الفصل 577: يوم البطولة الثاني (1)
بعد الاستحمام السريع وتناول بعض الإفطار، غادر الفريق الفندق وعادوا إلى الأكاديمية. كان المزاج مرحًا، وربما كان ذلك نتيجة لأدائهم في اليوم السابق.
خرج كين وستيف من سيارة سيلفرادو الحمراء، متجهين نحو الملعب الذي كانا يلعبان عليه. ولأنه كان اليوم الثاني، فقد تأهلت ستة فرق فقط إلى الجولة الإقصائية.
"هل أنتم جميعا بخير يا رجل؟" سأل كين، وتحركت نظراته إلى شخصية ستيف المتعبة بشكل واضح.
رد ستيف بتذمر، وكانت ركبتاه ترتعشان من حين لآخر. كان كين ليضحك لو لم يكن عليهما خوض ثلاث مباريات محتملة اليوم.
"ستيف، ما الذي حدث لك؟" سأل صوت المدرب وايت، مما دفع الاثنين إلى النظر في اتجاهه.
ولكن الأمر كان وكأن مفتاحًا قد انقلب فجأة. وقف ستيف منتصبًا فجأة، ونفخ صدره وأطلق ضحكة محرجة. "ها ها ها، لا شيء يا مدرب! كل ما في الأمر أنني متعب قليلًا". رد بسرعة.
رفع المدرب وايت حاجبه، وظهرت على وجهه نظرة شك. "حسنًا، من الأفضل أن تستيقظ، سنواجه فريق بانثرز أولاً. باستثناء كين، فإن راميه هو الأفضل في هذه البطولة".
انتبه كين إلى الأمر، وزاد فضوله. فعلى عكس لعبة البيسبول التي لعبها في اليابان حيث كانت دراسة الأفلام حدثًا منتظمًا، بدا الأمر وكأن هذا الفريق لا يمارس مثل هذه الممارسة.
"كيف هو؟" سأل كين.
"إنه يستطيع الرمي بسرعة 93 ميلاً في الساعة ولديه قدرة رائعة على تغيير الكرة. لدي شعور بأن المباراة قد تكون بين راميين." رد المدرب وايت، لكنه لم يبدو قلقاً للغاية. في الواقع، كان الرجل ينظر إليه بنظرة ترقب.
"لا يهم، طالما أننا نستطيع تسجيل نقطة واحدة، فالمباراة لنا." ظهر ماكس من العدم، وكانت نبرته الواثقة مفاجئة لكين.
يبدو أن الرجل كان له رأي مختلف تمامًا عن كين.
"إنه على حق. كل ما نحتاجه هو الاستمرار في اللعب بنفس الطريقة التي اعتدنا عليها، والبطولة من نصيبنا". هذه المرة كان ستيف هو من تحدث، مستفيدًا من الكلمات الواثقة التي أطلقها قائده.
هز كين رأسه، وأطلق ضحكة خفيفة. لم يكن يمانع في التصويت بالثقة، لكن لم يكن هناك شيء مؤكد في لعبة البيسبول.
وفي النهاية، توجه اللاعبون إلى الملعب الثاني ووضعوا أغراضهم على مقاعد البدلاء. وكانت المباراة قد بدأت في الساعة الثامنة صباحًا، وهو ما منحهم حوالي 20 دقيقة للإحماء وبدء التدريبات.
عندما حان وقت بدء المباراة، شعر كين بغرابة بعض الشيء. فهو لم يعتد بعد على التخلي عن تقليد الانحناء الذي اعتاد عليه في اليابان.
"سيضرب المصارعون أولاً" أعلن الحكم.
جلس كين وشاهد الرامي من فريق بانثرز وهو يصعد إلى التل. كان الرجل ذا بشرة بنية وكتفين كبيرتين وبطن كبير. لقد ذكّره كين بجوستافو، الرامي الكوبي الذي قابله في كأس العالم تحت 18 عامًا.
وبينما كانا يقومان بتمارين الإحماء، تحدث ستيف بجانبه قائلاً: "هذا هو أليكس فيجا. سمعت أنه تلقى بالفعل بعض العروض الجامعية".
أومأ كين برأسه، منتبهًا إلى حركات الرجل. كانت حركاته في الرمي سريعة إلى حد ما، وكأنه ينزلق إلى الأمام بساقه الأمامية. في بعض الأحيان، قد يؤدي توقيت مثل هذا إلى إرباك الضارب، مما يمنحه وقتًا أقل للرد على الرمية.
"يبدو لائقًا." أجاب كين. ورغم أن كلماته قد تبدو متغطرسة بعض الشيء، إلا أنه لعب ضد أفضل لاعبي تحت 18 عامًا في العالم.
"حظا سعيدا نيكو."
"اذهب إلى القاعدة من أجلنا!"
توجه نيكو دانييلز، الضارب الأول لفريق جلادييتورز، نحو صندوق الضرب، وكان تعبير وجهه صامتًا. كانت عيناه تفحصان الرامي، لكن لم يكن هناك أي إشارة للتردد في نظراته، بل كان هناك فقط تصميم.
أومأ كين برأسه موافقًا. لم يكن هناك أي معنى في الخوف من هذا الرامي، فالقلق والرعب لن يؤدي إلا إلى إرهاق اللاعب وتسببه في أداء ضعيف.
"العب الكرة!"
ومع صيحات الحكام، انطلقت بعض الهتافات من المشجعين وبدأت المباراة.
سرعان ما تحول الجو إلى التوتر حيث بدا أن سلوك أليكس قد تغير بالكامل. كان تعبيره شرسًا، كما لو كان على وشك الدخول في مباراة حياة أو موت ضد خصمه.
انطلق جسده الكبير إلى الأمام، مرسلاً الكرة الأولى في اتجاه القفاز الممدود لللاعب.
باه
كان التحرك سريعًا للغاية لدرجة أن نيكو لم يكن لديه فرصة للرد في الوقت المناسب. كانت هذه ميزة سرعته القصيرة في الالتفاف، مما أدى إلى تعطيل توقيت الضارب.
"ضرب."
وهكذا جاءت الضربة الأولى بسرعة، مما تسبب في سماع بعض الهمس بين الجماهير. ولم تكن هناك شاشة تعرض سرعة الكرة، ولكن كان بوسع المتفرجين أن يروا بسهولة أنها كانت سريعة.
"رمية جميلة يا أليكس!" صاح الماسك، وأعاد الكرة إليه.
ظهرت ابتسامة صغيرة على وجه الرامي عندما تلقى الكرة. لو كان كين قريبًا بما يكفي ليرى ذلك، لكان قد شعر بالازدراء المرسوم على وجه الرجل.
باه
وصلت الكرة التالية بنفس سرعة الكرة السابقة، حيث وجدت مرة أخرى القفاز المفتوح للماسك دون أي انقطاع في مسارها.
"ضرب."
هذه المرة، تغير وجه نيكو قليلاً. كانت هذه هي المرة الثانية التي يسمح فيها للكرة بالمرور دون أن يتأرجح، مما أدى إلى تلقي ضربة سهلة أخرى. لم يكن هناك ما أزعجه أكثر من هذا، ففي النهاية، كانت وظيفته كضارب أول أن يصل إلى القاعدة.
أمسك بالمضرب بقوة واتخذ مكانه مرة أخرى، والنار ترقص في عينيه.
سخر أليكس من العرض، ولم يكن غروره مخفيًا تحت السطح. في ذهنه، لم يكن لدى اللاعب الذي لم يكن جيدًا في بطولة إقليمية أي وسيلة لضرب رمياته، وكان مجرد التفكير في هذا الأمر سخيفًا.
السبب الوحيد الذي جعله يلعب في هذه البطولة هو جذب المزيد من العروض من برامج الكلية، وإلا لما كان قد عناء الحضور.
بثقته العالية، انطلق أليكس إلى الأمام وألقى كرة سريعة أخرى، مستهدفًا خارج منطقة الضرب.