انكمشت بين جذوع الأشجار العملاقة، ألهث بهدوء حتى لا يسمعني أحد.

ظلال الغابة تحيط بي من كل جانب، والهدوء الذي يفترض أن يكون أمانًا، أصبح اليوم فخًا ينتظر لحظة كشفه.

التغير ، هذا التغير سيغير كل شي

كنت أضع خطة بسيطة: التخفي حتى النهاية .

لكن الآن؟ أنا الهدف.

كل عبد في هذه الغابة سيراني تذكرة ذهبية للنجاة .

اللعنه هذا سيجعل الصيد اسهل

سمعت فجأة ضجيجًا بعيدًا ، أصوات خطوات، صرخات، وصوت تنانين سماوية تصرخ بفرح من فوق السحاب.

القتال قد بدأ.

الدماء الأولى قد سُفكت.

ثم، دوّى صوت مرتفع وبارد من الدن دن موشي المعلق في مكان ما داخل الغابة:

“تبقى… ستة وثلاثون .”

صوت ارترو كان مختلفًا هذه المرة.

هادئ، لكنه يحمل رعبًا خفيًا يجمد الدم في العروق.

“هذا

الصوت

هذا الصوت ليس صوت انسان صوت ملك الموت يحكم بالموت

مرة أخرى، قال ببرود:

“تبقى… ستة وثلاثون .”

ابتلعت ريقي.

اثنان ماتو

الامر اسرع من ما توقع

أخذت نفسًا عميقًا، ثم فكرت:

يوم الجنه هذا اليوم هو فرصتي لتصفيه الاعداد بسرعه

“لكن

ارترو لم يترك الأمور بسيطة.

صوته عاد يخترق الغابة:

“في يوم الجنة، الغابة لكم… اختبئوا، اقتلوا، افعلوا ما شئتم.”

سكت للحظة، ثم أكمل بصوت أكثر قسوة:

“أما يوم الجحيم… فسنحرق الغابة.

ستُجبرون جميعًا على الذهاب إلى المنتصف.

ستكونون مكشوفين.

سيكون الدم أنهارًا.”

شعرت بالقشعريرة تسري في جسدي.

حرق الغابه ؟

"اذن حرق الغابه لن يكون هنالك مكان للاختباء"

ساجبر على القتال ضد الجميه

ضغطت على سيفي، أنفاسي أصبحت أكثر هدوءًا.

لا خيار لدي الا ان اجعل العدد اقل في يوم الجحيم

يجب ان اكون الصياد ليس الفريسه لكن كيف

رفعت رأسي نحو السماء، وقلت في داخلي:

“ارترو اللعنه عليك

.

ابتسمت ابتسامة خفيفة، وراودتني فكرة تسللت إلى ذهني بسرعة.

حساباتي كانت دقيقة، فقد دخلنا الحلبة في منتصف الظهر، ويوم الجنة سينتهي عند ذات التوقيت بعد غدٍ.

كان لا بد لي أن أكون أول من يصل إلى المنتصف قبل بدء يوم الجحيم، كي أتمكن من تنفيذ خطتي.

لكنني أدركت أن البحث عن الأدوات اللازمة سيأخذ وقتًا كبيرًا، وربما يعرقلني في البداية.

رغم ذلك، لم أُفقد الأمل، فقد كانت هذه الخطة قادرة على تقليل عدد المنافسين إلى النصف تقريبًا، وهو ما سيمنحني فرصة أفضل للبقاء على قيد الحياة.

ابتسمت مجددًا، وبدأت أتقدم في الظلال، أحمل هذه الفكرة معي كسر مخفي في جعبتي.

كنت أتقدم نحو منتصف الحلبة بحذر شديد، خطواتي خفيفة تكاد لا تلامس الأرض، هاكي التنبوء يوجهني بين الأشجار المترامية.

فجأة، شعرت بوجود شخص قريب ، حضور ثقيل يكاد يخترق صدري.

تبا

اختبأت بسرعة خلف جذع شجرة سميك، حابستًا أنفاسي.

من بين الظلال رأيته يمر، لم يكن يدري بوجودي.

انتظرت اللحظة المناسبة، لحظة يكون فيها ظهره مكشوفًا بالكامل.

أخرجت السيف ببطء، حتى صوت المعدن كان كفيلًا بكشف أمري لو لم أتحكم فيه.

خطوت خطوة للأمام… أخرى… ثم انطلقت نحوه بكل ما لدي.

لكن قبل أن ينغرس سيفي في جسده، ترددت.

هل استطيع قتل انسان

جوهر القتال هو قتل الانسان

لم اقتل من قبل ، هل استطيع فعلها

هذا التردد اللعين أنقذه؛ استدار بسرعة، صد ضربتي بقوة.

رأيت الخوف في عينيه للحظة، لكنه سرعان ما تحول إلى جشع عندما لمح الدرع على صدري.

ابتسم ابتسامة مليئة بالشر.

أغمضت عيني لجزء من الثانية، استحضرت صوت سامرو في ذهني، طريقته الباردة في تعليمي:

كرر اسمك عندما تترد

كرر اسمك عند الخوف

كرر اسمك عند الضياع

كروساو دي جين… كروساو دي جين… كروساو دي جين.

ترديد الاسم أشعل شيئًا بداخلي.

ذكرني بوضعي، بعبوديتي، بحقيقتي التي لا مهرب منها.

انا عبد لست من هذا العالم

انا من حكم عليه بالاعدام

انا عبد ميت فهل قتل شخص او مئه شخص سيغير شي

فتحت عيني، وهاكي التنبوء بدأ يرسم مسار هجماته في ذهني.

سيفه لوح أمامي، تفاديته بخطوة جانبية، ثم صدت الضربة التالية.

لكن الصدمة أن قوته كانت أكبر مما توقعت؛ الضربة جعلتني أسقط على الأرض.

نظرت إليه من الأسفل، رأيت ابتسامة المنتصر على وجهه.

كان أصلع الرأس، ذا بشرة سوداء، بنيته قوية وذراعاه كأنهما مطرقة حديدية.

"اللعنه عليك لن اموت اللعنه"

نزل بسيفه نحوي محاولًا إنهاء حياتي، لكني تفاديته بمهارة لم أتوقعها من نفسي.

وبحركة غريزية، لوحت بسيفي من الأسفل لأعلى، قاطعًا رجله دون تردد هذه المرة.

صوت ارتطام الحديد باللحم اخترق الغابة، تلاه تدفق دماء ساخنة على الأرض.

صرخ صرخة مدوية، لكنها لم تكتمل؛ انقضضت عليه بسرعة، وضعت سيفي على عنقه، وقطعته بضربة واحدة.

سقط رأسه على الأرض، والدماء شكلت بركة تحت جسده.

الهدوء عاد، لكنه كان هدوءًا ملوثًا برائحة الموت.

"حتى الصراخ هنا له ثمن"

"لا يجب ان يكتشف احد وجودي"

مسحت الدماء عن سيفي، نظرت لجثته للحظة، ثم أكملت طريقي نحو المنتصف، أكثر برودة مما كنت قبل قليل.

فكرت باسمي

كروساو دي جين

العبد اللذي ليس له خيار

لقد سقط اول شخص في يدي وليس الاخير

“تبقى… أربعة وثلاثون .”

صوت ارترو انطلق من الدن دن موشي في السماء، صدى بارد يذكرني بأن الموت يحوم حولي.

لكن شعوري الداخلي كان أعمق من مجرد رقم جديد.

هاكي التنبوء ينبض في أعماقي… يحذرني.

شخص ما يترصدني

بدأت بالمشي ببطء، كل عضلة في جسدي مشدودة، مستعد لكل حركة مباغتة.

أعرف أنه هناك، ينتظر لحظة ضعفي، لكنني انتظرت أكثر… حتى يكون تحركه واضحًا.

وفي اللحظة التي شعرت فيها بانقضاضه، سحبت سيفي بسرعة البرق، ووجهته للأعلى حيث جسده معلق في الهواء، عاجز عن الدفاع.

دفعته نحو عنقه بضربة قاتلة…

لكن لم أشعر باختراق اللحم.

بدلًا من ذلك، سمعت صوتًا غريبًا، كأن مرآة تحطمت.

جسده تفتت إلى قطع من الزجاج المتطاير، ثم اختفى.

“ما

هذا؟”

قبل أن أفكر، غريزتي صرخت مرة أخرى، انحرفت بجسدي للخلف، وفي اللحظة ذاتها اخترق هجومه المكان الذي كنت أقف فيه.

قفزت بعيدًا، وسيفي في وضع الاستعداد، وعيناي تراقبان الشكل الذي بدأ يتجمع من شظايا المرايا المتطايرة.

أمام عيني تشكل جسده مجددًا.

كان طويل القامة، أشقر الشعر، بشرته بيضاء، وجسده نحيف لكن مهيب.

لا يرتدي أي درع، كأنه يسخر من كل قواعد البقاء في هذه الحلبة.

رأيت على جسده وشم التنانين السماوية ، وتحت ذراعه وشم آخر لا يقل رعبًا: عائلة دونكيهوتي.

اللعنه

فهمت مقصد ارترو عندما حذرني

هذا ليس عبدًا عاديًا…

إنه سلاح حي صنعته التنانين السماوية.

ابتسم الرجل ابتسامة باردة وقال بصوت مليء بالثقة:

“أنت صاحب درع التنين… رائع. سأستمتع بكسر لعبتهم اليوم.”

أدركت حينها الحقيقة المروعة:

فاكهه شيطان لوغيا

حطام المرايا المتطايرة حوله، الجسد الذي يعيد تشكيل نفسه من الشظايا…

من المجنون اللذي يعطي عبد فاكهه لوجيا

تصلبت أصابعي على سيفي، وهاكيي ينبض بعنف.

أمام هذا الوحش، كل تردد يعني الموت.

المعركة بدأت للتو.

احتمالية انتصاري أمام مستخدم لوغيا؟

صفر.

كل ما تعلمته في الشهر الماضي، كل ما عشته من قتال حتى الآن، لا يعني شيئًا أمام قوة كهذه.

اللعنه اليست هنالك قوانين تمنع مستخدمي فاكهه الشيطان

“أين

العدالة

في

هذا؟”

لا يوجد عدل هنا.

في هذه الحلبة، القوة وحدها هي القانون.

عقلي يبحث عن حل… لكن لا أرى سوى طريق واحد:

الهروب.

نظرت إلى العبد أمامي، ذلك الكائن الذي أعيد تشكيله من شظايا المرايا.

قال بصوت بارد مليء بالثقة:

“ظننتك أقوى من ذلك… أنت الجائزة النهائية.”

رفعت رأسي بابتسامة ساخرة، وأجبت:

“الجائزة النهائية؟ لا تعتقد أنك ستكون قادرًا على قتلي بسهولة.

أتدري ماذا سأفعل؟”

تغيرت ملامحه للحظة، لكني أكملت:

“سأجعلك تندم على مطاردتي.”

ابتسم… ثم انفجر ضاحكًا، ضحكة مجنونة تتردد بين الأشجار، كأنها تكسر صمت الغابة.

ضحك طويل، ممتد، مخيف.

لم أنتظر نهاية ضحكته.

ركضت.

ركضت بكل ما أملك من قوة، خطواتي تمزق الأرض، أنفاسي تتلاحق، هاكيي ينبض يرشدني إلى أقرب طريق للهروب.

بينما هو ما زال غارقًا في ضحكاته الجنونية، لم يدرك أنني تحولت إلى ظل بعيد بين الأشجار.

مع كل خطوة، يتأكد قلبي أن هذه المواجهة لم تنتهِ بعد.

“اللعنة عليكم يا أيها التنانين السماوية…”

همست بالكلمات بينما أواصل الركض بين أشجار الغابة الكثيفة، أنفاسي تتسارع، وقلبي يكاد ينفجر من التفكير قبل الجهد.

فكر يا جين فكر

الخطة التي أعددتها ستقتل عددًا كبيرًا منهم، لكنها ستترك الأقوى حيًا.

ومع وجود مستخدم لوغيا، لن يكون لي أي فرصة.

تذكرت كلمات لوكاس:

هنا كل شيء متاح حتى اللعب بفرصك

بدأت أرتب أفكاري بسرعة:

فواكه الزون والبراميسيا يمكنني مواجهتها… لدي فرصة، ولو صغيرة.

لكن اللوجيا؟ لا، هذا مستحيل بدون قوة مضادة.

“عائلة

دونكيهوتي

اسمهم وحده جلب الرعب في قلبي.

هم عائلة تنتج الوحوش، والمجنون الأكبر بينهم هو دوفلامنغو، الجوكر المجنون .

أن يعطوا عبداً فاكهة لوغيا؟ هذا تصرف جنوني، لكن له معنى.

توقفت لثوانٍ ألتقط أنفاسي.

اذا كان هنالك لوغيا الن يقتل متعه التنانين السماويه

سيغضبون من عاىله دون كهوتي

وهنا، شعرت بومضة فكرة:

لا بد أن هناك وسيلة لإيقافه.

بدأت أرتب الاحتمالات:

أن يكون هناك عبيد دُرّبوا على هاكي التصلب لمواجهة هذا النوع من الفواكه.

هذا احتمال ضعيف، فالتنانين لا يمنحون عبيدهم أسلحة كهذه.

وإن وجد، فسيكون عبدًا نادرًا للغاية.

وجود أسلحة تحتوي على حجر البحر – الكايروسكي .

وهذا الاحتمال منطقي أكثر، فالتنانين يحتكرون هذه المواد.

ربما أعطوا بعض العبيد أسلحة من الكايروسكي لضمان الإثارة والتوازن في اللعبة.

اللوجيا لا يهزم الا بالهاكي او الكايروسكي

عيناي اتسعتا.

اذا اردت النجاه يجب ان احصل على السلاح قبل ان اقابل المجنون

نظرت إلى سيفي الخيار الأول الذي اتخذته دون التفكير.

ربما ارتكبت خطاء عندما تجاهلت باقي الاسلحه

لكن الآن، لم يعد هناك مجال للندم.

يجب أن أبحث بين العبيد الآخرين، يجب أن أقتل من يملك الكايروسكي… قبل مواجهة الوحش الذي يختبئ بين المرايا.

أمسكت سيفي بقوة، وبدأت بالتحرك بسرعة أكبر.

الهاكي يرشدني إلى أي حركة قريبة،

2025/08/02 · 19 مشاهدة · 1476 كلمة
m6
نادي الروايات - 2025