌ لطالما وُجدت معًا في عالمٍ واحد.
"إنه ينوي توحيد كل تلك القوى، لكي يسحق العدو الذي يهدد هذا العالم... بل وحتى عالمنا."
لقد بات واضحًا ما ينوي فعله.
"الطريق الذي تسلكه..."
ذلك الطريق الوعر...
"يجب ألا ينهار أبدًا."
فالأسطورة، لا بد أن تتحقق.
كلوف سيكا،
كان يغرس بذرة تُدعى إيدين ميرو، استعدادًا لليوم الذي تتحد فيه الشرور الثمانية وممالك عديدة.
"كايل-نيم... سأُزيح كل حجر يعترض طريقك الذي صنعته."
وفي عيني كلوف سيكا، اشتعلت شعلةٌ متّقدة.
عيناه الخضراوان، كالمروج الخضراء، أشعتا نورًا أكثر تألقًا من أي وقت مضى.
كايل هينيتوس.
ألبيرو كروسمان.
كلوف سيكا.
رغم أنهم لم يتبادلوا الحديث وجهًا لوجه أو في الوقت نفسه،
إلا أن كلاً منهم كان يعدّ عدته متجهًا نحو صورة واحدة مشتركة.
***
"آتشي!"
فجأة، عطس كايل، وسرى شعورٌ بارد في مؤخرة رأسه.
"هل أنتم بخير، سيدي؟"
"نعم، جلالتكِ."
أجاب كايل بلطف مع ابتسامة خفيفة.
"همم."
انها ملكة مملكة لان، تاماهي.
دون أن يشعر، عاد كايل مجددًا إلى مملكة لان.
فقد أوكل أمر المتجولة سوهي إلى إمبراطور الإمبراطورية الشرقية، شتايسن.
أما تشوي هان، فبقي هناك ليُشرف على الأمر حتى النهاية.
وبعد أن تأكد كايل من استقرار الوضع، عاد على الفور إلى مملكة لان.
"على الرغم من أن هذا يختلف عن الخطة الأصلية، إلا أن مجيئكِ الي هنا يمنحني شعورًا بالطمأنينة"
ثم أشارت الملكة تاماهي نحو جهة معينة وقالت.
"بإمكانك الوقوف هناك، إلى جانب رئيس الخدم."
"نعم."
تقدّم كايل إلى حيث وُجّه، ووقف إلى جوار رئيس الخدم، ثم انحنى له بأدب.
"أرجو أن أكون عند حسن ظنكم."
"لا، بل سأحرص على أداء واجبي كما ينبغي من الآن فصاعدًا."
"نعم."
قال رئيس الخدم، الذي بدا في منتصف العمر، ذلك بصوتٍ حازم، فابتسم كايل بخفة، وكأن كلماته قد راقت له.
"هاييل، هذا سيكون اسمك؟"
"نعم، سيدي رئيس الخدم."
"جيد. إذًا، اعتبارًا من اليوم، أنت أحد الخدم الذين يعملون تحت إمرتي. هل هذا واضح؟"
"نعم، سيدي رئيس الخدم."
كان كايل، بشعره الأسود، مرتديًا زيّ الخدم، يبتسم ابتسامة خبيثة تشبه ابتسامات المتملقين في البلاط الملكي.
ورغم أن وجهه كان مغطى بالضمادات إلى حد النصف تقريبًا، إلا أن تلك الابتسامة لم تخفَ على أحد.
شعر كل من رئيس الخدم والملكة تاماهي بشيء من عدم الارتياح تجاه تلك الابتسامة، لكن سرعان ما تجمّدت تعبيراتهما عند دخول شارون.
"...المتجول قد وصل."
المتجولة سوهي.
والأمير هينبا، مرشد طائفة إله الفوضى.
ولكشف هويته الحقيقية، دخل متجول جديد إلى مملكة رن خِلسة.
"هوو..."
أطلقت الملكة تاماهي زفرة عميقة، ثم قالت وهي تتجه نحو الموقع الذي أُعدّ سرًا لهذا اللقاء.
"سيدي التنين، سنُقدّمك على أنك قائد الحرس الملكي."
لم يكن كايل قد جاء بمفرده.
فهو الآخر، لم يكن يعلم بعد من يكون المتجول الجديد تحديدًا.
'علينا استدعاء تنين قوي.'
وجّه كايل نظره إلى الرجل ذو الشعر الأسود، الواقف في مكان قائد الحرس.
تنين مألوف، لكن بلون شعر مختلف عن المعتاد.
"في كل مرة تستدعيني فيها على عجلة، لا بد أن يكون هناك شيء...."
إنه التنين القديم، إرحابين.
ولأول مرة منذ زمن بعيد، عاد ليتقمّص دور فارس الحرس مجددًا.
وكذلك، ولأول مرة منذ وقت طويل، عاد كايل بدوره ليتقمّص هيئة خادم.
'عليّ أن أجعل إله الفوضى والمتجولين يصطدمون ببعضهم البعض!'
عقد كايل العزم في داخله بكل صرامة.
"هههه..."
دون قصد، انفلتت منه ضحكة لم يستطع كبحها.
"....."
نظر إليه ارحابين، التنين القديم، بنظرة مليئة بالريبة، لكن عيني كايل، المتحمس بشدة لخطة ضرب المتجول من الخلف، لم يلحظ تلك النظرة أبدًا.
وفي تلك اللحظة، فكّر إرحابين
'انه متحمس جدا.'
وكما قال، كان كايل في قمّة حماسه.
لأنه، و بعد فترة طويلة، كان يستعد مجددًا لخداع الآخرين وضربهم من الخلف.
.
.
.