انتهى التدريب مع لوكاس كما توقع… جحيم كامل.

سقطت أكثر من مرة، وجسدي كان يتفتت من الألم، لكن داخلي صار أقوى.

وأنا أجرّ قدمي في طريق العودة إلى الغرفة، غرق عقلي في دوامة من الأسئلة.

مالذي يجعل المرء عبداً من الولاده

هل هو دم معلون ام الدم المختلط

أفكر في نفسي، في العلامة التي على صدري… ختم العالم الذي يصرخ بأنني مِلك أحدهم، مجرد أداة.

لكن سامرو…

هو طفل في عمري لكن المعرفه اللتي لديه كبيره وهو عبد من الولاده

اذا كان عبد من الولاده لماذا يبدو متحدي لهذا المكان ولماذا ليس له ذكر في انمي ون بيس هل توفي كعبد ام انه صغير جدا لان يذكر

ماهي خلفيته ؟

هل سيساعدني ؟

هل اثق فيه ، في هذا العالم الغريب ،هل هذو السبيل

تذكرت كلماته في تلك الليلة عندما وعدني بالمساعدة، وكيف قال إنني سأكون مدينًا له بدين كبير.

ما معنى الدين بالنسبه اليه

هل هو دين بين عبدين هل يوجد شي كهذا في عالم ون بيس

كلما حاولت أن أربط الخيوط، ازداد الغموض أكثر، كأن سامرو لغز لا يريد أن يُحل

وبينما كنت غارقًا في هذه الأفكار، جاء صوته البارد فجأة من خلفي:

“أنت تفكر كثيرًا.”

تجمدت في مكاني، التفت فرأيته يقف هناك في الممر، نصف شعره أحمر ونصفه أبيض، عينيه لا تعكسان أي اهتمام بما يجول في رأسي.

اقترب بخطوة واحدة وقال بنفس البرود المعتاد، بلا أي معنى خفي:

“أنت تفكر كثيرًا.”

لم يكن يقصد شيئًا… كان مجرد تعليق عابر.

لكنه كان كافيًا ليجعل كل أسئلتي تتبخر، وكأن وجوده وحده هو الجواب.

توقفت عن التفكير في كل شيء… في ماضيه، في خلفيته، في سبب عبوديته.

لا فائدة من محاولة فك لغز شخص لا يريد أن يُفهم.

بدلًا من ذلك، ركزت على كلماته القادمة.

جلس سامرو على الأرض أمامي، أسند ذراعيه إلى ركبتيه، وبدأ يتحدث بصوت هادئ، لكن نبرته كانت تحمل ثقل المعرفة.

“جين… سأخبرك الآن بما سيجعلك مختلفًا.

ما سأعلمك إياه ليس شيئًا يُتعلّم بسهولة، وليس قوة يمكن أن تراها بعينك.

إنه شيء تشعر به… شيء يوقظ حواسك إلى حد الجنون.”

أخذ نفسًا قصيرًا، ثم تابع:

“هاكي التنبؤ… أو كما يسميه البعض هاكي المانترا في بعض الأماكن، هو القدرة على استشعار ما لا تراه العين.

عندما تتقنه، ستعرف ما يفكر به خصمك قبل أن يتحرك، ستشعر بهجومه قبل أن يبدأ، وكأنك ترى لحظة من المستقبل.

لن تحتاج إلى النظر إلى ضربته… لأنك ستراها في عقلك قبل أن تأتي.”

أمال رأسه قليلًا وكأنه يختبر ردة فعلي قبل أن يكمل:

“لكن هذا ليس كل شيء. هاكي التنبؤ ليس مجرد رؤية المستقبل، بل هو استشعار الحياة نفسها .

يمكنك أن تعرف كم عدد الأشخاص حولك، قوتهم، نواياهم، حتى لو كانوا مختبئين.

تشعر بدقات قلوبهم، بتردداتهم، بخوفهم وغضبهم.”

سكت لثوانٍ، عينيه أصبحت أكثر حدة:

“هذا النوع من القوة لا يأتي إلا من تدريب قاسٍ… ومن ذهن يعرف كيف يسكت الفوضى بداخله.

أغلب العبيد هنا لن يستطيعوا حتى أن يحلموا بتعلمه.

لماذا؟ لأنهم لا يملكون الإرادة ولا الهدف.

أما أنت، يا جين… أنت مختلف.

أنت تريد الحرية، وهذا سبب كافٍ لتوقظ حواسك حتى آخر حد.”

اقترب أكثر، صوته صار أعمق، وكأنه يدخل إلى رأسي:

“عندما تتقن هاكي التنبؤ، لن يكون الخصم أمامك مجرد إنسان.

ستراه كتيار من النوايا، ستعرف أين يضرب حتى لو لم يرفع سيفه بعد.

وإذا وصلت إلى أقصى حدوده… سترى ومضات من المستقبل نفسه.

ومَن يرى المستقبل… لا يهزم بسهولة.”

جلس سامرو مستقيمًا، ابتسامته الخفيفة المعتادة ظهرت على وجهه وهو ينهي كلامه:

“هذه ستكون وسيلتك للعيش في حلبة التنين، يا جين.

إما أن تتعلم كيف تسمع دقات القلوب من حولك… أو سيتوقف قلبك أولًا.”

شعرت بقشعريرة في جسدي.

كلماته لم تكن مجرد شرح… كانت وعدًا بأن ما ينتظرني سيكون أصعب مما تصورت، لكنه الطريق الوحيد.

نظرت إليه، وقلت بصوت منخفض لكن مليء بالإصرار:

“علمني.”

ابتسم سامرو، وهذه المرة ابتسامته بدت أوسع بقليل:

“سنبدأ من الآن.”

مدّ سامرو يده الصغيرة نحوي، وفي قبضته كان هناك قناع أسود للعينين .

رمقني بنظرته الباردة وقال:

“ارتديه.”

ترددت لحظة، لكنني أخذته ووضعت القناع على عينيّ.

في لحظة، ابتلعني الظلام.

لم يكن ظلامًا عاديًا، بل ظلامًا حاتمًا ، ثقيلًا، يخنق حواسي.

لا يوجد ضوء، لا يوجد شكل، فقط فراغ كامل.

سمعت صوته قريبًا مني، صوته هادئ لكن حاد كالسيف:

“اعتد عليه، جين. في هذا الشهر… ستكون أنت والظلام واحدًا.

ستتعلم أن تعيش بلا عينيك.

بعد كل تدريب مع لوكاس، ستأتي إليّ، وستتعلم كيف تعتمد على باقي حواسك.

ستتعلم أن تسمع حتى أدق دقات القلب… أن تشعر بروح الآخرين حتى لو لم يقتربوا منك.”

توقفت أنفاسي لثوانٍ، وكنت على وشك الكلام، لكن فجأة—

صوت صفير هواء .

تلاه ألم حاد انفجر في رأسي .

صرخت من شدة الألم:

“اللـعـنـة عليك!”

ضحكة قصيرة، ساخرة، خرجت من سامرو.

ضحكة لم تكن ضحكة طفل، بل ضحكة شخص يستمتع بدفعك إلى حافة الموت.

قال بصوت مملوء بالسخرية والبرود:

“الظلام سيحاول ابتلاعك، جين. وإذا لم تتعلم كيف تسمع ما لا يُسمع، كيف تشعر بما لا يُرى… ستموت قبل أن تصل حتى إلى الحلبة.”

ثم أضاف وهو يقترب مني بخطوات خفيفة بالكاد أسمعها:

“ابتعد عن التفكير… واتبع إحساسك.

اعتبرني من الآن… معلمك.

وتذكّر… كل ضربة لا تتفاداها ستقتلك.”

وقبل أن أرد، شعرت بحركة سريعة قادمة من اتجاهه—

صفعة أخرى ضربت وجهي وأسقطتني على الأرض.

في الظلام، سمعت صوته يهمس بسعادة شيطانية:

“لن أنام الليلة حتى تبدأ بسماع خطواتي.”

سقطت على الأرض، يدي تحاول الإمساك بأي شيء، لكن الظلام لم يترك لي سوى الألم.

سمعت وقع خطواته، خفيفة، متقطعة، كأنها تتلاعب بي.

حاولت أن أحدد مصدر الصوت، لكن كل خطوة كانت تتلاشى قبل أن أصل إليها.

صوت صفير جديد، شعرت به قبل أن يصل، لكن ليس بسرعة كافية—

ضربة قوية في كتفي جعلتني أصرخ:

“آاااه!”

ضحك سامرو ضحكة قصيرة:

“أنت ما زلت أعمى حتى بروحك.”

صرخ وهو يتحرك حولي:

“ركز! لا تعتمد على عينيك التي لا ترى، اعتمد على جسدك!

استمع! اشعر بالأرض تحت قدميك!

هناك ذبذبات، هناك هواء يتحرك، هناك أصوات صغيرة يخبرك كل منها بمكان عدوك!”

نهضت ببطء، قبضتي ترتجف، أذناي تلتقطان كل صوت، كل حركة، كل نفَس.

بدأت أسمع أنفاسه، كانت خفيفة لكنها موجودة.

سمعت قلبه؟ لا… لم أصل بعد.

لكني شعرت بالهواء يتحرك من يساري.

التفت بسرعة، انحنيت للخلف—

مرت الضربة فوق رأسي.

ابتسمت رغم الألم:

“شعرت بها!”

رد سامرو ببرود:

“متأخر جدًا.”

ركلني في بطني فسقطت مرة أخرى على الأرض.

تنفست بصعوبة، لكن بدأت أستوعب.

كل صوت، كل حركة، كل ذرة هواء لها معنى.

الظلام لم يعد عدوًا كاملًا… بل معلّمًا قاسيًا.

بعد عشرات الضربات، بعد صراخي وسقوطي مرارًا، بدأت أخيرًا أتفادى بعض الهجمات.

مرة من اليسار، مرة من الخلف، مرة من الأمام.

جسدي كان يتصرف قبل أن أعطيه أمرًا.

وفي لحظة، سمعت شيئًا مختلفًا… صوت قلبه.

نبضة واحدة، قوية، كانت كافية لأحدد مكانه قبل أن يضرب.

تحركت خطوة للخلف وتفاديت هجومه لأول مرة دون أن يلمسني.

توقفت الضربات.

سكت سامرو للحظة، ثم قال بصوت هادئ لكن فيه شيء من الرضا:

“أول خطوة… جيدة.”

خلعت القناع للحظة، كنت أتنفس بصعوبة، العرق يغطي وجهي بالكامل، لكن داخلي كان يشعر بالفخر.

قال سامرو وهو يدير ظهره:

“تذكر، جين… هذا مجرد بداية.

ستتعلم كيف تسمع أدق دقات القلب، كيف تشعر بروح خصمك حتى لو لم يتحرك.

وفي النهاية، ستتعلم أن ترى في الظلام أفضل من أي شخص يبصر بعينيه.”

نظر إليّ من فوق كتفه بابتسامة صغيرة، تلك الابتسامة المزعجة التي تحمل ألف معنى:

“غدًا… سنجعل الظلام صديقك الحقيقي.”

في صباح اليوم التالي، عدت إلى ساحة التدريب مع لوكاس.

جسدي كان ما يزال متألمًا من ليلة أمس مع سامرو، لكن روحي كانت مشتعلة بعزيمة غريبة.

وقبل أن يبدأ التدريب، رآني لوكاس وأنا أربط القماش الأسود على عينيّ.

رفع حاجبه وقال بصوت مستغرب:

“ما الذي تفعله يا جين؟ لماذا تغطي عينيك؟”

أخذت نفسًا عميقًا وأجبته بثبات:

“للنجاة.”

توقف للحظة، نظر إليّ وكأنه يقيم عقلي، ثم ابتسم ابتسامة خفيفة نادرة:

“حسنًا… لنرى إن كنت ستنجو بالفعل.”

لم ينتظر أكثر من ذلك، انقضّ عليّ بهجوم سريع، سيفه الخشبي يصفر في الهواء.

لم أرَ شيئًا، لكني شعرت بتيار الهواء يتحرك من يساري، حاولت الانحناء—

ضربة قوية في كتفي أسقطتني أرضًا.

“قف!” صرخ لوكاس.

نهضت وأنا أتنفس بصعوبة، قبضتي تتمسك بالسيف.

مرّ اليوم الأول كله هكذا: سقوط، ضربات، صراخ.

لكنني لم أتراجع.

وفي كل مرة أسقط فيها، كانت حواسي تستيقظ أكثر.

بدأت أسمع حركته بوضوح أكبر، أستشعر نواياه قبل أن ينقضّ.

في اليوم الثالث، بدأت أتفادى بعض ضرباته.

في اليوم الخامس، صرت أصدّ هجماته القوية وأردّ عليه بواحدة أو اثنتين.

كان لوكاس يبتسم في كل مرة أتحسن فيها، لكنه لا يخفف من ضرباته أبدًا.

قال في أحد الأيام بعد أن نجحت في تفادي هجومه المباغت:

“أنت تتحسن بسرعة غير طبيعية ياجين

ما الذي تغيّر فيك؟”

لم أجب.

فقط شددت قبضتي على السيف وابتسمت ابتسامة صغيرة تحت القماش.

استمر التدريب أسبوعًا بعد أسبوع، والظلام لم يعد عدوًا لي.

بدأت أسمع خطواته بوضوح، أنفاسه، حتى اهتزاز الأرض تحت قدميه.

كنت أشعر به قبل أن يهجم، وأحيانًا… كنت أتحرك قبل أن يرفع سيفه.

وفي نهاية أحد الأيام، بعد قتال طويل، وقف لوكاس ينظر إليّ وهو يمسح العرق عن جبينه وقال:

“جين جيد هذا ليس مجرد تدريب. أنت تصنع نجاتك "

ابتسمت رغم الألم، ولم أقل شيئًا.

ومع مرور الأيام، لم يعد تغطية عينيّ تدريبًا فقط… بل أصبحت الطريقه تجعلني هادىء .

2025/08/02 · 19 مشاهدة · 1452 كلمة
m6
نادي الروايات - 2025