1267 - 〈الموسم الثانى «قانون الصيد» : الحلقة 491، سلسلة موت الآلهة 3〉

إذا فيه نقطة مو واضحة لك، اكتبها في التعليقات حتى أوضحها لك.

قراءة ممتعة 🤍

.

.

.

نادي الروايات - ترجمة وتدقيق: White.Snake.96

.

.

.

〈الموسم الثانى «قانون الصيد» : الحلقة 491، سلسلة موت الآلهة 3〉

.

.

.

'ما هذا؟'

لماذا يتصرّف بخجلٍ فجأة؟

وهل قال إنه اشتاق لرؤيتي؟ وكثيرًا جدًا؟

حين نطق إله الشياطين تلك الكلمات بخجلٍ وتردّد، اقشعرّ جسد كايل.

- ما به هذا الآن؟

تمتمت المياه آكلة السماء متذمّرة، وقد بدا عليها الاشمئزاز الشديد مما يجري.

في تلك اللحظة، عاد صوت ملك الشياطين يُسمع من جديد.

- ...كنتُ أنتظرك... أنت وحدك... بشوقٍ عميق...

هذه المرة أيضًا، كان صوته مفعمًا بالخجل،

فتغيّر تعبير وجه كايل بشكل كبير، واتّخذ ملامح الجدية.

'هل أعود فحسب؟'

كان قد جاء في الأصل ليحصل على بعضٍ من ذلك النور الرمادي — ذلك الذي عزّز قواه القديمة دون أن يخلّف أي أثرٍ جانبي — لكن فجأة، شعر انه لم يعد يرغب سوى في العودة إلى المنزل.

وفي تلك اللحظة بالضبط—

"...كما هو متوقّع."

قالت كاهنة عشيرة الشجرة الرمادية لـ كايل بنظرةٍ حادّة،

لكن صوتها ظلّ يحمل نبرة الحذر ذاتها.

"إذن، أنت تسمع الصوت. أليس كذلك؟"

لم يُجب كايل بشيء.

- ...هاه... كنتُ أنتظرك وحدك... تعال إليّ بسرعة...

يا للجنون.

هذا الصوت... مزعج بحق.

لا أظنّ أنني التقيتُ يومًا شخصًا منحرفًا إلى هذا الحد في حياتي؟

"......"

لم يجرؤ كايل على إخبار الكاهنة بأن الصوت الذي يسمعه ينتمي إلى شخصٍ منحرف بحق،

لكن الكاهنة — ومن خلال صمته فقط — أدركت الحقيقة دون حاجة إلى كلمةٍ واحدة.

'نظراتٌ جادّة...'

وتعبيرٌ يوحي بأنه غارقٌ في تفكيرٍ عميق جدًا...

فجأةً، عاد إلى ذاكرتها ذاك المشهد،

ذلك النور الرمادي المتصاعد من أطلال إله الشياطين، وكيف أحاط بجسد المُخلّص يومها بينما كان يقف في وجه البحر العظيم للإمبراطور الثالث، قبل أن ينتصر عليه في النهاية...!

'ذلك الجلال العظيم!'

ثمَّ هذا الإنسان، بعد أن أنقذ الجميع، انتهى به المطاف فاقدًا للوعي بعد أن بصق الدم مراتٍ عدة، وحتى بعد أن أفاق، كان أول ما فعله هو تفقد من حوله، ثمَّ توجَّه إلى أطلال إله الشياطين من تلقاء نفسه!

'أجل... إنسان!'

رغم أنه ليس من سكان عالم الشياطين، بل غريب تمامًا،

إلا أنها لم تستطع كبح المشاعر التي تفجّرت بداخلها تجاه هذا المُخلّص العظيم الذي ضحّى بنفسه من أجل هذا العالم — بل في الحقيقة، لم تكن ترغب أصلًا في إخفائها.

"كما توقّعت. يستطيع المخلّص سماع صوت إله الشياطين حقًا."

"همم... هذا الصوت، هل هو حقًا صوت إله الشياطين؟"

أومأت الكاهنة برأسها عند سماعها كلمات كايل التي ألقاها بوجهٍ جاد.

"ربما يكون كذلك. في الواقع، لم أسمع صوت إله الشياطين قط في حياتي، ولا أسمعه حتى الآن. لكن إن كنتَ أنت، أيها المخلّص، تسمع صوتًا الآن، فليس هناك شك أنه صوت إله الشياطين نفسه."

ثم رفعت يدها مشيرةً إلى مركز أطلال إله الشياطين،

حيث تحرسها أربعة أبراج حجرية، وقالت.

"كما أن الأطلال كانت تنتظر حضورك، أيها المخلّص."

وكما قالت، فرغم أنهم كانوا في وقتٍ متأخرٍ من الليل،

كانت الأطلال تشعّ بنورٍ رماديٍّ خافت.

قالت الكاهنة.

"ولأول مرة، امتلأت الأطلال بالماء."

ثم رفعت بصرها نحو السماء وأضافت.

"والبحيرة هناك تعكس قمر البدر في داخلها."

رغم أن هذه الليلة كانت ليلةً بلا قمر.

"تفضّلوا بالدخول."

ثم تقدّمت الكاهنة، ومعها عددٌ من الشياطين، ليرشدوا كايل إلى الطريق.

نظرة خاطفة—

ألقى كايل نظرة سريعة خلفه نحو ملك الشياطين الذي كان يتبعه.

الكاهنة، باستثناء التحية الأولى التي وجهتها لملك الشياطين، لم تتحدث معه مجددًا.

'مع ذلك، الأمر مختلف الآن.'

كان ثمة جوّ جديد يسود بينهم، يختلف تمامًا عمّا كان في الماضي.

مدينة ميدي، مدينة ميكا، ثم أطلال إله الشياطين...

كان جميعهم ينظرون إلى ملك الشياطين الحالي بنظراتٍ سلبية للغاية.

لكن ربما بسبب ما مرّوا به مع ملك التنانين والمرض الرمادي، لم تعد الأجواء بينهم سيئة كما كانت من قبل.

على الأقل، باتوا يدركون بعضهم بعضًا كرفاق يسيرون في الطريق ذاته.

'حسنًا، لا عجب. فقد ظهر لهم عدوٌّ مشترك.'

أصبح الجميع الآن يدرك أن هناك عدوًّا يستهدف عالم الشياطين بأسره،

بل إن الآلهة أنفسهم جزءٌ من ذلك العدو،

وحتى السماويون يقفون إلى جانبهم.

'عالم الشياطين وحده.'

لقد أدركوا أنهم ليسوا في صفّ أحد، بل يقفون وحدهم في مواجهة الجميع.

ومن وجهة نظر عالم الشياطين، فالعدو الخارجي له الأولوية على العدو الداخلي.

'همم؟'

في تلك اللحظة، توقفت الكاهنة أمام الدرج المؤدي إلى داخل المعبد في أطلال إله الشياطين، ثم استدارت نحوهم.

'آه.'

أدرك كايل على الفور سبب تصرفها هذا.

'يبدو أن عليّ أن أنهض من هذا الكرسي المتحرك.'

في السابق كان مُنهكًا إلى حدِّ أنّه لم يستطع السَّير دون الكرسي المتحرك، أما الآن فقد تعافى تمامًا — حتّى عسر هضمه شُفي — وصار في حالٍ مُمتازة.

- أشعر أنني أصبحت أقوى!

قالت المياه آكلة السماء بحماس، لكن كايل تجاهلها وكأنه لم يسمع شيئًا.

'حتى لو ازدادت قوة تلك المياه. فَأَنا ما زلت كما أنا.'

ولا أحدَ يدرِي ما قد يحدث إذا استنفذ قوة الماء تمامًا.

قد يتعرض لشيء أكثر من مجرد فقدان الوعي.

وضع كايل يديه على مسندي الكرسي المتحرك، محاولًا النهوض.

"……؟"

لكن ما إن همَّ بذلك حتى ظهر أمامه ظهرُ شخصٍ ما.

"هوهو."

ووصل إلى أذنيه صوت ضحكة كلوف.

هذه المرة، كان كلوف سيكا — المسؤول عن 'الأنشطة الخارجية' في الفترة الماضية — هو المرافق في هذه الرحلة إلى أطلال إله الشياطين.

ولأن الوقت كان متأخرًا في الليل، ترك الأطفال ليستريحوا، كما أُمر بقية الرفاق بالنوم أيضًا.

"اسمح لي بخدمتك."

حدّق كايل في ظهر كلوف سيكا بصمت.

لو كان تشوي هان فلا بأس... لكن لسببٍ ما، لا أريد أن أُحمل على ظهر هذا الوغد.

"لا حاجة. أستطيع أن أنهض بنفسي."

قال كايل ذلك، ثم نهض من مكانه متجاهلًا كلوف ببساطة.

"أوه..."

لكنّه لم يتمكّن من تفادي يد كلوف التي امتدت بسرعة لتسانده.

"……"

"لا ينبغي لك أن تُرهق نفسك، ومع ذلك تصرّ على التحلّي بالأدب واللباقة."

ما إن صدرت كلمات كلوف سيكا بصوته الوديع الهادئ، حتى انعكست على وجوه الشياطين مشاعر التأثر والعاطفة.

أما كايل، فتظاهر بعدم الملاحظة وحوّل بصره نحو الكاهنة.

'هاه؟'

حينها أدرك أن سبب توقفها لم يكن بسببه.

"مولاي ملك الشياطين،"

قالت الكاهنة بصوتٍ هادئ وثابت.

"من هذه النقطة فصاعدًا، لا يمكنك مرافقتنا."

هممم...

في اللحظة التي قالت فيها تلك الكلمات، شعر كايل أن الشياطين المرافقين لها ليسوا مجرد أتباعٍ عاديين،

بل محاربين حقيقيين،

إذ كانت وجوههم تفيض بالعزم، والهالة المنبعثة من أجسادهم تنبئ بأنهم مستعدون في أي لحظة لحماية كايل والكاهنة.

"……."

حدّق ملك الشياطين في الكاهنة بصمتٍ مطبق.

"في هذه الأرض، لا يوجد مكانٌ لا أستطيع الذهاب إليه."

"!"

ترددت الكاهنة لحظةً عند سماع كلماته، وفتحت فمها لتقول شيئًا،

لكن ملك الشياطين كان أسرع منها، فسبقها بالقول.

"لا أطمع بالقوة التي تركها إله الشياطين السابق."

"……!"

ارتجفت عينا الكاهنة بشدة، وكأن كلماته اخترقت أعماقها وكشفت نواياها الخفية.

'آه...'

فيما أطلق كايل تنهيدةً خافتة.

كان يتساءل في البداية عن سبب منع الكاهنة ملك الشياطين من التقدّم، لكنه الآن فهم السبب.

سرعان ما استعادت الكاهنة هدوءَ ملامحها، ثم فتحت فمها بحذر،

غير أن نظراتها كانت باردةً إلى حدٍّ ما.

"لطالما تاق ملك الشياطين لأن يصير إلهَ الشياطين، إلى حدٍّ جعله مستعدًّا لفعل أي شيء لتحقيق ذلك."

رغم نبرتها المهذبة، لم تُخفِ الكاهنة شكوكها.

غير أنّ ملك الشياطين ردّ بهدوءٍ مطلق.

"أنا؟ أيّ ملك شياطين تقصدين؟"

"!"

"أيتها الكاهنة،"

كان ملك الشياطين في غاية الهدوء.

"أنا لا أخاف الدماء التي تُسفك في الطريق الذي أسلكه،

ولا أرهب الموت الذي يرافقني فيه،

فمثل هذه الأمور لا تُثير فيَّ أي إحساس."

حقًا، لم يكن الملك الحالي يخشى الدماء أو الحرب،

بل كان يتعامل معهما ببرودٍ تام، دون أن يشعر تجاههما بأي انفعال.

"ثم إنني لا أسلك الطريق الذي صنعه الآخرون."

"!"

"تلك هي طريقتي الخاصة كـ ملك الشياطين."

"أفهمُ ذلك."

تغيّرت ملامح وجه الكاهنة، ثم انحنت بانحناءةٍ عميقة وهي تقول باحترامٍ.

"أرجو أن تسامحني على تجاوزي في الاحترام تجاه جلالتكم."

ساد المكانَ جوٌّ مختلفٌ تمامًا عمّا كان عليه قبل لحظات.

"......"

بينما ظلَّ ملك الشياطين يحدّق فيها بهدوء، قبل أن يفتح فاه ويقول.

"إله الشياطين، ليس إلهًا."

"!"

"……!"

تجمَّدتِ الكاهنة وأفراد عشيرةِ الشجرةِ الرماديةِ في أماكنهم للحظة.

كانو قد سمعوا بالفعل عن إله الشياطين وقانون الصيد من خلال المستشار إد.

صحيحٌ أن هذه المعلومات لم تكن مُتاحة لجميع الشياطين، لكنّهم كانوا مِن الشَّخصيات المحوريّةِ داخل عشيرة الشجرة الرمادية التي لطالما خَدمتْ إلهَ الشياطين.

لذلك كان من الواجب أن يَطّلع حراس أطلال إله الشياطين على هذه المعلومات أيضًا.

"لا وجود لما يُسمّى بـ إله الشياطين."

عند سماع تلك الكلمات، ارتجف المحاربون — باستثناء الكاهنة — وتصلّبت تعابير وجوههم؛ فالكائن الذي لطالما خدموه وعبدوه هو إله الشياطين.

غير أن تعابيرهم بدأت تتغيّر مع الكلمات التالية التي خرجت من فم ملك الشياطين.

"لكن، كان هناك وجود لشيطان قتل إلهًا."

"!"

"!!"

ارتسمت ابتسامةٌ غامضة على شفتي ملك الشياطين.

"وأنا أجد ذلك... أكثر إثارةً للاهتمام."

كان اهتمام ملك الشياطين منصبًّا على قاتل الآلهة أكثر من اهتمامه بـ إله الشياطين نفسه.

انخفض بريق عيني الكاهنة أكثر، لكن ذلك لم يكن انطفاءً، بل كان أشبه بمحاولةٍ لإخفاء توقٍ أو توقّعٍ ما.

"تلك هي هويتي كـ ملك الشياطين."

وفي اللحظة التي بدا فيها كلام ملك الشياطين الهادئ وكأنه إعلانٌ رسمي للحاضرين جميعًا—

وُوُوُو– وُوُو– (صوت اهتزاز غامض)

انبعثت اهتزازات من المعبد القابع أعلى الدرج،

كأن المعبد نفسه رحّب بتلك الكلمات.

"آه..."

عندما انطلقت شهقةُ الدّهشة من فم أحد المحاربين،

استدارت الكاهنة مُبتسمة، وصعدت درجةً واحدةً إلى الأعلى، قائلةً لهم.

"فلنذهب."

قالت ذلك للجميع —

بما فيهم كايل وملك الشياطين.

"سأخدمكم بنفسي."

تقبّل ملك الشياطين تلك الكلمات كما لو كان أمرًا مفروغًا منه، وبدأ بالسير.

"؟"

لكنّه سرعان ما التفت حين لاحظ أن كايل لم يتحرك من مكانه بعد.

وعندما تلاقت نظراتهما، ابتسم كايل ابتسامةً خفيفة، ثم خطا ببطءٍ إلى الأمام.

اهتزاز المعبد...

لم يكن ذلك استجابةً لكلمات ملك الشياطين،

وكان كايل يعلم ذلك جيّدًا،

لكنَّه لم ينبس ببنت شفة — لأنَّ محتوى ما سمعه كان... محرجًا بعض الشيء ليقال على المَلأ.

- ... هاا... أيها الحبيب... تعال إليّ بسرعة...

- أنا باشتياق... لم أنتظر سوى قدومك... اشتقت إليك...

- حتى حين أغمض عينيّ، ما زالت صور ذلك المشهد حية أمامي... جميلة... جميلة حقًا... أرجوك، افهم ما في قلبي…….

هذا الوغد... يبدو أن حياءه بدأ يتلاشى شيئًا فشيئًا.

بل على العكس، كانت أنفاسه تزداد اضطرابًا مع كل كلمة.

لكن...

- ... تلك الأمواج الزرقاء... ذلك الزخم الذي بدا وكأنه قادر على قتل إله... آه... ما أروعها... جميلة حقًا…….

يبدو أنه لا يتحدث إليّ...

بل لسببٍ ما، أشعر أن الحديث ليس عني.

- ما هذا بحق الجحيم! ما خطب هذا المعتوه الحقير؟ يبدو كمنحرفٍ بائس! لكن... ذلك النور المقوّي، يجب أن نحصل عليه على أي حال!

تمتمت المياه آكلة السماء بأنزعاج واضح، لكنها لعقت شفتيها بطمع.

فالقوة التي جربتها — تلك التي تضاعفت بلا أي آثار جانبية — جعلت المياه آكلة السماء عاجزة عن الاستغناء عنها.

- ... كم اشتقتُ... إلى وجودٍ مثلك... آه، إن موهبة قتل الآلهة... كلما رأيتُها... آه، يا لجمالها... جميلة حقًا...

طَقْ، طَقْ — (صوت خطواتٍ ثابتة)

اختار كايل تجاهل ذلك الصوت المنحرف، وتابع سيره نحو داخل المعبد.

"ها هو المكان."

وأخيرًا، بعد أن صعدوا الدرج، وصلوا إلى المعبد.

لم يكن هناك أي تمثالٍ أو مذبح، فقط بحيرةٌ صغيرة تتوسط المعبد.

"في الأصل، لم يكن في هذه البحيرة ماء، بل كانت مجرد بقايا تدل على أنها كانت بحيرةً يومًا ما. لكن عندما انهمر النور الرمادي في المرة السابقة، امتلأت بالماء."

كان ماءً عاديًا —

وكما يليق بوقت الليل، كانت مياهه المعتمة تعكس نور القمر.

"ثم فوقها، ظهر قمر البدر."

رغم أن هذه الليلة ليست ليلة بدر، بل ليلة هلالٍ جديد.

"توجد سجلات تقول إن إله الشياطين الأخير كان يشبه القمر."

القمر والليل.

لم تكن هناك معلومات كثيرة عن إله الشياطين،

لكن يُقال إن المصطلحات التي استخدمت لوصفه كانت دائمًا مرتبطةً بالقمر والليل.

كما قيل أيضًا إن تلقي الكاهنة للرؤى في الأحلام، قد يكون له علاقةٌ بهذا الارتباط بين القمر والليل.

- ... أسرع... تعال إليّ...

"فلنذهب إذًا."

نظر كايل إلى من توقّفوا عن التقدّم نحو البحيرة، ثم مضى وحده بخطواتٍ هادئة باتجاهها.

حاول كلوف أن يتبعه ليسنده،

لكن...

أووونغونغ—— (صوت اهتزازٍ قوي)

في اللحظة التي خطا فيها كلوف خطوةً واحدة،

اهتزّ المعبد بعنفٍ كما لو أنه يرفض دخوله.

وفي النهاية، اقترب كايل وحده من البحيرة القائمة في منتصف المعبد.

وو— ووو— (صوت اهتزازٍ خافت)

كانت البحيرة تُشِعُّ وهجًا رماديًا خافتًا.

لم تكن كبيرة، بل كان الأنسب وصفها بأنها بركةٌ واسعة إلى حدٍّ ما.

نظرة خاطفة—

ألقى كايل نظرةً سريعة نحو الواقفين عند مدخل المعبد،

ثم همس بصوتٍ خافتٍ نحو البحيرة.

"مرحبًا."

بدأ بأسلوب الاحترام أولًا.

ففي المرة السابقة، لم يكن في وضعٍ يسمح له بذلك، فتكلم بأسلوب غير رسمي،

لكن هذه المرة، عليه أن يُظهر بعض الاحترام لمن يُعدّ من الأسلاف.

- آه... ايها الحبيب، يا من تملك موهبة قتل الآلهة...

بدا الصوت مفعمًا بالفرح، عاجزًا عن كبح فيض عاطفته، يرتجف وهو ينطق الكلمات كما لو كان ينتظر هذه اللحظة طوال عمره.

"آه، نعم، نعم، أعلم أنك اشتقت إليّ، وأنك سعيدٌ برؤيتي."

قال كايل ذلك بوجهٍ جامدٍ خالٍ من أي انفعال.

في الحقيقة، هو أيضًا أراد أن يعود إلى غرفته لينام فورًا.

فابتداءً من الغد، سيبدأ جولته الفنية الوطنية في عالم الشياطين - لا، بل جولته الوطنية - لا، أعني جولة التطهير الوطنية لعالم الشياطين.

كل ما يتمناه هذه الليلة هو نومٌ عميق.

لذلك قرر التصرف وفق ما جاء من أجله فقط.

"أنا مشغول بعض الشيء، لذا أيمكنك أن تمنحني ذلك النور الرمادي بسرعة؟ أنا أرغب في امتلاك تلك القوة. وعلى كل حال، أليس هذا هو سبب استدعائك لي أساساً؟"

- ... هاه؟... مشغول؟ ... لا، صحيح، لقد استدعيتك لأعطيك إياها، لكن... آه... آه…….

"قلتَ إنه لا توجد آثار جانبية، أليس كذلك؟"

- نعم، صحيح...؟ هذه القوة هي نوع من المعززات التي تركتها قبل موتي...

"إذًا، أعطني إياها بسرعة. فهذا ما كنت تنوي فعله منذ البداية، أليس كذلك؟"

- ...أه؟

بالطبع، لم يكن كايل شخصًا وقحًا.

"أنت تعلم أنني الآن أتنقل لإنقاذ عالم الشياطين، أليس كذلك؟ وعلاوة على ذلك، سيتعين عليّ أن أقاتل إله الفوضى لاحقًا، وتعلم أن ذلك الإله هو من جعل عالم الشياطين في فوضى، وكان يحاول التهامَه، أليس كذلك؟"

تحدث كايل بنبرة هادئة خالية من أي انفعال.

"لذا، أسرع وأعطني القوة. إن كانت هناك طقوس لنقلها، فلنتجاوزها. فقط افعلها ببساطة ودقّة، أليست هذه أفضل طريقة للتعامل مع الأمور؟"

- ...هاه؟

"هيا، لنُنْهِ هذا بسرعة، حسنًا؟"

جلس كايل منحنياً على حافة البحيرة، مبتسمًا ابتسامةً مشرقة وهو يحدّق في سطح الماء.

ووومم— (صوت اهتزازٌ خافت جدًا)

ارتجَّ قمر البدر للحظة.

- ... أنتَ... اه، همم... أكنتَ ترغب في رؤيتي أنا وحدي؟ [*مسكين جالس يلمح لكايل من تحت التريلات حتى يقوله بأنه جاء لأجله هو، لا من أجل القوة.]

"لا. أقصد أنا أيضًا أردت رؤيتك. لذا امنحني تلك القوة." [*هون كايل أنكر بس بعدها تذكر أن عنده مصلحة بيه.]

ثم، بكل ثقة، مدّ كايل يده نحو البحيرة، نحو قمر البدر المنعكس على سطحها،

كما لو كان يستعيد شيئًا أودعه هناك منذ زمن.

"أعطني."

- …….

"هيا، فقط قليلًا."

قال إله الشياطين بصوتٍ حذر.

- ... لكن ذلك... نوعًا ما... غير جذّاب؟

"ها؟"

- ...ألا ينبغي أن يكون الأمر ذا مظهرٍ مهيب؟

همم؟

لسببٍ ما، تذكّر كايل فجأةً الهالة المهيمنة التي يستخدمها عادةً.

إله الشياطين... هذا الوغد، هل المظهر والاستعراض مهمان له؟

- ... كيف يمكن... لمن يملك موهبة قتل الآلهة... آه... ولمن يمتلك تلك القوة الجميلة... أن يجهل أهمية المظهر؟ ذلك الستار المائي الجميل الذي خلقته آنذاك... كان مهيبًا بحق...!

"……."

بطريقة ما، أحس كايل بشيءٍ غامضٍ يبعث على الشؤم.

ووووومم—! (صوت اهتزازٌ عنيف)

ثم فجأة توقّفت الاهتزازات.

- ...سأنزل عليك اختبارًا...!

ششششوااا— (صوت اندفاع الماء)

ارتفعت مياه البحيرة نحو السماء في تيارٍ هائج.

مياهٌ قاتمة كظلام الليل،

لا يزال يتسرّب منها ذلك النور الرماديُ الخافت،

كأنها نجوم، أو دربُ التبانة.

ذلك النور الرمادي — الذي ذكّر كايل بدرب التبانة التي يشكّلها أثناء طقوس التطهير — تدفّق متلألئًا على امتداد مجرى الماء.

ثم انبسط الماء الداكن أمامهم كستارٍ أسود، يفصلهم عن كل ما حولهم.

- ... إن تجاوزت هذا الاختبار، سأمنحك أنا، قاتل الآلهة، جينيوست، قوتي……!

وفجأة، انقضّ الستار المائي الأسود، المتلألئ بالنور الرمادي كدرب تبانة، ليغمر كايل بالكامل.

- ...اصنع لحظةً تليق بطقس نقل القوة الذي سأعترف به...! لحظةً مهيبة! رائعة! جميلة إلى أقصى حد!

في تلك اللحظة، فكّر كايل قليلًا،

ثم خرجت الكلمات من فمه دون وعيٍ منه.

"آه... يا للإزعاج."

- ……!

أرتجف إله الشياطين، وارتجّ معه ستار الماء بعنفٍ شديد.

.

.

.

مواعيد نشر الكاتبة:

الاثنين – الأربعاء - الجمعة

مواعيد نشري:

الثلاثاء - الخميس - السبت

.

.

.

نادي الروايات - ترجمة وتدقيق: White.Snake.96

2025/10/25 · 211 مشاهدة · 2604 كلمة
White.Snake.96
نادي الروايات - 2025