الفصل 46: اختبارات الفضاء
ظلام
بعد دقائق
العالم الذي انفتح أمام لوكاس لم يُصمم للبشر.
كان عالماً تم تجميعه من الفوضى مكانًا ما وراء الزمن والمكان والمنطق. السماء لم تكن نهارًا ولا ليلًا، بل كانت تدريجياً تتدرج من اللون الأرجواني الداكن إلى الأحمر القاني، وكأن السماء الجريحة تحاول أن تلتئم. جزر عائمة تطفو بلا هدف فوق جبال وعرة. أنهار تجري إلى الأعلى. أشجار ملتوية على نفسها. الجاذبية تتذبذب..
لم يكن لدى لوكاس وقت للتفاعل قبل أن يُقذف إلى الأرض المتشققة السوداء.
سقط على الأرض بقوة، يكحُّ ورؤيته ضبابية.
"ما... هذا بحق الجحيم؟" تمتم، وهو يحاول النهوض.
ثم صدر صوت من الفراغ هادئ، خالٍ من العاطفة، لكنه مخيف:
[أهلاً بك في اختبارات الفضاء.] [الاختبار الحالي: المرحلة الأولى للبقاء.] [الهدف: القتل أو القتل.]
ثم تحرك العالم.
من الظلال، زحفت كائنات وحوش بيضاء كالعرق، ذات هياكل حشرية وأطراف طويلة تهتز..
جاءوا بلا تحذير، بلا تردد.
سحب لوكاس سيفه، لكن قبضته كانت ضعيفة. جسده لا يزال يحمل تعب الهالة الخانقة من القصر. قفز أول وحش ولحقه لوكاس بالكاد، مائلًا إلى الأسفل وواقفًا فقط بناءً على غريزته.
ضرب السيف، ورش الدم الأزرق.
+20 EXP
لكن وحشًا آخر عض في كتفه قبل أن يتمكن من الرد.
صرخ، ساقطًا على الأرض، يتدحرج يركل الوحش بعيدًا بيأس متجرد. جاء ثلاثة آخرون. قاتل. نزف. قتل. مرارًا وتكرارًا. حتى أصبحت ذراعيه مخدرة، وسيفه يرتجف في يديه.
بحلول الوقت الذي سقطت فيه الوحوش ميتة حوله، انهار لوكاس بجانب صخرة مكسورة، وهو يلهث.
[ترقية المستوى: تم الوصول إلى المستوى 4.]
لم يكن لصوت الترقي أي معنى. الألم في جسده طغى على كل شيء آخر.
"أنا... لن أنجو من هذا، أليس كذلك؟" همس.
الأيام 2 - 7
كل صباح، إذا كان يمكن تسميته بذلك، كان يبدأ بالرعب.
تغير الطقس بشكل غير متوقع. بعض الأيام، كانت الأمطار الحمضية تتساقط من سحب غير موجودة. في أيام أخرى، كانت الأرض تتحول إلى رمل منصهر لساعة واحدة في المرة. لكن لا شيء كان أكثر خطرًا من الوحوش التي تتطور.
لقد نمت بسرعة.
بعضها يمكن أن يطير. آخرون يهاجمون من تحت الأرض. تعلم لوكاس أن يركض قبل أن يراهم، وتعلم أن ينام وعينه مفتوحة وسيفه مستريحًا عبر صدره.
في اليوم الرابع، هاجمه وحش بحجم جاكوار ذو جلد منصهر أثناء شربه من نهر. مزقت مخالبه ساقه في لحظة.
تمكن بالكاد من الهروب، وهو يجر نفسه إلى فجوة في الصخور، والدم يلوث التربة السوداء خلفه.
لبضع ساعات، ظل هناك، يرتجف.
"لماذا جسدي ضعيف إلى هذا الحد؟" تمتم. "لماذا... لا أستطيع أن أكون مثل سيمان؟"
لكنه رفض أن يتوقف.
صرخ عندما أعاد عظم ساقه المكسور إلى مكانه. بكى وهو يختبر الجرح باستخدام صخرة متوهجة. لكنه لم يمت.
بحلول نهاية الأسبوع، أصبح يقف بشكل أطول. كانت ضرباته أنظف. كانت حركاته أكثر حدة. وصل إلى المستوى 11، لكنه لم يحتفل.
الأسبوع 2: اليوم 8 - 14
توقفت الوحوش عن كونها جسدية.
أصبحت نفسية.
في اليوم التاسع، استفاق لوكاس ليجد ثلاث نسخ مثالية منه تقف في دائرة حوله. كانوا يبدون كما هو لكن عيونهم... كانت عيونهم فارغة.
تقدم واحد منهم إلى الأمام. "أنت لست بطلًا. أنت مجرد صدفة."
وأضاف الآخر: "كان يجب أن تبقى ميتًا. كما من قبل."
همس الثالث: "سيمان سينساك. أندريه. دارلين. جميعهم."
صك لوكاس أسنانه.
"اصمتوا..."
هجم عليهم. قاتلوا النسخ. كل ضربة جعلت شكوكه تصرخ بصوت أعلى. كان ينزف ليس من سيوفهم، بل من عقله الذي كان يتقطع.
ثم انفجر.
هجم عليهم، مدفوعًا بغضب، غرز سيفه في أحد النسخ. اختفى في انفجار دخاني.
تلاهم الآخرون، وتلاشى الجميع.
انخفض لوكاس إلى ركبتيه. لم يتحرك. فقط جلس هناك، وجهه خاليًا، والدموع تنساب بهدوء على خديه.
كان يكره هذا المكان. كان يكره كيف يجعله يشعر عاجزًا، بائسًا.
لكنه وقف.
لأنه إذا لم يفعل، سيموت هنا.
[ترقية المستوى: تم الوصول إلى المستوى 14] [ترقية المستوى: تم الوصول إلى المستوى 15] [تم فتح مهارة جديدة: الصمود العقلي المستوى 1]
في اليوم التالي، قاتل وحشًا ذو رأسين يصرخ بكل فمه. انتصر عليه بجذبه إلى حافة جرف.
في اليوم الذي تلاه، تعلم شل حية طائرة عن طريق ضرب جناحيها في منتصف الطيران.
وبحلول اليوم الرابع عشر... واجه كائنًا بحجم جبل صغير.
كان له عين ضخمة واحدة، لا فم له، وجسده مصنوع من ما بدا وكأنه فولاذ منصهر. لم يهاجم جسديًا. فقط حدق به، وشعر لوكاس بجسده يرتجف، وعقله يتفتت.
رؤى من الفشل. من الموت. من أن يتم نسيانه.
لكن لوكاس تنفس. وركز.
خطا خطوة تلو الأخرى، متجاهلًا الألم. وصل إلى قاعدة الكائن وغرز سيفه في ما بدا أنه نبض.
أطلق الكائن صرخة مدوية، ثم انفجر إلى ضوء.
[ترقية المستوى: تم الوصول إلى المستوى 16] [ترقية المستوى: تم الوصول إلى المستوى 17] [تم فتح اللقب: من يتحمل]
سقط لوكاس على ركبته، وسيفه لا يزال مغروزًا في الأرض.
كان يتنفس بصعوبة. ولكن هذه المرة، لم يبكِ. لم ينهار.
وقف.
ولأول مرة منذ أربعة عشر يومًا، ابتسم ليس لأنه كان سعيدًا.
ولكن لأنه لا يزال حيًا.
—