الساعة تشير إلى السادسة فجرًا.
سكون ثقيل يعم سجن "كويلامن".
حتى الهواء بدا كأنّه مُراقَب.
بانغ جالس، رأسه منكس…
صدى كلماته الأخيرة لا يزال يهتزّ في الجدران.
وفجأة…
"تْشَك..."
اهتزاز خافت في السلسلة اليسرى ليده.
أعين الكاميرات تلتمع للحظة.
تلتقط الحركة.
ثم...
"تْرررررراااااااااااااااااااااااك!!!"
انفجرت السلسلة، تطايرت الشظايا الحديدية في الهواء كأنّ شيئًا ما مزّق قوانين القوة.
يده اليمنى تحررت، تحركت ببطء، كأنها تسترجع ذاكرتها القتالية.
بانغ لم ينهض بعد…
رفع يده اليمنى نحو عنقه، السلسلة المرتبطة بعنقه بدأت ترتجف…
ثم…
"بَفففففف!!!"
اختنقت فجأة وانفجرت…
صوتها أيقظ كاميرات الأمن.
صفارات الإنذار بدأت تدوي:
"خطر! السجين رقم 10980 يتحرك. زنزانة 85. الطابق السفلي. حالة طارئة."
في مركز المراقبة…
الحراس يشاهدون شاشة تومض…
بانغ لا يزال جالسًا، لكن السلاسل تسقط تباعًا.
الحارس:
— "هل هذا... خلل في الكاميرا؟"
لكن الكاميرا لم تخطئ…
في اللحظة التالية… بانغ نهض.
"طَطَطَطَطَطَطَطَطَطَطَطَطَطَطَطَطَطَطَطَطَطَ…"
الكهرباء تنقطع فجأة.
مصابيح الطوارئ الحمراء تشتعل.
السجن صار ميدان رعب.
من داخل الزنزانة، بانغ يقف أمام القضبان…
يمدّ يديه نحوهما…
"كْركْكْكْكْررررررشششش!!!"
صوت حديد يُكسر… لا يُثنى… لا يُفكّ… بل يُكسر باليد.
القضبان تتقوّس تحت ضغط راحتيه، وتنفجر كأنها ورق ألمنيوم!
في الممر رقم 6…
حارس يسمع الضجة، يركض وهو يصيح:
— "سجين هارب! زنزانة 85—"
لكنه لم يكمل…
من خلفه، ظهر بانغ في لحظة، دون صوت.
"فْششش!!!"
ضربة واحدة بكفّه على رأسه…
توقفت كل إشارات الحياة.
سقط الحارس كدمية.
يتقدّم بانغ في الممر، خطواته بطيئة…
كأنّه يحترم الجدران التي سجنته.
حارس آخر يطل من الزاوية…
لكن بانغ اختفى من أمامه، ثم:
"بوووم!"
ركلة في الصدر، طيّرت الجسد لثلاثة أمتار، حطم الحائط.
الثالث… الرابع…
كأنّه شبح يمرّ عبرهم، لا أحد يصرخ، لا أحد يُطلق إنذارًا…
فكل من رآه، مات قبل أن ينطق!
عند الطابق العلوي…
وحدة حراس مدجّجة بالسلاح تُعلن التأهّب.
القائد يصيح:
— "أوقفوه!! بأي ثمن!!"
لكن الأبواب الخلفية تنفتح دون صوت…
وكل من التفت، رأى شيئًا واحدًا:
"عيون بانغ الحمراء…"
"كرااااااااااااااااااااااااااش!!!"
ركلة واحدة دمّرت صفًّا من الدروع، جرفت الأجساد كأنّها أوراق خريف.
الجثث تنتشر…
الدم يغمر الجدران…
الكاميرات لا تجرؤ على تسجيل المزيد.
وبعد ربع ساعة من الجنون…
السجن فارغ من الحياة.
كل من وقف، سقط.
في نهاية الرواق الأخير…
المخرج المغلق…
هناك، وقف رجل.
"إيمون."
خرج ذلك الجندي الأسطوري من ظلمة الدرج. شعره متطاير، ويده تمسك بسيف ضوئي يلمع بلون سماوي، كأنه قطعة من نيزك سماوي مخلوق للذبح.
"أنت لا تستحق الخروج، بانغ... بل تستحق أن تُدفن هنا."
بانغ ابتسم، لا سخرية، بل استهزاء خالص.
"جرب، فقط جرب."
اندلع الصراع.
في اللحظة التالية، بانغ قفز كصاعقة سوداء، وسيف إيمون انطلق في نصف دائرة، فتقطعت أضواء السقف من شدة سرعته. تلاحقت الضربات، واصطدم الفولاذ بالهوا، والجدران كانت تنهار مع كل موجة صدى.
بانغ تصدى لهجوم إيمون بقبضتيه فقط، فتكسرت العظام، لكنه لم يشعر بالألم، كأن جسده قد تخلى عن الإحساس منذ سنوات.
دوامة قتال خيالية.
قفز، لف جسده، استدار في الهواء، ثم هبط بساقه على كتف إيمون، فترنح الأخير، لكنه ابتسم وأطلق شرارة من الطاقة من سيفه، مزقت الهواء واخترقت جدارين خلف بانغ. لكنه اختفى من أمامه.
ظهر بانغ خلفه، وهمس:
"انتهى."
لكنه لم يضرب.
بل سمعوا صوتًا جديدًا.
خطوات تقترب من الظلام.
بانغ توقف، عيناه اتسعتا، وإيمون تجمد.
من بين الظلال، ظهر رجل و امراة ماركو و ميليسا ..
ماركو رفع قوسه السماوي.
"أسلوب القوس الخالد: وابل النيازك!"
انطلق من فوقه مئة سهم، متفجّر، كل سهم يُحدث دوّي انفجار صغير، يبتلع الهواء.
بانغ لم يتحرّك... ثم في لحظة:
خطوة.
كأن الريح ركضت وحدها، تحرّك جسده، لا كإنسان، بل كظلٍ أُفرج عنه من قيد لعنته.
السهام انفجرت خلفه، لكنه كان قد وصل أمام ماركو.
ضربة بالركبة - صدر ماركو ارتطم بالجدار.
ضربة بالكف - وجهه تلوّى في الهواء.
ماركو صرخ:
"أسلوب قوس الحماية: القبة الزرقاء!"
تكوّنت حوله قبة من طاقة ضوئية زرقاء... لكنه لم يكن يعلم.
بانغ كان داخله قبل أن تغلق.
انطلقت قبضته، اصطدمت بوجه ماركو.
تكسّر الحاجز.
لكن...
صوت من الخلف:
"أسلوب الجسد المنكمش: انقضاض الحمم!"
إيمون، الوجه الثالث، جسده مشعّ، يركض فوق الجدار، يهوي على بانغ من السماء بكفٍّ محمّل بطاقة تنفجر.
لكن بانغ لم يلتفت.
مدّ يده... وأمسك رأس إيمون وهو في الهواء.
كأن الزمان توقف.
إيمون صرخ: "انتظر! أنا لم—"
طَق.
صوت كسر الرقبة.
ثم حركة ثانية، كأن يد بانغ قاطعة قصّ.
رأس إيمون طار في الهواء.
سقط الجسد.
صمت.
ميليسا كانت قد ظهرت من بعيد، جسدها يبرد.
لكنها قالت بهدوءٍ قاتل:
"ماركو... أنت كنت ستموت. بانغ لم يستخدم مهارته بعد."
ثم ابتسمت...
"حان دوري الآن."