دخلت الغرفة المظلمة الثقيلة بالهيبة، وكأن الهواء نفسه كان يرفض أن يُستنشق هنا.

كانت الأرضية من رخام أسود لامع يعكس أي خطوة بخوف، والجدران تحمل لوحات لتنانين متشابكة بعيون حمراء متوهجة.

في وسط الغرفة، وقف شامروك فيجرلاند ، بهيبته التي تحمل برودة لا مبالاة.

لكن خلفه، كان هناك رجل آخر… يجلس بهدوء في مكتبه ، شعره أبيض ناصع، بشرته شاحبة، وعيناه مخفية جزئيًا تحت ظلال إضاءة خافتة.

رغم أنه لم يتحرك، شعرت برعب يتسلل إلى قلبي.

كان يتحدث مع شامروك بصوت منخفض لا أسمعه، لكن فجأة…

التفتت نظراته نحوي.

تجمدت في مكاني.

شعرت وكأن الموت نفسه ينظر إليّ.

لم تكن نظرة بشرية، بل كانت قوة خفية تمزق روحي من الداخل.

ارتعشت يداي، حاولت أن أمسك نفسي، لكن جسدي خانني.

حولت نظري بسرعة إلى لوكاس…

رأيته واقفًا بثبات، لكنه لم يكن ثابتًا تمامًا.

كانت يداه، تلك التي لطالما كانت صلبة كسيف، ترتعش بخفة لا يلاحظها أحد غيري.

انحنى لوكاس ببطء وقال بصوت منخفض مليء بالاحترام والخوف:

“سيدي شامروك… سيدي أرترو.”

ارترو اذا هذا هو اسمه

في اللحظة التي سمعت فيها الاسم، شعرت بشيء غير مرئي يجبرني على الانحناء.

قوة، ليست جسدية، بل روحية، كأنها أمر ملكي صادر من قلبه مباشرة إلى أعماقي.

كل ذرة في جسدي صارت تريد الخضوع.

اللعنه ماهي هذي القوه ؟

حاولت المقاومة، شددت على أسناني، قلبي ينبض بعنف.

لكن الضغط كان ساحقًا، كأن ملكًا حقيقيًا يقف أمامي، ملكًا لا يقبل العصيان.

هو يجبرني على الركوع هو يجبرني على الطاعه

في داخلي، صرخت:

لا لن اخضع!

قوة مكبوتة في داخلي، لم أشعر بها من قبل، بدأت تتحرك.

شرارة انطلقت في صدري، اهتزاز خفيف في الهواء حولي.

كانت إرادةً لا أستطيع وصفها، إرادة تريد أن تنفجر.

رأيت عينيه تتغير للحظة، كأن شيئًا أثار اهتمامه.

ابتسم بخفة، نظرة تسلية باردة، وكأنه يراقب لعبة صغيرة.

هل شعر بما داخلي

ارتفعت القوة المكبوتة داخلي أكثر، شعرت وكأنها تريد أن تتحول إلى زئير يجبر الجميع على النظر إليّ.

لكنني… أوقفتها .

لا يجب ان تخرج الان لا يجب ان يعرف

سيكون موتي ان خرجت

استسلمت أخيرًا، جسدي انحنى رغمًا عني.

حينها سمعت صوته، صوت بارد يحمل ضحكة خفيفة:

“هل كان ذلك مجرد تخيل منك؟”

ضحكته لم تكن عالية، لكنها اخترقت قلبي.

كانت ضحكة ملك يتسلى بلعبة جديدة … وأنا اللعبة.

رفع رأسه قليلًا، نظراته تثبت في عيني وكأنه يقرأ أفكاري كلها، وقال ببرود متسلٍ:

“أنت… لست عبدًا عاديًا.”

ارتجف جسدي من كلماته.

لقد شعر بها لقد شعر بها

وبابتسامة باردة لا تحمل أي عاطفة سوى السخرية، أضاف:

“ممتع… ممتع جدًا.”

في داخلي، كان الخوف يتصارع مع الغضب.

انه خطير انه خطير جداً

ارترو ليس مجرد نبيل من التنانين السماوية، إنه وحش بشري.

لقد شعر بهاكي الملكي وهو يستيقظ بداخلي، ومع ذلك لم يظهر خوفًا… بل ضحك .

نظرت إلى شعره الأبيض المتوهج تحت الضوء الخافت، كأنه انعكاس للبرود المطلق.

ثم التفت نحو شامروك وسأله بصوت متساهل، وكأننا في حفلة وليس في غرفة يسكنها الموت:

“أهذه هي ألعابك للحفل؟”

أجاب شامروك ببروده المعتاد، صوته بلا عاطفة:

“نعم. سيكون هذا، واللعبة الأخرى منك كما اتفقنا… عمي.”

“عمي؟”

تجمدت في مكاني.

اذن هذا هو عم شامروك وعم شانكس ايضاً ؟

غلي الدم في عروقي، ليس من الغضب بل من الصدمة.

لم يذكر شيء كهذا في حبكه ون بيس اللعنه على ون بيس واللعنه على الحبكه

نظرت إلى ارترو مجددًا، وعقلي يصرخ:

هذا اقوى شخص رايته في حياتي

حاولت التماسك، لكن مجرد الوقوف أمامه كان أشبه بمحاولة البقاء واقفًا وسط عاصفة لا ترحم.

يجب ان اتمالك نفسي الى ان اهرب من هنا

لكن فجأة، كسر ارترو صمته بضحكة باردة:

“ما اسمك يا أيها العبد؟”

ارتجفت الكلمات في حلقي، لكنني أجبت بثبات قدر المستطاع:

“جين.”

ابتسم ارترو بخبث وقال:

“حسنًا، يا جين… ستكون لديك مكافأة إن انتصرت في حلبة التنين.”

شعرت بوميض أمل صغير، فسألته بسرعة:

“مكافأة؟ ما هي؟”

ضحك ضحكة قصيرة وكأن الجواب لا يعني له شيئًا وقال:

“فاكهة شيطان.”

توسعت عيناي من الدهشة، لكن سرعان ما أكمل بنبرة ماكرة:

“ولكن… هناك شرط إضافي .”

شدّدت قبضتي وسألته:

“ما هو الشرط؟”

أجاب بابتسامة تحمل نكهة التحدي:

“قبل اليوم الأول، عليك أن تطلب حق التحدي .

وحق التحدي يعني أمرًا بسيطًا للغاية…”

اقترب ببطء، وكلماته تنزل بثقل على مسامعي:

“سترتدي درعًا تقليديًا قديمًا في المعركة.”

نظرت إليه باستغراب، لم أفهم مغزى الأمر.

درع فقط ما هي المشكله

أومأت ببطء وقلت:

“درع؟ هذا كل شيء؟”

ابتسم ابتسامة عريضة، تلك الابتسامة التي جعلت قلبي ينقبض، وقال ببرود قاطع:

“في انتظار الغد… يا من سيجعل هذه اللعبة ممتعة.”

شعرت بأن شيئًا في هذه الابتسامة يخفي كارثة.

درع بسيط لا يمكن ان يكون كذالك

حينها أدركت أن ارترو لم يعرض هذا التحدي إلا لأنه يعلم أنه فخ قاتل .

الفصل السابع والعشرون: طلب حق التحدي

الضوضاء القادمة من داخل حلبة التنين كانت أشبه بزئير وحش ضخم ينتظر ضحاياه.

وقفت أمام المدخل المخصص لي، واحد من بين ثمانية وثلاثين مدخلًا ، كل واحد منها سيبتلع عبدًا مختلفًا.

على كل بوابة، كان يقف حارس مجهز، لكن أمامي كان يقف رجل ببدلة بيضاء مميزة وقناع يغطي ملامحه.

عميل من السي بي زيرو.

وجوده لم يفاجئني، فحيثما يتواجد التنانين السماوية، يتواجد هؤلاء لحمايتهم.

لكن نظراته الباردة جعلتني أدرك أن سبب وجوده اليوم ليس الحماية… بل تنظيم اللعبة لضمان متعتهم.

اقترب مني خطوة، نظر إليّ من خلف قناعه، وكأنه يزن حياتي بثوانٍ قليلة، ثم قال ببرود:

“تقدّم.”

لم أتحدث. سرت بخطوات ثابتة إلى أن وقفت أمامه مباشرة.

مسحني بنظره الأخيرة، ثم قال بصوت جامد:

“افتحوا البوابة.”

انفتح الباب خلفه ببطء، صوت المعدن وهو ينزلق كان أشبه بصرير قبر يُفتح.

لكن قبل أن أخطو إلى الداخل، أشار إلى الجانب الأيسر حيث صف طويل من الأسلحة المختلفة، موضوعة بعناية على حوامل معدنية.

قال:

“لديك الحق في اختيار سلاح واحد فقط.

اختر بحكمة، لأنك لن تحصل على غيره.”

نظرت إلى الأسلحة.

رماح طويلة، فؤوس ثقيلة، مطارق ضخمة، سكاكين، وحتى أقواس.

كل سلاح كان ينادي باسمه، لكن قلبي كان يعرف الجواب مسبقًا.

مددت يدي وأمسكت سيفًا متوسط الطول، متوازن الوزن، مناسب للسرعة والدقة.

السيف هو السلاح الوحيد اللذي يتاقلم مع كل الاوضاع وهو السلاح الوحيد اللذي اثق فيه

استدرت استعدادًا للدخول، لكن قبل أن أخطو، وقفت في مكاني وقلت بصوت ثابت:

“أريد أن أطلب حق التحدي .”

تجمد المكان للحظة.

حتى الهواء بدا وكأنه توقف.

رفع العميل المقنع رأسه نحوي ببطء، وكأنه يتأكد مما سمعه.

“…حق التحدي؟”

كان في صوته ذرة استغراب، ربما دهشة خفية.

نظر إليّ طويلاً ثم قال ببطء:

“أأنت متأكد؟”

أومأت برأسي دون تردد.

لا رجعه الان

وقف لحظة صامتًا، وكأن شيئًا في طلبي جعله يتواصل عبر دن دن موشي داخلي.

ثم أطلق ضحكة قصيرة، لكنها لم تكن ساخرة، بل أشبه بضحكة شخص يعلم أن شيئًا مثيرًا سيحدث.

قال أخيرًا:

“حسنًا… سيتم تفعيل حق التحدي .”

ابتعد خطوة للخلف، ثم أضاف بنبرة خافتة كأنه يتحدث إلى نفسه:

“سيكون الأمر ممتعًا حقًا هذه المرة.”

أشار بيده نحو الباب المفتوح وقال:

“ادخل الآن، يا من اختار الموت بيده.”

أمسكت السيف بقوة، تقدمت إلى الداخل، وعند كل خطوة شعرت بثقل أكبر على كتفي.

درع تقليدي قديم

فاكهه شيطان

ارترو

في تلك اللحظة، أدركت أنني لم أعد مجرد عبد في لعبة النبلاء.

لقد أصبحت جزءًا من رهان ملكي … رهان على حياتي.

بينما كنت أمسك سيفي بثبات، عاد عميل السي بي زيرو وهو يحمل شيئًا مغطى بقماش أسود.

وقف أمامي، أزال الغطاء ببطء، ليكشف عن درع تقليدي قديم .

كان الدرع بلون رمادي داكن، تتخلله شقوق خفيفة كأنها آثار معارك قديمة.

على صدره نُقش تنين ملتف ، عيونه محفورة بحدة توحي بالحياة.

رغم قدمه، كان الدرع صلبًا بشكل مريب، كأنه يحمل في داخله سرًّا مظلمًا.

قال العميل بصوت خافت يخفي شيئًا:

“ارتدِ هذا الدرع.”

لم أسأله عن السبب، فقط نظرت إلى الدرع وابتسمت بسخرية:

اذن هذا هو اختبار ارترو

ارتديته قطعة قطعة، شعرت بثقله على جسدي، كأنه يريد أن يجرّني نحو الأرض.

وزنه لم يكن عاديًا، لكنه لم يكن مستحيلًا أيضًا.

كل حركة به كانت تذكيرًا بأن كل ثانية في القتال ستستهلك قوتي بسرعة.

بعد أن انتهيت من تثبيته، نظر السي بي زيرو إليّ وكأنه يقيم مظهري الجديد.

ثم قال ببرود متسلٍّ:

“…جميل. التنانين السماوية سيحبون هذا المشهد.”

أشار بيده إلى الأمام وأضاف:

“تقدّم.”

توجهت نحو البوابة الثانية، الباب الذي يفصلني عن الجحيم المقنّع باسم “اللعبة”.

مع كل خطوة، كان صوت درعي يصدر رنينًا معدنيًا يعلن وجودي.

انفتح الباب ببطء، صوت احتكاكه بالمعدن يُشبه صرير وحش يبتسم قبل أن يلتهمك.

حين تجاوزت العتبة، اندفع ضوء الشمس بقوة ، وأعمى بصري للحظة.

وعندما اعتادت عيناي على الضوء، رأيت ما أمامي:

غابة عملاقة.

أشجارها ترتفع إلى السماء، جذوعها سميكة كالأعمدة الحجرية، أوراقها تحجب الشمس إلا عن خيوط صغيرة تتسلل بين الأغصان.

الضباب يتسلل بين الأشجار، والأصوات القادمة من عمق الغابة كانت مزيجًا بين حفيف الأوراق وزئير حيوانات مجهولة.

حاولت أن أرى النهاية، لكن لم يكن هناك نهاية.

الغابة بدت وكأنها عالم آخر بالكامل ، عالم لا يرحم الضعفاء.

ابتسمت ببرود وقلت لنفسي:

“ها قد بدأت الجنة … بداية طريق النجاة أو الموت.”

ثم خطوت إلى الداخل، ومع كل خطوة داخل الظلال، شعرت بأن الغابة نفسها تراقبني.

ثلاث ايام فقط

ثلاث ايام لابقى حي

بينما كنت أخطو في أعماق الغابة، صوت مفاجئ دوى في كل الأرجاء ، كأن السماء نفسها تتحدث.

كان الصوت قويًا، عميقًا، يخترق الأشجار ويصل إلى العظام.

تجمدت في مكاني، كل شعرة في جسدي انتصبت، أعرف هذا الصوت…

ارترو.

قال بصوت يحمل سيادة مطلقة:

“أيها التنانين السماوية… اليوم ستكون اللعبة مختلفة.”

توقفت أنفاسي.

“ماذا

يقصد؟”

أكمل بصوت كأنه يستمتع بكل حرف:

“هل تعلمون السبب؟

لأن هناك عبدًا صغيرًا… مسكينًا… يجرؤ على تحدي عبيدكم جميعًا.”

شعرت بالدم يغلي في عروقي، قبضتي تشد على السيف.

ايها الحقير

صوته تابع، أكثر إثارة هذه المرة:

“هناك من يريد أن يصبح ملك العبيد …

هناك من يتحدى تقاليدكم!

هناك من يريد أن تستمتعوا أكثر من أي وقت مضى!”

ثم صاح باسم جعل الغابة كلها ترتجف:

“عبد يدعى جين … من عبيد فيجرلاند… طلب حق التحدي!”

فجأة ، ارتج المكان بصوت صراخ جماعي بعيد.

صراخ ليس من بشر عاديين، بل صراخ التنانين السماوية أنفسهم.

أغمضت عيني، وحاولت التركيز بالهاكي.

أردت أن أفهم ما هو هذا الصراخ:

غضب؟ لا.

سعادة؟ لا.

ما هذا الشعور؟

ثم فهمت.

إثارة… نشوة…

إنهم في قمة الحماس، كأنهم يشاهدون أفضل مسرحية دموية في حياتهم.

ارترو تابع الحديث، وكلماته كانت خناجر في صدري:

“أيها العبيد، اليوم ستتغير القوانين!

لن تكون النجاة فقط لمن يبقى حتى النهاية.”

تجمدت.

"ماذا هنالك طريقه اخرى "

ضحك بصوت بارد وقال:

“سيكون هناك طريقتان للنجاة .

الأولى، البقاء حيًا حتى النهاية كما جرت العادة.

أما الثانية…”

حبست أنفاسي.

"هي قتل صاحب درع التنين"

توقف قلبي للحظة.

"قتل صاحب درع التنين ؟يعني انا "

صرخت بداخلي، الغضب واليأس يتصارعان داخلي:

اللعنه عليكم !

اللعنه عليكم ايتها التنانين ،لا انتم سحالي

اللعنه عليك انت يا ارترو

اللعنه على ون بيس

كل عبد في هذه الغابة الآن…

سيطاردني.

لقد جعلتني الهدف

الغابة سكتت لوهلة، ثم بدأ الصيد.

2025/08/02 · 19 مشاهدة · 1714 كلمة
m6
نادي الروايات - 2025